المولد النبوي الشريف الاحتفال به والدليل على جوازه - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم

منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم كل ما يختص بمناقشة وطرح مواضيع نصرة سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم و كذا مواضيع المقاومة و المقاطعة...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

المولد النبوي الشريف الاحتفال به والدليل على جوازه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-03-02, 06:53   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
أكاريم
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية أكاريم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abh3 مشاهدة المشاركة
اخي العزيز فارس هذه الفتاوي لا تعني الا الوهابية و لا تعنينا بأي شكل من الاشكال فمذهبهم العقدي و الفقهي مختلف عنا وما يعنينا هو فتاوي مشايخنا مثل الشيخ بالكبير و غيره من علماء الجزائر
دعنا من الوهابيين كما تقول و إليك فتوى للشيخ على فركوس الجزائري " منا و فينا "
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين أمّا بعد:
فقد قرر أهل السنة والجماعة أنّ العبادة لا تقع صحيحة ولا مقبولة إلاّ إذا قامت على أصلين عظيمين:
أولهما: عبادة الله وحده لا شريك له، أي أن تكون العبادة خالصة لله تعالى من شوائب الشرك إذ كلّ عبادة خالطها شرك أبطلها قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلىَ الذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ، بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ﴾(الزمر ٦٥-٦٦)، وقال تعالى: ﴿وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾(الأنعام ٨٨).
كما أنّ الأصل يقتضي أن يكون الله سبحانه وتعالى هو الوحيد المشرّع لها قال تعالى: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللهُ﴾(الشورى ٢١) وقال تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَبِعْ أَهْوَاءَ الذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ﴾(الجاثية ١٨)، وقال سبحانه عن نبيه: ﴿قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾(الأحقاف ٩)، ومعنى ذلك أنّ العبادة التي شرعها الله تعالى توقيفية في هيئتها وعددها ومواقيتها ومقاديرها لا يجوز تعديها وتجاوزها بحال ولا مجال للرأي فيها، قال تعالى: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرُ﴾(هود ١١٢).
ثانيها: عبادة الله بما شرع على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، ويظهر من هذا الأصل أنّ النبي صلى الله عليه وسلم هو المبلّغ الوحيد عن الله تعالى والمبيّن لشريعته قولا وفعلا، أي هو القدوة في العبادة، ولا يقضى بصلاح العبادة وصوابها إلاّ إذا قيّدت بالسنة والإخلاص قال تعالى: ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً﴾(الكهف ١١٠). وقد أمر الله تعالى بطاعته، وجعل طاعته من طاعة الله، قال تعالى: ﴿مَن يُّطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ﴾(النساء ٨٠)، وقال تعالى: ﴿وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾(الحشر ٧)، وقال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً﴾(الأحزاب ٢١)، وقال صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ)(١- أخرجه مسلم في الأقضية(٤٥٩٠)، وأحمد(٢٥٨٧٠)، والدارقطني في سننه(٤٥٩٣)، من حديث عائشة رضي الله عنها).
ولقد بين النبي صلى الله عليه وسلم هذا الدين وأدّى واجب التبليغ خير أداء، وقد امتثل لأمر ربه في قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾(المائدة ٣)،وقام به أتمّ قيام وقد أتمّ الله به هذا الدين فلا ينقصه أبدا ورضيه فلا يسخطه أبدا، قال تعالى: ﴿اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً﴾(المائدة ٣) فكملت الشريعة واستغنت عن زيادة المبتدعين واستدراكات المستدركين قال صلى الله عليه وسلم: (وأيم الله لقد تركتم على مثل البيضاء ليلها ونهارها سواء)(٢- أخرجه ابن ماجة في المقدمة(٥)، من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، وحسنه الألباني في صحيح الجامع(٩)، وفي السلسلة الصحيحة(٦٨٨))، وقد شهدت له أمّته بإبلاغ الرسالة وأداء الأمانة، واستنطقهم بذلك في أعظم المحافل في خطبته يوم حجة الوداع، وقد سار على هديه الشريف أهل الإيمان من سلفنا الصالح من الصحابة والذين اتبعوهم بإحسان غير مبدلين ولا مغيرين سالكين السبيل المستقيم فمن جانبه وحاد عنه ساء مصيره، قال تعالى: ﴿وَمَن يُّشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِهِ مَا تَوَلَى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً﴾(النساء ١١٥).
وتفريعا على ما تقدم فإنّ الاحتفال بالمولد النبوي الذي أحدثه بعض الناس إمّا مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإمّا محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيما له يعتبر من البدع المحدثة في الدين التي حذّر الشرع منها، لأنّ هذا العمل ليس له أصل في الكتاب والسنة، ولم يتخذ النبي صلى الله عليه وسلم موالد لمن قبله من الأنبياء والصالحين، ولم يؤثر عن الصحابة والتابعين إحياء مثل هذه الموالد والاحتفال بها، أي: لم ينقل عن أهل القرون المفضلة إقامة هذا العمل، وإنّما حدث ذلك في دولة بني عبيد، المتسمّين بالفاطميين، وأنّ أول من أحدث المعز لدين الله سنة (٣٦٢ﻫ) بالقاهرة، واستمر الاحتفال به إلى أن ألغاه الأفضل أبو القاسم أمير الجيوش ابن بدر الجمالي، ووزير الخليفة المستعلي بالله، سنة (٤٩٠ﻫ)(٣- انظر الإبداع لعلي محفوظ (١٢٦)، "المواعظ والاعتبار" للمقريزي١/٤٣٢-٤٣٣)، "القول الفصل في حكم الاحتفال بولد خير الرسل" صلى الله عليه وسلم، لإسماعيل الأنصاري٦٨)).
ومعنى ذلك أنّ هذه الموالد لم تعرف عند المسلمين قبل القرن الرابع الهجري، ولم يفعله السلف مع قيام المقتضي له، وانتفاء المانع، ولو كان هذا خيرا محضا أو راجحا لكان السلف رضي الله عنهم أحقّ به منّا، فإنّهم كانوا أشدّ محبة لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيما له منّا، وهم على الخير أحرص، كما صرح بذلك شيخ الإسلام في "الاقتضاء"(٤- "اقتضاء الصراط المستقيم" لابن تيمية٢/١٢٣))، علما أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الرّاشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ)(٥- أخرجه أبو داود في «السنة»: (4607)، والترمذي في «العلم»: (2891)، وابن ماجة في «المقدمة»: (44)، وأحمد: (17606)، من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه. وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة(936).)، والمهديون من الخلفاء لم يفعلوا هذا العمل.
هذا وكعادة أهل الأهواء التمسك بالشبهات يلبسّونها على العوام وسائر من سار على طريقتهم، ومن جملة الشبهات والتعليلات استنادهم إلى قوله تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾(يونس:58)، على أنّ في الآية أمرا بالفرح بمولده صلى الله عليه وآله وسلم والاحتفال به، وجاء تأييدهم لذلك بما ورد في صحيح مسلم: أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن صوم الاثنين؟ فقال: (فيه ولدت، وفيه أنزل عليّ)(٦- أخرجه مسلم في الصيام(٢٨٠٧)، وأبو داود في الصوم(٢٤٢٨)، وأحمد(٢٣٢١٥)، من حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه)، ووجهه يدلّ على شرف ولادته صلى الله عليه وآله وسلم ويفيد شرعية الاحتفال بمولده، لأنّ الغرض من إقامة مولده صلى الله عليه وآله وسلم هو شكر الله على نعمة إيجاده، وشكر الله تعالى عليه بإقامة الولائم وإطعام الطعام والتوسعة على الفقراء، فضلا عن أعمال البر الأخرى النافعة كالاجتماع على قراءة القرآن وتلاوته والذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسماع شمائله الشريفة وقراءة سيرته العطرة كل ذلك محمود غير محظور بل مطلوب، لذلك حثّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على صوم عاشوراء شكرا لله على نجاة موسى ومن معه فإنّ ذلك كلّه يستفاد منه شرعية الاحتفال بالمولد ويعكس-حال الاجتماع عليها- محبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه، ويذهب بعضهم إلى أنّ أعياد الميلاد من عادات أهل الكتاب، والعادة إذا تفشت عند المسلمين أصبحت من عاداتهم، والبدعة لا تلج العادات وإنّما تدخل في العبادات.
ولا يخفى أنّ تفسير«فضل الله ورحمته» على مولده صلى الله عليه وآله وسلم لا يشهد له أيّ تفسير، وهو مخالف لما فسّرها الصحابة الكرام والأئمة الأعلام، وقد جاء عنهم أنّ المراد بفضل الله القرآن، ورحمته الإسلام، وبهذا قال ابن عباس وأبو سعيد الخدري رضي الله عنهم، وعنهما أيضا: فضل الله القرآن ورحمته أن يجعلكم من أهله، وقيل العكس(٧- تفسير القرطبي(٨/٢٥٣)، تفسير ابن كثير(٢/٤٠٢/٤٠٣)) فالحاصل أنّ الله تعالى لم يأمر عباده بتخصيص ليلة المولد بالفرح والاحتفال، وإنّما أمرهم أن يفرحوا بالإسلام وهو دين الحق الذي أنزل على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ويدلّ عليه قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾(الأنبياء 107)، وفي صحيح مسلم: (إنّي لم أبعث لعانا، وإنّما بعثت رحمة(٨- أخرجه مسلم في البر والآداب والصلة(٦٧٧٨)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه))(٩- حوار المالكي لابن منيع٨٥)).
أمّا شبهتهم بالحديث فغاية ما يدلّ عليه الترغيب في الصيام يوم الاثنين وقد اكتفى به، وما كفى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يكفي أمّته، وما يسعه وسعها. ولذلك كان شكر الله على نعمة ولادته بنوع ما شكر به صلى الله عليه وآله وسلم إنّما يكون في هذا المعنى المشروع.
وليس لليوم الثاني عشر من ربيع الأول -إن صحّ أنّه مولده- من ميزة دون الأيام الأخرى، لأنّه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه خصصه بالصيام أو بأي عمل آخر ولا فعله أهل القرون المفضلة من بعده، فدلّ ذلك على أنّه ليس له من فضل على غيره من الأيام.
والتوسعة على الفقراء بإطعام الطعام وغيرها من أفعال البر والإحسان إن وقعت على الوجه الشرعي فهي من أعظم القربات والطاعات، لكن تخصيصها على الوجه الذي لا يثبت إلاّ بنص شرعي، إذا انتفى تنتفي المشروعية.
أمّا الدروس والعبر والعظات وتلاوة القرآن والذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقراءة سيرته وغيرها إنّما تشرع كلّ وقت وفي كلّ مكان من غير تخصيص كالمساجد والمدارس والمجالس العامة والخاصة.
وأمّا عاشوراء الذي حثّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم على صيامه شكرا لله على نجاة موسى ومن معه فإنّما كان امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وطاعة له وهو شكر لله على تأييده للحق على الباطل، لكن ليس فيه دليل لا من قريب ولا من بعيد على إقامة الموالد والاجتماع إليها وإحداث المواسم الدينية لربط الأزمنة بالأحداث -زعموا- فتعدد الأعياد وتكثر المناسبات، وإنمّا التوجيه النبوي لأمّته يتمثل في صيام عاشوراء شكرا لله تعالى.
ثمّ إنّ الاحتفال بعيد ميلاد عيسى عليه السلام ليس من عادات الكفار، وإنّما هو من عباداتهم، كما أفصح عن ذلك ابن القيم بقوله: <من خصّ الأمكنة والأزمنة من عنده بعبادات، لأجل هذا، كان من جنس أهل الكتاب الذين جعلوا زمان أحوال المسيح مواسم وعبادات، كيوم ميلاده، ويوم التعميد(١٠- التعميد أو المعمودية عند النصارى: أن يغمس القَسُّ الطفل في الماء باسم الأب والابن وروح القدس، ويتلو عليه بعض فِقَرٍ من الإنجيل، تعبيرا عن تطهير النفس من الخطايا والذنوب، وهو آية التنصير عندهم، (انظر: "المعجم الوسيط"(٢/٦٢٦)، "المسيحية" لأحمد شبلي٣٠/١٦٨-١٦٩)))، وغير ذلك من أحواله>(١١- "زاد المعاد" لابن القيم١/٥٩)).
وإذا سلمنا -جدلا- أنّه من عاداتهم، فقد نهينا عن التّشبه بأهل الكتاب، وتقليدهم، سواء في أعيادهم أو في غيرها. ومعلوم أنّ المشابهة إذا كانت في أمور دنيوية فإنّها تورّث المحبة والموالاة، فكيف بالمشابهة في أمور دينية؟ فإنّ إفضاءها إلى نوع من الموالاة أكثر وأشدّ، والمحبة والموالاة لهم تنافي الإيمان، كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-(١٢- "اقتضاء الصراط المستقيم": (١/٥٥٠)).
وليس من محبته صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه ارتكاب البدع التي حذّر منها، وأخبر أنّها شر وضلالة، وقد كان الصحابة الكرام رضي الله عنهم أشدّ محبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيما له منّا، وأحرص على الخير ممّن جاء بعدهم، وأسبق إليه من غيرهم، وكانوا أعلم الناس بما يصلح له النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلو كان في إقامة مولده صلى الله وعليه وآله وسلم والاحتفال به واتخاذه عيدا أدنى فضل ومحبة له وتعظيم له صلى الله عليه وآله وسلم لكانوا رضي الله عنهم أسرع الناس إليه وأحرصهم على إقامته والاحتفال به، لكن لم ينقل عنهم ذلك وإنّما أثر عنهم هو ما عرفوه من الحق من محبته وتعظيمه بالإيمان به وطاعته واتباع هديه والتمسك بسنته ونشر ما دعا إليه، والجهاد على ذلك بالقلب واللسان، وتقديم محبته صلى الله عليه وآله وسلم على النفس والأهل والمال والولد والناس أجمعين(١٣- الاقتضاء لابن تيمية٢/١٣٢)). قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: <كلّ ما لم يسنه ولا استحبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا أحد من هؤلاء الذين يقتدي بهم المسلمون في دينهم، فإنّه يكون من البدع المنكرات، ولا يقول أحد في مثل هذا إنّه بدعة حسنة>(١٤- مجموع الفتاوى لابن تيمية٢٧/١٥٢)).
هذا، وأخيرا فإنّنا نحمد الله تعالى على نعمة ولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلى نعمة النبوة والرسالة فأنزل عليه القرآن وأتمّ به الإسلام، وبيّنه أتمّ البيان، وبلّغه على التمام، وبهذا نفرح ونبتهج من غير غلو ولا إطراء ونستلهم العبر والعظات من سيرته العطرة ومن شمائله الشريفة وسائر مواقفه المشرفة في ميادين الجهاد والتعليم، ونحرص على اتباع هديه صلى الله عليه وآله وسلم والتمسك بسنته على ما مضى عليه سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى.
ونسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، ولا يجعله متلبسا علينا فنضل، ولا يجعل في قلوبنا غلاّ للذين آمنوا إنّه رؤوف رحيم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.

الجزائر في: 19 صفر 1426ﻫ
الموافق لـ: 29 مارس 2005








 


رد مع اقتباس
قديم 2009-03-02, 06:59   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
أكاريم
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية أكاريم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abh3 مشاهدة المشاركة
الاحتفال بمولد النبي برهان على حبه و العكس صحيح
حسب قولك حب النبي صلى الله عليه و سلم لا يكون إلا يوما واحدا في السنة أما باقي الأيام ....................................
كما أن الاحتفال به حسب رأيك يكون بالسهر حول أنواع الحلوى و الأغاني ............ و صلاة الفجر ........... الله غالب بتنا نحتفل بالمولد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أفيييييييييييييييييييييييييقوا من سباتكم أخي الكريم
و شكرا









رد مع اقتباس
قديم 2009-03-02, 11:51   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
abh3
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اخي الكريم لماذا تذهب الى الوهابية او تلامذتهم او مشى على نهجهم و تفضل هذا المثال و هو مقل نشر اليوم بجريدة الخبر للشيخ شمس الدين حول المولد النبوي :
كان صلى الله عليه وسلم يعظم مولده ويشكر الله تعالى فيه على نعمته الكبرى عليه، إذ سعد به كل موجود، وكان يعبر عن ذلك التعظيم بالصيام
جاء في الحديث عن أبي قتادة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين، فقال:: ''فيه ولدت، وفيه أنزل علي'' أخرجه مسلم 2738، وأبو داود 2425 والترمذي 749، والنسائي 2382، وابن ماجه 1713، وأحمد 5/296، وابن خزيمة 2087، وابن حبان ,3642 والبيهقي 4/286، وابن أبي شيبة 3/78، والبغوي .1789 وهذا في معنى الاحتفال به، إلا أن الصورة مختلفة، ولكن المعنى موجود سواء كان ذلك بصيام أو إطعام طعام أو اجتماع على ذكر أو صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو سماع شمائله الشريفة أو إكرام يتيم، وإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلاحظ ارتباط الزمان بالحوادث الدينية العظمى التي مضت وانقضت، فإذا جاء الزمان الذي وقعت فيه كان فرصة لتذكرها، وتعظيم يومها لأجلها ولأنه ظرف لها.
وقد أصّل النبي صلى الله عليه وسلم هذه القاعدة بنفسه كما صح في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم لما وصل إلى المدينة ورأى اليهود يصومون يوم عاشوراء، سأل عن ذلك فقيل له: إنهم يصومونه لأن الله نجّى فيه نبيهم وأغرق عدوهم فهم يصومون شكرا لله على هذه النعمة، فقال صلى الله عليه وسلم: ''نحن أولى بموسى منكم. فصامه وأمر بصيامه'' أخرجه البخاري 394 ومسلم .2651 وقد استحسن العلماء والمسلمون في جميع البلاد عمل المولد النبوي الشريف، وجرى به العمل في كل صقع.
ملوك الجزائر والمولد النبوي الشريف
قال الإمام أحمد المقري في كتابه نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب ج 6 ص 513 ''وكان السلطان أبو حمو موسى صاحب تلمسان يحتفل ليلة مولد رسول الله صلى الله عليم وسلم غاية الاحتفال، كما كان ملوك المغرب والأندلس في ذلك العصر وما قبله'' اهـ. وقال الحافظ أبو عبد الله التنسي ثم التلمساني في كتابه ''نظم الدر والعقيان في شرف بني زيان وذكر ملوكهم الأعيان'' ما نصه: ''وكان السلطان أبو حمو يقوم بحق ليلة مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم ويحتفل لها بما هو فوق سائر المواسم.. والسلطان لم يفارق مجلسه الذي ابتدأ جلوسه فيه، وكل ذلك بمرأى منه ومسمع حتى يصلي هناك صلاة الصبح.
على هذا الأسلوب تمضي ليلة المصطفى صلى الله عليه وسلم في جميع أيام دولته أعلى الله تعالى مقامه في عليين، وشكر له في ذلك صنيعه الجميل آمين. وما من ليلة مولد مرت في أيامه إلا ونظم فيه قصيد في مديح مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم أول ما يبتدئ المسمع في ذلك الحفل العظيم بإنشاده، ثم يتلوه إنشاد ما رفع إلى مقامه العلي في تلك الليلة نظما. انتهى
أقوال العلماء في مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
ـ قال الحافظ السيوطي في الحاوي للفتاوي 1/292 ''هو من البدع الحسنة التي يقاب عليها صاحبها، لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف''. اهـ
ـ وقال ابن الحاج في المدخل 1/361 ''فكان يجب أن نزداد يوم الاثنين الثاني عشر في ربيع الأول من العبادات والخير شكرا للمولى على ما أولانا من هذه النعم العظيمة وأعظمها ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم'' اهـ
ـ وقال العلامة ابن عباد المالكي في رسائله الكبرى ما نصه ''وأما المولد فالذي يظهر لي أنه عيد من أعياد المسلمين وموسم من مواسمهم، وكل ما يفعل مما يقتضيه الفرح والسرور بذلك المولد المبارك من إيقاد الشموع، وإمتاع البصر والتزين بلبس فاخر الثياب، وركوب فاره الدواب أمر مباح لا ينكر على أحد، قياسا على غيره من أوقات الفرح والحكم بكون هذه الأشياء بدعة في هذا الوقت الذي ظهر فيه سر الوجود وارتفع فيه علم الشهود وانقشع فيه ظلام الكفر والجحود، وادعاء أن هذا الزمان ليس من المواسم المشروعة لأهل الإيمان ومقارنة ذلك بالنيروز والمهرجان أمر مستثقل تشمئز منه القلوب السليمة، وتدفعه الآراء المستقيمة''.
ـ وقال العلامة محمد بن أحمد بنيس، وهو من كبار علماء المالكية ''ثبت أن ليلة ولادته التي ولد فيها أو ولد في صيحتها أفضل الليالي، واليوم الذي تسفر عنه أفضل الأيام فهو عيد وموسم فيعظم ويحترم، ويعمل فيه ما يدل على التعظيم والاحترام كما اختاره الحافظان الزين العراقي والجلال السيوطي'' انظر شرح المواهب للحافظ الزرقاني ج 1 ص .25
- وقال العلامة ابن عابدين الحنفي في شرحه للمولود الذي كتبه الإمام ابن حجر الهيتمي ما نصه ''أعلم أن من البدع المحمودة عمل المولد الشريف في الشهر الذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم'' ا هـ
- وقال شيخ الإسلام العلامة الإمام الحافظ العربي التباني الجزائري في كتابه -التوسل بالنبي وبالصالحين- ص113 ''يسوء التيميين جدا اجتماع الناس على سماع قراءة ما تيسر من القرآن الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وما وقع في مولده من الآيات، وقراءة شمائله الكريمة تعظيما لقدره صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولوده الشريف، ثم مد طعام لهم يأكلون وينصرفون، يرون هذا العمل منكرا عظيما تجب عليهم إزالته باليد، فإن سمعوا بإنسان عمل مولدا كبسوه ككبسهم المجتمعين على الفسق وشرب الخمر، وعمل المولد على الكيفية المذكورة- وإن حدث بعد السلف الصالح- ليس فيه مخالفة لكتاب الله ولا لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا لإجماع المسلمين، فلا يقول من له مسكة من عقل ودين بأنه مذموم فضلا عن كونه منكرا عظيما، وكون السلف الصالح لم يفعلوه صحيح، ولكنه ليس بدليل وإنما هو عدم دليل، ويستقيم الدليل على كونه ممنوعا أو منكرا لو نهى الله تعالى عنه في كتابه العزيز أو نهى عنه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في سنته الصحيحة، ولم ينه عنه فيهما، وهم دائما يتيهون في بيداء العدم الذي سنه لهم شيخهم الحراني، فتمسكهم على منعه بعدم فعل السلف له ليس بدليل، وإنما هو ذر الرماد في العيون، والحقيقة في كونه عندهم منكرا عظيما هي تعظيمه صلى الله تعالى عليه وسلم، وتعظيمه -في زعمهم- شرك ينافي التوحيد، وقد كذبهم الله تعالى في كتابه العزيز قال تعالى ''ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه'' وقال تعالى ''ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب'' ا هـ.
-وقال شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني- في الفتاوى الكبرى 1/196: ''أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرى في عملها المحاسن وجنب ضدها كان بدعة حسنة، وإلا فلا، وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فنحن نصومه شكرا لله تعالى، فيستفاد منه الشكر لله على ما منّ به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نعمة، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة، والشكر لله يحصل بأنواع العبادة السجود والصيام والصدقة والتلاوة، وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم، وعلى هذا فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من التلاوة والإطعام وإنشاد شيء من المدائح النبوية المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة، وأما ما يتبع ذلك من السماع واللهو وغير ذلك فينبغي أن يقال: ما كان من ذلك مباحا بحيث يقتضي السرور بذلك اليوم لا بأس بإلحاقه به، وما كان حراما أو مكروها فيمنع وكذا ما كان خلاف الأولى'' انتهى كلام ابن حجر.
- وقال الشيخ حسنين محمد مخلوف شيخ الأزهر رحمه الله تعالى: ''إن إحياء ليلة المولد الشريف، وليالي هذا الشهر الكريم الذي أشرق فيه النور المحمدي إنما يكون بذكر الله تعالى وشكره لما أنعم به على هذه الأمة من ظهور خير الخلق إلى عالم الوجود، ولا يكون ذلك إلا في أدب وخشوع وبعد عن المحرمات والبدع والمنكرات، ومن مظاهر الشكر على حبه مواساة المحتاجين بما يخفف ضائقتهم، وصلة الأرحام، والإحياء بهذه الطريقة وإن لم يكن مأثورا في عهده صلى الله عليه وسلم ولا في عهد السلف الصالح إلا أنه لا بأس به وسنة حسنة'' فتاوى شرعية 1/.131
* وقال الحافظ العراقي رحمه الله تعالى: ''إن اتخاذ الوليمة وإطعام الطعام مستحب في كل وقت، فكيف إذا انضم إلى ذلك الفرح والسرور بظهور نور النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر الشريف، ولا يلزم من كونه بدعة كونه مكروها، فكم من بدعة مستحبة بل قد تكون واجبة'': شرح المواهب اللدنية للزرقاني.










رد مع اقتباس
قديم 2009-03-02, 11:55   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
abh3
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

و هذا مقال له اخر في جريدة الخبر ليوم 23/02/2009 حول ذات الموضوع :
سنـّة حسنة

كلما طلت علينا أنوار المولد النبوي الشريف وامتلأت قلوب المسلمين شوقا إليه صلى الله عليه وسلم خرج علينا ''الحشوية'' بفتاويهم وآرائهم وملأوا الدنيا صياحا وضجيجا.. المولد النبوي بدعة، بدعة، بدعة وكل بدعة ضلالة!! وهكذا يحتفل الناس بعيد العمال وعيد المرأة وعيد الطلبة وعيد الفراولة وعيد الزربية وعيد الربيع وعيد الطفولة وعيد الاستقلال وعيد تأميم البترول وعيد اليوم العالمي للصحراء وعيد الشجرة..
لقد أحصيت ما يقارب ستين عيدا، حتى الكبش له عيده. كل هذه الأعياد والحشوية ساكتون صامتون، بل ببعض الأعياد مقرّون ومشاركون، وحتى لما احتفل بعض ضعاف الإيمان ببعض أعياد النصارى وعيد الحب لم نسمع للحشوية صوتا ينكر ذلك، وما إن هبت نسمات مولد خير الأنام حتى خرجوا علينا من جحورهم حاملين مطوياتهم ومطبوعاتهم التي ملأوها جهلا وحقدا وكذبا وسوء أدب مع سيد الخلق. وهل هناك سوء أدب أكبر من تسمية ليلة مولده صلى الله عليه وسلم -بالليلة المشؤومة- نعم والله هكذا سماها أحد كبار حشوية الجزائر في مطوية مطبوعة توزع على الناس تحت عنوان: من فضلك لا تحرق أموالك. أطلق على ليلة مولده صلى الله عليه وسلم ''الليلة المشؤومة''، وعندي نسخة لمن يريد الاطلاع عليها.
- الفرح بمولده واجب:
هل يتصور عاقل أن مسلما صادق الإسلام لا يفرح بمولد النبي صلى الله عليه وسلم؟ فالفرح بمولده عليه الصلاة والسلام مغروس في قلب كل مسلم، مفطور عليه كل مؤمن. ألم يقل الله تعالى في كتابه: ''قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فيلفرحوا'' يونس: 58
فالآية تأمرنا صراحة بأن نفرح بفضل الله تعالى وبرحمته، وقد جاء وصف الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن بالرحمة. قال تعالى: ''وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين'' الأنبياء: ,107 ووصف بالرحيم في قوله تعالى: ''لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم'' التوبة: .128
فإذا فرح المسلم بمولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم امتثالا لأمر القرآن له بالفرح بفضل الله تعالى وبرحمته، والتي منها ظهور هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، إذا فرح المسلم.. وأنا أتحدث عن الفرح لا عن أساليب وطرق التعبير عن هذا الفرح. أتحدث عن فرح قلب المؤمن بمولد النبي صلى الله عليه وسلم.. إذا فعل ذلك كيف يجابه بقول بعضهم -لا يجوز تخصيص ليلة المولد بالفرح- ألا يعلم هذا الجاهل أن القضاء على بدعة التخصيص ليس بالقضاء على فرحة المسلم بالمولد وإنما بإرشاده إلى استحضار هذه الفرحة في كل وقت ومنها العمل بسنته صلى الله عليه وسلم، ومن حافظ على الصلاة فقط فهو يصلي عليه في كل يوم عشر مرات بمعدل مرتين في تحية كل صلاة، فما بالك بالنوافل والصلاة عليه.. هكذا نقضي على بدعة التخصيص مع أني عندي ملاحظات عليها وقد قال الحافظ السيوطي في تفسيره ـ الدر المنثور ـ 2/308 في تفسير هذه الآية ناقلا عن ابن عباس رضي الله عنهما: ''فضل الله العلم ورحمته محمد صلى الله عليه وسلم''.
- أبو لهب وقصة فرحه بمولده صلى الله عليه وسلم
ورد في كتب السنة والسيرة أن أبا لهب أعتق جاريته ''ثويبة'' من شدة فرحه لما بشرته بولادة النبي صلى الله عليه وسلم. وقد رآه العباس بن عبد المطلب في النوم بعد وفاته فسأله عن حاله فقال: لم ألق خيرا بعدكم، غير أني سقيت في هذه بعتاقتي ثويبة، وإنه ليخفف عني في كل يوم اثنين. انظر المصنف لعبد الرزاق 7/,478 وصحيح البخاري في كتاب النكاح 5101 وشرح السنة للبغوي 9/76 والروض الأنف للسهيلي 5/192 وحدائق الأنوار لابن الديبع 1/134 وشرح البهجة للأشخر 1/.41
ونحن لا نثبت حكما شرعيا بـ''المنامات'' وإنما نثبت فضيلة انتفاع كافر بحب النبي صلى الله عليه وسلم وعتقه جاريته فرحا بمولده، فإذا كان يخفف عنه العذاب لفرحه، فكيف يعامل الله تعالى المؤمن الموحد الذي قضى حياته كلها مؤمنا به مصليا عليه ومات على التوحيد. وقد أجاد العلامة محمد بن علوي المالكي في كتابه ''الإعلام'' لما قال: ''إن رؤيا العباس هذه تختلف عن جميع المرائي، إذ هي متميزة بأنها يحكيها العباس بحضرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سمعها وأقرها وصدقها، ولو كان فيها مخالفة للدين، لأنكرها وردها، لكنه حيث سمعها وأقرها، فإنها أصبحت سنة تقريرية، كقصة تميم الداري وخبره عن الجساسة التي رآها، وقد نقلها أصحاب الصحيح. قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية 2/273 ''لأنه لما بشرته ثويبة بميلاد ابن أخيه محمد بن عبد الله، أعتقها من ساعته، فجوزي بذلك لذلك'' اهـ
وقد علق الإمام السهيلي في ''الروض الأنف'' 5/192 فقال: ''فنفعه ذلك وهو في النار، كما نفع أخاه أبا طالب ذبـّه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو أهون أهل النار عذابا'' اهـ
فالفرح بمولد النبي صلى الله عليه وسلم واجب. أما طريقة إظهار هذا الفرح والتعبير عنه، فهنا تدخل السنـّة والبدعة.. إذا كان التعبير عن الفرح بالمحرمات كان الاحتفال حراما، وإذا كان الاحتفال بالصلاة على النبي وقراءة سيرته والإحسان للفقير والأرملة واليتيم وإظهار شعائر الإسلام ورايته كان جائزا، بل مرغبا فيه، بل سنة حسنة، مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم ''من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا. أخرجه مسلم
وقد أخرج مسلم في صحيحه عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين فقال: ''ذاك يوم ولدت فيه، وفيه أنزل علي'' مسلم 2/819 ولمن يقول المولد النبوي الشريف بدعة لأن السلف لم يفعلوه، نقول له ولكن السلف أيضا لم يحرموه فيبقى على أصل جوازه حتى تدخل عليه الأحكام، ثم لا يشترط لأي عمل كي يكون مشروعا أن يعمله السلف، بل يكفي فيه أن يندرج تحت أصل شرعي. ألا ترى أن الملايين من حجاج بيت الله تعالى يرجمون الشيطان من فوق جسر الجمرات وهذه عبادة لم يفعلها السلف على هذا الوجه، ولا أحد يحرم أو يبدّع فاعل ذلك. وقد جمع سيدنا عثمان المصحف في كتاب وهو مجموع اليوم في أشرطة وأقراص مضغوطة وهذا فعل لم يفعله السلف ولا أحد يقول جمع المصحف في أشرطة حرام لأنه مخالف لفعل السلف!!
وإذا كان بعض مشايخ الوهابية لا يحبون الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم فرأيهم لا يلزم أحدا، يكفينا أن كبار علماء الإسلام ومنهم الحافظ ابن حجر والحافظ السيوطي والحافظ الهيتمي والإمام ابن مرزوق وشيخ الإسلام ابن جماعة والحافظ ابن الجوزي والحافظ الشامي والحافظ أبو الخطاب ابن دحية الكلبي والإمام الحافظ الجزري والحافظ ابن كثير والحافظ العراقي والحافظ ابن ناصر الدمشقي والحافظ السخاوي والإمام العلامة السمهودي والحافظ ابن الديبع اليمني والعلامة الشربيني وملا علي القاري الحنفي والعلامة البرزنجي والإمام الدردير والعارف بالله محمد بن جعفر الكتاني والإمام النبهاني والإمام العلامة ابن باديس والعلامة محمد علوي المالكي وإمام الحرمين العربي التباني الجزائري والإمام العلامة المصلح ابن باديس والعلامة البحر الفهامة الشيخ بلكبير ومن وراء هؤلاء آلاف مؤلفة من أهل العلم والصلاح ومن خلفهم ملوك الإسلام وملايين مملية من الشعوب الإسلامية كلهم مقرون ومجيزون ومحتفلون بمولده صلى الله عليه وسلم. وكل هؤلاء متأكدون أن تعظيم المولد النبوي الشريف ما هو في الحقيقة إلا تعظيم لصاحبه، وتعظيمه صلى الله عليه وسلم مطلوب ومحبوب.










رد مع اقتباس
قديم 2009-03-02, 14:43   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
يوسف زكي
مشرف سابق
 
إحصائية العضو










افتراضي

رد للشيخ أبي يزيد سليم بن صفية المدني الجزائري على هذا المقال.

https://www.djelfa.info/vb/showthread...658#post825658










رد مع اقتباس
قديم 2009-03-05, 13:05   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
صالح القسنطيني
عضو فضي
 
الأوسمة
وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم الذهبي وسام القلم المميّز عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abh3 مشاهدة المشاركة
اخي الكريم صالح ان قولك ان احدا لن يستطيع ان يكون مثل الصحابة مذا لا اساس له رغم اجلالنا لهم رضي الله عنهم الا انهم بشر يصيبون و يخطؤن و هم ليسو معصومين و ان لم يفعو شيأ ليس انه حرام و او بدعة ان عملناه فلم يركبو السيارة و لا الطائرة و لم يضو الساعة في ايديهم هل هذه بدع محدثة ستقول لي انها ليست من امور الدين و من قال لك انه لا يصح اسلامك الا اذا احتفلت بمولده صلى الله عليه وسلم و لكن اذا كنت تحبه ستحب كل ما يذكرك به
السلام عليك و رحمة الله و بركاته و بعد:

طبعي أني أحب المناقشة المبنية على قرع الدليل بالدليل، و إسقاط ما ظن انه برهان بالبرهان، و دحض الحجة بالحجة، و لا أحب المناقشات العارية عن ذكر الأدلة و البراهين. لهذا أنصحك أخي بأن تكثر من ذكر الأدلة على صحة كلامك و إذا تعذر عليك إيجاد الدليل فعلم أن كلامك غير صحيح.

رددت معنى قولي (ان احدا لن يستطيع ان يكون مثل الصحابة ) بقولك (هذا لا أساس له من الصحة) أقول لك أخي إن هذا ليس قولي و إنما هو قول رسولنا الكريم و هو الذي شهد للصحابة بالخيرية المطلقة ففي الصحيح قوله صلى الله عليه و على آله و سلم (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) و قوله (الناس) الألف و اللام للجنس اي يراد بها الشمول و العموم فهم خير الناس بعد مبعث رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم.
وروى أحمد في مسنده عن أبي رهرية رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم اي الناس خير؟؟ قال: (أنا و من معي) قيل له ثم من قال الذين على الأثر قيل له ثم من قال الذين على الأثر قيل له ثم من فرفضهم . أو كما قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم.

فهم خير القرون و أفضل القرون بالنص و الإجماع.

إلا الروافض قبح الله وجوهم فهم يطعنون في الصحابة و يقولون أشر القرون قرنهم--- قاتل الله الروافض أينما كانوا---

و قولك أخي (الا انهم بشر يصيبون و يخطؤن و هم ليسو معصومين ) كلام صحيح في آحاد الصحابة و لكن في عموم الصحابة فخطأ و ذلك أن أجماع الصحابة حجة قطعية و لا يجوز خلاف ما اجمع عليه الصحابة لقوله صلى الله عليه و على آله و سلم (لا تجتمع أمتى على ضلالة) و المراد بأمته هنا الصحابة و السلف كما قاله شراح الحديث.
و قال تعالى (و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصلهم جهنم )الآية، و بهذه الآية استدل الشافعي رحمه الله على أن الإجماع و بخصوص إجماع الصحابة حجة قطعية لقوله تعالى (و يتبع غير سبيل المؤمنين). و هم أجمعوا على ترك هذا الاحتفال.

ثم قد صدقت أخي في قولك (إلا أنهم بشر يصيبون و يخطئون) لكن وجب تقييده بأحادهم لا بعمومهم، لأن عموم و أجماع الصحابة حجة، و لكن إذا كان هذا في حق آحاد الصحابة فمن هو دونهم و من يأتي بعدهم فوصفه بهذه الصفات أولى و آكد، فتعارض قول صحابي و قول غيره و كلاهما موصوف بهذه الصففة اي قولك (بشر يصيبون و يخطئون) فالواجب شرعا اتباع الصحابي و ترك قول غيره لقوله صلى الله عليه و على أله و سلم (عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشديين المهديين من بعدي)
ثم مما قرره العلماء و شهد به التاريخ أن اختلاف الصحابة في مسألة ما لا يبد أن يكون الحق موجود في عصرهم ثم إذا اختلفوا هم في مسألة ما لا قولين فإحداث قول ثالثت في تلك المسألة بعدهم بدعة و ضلالة كما قاله غير واحد من العلماء.

و هذا فيما اختلف فيه الصحابة، فكيف الحال مع ما اجمعوا عليه، فمخالفة اختلافهم بإحداث قول زائد عن قولهم بدعة و ضلالة و مخالفة إجماعهم اشر و و أعظم ضلالة.


و بعد معرفتك لكل هذا تعلم علم يقين: أن أحاد الصحابة ليسوا معصومين لكن لا بد أن يكون الحق في عصرهم مع اختلاففهم ، و لكن إجماعهم معصوم و هو حجة قطعية و قد أجمعوا على ترك الاتحفال بالمولد و لو كان خيرا لسبقونا إليه.


قولك (( و ان لم يفعو شيأ ليس انه حرام و او بدعة ان عملناه فلم يركبو السيارة و لا الطائرة و لم يضو الساعة في ايديهم هل هذه بدع محدثة ستقول لي انها ليست من امور الدين)) قد خصمت نفسك بنفسك فلا تخلط هذا بذاك، ثم قولك (( و ان لم يفعو شيأ ليس انه حرام و او بدعة)) هذه المقولة ساقطة تالفة ليس لها مقدار قلامة في ميزان الصحة، فكل مالم يفعله الصحابة و تركوه من أمور العبادة و التقرب مع قيام و وجود مقتضى الفعل، و لكنهم تركوه، فدل هذا على أن تركهم كان تركا مقصودا، فإحداث ما تعمدوا تركه بدعة و ضلالة. و قد دل على هذا أدلة كثيرة.


قولك (و من قال لك انه لا يصح اسلامك الا اذا احتفلت بمولده صلى الله عليه وسلم )) إذا قيل بمثل هذه المقولة فقائلها اكيد قد جن أو اصابه حظ وافر من دولة العبيدية الباطنية الملحدة.

و قولك (و لكن اذا كنت تحبه ستحب كل ما يذكرك به) أسألك: هل نحن اشد حبا لرسولنا الكريم من الصحابة أم هم ا؟ إذا قلت نحن اشد حبا له منهم، فأنت على خطر عظيم. وإن قلت هم اشد حبا له منا - و هو الواجب قوله - أقول لك: هم على شدة حبهم لنبينا، احتفلوا بمولده ام لا؟ إن قلت احتفلوا فأنت جاهل بالتاريخ و جهلك جهل مركب. و إن قلت لم يحتفلوا - و هو الواجب قوله. اقول لك هم اشد حبا لنبينا و أحرص الناس على اتباعه و اتباع هديه و قد تركوا هذا الاحتفال؟؟ أفلا يسعنا ما وسعهم؟؟

فإن قلت يسعنا ما يسعهم، - و هو الواجب قوله - أقول لك إذا فترك ما تركوا و ابتعد عما ابتعدوا و منه الاحتفال المزعوم.

و إن قلت لا يسعني ما وسعهم، أقول لك لا وسع الله على من لم يسعه ما وسع الصحابة رضي الله عنهم أجمعين..


أخوك صالح.........................









رد مع اقتباس
قديم 2013-01-14, 15:09   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
ulacc
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية ulacc
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2013-01-20, 14:06   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
hages
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2013-01-21, 11:35   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
sebihbacha
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد










رد مع اقتباس
قديم 2013-01-21, 21:23   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
ابوشيماءربوح
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابوشيماءربوح
 

 

 
إحصائية العضو










B2

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abh3 مشاهدة المشاركة
الاحتفال بمولد النبي برهان على حبه و العكس صحيح
لاشك ان الجميع يحب الرسول صلى الله عليه وسلم وليس فقط من احتفل بمولده فحبه ليس حكرا لاحد ولكن الفرق شاسع
فهذا يحتفل بمولده ابتداعا وهذه لا يحتفل بمخولده اقتداء

لماذا لم يحتفل الصحابة والسلف بمولده الم يكونوا يحبونه ويفدونه باموالهم وانفسهم واهليهم ام نحن نحبه اكثر منهم
هل نتذكره في مولده فقط اننا في كل يوم نذكره عند الاذان وفي الصلاةو......
ان الخير كل الخير في اتباع من سلف









رد مع اقتباس
قديم 2013-01-22, 10:34   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
nardjesse2
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية nardjesse2
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2013-01-22, 10:42   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
souad1989
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

تعالي ايها الذكر لعل جراحنا تبرا … ويوقظنا دبيب الفجر يدخل نوره القبرا …… فيحيا بين اعظمنا ضياء قد غفا دهرا .










رد مع اقتباس
قديم 2013-01-22, 15:35   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
souad1989
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

https://://www.masreat.com/wp










رد مع اقتباس
قديم 2013-01-22, 15:52   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
MARAKANA
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لك اخي الكريم في انتضار من مزيدك










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:17

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc