بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مما لا شك فيه أن كل مسلم يعتز بإسلامه يتمنى أن يعيش تحت كنف خلافة إسلامية على منهاج النبوة كالتي كانت في زمن الخلفاء الراشدين
وقد بشرنا الرسول عليه الصلاة والسلام بأن هذه الخلافة ستعود في آخر الزمان وذلك في الحديث الي رواه الإمام أحمد عن النعمان بن بشير رضي الله عنه الله، قال: كنا جلوساً في المسجد فجاء أبو ثعلبة الخشني فقال: يا بشير بن سعد أتحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمراء، فقال حذيفة: أنا أحفظ خطبته. فجلس أبو ثعلبة.
فقال حذيفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت).
والظاهر من الحديث أننا اليوم في مرحلة الحكم الجبري مهما كان نوع النظام سواء كان ملكي أو ديمقراطي أو ديكتاتوري والمرحلة القادمة بإذن الله ستكون خلافة على منهاج النبوة
والخلافة التي على منهاج النبوة لن تسفر عنها الثورات العربية، فهذه الثورات يشارك فيها الإسلامي والعلماني والنصراني ...
بل يصرح الكثير من المشاركين في هذه الثورات بأنهم لا يريدونها دولة إسلامية بل يريدونها دولة مدنية!!
فكيف يكرم الله هؤلاء بخلافة راشدة على منهاج النبوة وبعضهم يحارب الله ورسوله علانية
والبعض الآخر من المحسوبين على الإسلام يطمئنون شركائهم في الثورة بأنها ستكون ديمقراطية وليست إسلامية؟؟؟
إذن فمهما كانت نتائج الثورات العربية فلن تكون خلافة إسلامية راشدة على منهاج النبوة، تلك الخلافة التي نتمناها وننتظرها والتي بشرنا بها رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم.
ومادام الأمر كذلك فهما أسفرت عنه هذه الثورات ومهما كانت نوعية الأنظمة التي ستتمخض عنها فستبقى الأمة تعيش تحت وطأة الملك الجبري الذي أخبرنا به الرسول عليه الصلاة والسلام.