خطوة بخطوة نتعرف على التاريخ من بداية التتار إلى عين جالوت بقلم د.راغب السرجاني - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

خطوة بخطوة نتعرف على التاريخ من بداية التتار إلى عين جالوت بقلم د.راغب السرجاني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-01-14, 08:56   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
..عبد الاله..
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية ..عبد الاله..
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي









 


رد مع اقتباس
قديم 2011-01-14, 14:43   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
nassima 14
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية nassima 14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ..عبد الاله.. مشاهدة المشاركة
و فيك البركة أخي شكرا لمرورك









رد مع اقتباس
قديم 2011-01-16, 19:41   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
nassima 14
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية nassima 14
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24

فاحترقت المدينة حتى صارت خاوية على عروشها..."!
انتهى كلام ابن كثير ولا حول ولا قوة إلا بالله
هلكت المدينة المسلمة
هلك المجاهدون الصابرون فيها وكذلك هلك المستسلمون المتخاذلون
روى البخاري و مسلم عن أم المسلمين زينب بنت جحش رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم: " يا رسول الله أنهلك و فينا الصالحون !" قال: " نعم إذا كثر الخبث"
و كان الخبث قد كثر في هذه البلاد و من الخبث أن لا يرفع المسلمون سيوفهم ليدافعوا عن دينهم و أرضهم و عرضهم و من الخبث أن يصدق المسلمون عهود الكافرين بهم و من الخبث أن يتفرق المسلمون و يتقاتلوا فيما بينهم ومن الخبث ألا يحتكم المسلمون إلى كتاب ربهم و إلى سنة نبيهم محمد صلى الله عليه و سلم..
هذا كله من الخبث..!!
و إذا كثر الخبث لا بد أن تحدث الهلكة..! وصدق الرسول الحكيم صلى الله عليه وسلم
و هكذا هلكت بخارى في سنة 616 هجرية...!
ولكن..هل كانت هذه آخر المآسي؟ هل كانت آخر الكوارث؟؟..لقد كانت هذه أولى صفحات القصة كانت بداية الطوفان و بداية الإعصار و ستكون صفحات القصة القادمة أشد سوادا و أكثر دماء سيدخل المسلمون في سنة 617 هــ وهي بلا شك من أبشع و أسوأ و أظلم السنوات التي مرت على المسلمين عبر تاريخهم الطويل..
ودخلت سنة 617 هجرية...
و إنا لله و إنا إليه راجعون...!
كانت هذه السنة من أبشع السنوات التي مرت على المسلمين منذ بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم و إلى هذه اللحظة لقد علا فيها نجم التتار..و احتاجوا البلاد الإسلامية اجتياحا لم يُسبق و أحدثوا فيها من المجازر و الفظائع و المنكرات ما لم يُسمع به و مالا يُتخيل أصلا...
ورأى أنه من المناسب أن نقدم لهذه الأحداث بكلام المؤرخ الإسلامي العلامة "ابن الأثير الجزري" رحمه الله في كتابه القيم (الكامل فيلا التاريخ) و كلامه في غاية الأهمية..و يعتبر به جدا في هذا المجال أكثر من غيره لأنه كان معاصرا لكل هذه الأحداث و ليس كل من رأى كمن سمع...
اسمعوا ماذا يقول ابن الأثير رحمه الله وهو يقدم لشرحه لقصة التتار في بلاد المسلمين:
" لقد بقيت عدة سنين معرضا عن ذكر هذه الحادثة استعظامها لها كارها لذكرها فأنا أقدم إليه رجلا و أؤخر أخرى فمن الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام و المسلمين؟ و من الذي يهون عليه ذكر ذلك؟ فياليت أمي لم تلدني و ياليتني مت قبل هذا و كنت نسيا منسيا إلا أنه حثني جماعة من الأصدقاء على تسطيرها و أنا متوقف ثم رأيت أن ترك ذلك لا يجدي نفعا نقول: هذا الفصل يتضمن ذكر الحادثة العظمى و المصيبة الكبرى التي عقمت الأيام و الليالي عن مثلها عمت الخلائق و خصّت المسلمين فلو قال قائل: إن العالم منذ خلق الله سبحانه و تعالى آدم إلى الآن لم يُبتلوا بمثلها لكان صادقا فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها ولا يدانيها.. ومن أعظم ما يذكرون من الحوادث ما فعله "بختنصر" ببني إسرائيل من القتل و تخريب البيت المقدس، وما البيت المقدس إلى ما خرب هؤلاء الملاعين من البلاد التي كل مدينة منها أضعاف البيت المقدس؟! و ما بنو إسرائيل إلا من قتلوا؟! فإن أهل مدينة واحدة ممن قتلوا أكثر من بني إسرائيل، ولعل الخلق لا يرون مثل هذه الحادثة إلى أن ينقرض العالم و تفنى الدنيا إلا يأجوج و مأجوج، و أما الدجال فإنه يبقي على من تبعه و يهلك من خالفه و هؤلاء لم يبقوا على أحد بل قتلوا النساء و الرجال و الأطفال، وشقوا بطون الحوامل، وقتلوا الأجنة، فإن لله و إن إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم لهذه الحادثة التي استطال شررها، وعم ضررها وصارت في البلاد كالسحاب استدبرته الريح.."
كانت هذه مقدمة كتبها ابن الأثير رحمه الله لكلام طويل يفيض ألما و حزنا و هما وغما..
لقد كارثة على العالم الإسلامي.. كارثة بكل المقاييس..كارثة بمقاييس الماضي و الحاضر..وكارثة أيضا لمقاييس المستقبل..
فإن هذه المصيبة فعلا تتضاءل إلى جوارها كثير من مصائب المسلمين فيكل العصور...
ماذا حدث في سنة 617 هجرية؟

اجتياح "سمرقند.." :
فبعد أندمر التتار مدينة بخارى العظيمة، و أهلكوا أهلها و حرقوا ديارها و مساجدها و مدارسها، انتقلوا إلى المدينة المجاورة "سمرقند" (وهي أيضا في دولة أوزباكستان الحالية) و اصطحبوا في طريقهم مجموعة كبيرة من أسرى المسلمين من مدينة بخارى، وكما يقول ابن الأثير:" فصاروا بهم على أقبح صورة فكل من أعيا و عجز عن المشي قتل ..."
أما لماذا كانوا يصطحبون الأسرى معهم؟ فلأسباب كثيرة:
أولا: كانوا يعطون كل عشرة من الأسرى علما من أعلام التتار يرفعونه، فإذا رآهم أحد من بعيد ظن أنهم من التتار، وبذلك تكثر الأعداد في أعين أعدائهم بشكل رهيب ، فلا يتخيلون أنهم يحاربونهم، و تبدأ الهزيمة النفسية تدب في قلوب من يواجهونها..
ثانيا: كانوا يجبرون الأسرى على أن يقاتلوا معهم ضد أعدائهم..
ومن رفض القتال أو لم يظهر فيه قوة قتلوه...
ثالثا: كانوا يتترسون بهم عند لقاء المسلمين، فيضعونهم في أول الصفوف كالدروع لهم ، ويختبئون خلفهم و يطلقون من خلفهم السهام و الرماح،وهم يحتمون بهم..
رابعا: كانوا يقتلونهم على أبواب المدن لبث الرعب في أعدائهم، وإعلامهم أن هذا هو المصير الذي ينتظرهم إذا قاوموا التتار ...
خامسا: كانوا يبادلون بهم الأسرى في حال أسر رجال من التتار في القتال ...وهذا قليل لقلة الهزائم في جيش التتار ...

كيف كان الوضع في "سمرقند"؟
كانت "سمرقند" من حواضر الإسلام العظيمة، و من أغنى مدن المسلمين في ذلك الوقت، ولها قلاع حصينة وأسوار عالية ... ولقيمتها الإستراتيجية و الاقتصادية فقد ترك فيها "محمد بن خوارزم شاه" زعيم الدولة الخوارزمية خمسين ألف جندي خوارزمي لحمايتها...هذا فوق أهلها وكانوا أعدادا ضخمة تقدر بمئات الآلاف ..أما "محمد بن خوارزم شاه" نفسه فقد استقر في عاصمة بلاده مدينة"أورجندة"
وصل جنكيز خان إلى مدينة "سمرقند" وحاصرها من كل الاتجاهات,,, وكان من المفروض أن يخرج له الجيش الخوارزمي النظامي، ولكن لشدة الأسف ..لقد دب الرعب في قلوبهم، وتعلقوا بالحياة تعلقا مخزيا، فأبوا أن يخرجوا للدفاع عن المدينة المسلمة..!
فاجتمع أهل البلاد و تباحثوا في أمرهم بعد أن فشلوا في اقناع الجيش المتخاذل أن يخرج للدفاع عنهم..
وقرر بعض الذين في قلوبهم حمية من عامة الناس أن يخرجوا لحرب التتار.. و بالفعل خرج سبعون ألف من شجعان البلاد ، و من أهل الجلد ، ومن أهل العلم..خرجوا جميعا على أرجلهم دون خيول ولا دواب..و لهم يكن لهم من الدراية العسكرية حظا يمكنهم من القتال ولكنهم فعلوا ما كان يجب أن يفعله الجيش المتهاون الذي لم تستيقظ نخوته بعد ...
و عندما رأى التتار أهل "سمرقند" يخرجون لهم قرر القيامة بخدعة خطيرة، وهي الانسحاب المتدرج من حول أساور المدينة، في محاولة لسحب المجاهدين المسلمين بعيدا عن مدينتهم..
وهكذا بدأ التتار يتراجعون عن"سمرقند" و قد نصبوا الكمائن خلفها..ونجحت خطة التتار و بدأ المسلمون المفتقدون لحكمة القتال يطمعون فيهم و يتقدمون خلفهم..
حتى إذا ابتعد الرجال المسلمين عن المدينة بصورة كبيرة أحاط جيش التتار بالمسلمين تماما.. وبدأت عملية تصفية بشعة لأفضل رجال "سمرقند"..
كم من المسلمين قتل في هذا اللقاء غير المتكافئ ؟
لقد قتلوا جميعا..!
لقد استشهدوا عن آخرهم ...!
فقد المسلمون في "سمرقند" سبعين ألف من رجالهم دفعة واحدة..(أتذكرون كيف كانت مأساة المسلمين يوم فقدوا سبعين رجلا فقط في موقعة أحد ؟!). و الحق أن هذه لم يكن مفاجأة ، بل كان أمرا متوقعا، لقد دفع المسلمون ثمن عدم استعدادهم للقتال، وعدم اهتمامهم بالتربية العسكرية لأبنائهم، وعدم الاكتراث بالقوة الهائلة التي تحيط بدولتهم...
و عاد التتار مجددا لحصار "سمرقند"..
و أخذ الجيش الخوارزمي النظامي قرارا مهينا ..!
من لقد قرروا أن يطلبوا الأمان من التتار على أن يفتحوا أبواب البلدة لهم و ذلك مع أنهم يعلمون أن التتار لا يحترمون العهود،ولا يرتبطون بالاتفاقيات، وما أحداث بخارى منهم ببعيد، ولكن تمسكهم بالحياة إلى آخر درجة جعلهم يتعلقون بأهداب أمل مستحيل.. وقال لهم عامة الناس: إن تاريخ التتار معهم واضح..









رد مع اقتباس
قديم 2011-01-18, 01:32   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
نذير1962
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية نذير1962
 

 

 
إحصائية العضو










M001










رد مع اقتباس
قديم 2011-01-18, 17:38   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
nassima 14
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية nassima 14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نذير1962 مشاهدة المشاركة
شكرا لمرورك الطيب









رد مع اقتباس
قديم 2011-01-19, 12:51   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
nassima 14
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية nassima 14
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24 هروب الزعيم الإسلامي

و لكنهم أصروا على التسليم فهم لا يتخيلون مواجهة معا التتار و بالطبع وافق التتار على إعطاء الأمان الوهمي للمدينة وفتح الجيش أبواب المدينة بالفعل ولو يقدر عليهم عامة الناس فقد كان الجيش الخوارزمي كالأسد على شعبه و كالنعامة أمام الجيوش الأعداء...!
و فتح الجنود الأبواب للتتار و خرجوا لهم مستسلمين فقال لهم التتار: ادفعوا إلينا سلاحكم و أموالكم و دوابكم ونحن نسيّركم إلى مأمنكم ففعلوا ذلك في خنوع و لما أخذ التتار أسلحتهم و دوابهم فعلوا ما كان متوقعا منهم لقد وضعوا السيف في الجنود الخوارزمية فقتلوهم عن آخرهم..!! ودفع الجند جزاء ذلتهم ولا حول ولا قوة إلا بالله..
ثم دخل التتار مدينة "سمرقند" العريقة ففعلوا بها مثل ما فعلوا في "بخارى" فقتلوا أعدادا لا تحصى من الرجال و النساء و الأطفال و نهبوا كل ثروات البلد و انتهكوا حرمات النساء و عذبوا الناس بأنواع العذاب البشعة بحثا عن أموالهم و سبوا أعدادا هائلة من النساء و الأطفال و من يصلح للسبي لكبر سنه أو لضعف جسده قتلوه و أحرقوا الجامع الكبير و تركوا المدينة خرابا...!
كيف سمع المسلمون في أطراف الأرض آنذاك بهذه المجازر ولم يتحركوا؟؟؟؟
كيف وصل إليهم انتهاك كل حرمة للمسلمين ولم يتجمعوا لقتال التتار؟؟
كيف علموا بضياع الدين و ضياع النفس و ضياع العرض و ضياع المال ثم مازالوا متفرقين ؟!.. لقد كان كل حاكم المسلمين يحكم قطرا صغيرا و يرفع عليه علما ويعتقد أنه في أمان ما دامت الحروب لا تدور في قطره المحدود..! لقد كانوا يخدعون أنفسهم بالأمان الوهمي حتى لو كانت الحرب على بعد أميال منهم..!ولا تندهش مما تقرأ الآن.. وخبرني بالله عليك: كم جيشا مسلما تحرك لنجدة المسلمين في الفلوجة أو في فلسطين؟؟!
لم يفكر حاكم من حكام المسلمين آنذاك أن الدائرة حتما ستدور عليه.. و أن ما الحدث في بخارى و سمرقند ما هو إلا مقدمة لأحداث دامية أليمة سيعاني منها كل المسلمين ولن ينجو منها قريب ولا بعيد.. ولا حول ولا قوة إلا بالله..
نهاية ذليلة!!
و استقر جنكيز خان –لعنة الله- بسمرقند فقد أعجبته المدينة العملاقة التي لم ير مثلها قبل ذلك و أول ما فكر فيه هو قتل رأس هذه الدولة ليسهل عليه بعد ذلك احتلالها دون خوف من تجميع الجيوش ضده فأرسل عشرين ألفا من فرسانه يطلبون "محمد بن خوارزم شاه" زعيم البلاد...وإرسال عشرين ألف جندي فقط فيه إشارة كبيرة إلى استهزاء جنكيز خان بمحمد بن خوارزم و بأمته فهذا الرقم الهزيل لا يقارن بالملايين المسلمة التي سيتحرك هذا الجيش التتري في أعماقها.. ولنشاهد ماذا فعلت هذه الكتيبة التترية الصغيرة قال لهم جنكيز خان: "اطلبوا خوارزم شاه أين كان ولو تعلق بالسماء.."
فانطلق الفرسان التتار إلى مدينة " أورجندة" حيث يستقر "محمد بن خوارزم شاه" وهي مدينة تقع على الشاطئ الغربي من نهر جيحون (نهر أموداريا) وجاء الجنود التتار من الجانب الشرقي للنهر و هكذا فصل النهر بين الفريقين و تماسك المسلمون ولكن هذا التماسك لم يكن إلا لعلمهم أن النهر يفصل بينهم و بين التتار وليس مع التتار سفن...!!
ماذا فعل التتار؟!
لقد أخذوا في إعداد أحواض خشبية كبيرة ألبسوها جلود البقر حتى لا يدخل فيها الماء ثم وضعوا في هذه الأحواض سلاحهم و عتادهم و متعلقاتهم ثم أنزلوا الخيول في الماء و الخيول تجيد السباحة ثم أمسكوا بأذناب الخيول و أخذت الخيول تسبح و الجنود خلفها.. ويسحبون خلفهم الأحواض الخشبية بما فيها سلاح و غيره..
وبهذه الطريقة عبر جيش التتار نهر جيحون ولا أدري أين كانت عيون الجيش الخوارزمي المصاحب لمحمد بن خوارزم شاه وفوجئ المسلمون بجيش التتار إلى جوارهم ومع أن أعداد المسلمين كانت كبيرة إلا أنهم كانوا قد ملئوا من التتار رعبا و خوفا و ما كانوا يتماسكون إلا لاعتقادهم أن النهر الكبير يفصل بينهم و بين وحوش التتار.. أما الآن وقد أصبح التتار على مقربة منهم فلم يصبح أمامهم إلا طريق واحد.. أتراه طريق القتال؟؟
لا ...بل طريق الفرار..!!
و كما يقول ابن الأثير رحمه الله: "ورحل خوارزم شاه لا يلوي على شيء في نفر من خاصته" و اتجه إلى نيسابور ( في إيران حاليا) أما الجند فقد تفرق كل منهم في جهة... ولا حول ولا قوة إلا بالله.. أما التتار فكانت لهم مهمة محددة و هي البحث عن محمد بن خوارزم شاه و لذلك فقد تركوا أورجندة و انطلقوا في اتجاه نيسابور مخترقين الأراضي الإسلامية في عمقها .. وهم لا يزيدون عن عشرين ألفا ! و جنكيز خان مازال مستقرا في سمرقند وكان من الممكن أن تحاصر هذه المقدمة التترية في أي بقعة من بقاع البلاد الإسلامية التي يتجولون فيها.. ولكن الرعب كان قد استولى على قلوب المسلمين فكانوا يفرون منهم في كل مكان وقد أخذوا طريق الفرار اقتداء بزعيمهم الذي ظل يفر من بلد إلى آخر كما نرى...
ولم يكن التتار في هذه المطاردة الشرسة يتعرضون لسكان البلاد بالسلب أو النهب أو القتل لأن لهم هدفا واضحا فهم لا يريدون أن يضيعوا وقتا في القتل و جمع الغنائم و إنما يريدون فقط اللحاق بالزعيم المسلم ومن جانب آخر فإن الناس لم يتعرضوا لهم لئلا يثيروا حفيظتهم فيصيبهم من أذاهم...!
و هكذا وصل التتار إلى مسافة قريبة من مدينة نيسابور العظيمة في فترة وجيزة و لم يتمكن " محمد بن خوارزم شاه " من جمع الأنصار و الجنود فالوقت ضيق و التتار في أثره فلما علم بقربهم من نيسابور ترك المدينة و اتجه إلى مدينة "مازندران" ( من مدن إيران) فلما علم التتار ذلك لم يدخلوا نيسابور بل اتجهوا خلفه مباشرة فترك مازندران إلى مدينة " الري" ثم إلى مدينة " همذان" و التتار في أثره ثم عاد إلى مدينة " مازندران" في فرار مخز وفاضح ثم اتجه إلى إقليم " طبرستان" ( الإيراني) على ساحل بحر الخزر ( بحر قزوين) حيث وجد سفينة فركبها وسارت به إلى عمق البحر و جاء التتار ووقفوا على الساحل ولم يجدوا ما يركبونه خلفه..
لقد نجحت خطة الزعيم الخوارزمي المسلم...! نجحت خطة الفرار!
و صل الزعيم محمد بن خوارزم في فراره إلى جزيرة في وسط بحر قزوين و هناك رضي بالبقاء فيها في قلعة كانت هناك في فقر شديد و حياة صعبة وهو الملك الذي ملك بلادا شاسعة و موالا لا تعد و لكن رضي بذلك لكي يفر من الموت..!
و سبحان الله فإن الموت لا يفر منه أحد فما هي إلا أيام حتى مات "محمد بن خوارزم شاه" في هذه الجزيرة في داخل القلعة وحيدا طريدا شريدا فقيرا حتى إنهم لم يجدوا ما يكفنوه به فكفنوه في فراش كان ينام عليه...!
" أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة.."
أيهما أشرف يا إخواني؟؟..أن يموت الزعيم المسلم ذليلا في هذه الجزيرة في عمق البحر أم يموت رافع الرأس ثابت الجأش مطمئن القلب في ميدان الجهاد؟؟!
أيهما أشرف.. أن يموت مقبلا أم يموت مدبرا؟؟!
أيهما أشرف.. أن يموت هاربا أم أن يموت شهيدا؟؟!
إن الإنسان لا يختار ميعاد موته، و لكنه يستطيع أن يختار طريقة موته الشجاعة لا تقتصر الأعمار كما أن الفرار و الهرب و الجبن لا تطيلها أبدا..و الذي يعيش مجاهدا في سبيل الله يموت مجاهدا في سبيل الله و إن مات على فراشه..
روى الأمام مسلم عن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن رسول الله عليه و سلم و قال:
" من سأل الله الشهادة بصدق بلغة الله منازل الشهداء و إن مات على فراشه"
ونعود إلى ابن الأثير رحمه الله وهو يحكي لنا عن سيرة "محمد بن خوارزم شاه" الذاتية لنجد فيها أمورا عجيبة فعندما تقرأ صفته تجد أنك أمام عظيم من عظماء المسلمين فإذا راجعت حياة الرجل الأخيرة و خاتمته و فراره و هزيمته تبدى غير ذلك..فما السر في حياة هذا الرجل؟!
يقول أبن الأثير وحمه الله في ذكر سيرته:
" وكانت مدة ملكه إحدى و عشرين سنة و شهورا تقريبا و اتسع ملكه و عظم محله و أطاعه العالم بأسره و ملك من حد العراق إلى تركستان و ملك بلاد غزنة (في أفغانستان) و بعض الهند و ملك سجستان و كرمان ( باكستان) و طبرستان و جرجان و بلاد الجبال و خراسان و بعض فارس (و كلها مناطق في إيران..).."
إذن من هذه الفقرة يتضح أنه كان عظيما في ملكه..استقر له الوضع في بلاد واسعة لفترة طويلة.. ومن هنا يظهر حسن إرادته لبلاده حتى إن ابن الأثير يقول في فقرة أخرى:
"و كان صبورا على التعب و إدمان السير غير متنعم ولا مقبل على اللذات إنما همه في الملك و تدبيره و حفظه و حفظ رعاياه.."
و عندما تحدث عن حياته الشخصية العلمية قال:
" وكان فاضلا عالما و كان مكرما للعلماء محبا محسنا إليهم يكثر مجالستهم و مناظرتهم بين يديه و كان معظما لأهل الدين مقبلا متبركا بهم.."
هذا الوصف لمحمد بن خوارزم شاه يمثل لغزا كبيرا للقارئ.. فكيف يكون على هذه الصفة النبيلة ثم تحدث له هذه الهزائم المنكرة؟ و كيف لا يجد جيشا من كل أطراف مملكته الواسعة يصبر على حرب التتار..حتى ينتهي هذه النهاية المؤسفة؟!
و كنت في حيرة من أمري و أنا أحلل موقفه الأثير.. لولا أني وجدت نصا في مكان آخر في ابن الأثير أيضا يفسر كثيرا من الألغاز في حياة هذا الرجل.. وفي تفسير هذه الحقبة من حياة الأمة الإسلامية..
يقول ابن الأثير رحمه الله:
"وكان "محمد بن خوارزم شاه" قد استولى على البلاد و قتل ملوكها و أفناهم و بقي هو وحده سلطان البلاد جميعا فلما انهزم من التتار لم يبق في البلاد من يمنعهم ولا من يحميها.."
وفي هذا النص تفسير واضح جلي لمدى المأساة التي كان يعيشها في ذلك الوقت.. لقد كان "محمد بن خوارزم شاه" جيدا في ذاته وفي إدارته لكنه قطع كل العلاقات بينه و بين من حوله من الأقطار الإسلامية.. لم يتعاون معها أبدا بل على العكس قاتلها الواحدة تلو الأخرى.. وكان يقتل ملوك هذه الأقطار و يضمها إلى مملكته ولا شك أن هذا خلف أحقادا كبيرة في قلوب سكان هذه البلاد و هذا ليس من الحكمة في شيء.. انظروا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم عندما كان يفتح البلاد كان يولي زعماء هذه البلاد عليها و يحفظ لهم مكانتهم و يبقي لهم ملكهم فيضمن بذلك ولاءهم و حب الناس له.. فأبقى على حكم البحرين ملكها المندر بن ساوى، و أبقى على حكم عمان ملَكيها: جيفر و عباد..بل و أبقى على اليمن باذان بن سامان الفارسي عندما أسلم و هكذا..
"إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص"
كان هذا هو سر اللغز في حياة قائد عالم فقيه اتسع ملكه و كثرت جيوشه.. ثم مات طريدا شريدا وحيدا في جزيرة نائية في عمق البحر...
وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إذ يقول فيما رواه النسائي و أحمد عن أبي الدرداء رضي الله عنه:
"عليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية" أي يأكل الغنم القاصية..
ماذا فعل التتار بعد أن هرب منهم "محمد بن خوارزم شاه"؟
ماذا فعلت الفرقة التي تبلغ عشرين ألف فارس فقط.. وقد توغلت في أعماق الدولة الإسلامية؟؟

اجتياح فارس:

كانت المسافة بين الفرقة التترية الصغيرة و بين القوة الرئيسية لجنكيز خان في "سمرقند" تزيد على ستمائة و خمسين كيلومترا.. هذا في الطرق السوية و المستقيمة فإذا أخذت في الاعتبار الطبيعة الجبلية لهذه المنطقة و إذا أخذت في الاعتبار أيضا الأنهار التي تفصل بين "سمرقند" و منطقة بحر قزوين و التي كانت تعتبر من العوائق الطبيعية الصعبة بالإضافة إلى أن التتار ليسوا من سكان هذه المناطق و لا يعرفون مسالكها و دروبها و طرقها الفرعية كل ذلك إلى جانب العداء الشديد الذي يكنه أهل هذه المناطق المنكوبة للتتار..
إذا أخذت كل ما سبق في الاعتبار فإنك تعلم أن جيش التتار أصبح مقطوعا عن مدده في "سمرقند" بصورة كبيرة..و أصبح في موقف حرج لا يحسد عليه بالمرة.. وهو ليس بكبير العدد .. إنما هو عشرون ألفا فقط فإذا أضفت إلى كل الاعتبارات السابقة الكثافة السكانية الإسلامية الهائلة في تلك المناطق أدركت أن فرقى التتار ستهلك لا محالة فلو خرج عليها أهل البلاد – وقد تجاوزوا الملايين بلا مبالغة – فإن التتار لا يقدرون عليهم بأي حال من الأحوال....
كان هذا تحليل الورقة و القلم
فما ذا حدث على أرض الواقع؟؟
لقد شاهدنا أمرا عجيبا مخزيا مشينا....!!









رد مع اقتباس
قديم 2011-01-26, 01:42   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
nassima 14
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية nassima 14
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24 هزيمة و ذل و هوان

لقد دبت الهزيمة النفسية في قلوب المسلمين و تعلقوا بدنياهم الذليلة تعلقا لا يفهم.. ورضوا أن يبقوا قراهم و مدنهم ينتظرون الموت على أيدي الفرقة التترية الصغيرة....
روى أبو داود عن ثوبان قال: قال رسول الله عليه و سلم: " يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها" فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال :" بل أنتم يومئذ كثير و لكنكم غثاء كغثاء السيل..ولينزعن الله من صدوركم المهابة منكم و ليقذفن الله في قلوبكم الوهن" فقال قائل يا رسول الله و ما الوهن؟ قال : " حب الدنيا و كراهية الموت" .
لقد سيطر حب الدنيا على القلوب و كره المسلمون الموت في سبيل الله فأصبحوا كالغثاء الذي يحمله السيل..إذا توجه السيل شرقا شرقوا معه و إذا توجه غربا عرّبوا معه لا رأي ولا هدف و لا طموح ، و نزع الله عز وجل مهابة المسلمين من قلوب التتار فما عادوا يكترثون بالأعداد الغفيرة و ألقى في قلوب المسلمين الوهن و الضعف و الخور حتى كانت أقدم المائة من المسلمين لا تقوى على حملهم إذا واجهوا تتريًا واحدا !! ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
ماذا فعلت الفرقة التترية الخاصة؟
لقد عادوا من شاطئ بحر(قزوين) إلى بلاد "مازندران" (في إيران) فملكوها في أسرع وقت مع حصانتها و صعوبة الدخول إليها و امتناع قلاعها و كانت من أشد بلاد المسلمين قوة... حتى إن المسلمين لما ملكوا بلاد الأكاسرة جميعها من العراق إلى أقاصي خراسان أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يستطيعوا أن يدخلوا مازندران ولم تدخل إلا في زمان سليمان بن عبد الملك –رحمه الله- الخليفة الأموي المعروف..ولكن التتار دخلوها بسرعة عجيبة لا لقوتهم ولكن لضعف نفسيات أهلها في ذلك الوقت ولما دخلوها فعلوا ما فعلوه في غيرها، فقتلوا و عذبوا وسبوا و نهبوا و أحرقوا البلاد..
ثم اتجهوا من مازندران إلى الري (مدينة إيرانية كبيرة) و سبحان الله!!
و كأن الله عز وجل قد أراد أن يتم الذلة لمحمد بن خوارزم شاه حتى بعد وفاته فإن التتار وهم في طريقهم من مازندران إلى الري وجدوا في طريقهم والدته و معهم الأموال الغزيرة و الذخائر النفيسة التي لم يسمع بمثلها فأخذوا كل ذلك سبيا و غنيمة و أرسلوه من فورهم إلى جنكيز خان المتركز في "سمرقند" آنذاك...
ثم وصل التتار إلى الري فملكوها و نهبوا و سبوا الحريم و استرقوا الأطفال و فعلوا الأفعال التي لم يسمع بمثلها ثم فعلوا مثل ذلك في المدن و القرى المحيطة حتى دخلوا مدينة قزوين (من المدن الإيرانية أيضا) و اقتتلوا مع أهلها في داخل البلد و قتلوا من هل قزوين المسلمين ما يزيد عن أربعين ألفا..!
ولا حول ولا قوة إلا بالله...!!

اجتياح أذربيجان..
اتجه التتار إلى غرب بحر قزوين حيث إقليم أذربيجان المسلم...
مر التتار في طريقهم على مدينة تبريز (هي كانت مدينة أذربيجان في ذلك الوقت بينما هي الآن من المدن شمال إيران)فقرر زعيم أذربيجان "أوزبك بن البهلوان" –وكان يستقر في مدينة تبريز- أن يصالح التتار على الأموال و الثياب و الدواب ولم يفكر مطلقا في حربهم لأنه كان لا يفيق من شرب الخمر ليلا أو نهارا !! ورضي التتار منه بذلك ولم يدخلوا تبريز لأن الشتاء القارس كان قد حل و تبريز في منطقة باردة جدا فاتجه التتار إلى الساحل الغربي لبحر قزوين و بدءوا في اجتياح الناحية الشرقية لأذربيجان متجهين ناحية الشمال...
اجتياح أرمينيا وجورجيا..
هذان الإقليمان يقعان في غرب و شمال أذربيجان وقد اتجهوا إليهما قبل الانتهاء من مدن أذربيجان لأنهم سمعوا بتجمع قبائل "الكرج" لهم وقبائل وثنية ونصرانية تقطن في منطقة جورجيا الروسية وكان بينهم وبين المسلمين قتال دائم وقد علموا أن الخطر يقترب منهم فتجمعوا في مدينة تفليس (في جورجيا الآن) وحدث هناك قتال طويل بينهم وبين التتار انتهى بانتصار التتار وامتلاك أرمينيا وجورجيا وقتل من الكرج مالا يحصى في هذه الواقعة..
ماذا فعل جنكيز خان في سنة 617 هجرية بعد مطاردة "محمد بن خوارزم شاه؟؟؟
بعد أن اطمأن جنكيز خان إلى هروب "محمد بن خوارزم شاه" زعيم البلاد في اتجاه الغرب و انتقاله من مدينة إلى أخرى هربا من الفرقة التترية المطاردة له بدأ جنكيز خان يبسط سيطرته على المناطق المحيطة بسمرقند وعلى الأقاليم الإسلامية الضخمة الواقعة في جنوب "سمرقند" و شمالها...
وجد جنكيز ختن أن أعظم الأقاليم و أقواها في هذه المناطق: إقليم خوارزم و إقليم خراسان...
أما إقليم خوارزم فهو الإقليم الذي كان نواة للدولة الخوارزمية واشتهر بالقلاع الحصينة و الثروة العددية و المهارة القتالية وهو يقع إلى الشمال الغربي من "سمرقند" ويمر به نهر جيحون (وهو الآن في دولتي أوزبكستان و تركمنستان) ولكن جنكيز خان أراد القيام بحرب معنوية تؤثر في نفسيات المسلمين قبل اجتياح هذه الأقاليم العملاقة فقرر البدء بعمليات إبادة و تدمير تبث الرعب في قلوب المسلمين في الإقليمين الكبيرين خوارزم وخراسان فأخرج جنكيز خان من جيشه ثلاث فرق:
فرقة لتدمير مدينة "ترمذ" (في تركمنستان الآن) وهي مدينة الإمام "الترميذي" صاحب السنن رحمه الله على بعد حوالي مائة كيلومتر جنوب "سمرقند"..
فرقة لتدمير قلعة "كلابة" وهي من أحصن قلاع المسلمين على نهر جيحون..
وقد قامت الفرق الثلاث بدورها التدميري كما أراد جنكيز خان فاستولت على كل هذه المناطق و أعلمت فيها القتل و الأسر و السبي و النهب و التخريب و الحرق مثلما اعتاد التتار أن يفعلوا في الأماكن الأخرى ووصلت الرسالة التترية إلى الشعوب المحيطة: إن التتار لا يرتوون إلا بالدماء ولا يسعدون إلا بالخراب و التدمير و أنهم لا يهزمون فعمت الرهبة منهم أرجاء المعمورة ولا حول ولا قوة إلا بالله.. ولما عادت هذه الجيوش من مهمتها القبيحة بدأ جنكيز خان يعد للمهمة الأقبح بدأ لاجتياح إقليمي خراسان و خوارزم...

اجتياح خراسان:
1-مدينة بلخ وما حولها (شمال أفغانستان الآن):
هذه المدينة تقع جنوب مدينة ترمذ التي دمرها التتار منذ أيام قلائل ولا شك أن أخبار مدينة ترمذ قد وصلت إليهم وكان في قلوب أهل هذه البلدة رعب شديد من التتار فلما وصلت جيوش التتار إليهم طلبوا منهم الأمان وعلى غير عادة التتار فقد قبلوا أن يعطوهم الأمان ولم يتعرضوا لهم بالسلب أو النهب وقد تعجبت من فعل التتار مع أهل بلخ! وتعجبت لماذا لم يقتلوهم الأمان كما هي عادتهم؟! ولكن زال العجب عندما مرت الأيام ووجدت أن جنكيز خان قد عاد إلى بلخ و أمر أهلها أن يأتوا معه ليعاونوه في فتح مدينة مسلمة أخرى هي "مرو" كما سيأتي و الغريب أن أهلها جاءوا معه بالفعل لمحاربة أهل مرو..! و الجميع من المسلمين.. ولكن الهزيمة النفسية الرهيبة التي كان يعاني منها أهل بلخ نتيجة الأعمال البشعة التي تمت في مدينة ترمذ المجاورة لهم جعلتهم ينصاعون لأوامر جنكيز خان حتى وإن كانوا سيقتلون إخوانهم..!! وبذلك يكون جنكيز خان قد وفر قواته لمعارك أخرى وضرب المسلمين بعضهم ببعض..
وإن كنا نذكر ذلك سبيل العجب الآن فقد رأيناه في بقاع كثيرة في العالم الإسلامي وما زلنا نراه فقد استخدم الأمريكان أهل الشمال في أفغانستان (نفس منطقة بلخ) لحرب المسلمين في كابل سنة 2002 ميلادية واستخدم الأمريكان أيضا أكراد الشمال العراقي في حرب بقية العراق ولا حول ولا قوة إلا بالله..
2-اجتياح الطالقان:
اتجهت فرقة من التتار من "سمرقند" إلى منطقة الطالقان (شمال شرق أفغانستان بالقرب من طاجكستان) وقد صعب عليهم فتحها لمناعة حصونها فأرسلوا إلى جنكيز خان فجاء إليها و حاصرها شهورا حتى تم قتحها و قتلوا رجالها وسبوا نساءها و أطفالها و نهبوا أموالها و متاعها كما كانت عادهم...
3-مأساة مرو:
و مرو مدينة كبيرة جدا في ذلك الوقت وتقع الآن في دولة تركمنستان المسلمة على بعد أربعمائة و خمسين كيلومترا تقريبا غرب مدينة بلخ الأفغانية وقد ذهب إليها جيش كبير من التتار على رأسه بعض أولاد جنكيز خان و استعانوا في هذه الموقعة بأهل بلخ المسلمين كما ذكرنا من قليل.. وتحرك الجيش التتري الرهيب الذي لم تذكر الروايات عدده ولكنه كان جيشا هائلا يقدر بمئات الألوف.. هذا غير المسلمين من شمال أفغانستان وعلى أبواب مرو وجد التتار أن المسلمين في مرو قد جمعوا لهم خارج المدينة جيشا يزيد على مائتي ألف رجل وهو جيش كبير جدا بقياسات ذلك الزمان وكانت موقعة رهيبة بين الطرفين على أبواب مرو.. وحدث المأساة العظيمة ودارت الدائرة على المسلمين .









رد مع اقتباس
قديم 2011-01-26, 11:33   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
sihem imen
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية sihem imen
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم بارك الله فيكم بحث رائع خاصة عندما أرفقتموه و أثريتموه بالصور جزاكم الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2011-01-26, 11:49   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
best.2b
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية best.2b
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أين شمال إفريقيا كل هذا ....

لماذا لا نشيد ببطولات أجدادنا و كفاحهم عبر التاريخ ...










رد مع اقتباس
قديم 2011-01-27, 22:05   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
dmd39
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية dmd39
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2011-01-28, 17:44   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
nassima 14
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية nassima 14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sihem imen مشاهدة المشاركة
السلام عليكم بارك الله فيكم بحث رائع خاصة عندما أرفقتموه و أثريتموه بالصور جزاكم الله خيرا
نورتي الموضوع









رد مع اقتباس
قديم 2011-01-28, 17:48   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
nassima 14
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية nassima 14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة best.2b مشاهدة المشاركة
أين شمال إفريقيا كل هذا ....

لماذا لا نشيد ببطولات أجدادنا و كفاحهم عبر التاريخ ...
السلام عليكم أخي الكريم
و لما لا ربما إذا شاء الرحمن بعد انتهائي من هذا القصة نتعاون أنا و أنت على جمع معلومات حول شمال افريقيا و سرد بطولات أجدادنا
ما رأيك؟









رد مع اقتباس
قديم 2011-01-28, 17:52   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
nassima 14
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية nassima 14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dmd39 مشاهدة المشاركة









رد مع اقتباس
قديم 2011-01-28, 18:06   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
nassima 14
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية nassima 14
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24 استمرار مذابح التتار

وانطلق التتار يذبحون في الجيش المسلم حتى قتلوا معظمهم و اسروا الباقي ولم يسلم إلا القليل و نهبت الأموال و الأسلحة و الدواب من الجيش.. و يعلق ابن الأثير في أسى و إحباط على هذه الموقعة فيقول: "فلما وصل التتر إليهم التقوا واقتتلوا فصبر المسلمون و أما التتر فلا يعرفون الهزيمة" .
و تخيل جندا يقاتلون عدوهم وهم يعتقدون أن هذا العدو لا يهزم كيف تكون نفسيتهم؟ وكيف تكون معنوياتهم؟
وقعت الهزيمة المرة بالجيش المسلم و فتح الطريق لمدينة مرو ذات الأسوار العظيمة وكان بها من السكان ما يزيد عن سبعمائة ألف مسلم من الرجال و النساء و الأطفال..
وحاصر التتار المدينة الكبيرة وقد دب الرعب في قلوب أهلها بعد أن فني جيشهم أمام عيونهم ولم يفتحوا الأبواب للتتار مدة أربعة أيام وفي اليوم الخامس أرسل قائد جيش التتار (ابن جنكيز خان) رسالة إلى قائد مدينة مرو يقول فيها: "لا تهلك نفسك و أهل البلد و اخرج إلينا نجعلك أمير هذه البلدة و نرحل عنك.."
فصدق أمير البلاد ما قاله زعيم التتر و أوهم نفسه بالتصديق و خرج إلى قائد التتار فاستقبله قائد التتار استقبالا حافلا و احترمه و قربه ثم قال له في خبث: " أخرج لي أصحابك و مقربيك ورؤساء القوم حتى ننظر من يصلح لخدمتنا فنعطيه العطايا و نقطع له الإقطاعات و يكون معنا " فأرسل الأمير المخدوع إلى معاونيه و كبار وزرائه و جنده لحضور الاجتماع الهام مع ابن جنكيزخان شخصيا .. وخرج الوفد الكبير إلى التتار ولما تمكن منهم التتار قبضوا عليهم جميعا وقيدوهم بالحبال.."
ثم طلبوا منهم أن يكتبوا قائمتين طويلتين:
-أما القائمة الأولى: فتضم أسماء كبار التجار و أصحاب الأموال في مدينة مرو..
-و أما القائمة الثانية: فتضم أسماء أصحاب الحرف و الصناع المهرة..ثم أمر ابن جنكيز خان أن يأتي التتار بأهل البلد أجمعين فخرجوا جميعا من البلد حتى لم يبق فيها واحد ثم جاءوا بكرسي من ذهب قعد عليه ابن جنكيز خان ثم أصدر الأوامر الآتية:
الأمر الأول: أن يأتوا بأمير البلاد و بكبار القادة و الرؤساء فيقتلوا جميعا أمام عامة أهل البلد !! وبالفعل جاءوا بالوفد الكبير و بدءوا في قتله واحدا واحدا بالسيف و الناس ينظرون و يبكون..
الأمر الثاني: إخراج أصحاب الحرف و الصناع المهرة و إرسالهم إلى منغوليا للاستفادة من خبراتهم الصناعية هناك..
الأمر الثاني: إخراج أصحاب الأموال و تعذيبهم حتى يخبروا عن كل أموالهم ففعلوا ذلك ومنهم من كان يموت من شدة الضرب ولا يجد ما يكفي لافتداء نفسه...
الأمر الرابع: دخول المدينة و تفتيش البيوت بحثا عن المال و المتاع النفيس حتى إنهم نبشوا قبر السلطان "سنجر" أملا في وجود أموال أو ذهب معه في قبره..
و استمر هذا البحث ثلاثة أيام..
ثم الأمر الخامس الرهيب: أمر ابن جنكيز خان –لعنه الله ولعن أباه- أن يقتل أهل البلاد أجمعون..!!
وبدأ التتار يقتلون كل سكان مرو .. يقتلون الرجال..والنساء.. و الأطفال..!!
قالوا: إن المدينة عصت علينا وقاومت ومن قاوم فهذا مصيره..
يقول ابن الأثير رحمه الله:" و أمر ابن جنكيزخان بعد أن قتلوا جميعا أن يقوم التتار بإحصاء القتلى فكانوا نحو سبعمائة ألف قتيل فإنا لله و إنا إليه راجعون..!!
قتل من مدينة مرو سبعمائة ألف مسلم و مسلمة وهذا ما لا يتخيل و حقا فإنه لم تمر على البشرية منذ خلق آدم ما يشبه هذه الأفعال من قريب ولا بعيد ولا حول ولا قوة إلا بالله..
وفنيت مدينة مرو واختفى ذكرها من التاريخ..!!
4-اجتياح نيسابور:
و هي مدينة كبيرة أخرى من مدن إقليم خراسان (وهي تقع الآن في الشمال الشرقي لدولة إيران..) واتجه إليها التتار بعد أن تركوا خلفهم مدينة مرو وقد خربت تماما وهناك حاصروا مدينة نيسابور لمدة خمسة أيام ومع أنه كان بالمدينة جمع لا بأس به من الجنود المسلمين إلا أن أخبار مرو كانت قد وصلت إلى نيسابور فدب الرعب و الهلع في أوصال المسلمين و ما استطاعوا أن يقاوموا التتار ودخل التتار المدينة و خرجوا كل أهلها إلى الصحراء وجاء من أخبر ابن جنكيز خان أن بعضا من سكان مدينة مرو قد سلم من القتل و ذلك أنهم ضربوا بالسيف ضربات غير قاتلة و ظنهم التتار قد ماتوا فتركوهم و لذا فقد أمر ابن جنكيز خان في مدينة نيسابور أن يقتل كل رجال البلدة بلا استثناء و أن تقطع رؤوسهم لكي يتأكدوا من قتلهم ثم قام اللعين بسبي كل نساء المسلمين في مدينة نيسابور و أقاموا في المدينة خمسة عشر يوما يفتشون الديار عن الأموال و النفائس ..ثم تركوا نيسابور بعد ذلك أثرا بعد عين، ولا حول ولا قوة إلا بالله..
5-اجتياح هراة:
وهي من أحصن البلاد الإسلامية وكانت مدينة كبيرة جدا كذلك و تقع في الشمال الغربي لأفغانستان وتوجه إليها ابن جنكيز خان بقواته البشعة ولم تسلم المدينة من المصير الذي قابلته مدينتا مرو و نيسابور فقتل فيها كل الرجال و سبى كل النساء و خربت المدينة كلها و أحرقت..و إن كان أميرها – وكان يدعى "ملك خان" – قد استطاع الهروب بفرقة من جيشه في اتجاه غزنة في جنوب أفغانستان !!! وهكذا كان الملوك و الرؤساء في ذلك الزمن يوفقون إلى الهروب بينما تسقط شعوبهم في براثن التتار !!
وبسقوط هراة يكون إقليم خراسان قد سقط بكامله في أيدي التتار ولم يبقوا فيه على مدينة واحدة وتمت كل هذه الأحداث في عام واحد وهو العام السابع عشر بعد ستمائة من الهجرة ... وهذا من أعجب الأمور التي مرت بالأرض على الإطلاق..!


اجتياح خوارزم :
و خوارزم هي مركز عائلة خوارزم شاه و بها تجمع ضخم جدا من المسلمين بأسا و قوة وهي تقع الآن على حدود بين أوزبكستان و تركمنستان و تقع مباشرة على نهر جيحون و كانت تمثل للمسلمين قيمة اقتصادية و إستراتيجية و سياسية كبيرة...
و لأهمية هذه البلدة فقد وجه إليها جنكيزخان أعظم جيوشه و أكبرها و قد قام هذا الجيش بحصار المدينة لمدة خمسة أشهر كاملة دون أن يستطيع فتحها فطلبوا المدد من جنكيز خان فأمدهم بخلق كثير وزحفوا على البلد زحفا متتابعا وضغطوا عليه من أكثر من موضع حتى استطاعوا أن يحدثوا ثغرة في الأسوار ثم دخلوا إلى المدينة ودار قتال رهيب بين التتار و المسلمين وفني من الفريقين عدد كبير جدا إلا السيطرة الميدانية كانت للتتار ثم تدفقت جموع جديدة من التتار على المدينة و حلت الهزيمة الساحقة بالمسلمين و دار القتل على أشده فيهم وبدأ المسلمون في الهروب و الاختفاء في السراديب و الخنادق و الديار فقام التتار بعمل بشع إذ قاموا بهدم سد ضخم كان مبنيا على نهر جيحون و كان يمنع الماء عن المدينة و بذلك أطلقوا الماء الغزير على خوارزم فأغرق المدينة بكاملها.. ودخل الماء في كل السراديب و الخنادق و الديار و تهدمت ديار المدينة بفعل الطوفان الهائل ولم يسلم من المدينة أحد البتة !!
فمن نجت من القتل قتل تحت الهدم أو أغرق بالماء و أصبحت المدينة العظيمة خرابا و تركها التتار وقد اختفت من على وجه الأرض و أصبح مكانها ماء نهر جيحون ومن مر على المدينة الضخمة بعد ذلك لا يستطيع أن يرى أثرا لحياة سابقة وهذا لم يسمع بمثله في قديم الزمان و حديثه ، اللهم مع حدث مع قوم نوح و نعوذ بالله من الخذلان بعد النصر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله..
وكانت هذه الأحداث الدامية أيضا في عام 617 من الهجرة...!!









رد مع اقتباس
قديم 2011-01-29, 18:10   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
best.2b
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية best.2b
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nassima 14 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم أخي الكريم
و لما لا ربما إذا شاء الرحمن بعد انتهائي من هذا القصة نتعاون أنا و أنت على جمع معلومات حول شمال افريقيا و سرد بطولات أجدادنا
ما رأيك؟
إن شاء الله ... هاذا مايهما كجزائريين وهذا مايعتبر جزءا من هويتنا ...

كيتكملي إتصلي بي ..









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
التتار, السرجاني, بقلم, د.راغب, جالوت


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:50

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc