بين الواقع و الإفتراض ...حدثت الفجوة

[ثلجَة]

بسم الله و الصّلاة و السلام على رسول الله

لوهلة يتبين للمنتسب لكوكب جلفون أنّه يعيش في مدينة أفلاطون الفاضلة. الشيء الذي يجعلك في بعض الأحيان تتمنّى أن يبقى ضوئك الأخضر مشتعلا لا ينطفئ لأنّ هذا العالم يعتبر متنفّسا للكثيرين بمجرّد الولوج إليه. يمكن القول أنّ أمورا عدّة جعلته كذلك كالمثالية الزائدة أوما شابه، و لكن بمجرّد إنطفاء ذلك الضّوء يحدث الاصطدام بعالم تعمّه فوضى الحياة.
نحن جميعا نتّفق أن الأشخاص الموجودين في الحقل الافتراضي هم أنفسهم من ينتمون للعالم الحقيقي، يعني الجوهر هو نفسه لكن باسم
(و ليس بالضّرورة أن تكون كلّ الأسماء مستعارة ) و عالم مختلفين عن الواقع...
غير أنّ الملاحظ هو تباين الأفعال و تناقضها بين العالمين. فهل يعقل أن يتصرف أحد في الواقع بعكس ما كان ينادي به في لافتراضي من شعارات منمّقة إلاّ إذا كان ذو شخصية مزدوجة.
ألا ترون معي أنّ هناك فجوة كبيرة و تناقض بين الحقلين و إلا لماذا عند الانتقال بين هذا و ذاك تجد أنّ أمورا إيجابية قد حضرت في الافتراضي و غابت في الواقع. فعلى سبيل المثال قد يتفق جميع الأعضاء على أمر صائب و أنّه ما وجب تطبيقه و التّحلّي به كسلوك حضاري، و لكن بمجرّد العودة للواقع ينقلب الأبيض أسودا، أي كان القول إفتراضيا دون أن يكون الفعل واقعيا.
ما يحتاج الى نظر معمّق هو هذا التّحوّل من افتراضي مثالي الى واقعي ملّوث و كأنّ بك قد انتقلت من كوكب لآخرأو استيقظت من حلم جميل لتعيش كابوس اليقظة . قد يقول البعض أنّ ما سهل التّكلّم عنه و المناداة به في الافتراضي انّما صعب تطبيقه في الواقع لأن العقليات و المستويات مختلفة ، و لكن الأمر سيان فنحن هنا في المنتدى عبارة عن مجتمع افتراضي و جزء من المجتمع الواقعي، فعدد لا بأس به من طبقات المجتمع المثقفة تنتمي لهذا الفضاء الأنترناتي الرّحب ، و لكن ما وُجد في الافتراضي من مُثل عليا و غيرها قد افتقد في الواقع إلى درجة ما .

و الله المستعان