حاشا للأمام أحمد أن يكون على النحو الذي يصوّره المتمسلفة الجامية المَداخلة - الخوارج مع الدعاة المرجئة مع الطغاة ...
إن آثار العلماء تدل على الإنكار العلني على الحكام فبعض أئمة السلف خرج أوأيّد الخروج .. مثل أبي حنيفة النعمان الذي أيّد حركة محمد ذي النفس الزكية وهي حركة ثورية مسلحة خرجت على الخليفة . وبسبب تأييد أبو حنيفة لثورة ذي النفس الزكية قبضوا عليه إلى أن مات في سجنه. فهل ستصفون ابو حنيفة بالخارجي أو فقيه الخوارج ؟
وحتى مواقف الإمام أحمد والإمام مالك فهي تدحض ادعاءات المتمسلفة أتباع الفرقة الجامية وتنسفها نسفا فمالك وأحمد أنكروا على أئمتهم علنا ومن فوق المنابر ولم يلتزموا بوجوب نصح الحاكم سرا كما يزعم الجامية صنيعة المخابرات السعودية
ولو التزم الإمام أحمد بوجوب الكف والنصح سرا لما تعرض للعقاب والجلد اسواطا وأشواطا ولما بلغنا نبأ محنتهم في أمهات كتب المؤرخين .. فآثار الأئمة ومنهم الإمام أحمد تدل على الإنكار العلني على الحكام بخلاف ما يروجونه الجامية المداخلة.
و من أمثلة الإنكار العلني على الحكام عند الإمام أحمد بن حنبل
روى أبو نعيم في حلية الأولياء قصة عن الامام أحمد في الدعاء على المأمون قال فيها: (..ان خرج خادم وهو يمسح عن وجهه بكمه وهو يقول عز علي يا أبا عبدالله أن جرد أمير المؤمنين سيفا لم يجرده قط وبسط نطعا لم يبسطه قط ثم قال وقرابتي من رسول الله صلى الله عليه و سلم لا رفعت عن أحمد وصاحبه حتى يقولا القرآن مخلوق قال فنظرت إلى أحمد وقد برك على ركبتيه ولحظ السماء بعينيه ثم قال سيدي غر هذا الفاجر حلمك حتى يتجرأ على أوليائك بالقتل والضرب اللهم فإن يكن القرآن كلامك غير مخلوق فاكفنا مؤنته قال فوالله ما مضى الثلث الأول من الليل إلا ونحن بصيحة وضجة وإذا رجاء الحصار قد أقبل علينا فقال صدقت يا أبا عبدالله القرآن كلام الله غير مخلوق قد مات والله أمير المؤمنين ) حلية الأولياء 9/195
وقال الامام أحمد مبيناً خطورة ما فعله المأمون : وأي بلاء كان أكبر من الذي أحدث عدو الله وعدو الاسلام من إماتة السنة ؟ .
وكان إمامنا إذا ذكر المأمون قال: كان لا مأمون . ( طبقات الحنابلة 1/329 )[/size]
هذا هو الإمام أحمد شيخ المجاهدين ؛ سلفنا ؛ أما أنتم فسموا لنا رجالكم ؟ أعطونا اسم شيخ واحد ركب قطار المحنة والبلاء !! والشهادة والجهر بالحق في وجه سلطان جائر , فمشايخكم إما رعديد جبان أو لسان حال طاغية من الطغاة أو مخبر واشي أو منبطح على أعتاب الملوك
أمّا المشايخ المعتبرون عندنا فهم سلسلة طويلة تمتد من الحسين بن علي رضوان الله عليه إلى عبد الله بن الزبير إلى الفقيه أبي حنيفة الذي أيّد الثورة المسلحة لمحمد ذي النفس الذكية ضد الخليفة , إلى الإمام مالك الذي أفتى ببطلان البيعة فضرب أسواطا حتى انخلعت كتفه , إلى الإمام أحمد بن حنبل الذي جاهر بمعاضرة الخليفة في فتنة خلق القرآن , مرورا بموكب الشهداء بإذن الله حسن البنا وسيد قطب ومحمد فرغلي ومروان حديد وعبد الله عزام , دون أن ننسى مشايخ الجزائر الذين عُرفوا بمقارعة الباطل والنظام أمثال الشيخ مصباح والشيخ الإبراهيمي وإخوانهم فانتهى بهم الأمر بين منفي إلى الصحراء أو أسير تحت الإقامة الجبرية
أولئك آبائي فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع.
هؤلاء مشايخنا
أما أنتم يا جامية ففتشوا عن مشايخكم فلن تجدوهم إلا أذنا للسلطان يتجسسون بها , أو يد للسلطان يبطشون بها أو رجلا يمشون بها أو سوطا يجلدون به ظهور العلماء الربانيين والصادحين بالحق