موقف الأشاعرة من السببية وأفعال المخلوقات
ينكر الأشاعرة الربط العادي بالإطلاق وأن يكون شيء يؤثر في شيء وأنكروا كل "باء سببية" في القرآن وكفروا وبدعوا من خالفهم فمثلا عندهم من قال:إن النار تحرق بطبعها أو هي علة الإحراق فهو كافر مشرك لأنه لا فاعل عندهم إلا الله مطلقا ومن قال إن النار تحرق بقوة أودعها الله فيها فهو مبتدع ضال قالوا إن فاعل الإحراق هو الله فلا ارتباط عندهم بين سبب ومسبب ..ومن متونهم
والفعل في التأثير ليس إلا---للواحد القهار جل وعلا
ومن يقل بالطبع أو بالعلة---فذلك كفر عند أهل الملة
وما ذهب إليه الأشاعرة هو مذهب ما يسمى بالمدرسة الوضعية من المفكرين الغربيين المحدثين وبالتالي فالأشاعرة والوضعيون كلاهما ناقل عن الفكر الفلسفي الإغريقي.
--------------------------
موقف اهل السنة من السببية وأفعال المخلوقات
قال شيخ الإسلام إبن تيمية -رحمه الله-: «فالذي عليه السلف وأتباعهم وأئمَّة أهل السُّنَّة وجمهورُ أهل الإسلام المثبتون للقدر المخالفون للمعتزلة إثبات الأسباب، وأنَّ قدرة العبد مع فعله لها تأثيرٌ كتأثير الأسباب في مُسبَّباتها، واللهُ تعالى خلق الأسباب والمسبَّبات، والأسبابُ ليست مُستقِلَّة بالمسبَّبات، بل لا بدَّ لها من أسباب أُخَر تعاونها، ولها -مع ذلك- أضداد تمانعها، والمسبَّب لا يكون حتى يخلق الله جميعَ أسبابه، ويدفع عنه أضدادَه المعارضةَ له، وهو سبحانه يخلق جميعَ ذلك بمشيئته وقدرته، كما يخلق سائرَ المخلوقات، فقدرة العبد سبب من الأسباب، وفعلُ العبد لا يكون بها وحدها، بل لا بدّ من الإرادة الجازمة مع القدرة، وإذا أريد بالقدرة القوة القائمة بالإنسان فلا بدَّ من إزالة الموانع كإزالة القيد والحبس ونحو ذلك، والصاد عن السبيل كالعدو وغيره»
«مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (8/487-488)). اﻫ
----------------------------
