نزول الله عز وجل إلى السماء الدنيا - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

نزول الله عز وجل إلى السماء الدنيا

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-05-13, 22:12   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
aboumoadh
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة farestlemcen مشاهدة المشاركة

جزاك الله كل خير
إذا كانت صفة اليد لا يمكن أن نتخيلها
إذا النزول الله عز و جل أولى
فنقول و لله الحمد


((ينزل ربنا تبارك وتعالي إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقي ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر))[1] متفق على صحته،




وقد بين العلماء أنه نزول يليق بالله وليس مثل نزولنا، لا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه وتعالى فهو ينزل كما يشاء، ولا يلزم من ذلك خلو العرش فهو نزول يليق به جل جلاله، والثلث يختلف في أنحاء الدنيا وهذا شيء يختص به تعالى لا يشابه خلقه في شيء من صفاته؛


كما قال سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[2]، وقال جل وعلا: يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا[3]؛ وقال عز وجل في آية الكرسي: وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ[4]،

بل نزول لا نعرف معناه و لا كيفته
كما اليد لا نعرف معناها و لصفتها








 


قديم 2012-05-16, 06:03   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
farestlemcen
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية farestlemcen
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي : أنه ينزل سبحانه بنفسه إلى السماء الدنيا نزولاً حقيقيا يليق بجلاله ولا يعلم كيفيته إلا هو .

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aboumoadh مشاهدة المشاركة
بل نزول لا نعرف معناه و لا كيفته
كما اليد لا نعرف معناها و لصفتها

الحمد لله
يجب علينا أولا معرفة عقيدة أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته . فعقيدة أهل السنة والجماعة هي إثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ، ويعتقدون ما أمرهم الله باعتقاده فقال تعالى : ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) .

وقد أخبرنا الله سبحانه عن نفسه فقال تعالى : ( إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ) الأعراف/54 وقال تعالى : ( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) طه/5 وغيرها من الآيات التي فيها ذكر استواء الله تعالى على عرشه .

واستواء الله تعالى على عرشه ، علوه عليه بذاته ، علوا خاصا يليق بجلاله وعظمته لا يعلم كيفيتها إلا هو .

وقد ثبت كذلك في السنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه وتعالى ينزل في الثلث الأخير من الليل فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ رواه البخاري( كتاب التوحيد/6940) ومسلم ( صلاة المسافرين/1262) .

والنزول عند أهل السنة معناه : أنه ينزل سبحانه بنفسه إلى السماء الدنيا نزولاً حقيقيا يليق بجلاله ولا يعلم كيفيته إلا هو .

ولكن هل يستلزم نزول الله عز وجل خلو العرش منه أو لا ؟
قال الشيخ ابن عثيمن في مثل هذا السؤال : نقول أصل هذا السؤال تنطُّعٌ وإيراده غير مشكور عليه مورده ، لأننا نسأل هل أنت أحرص من الصحابة على فهم صفات الله ؟
إن قال : نعم . فقد كذب .
وإن قال : لا . قلنا فلْيَسَعْكَ ما وسعهم ،
فهم ما سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقالوا : يارسول الله إذا نزل هل يخلو منه العرش ؟ وما لك ولهذا السؤال ، قل ينزل واسكت يخلو منه العرش أو ما يخلو ، هذا ليس إليك ، أنت مأمور بأن تصدِّق الخبر ، لا سيما ما يتعلق بذات الله وصفاته لأنه أمر فوق العقول .

مجموع فتاوى الشيخ محمد العثيمين 1/204- 205

قال شيخ الإسلام رحمه الله في هذه المسألة : والصواب أنه ينزل ولا يخلو منه العرش ، وروح العبد في بدنه لا تزال ليلاً ونهاراً إلى أن يموت ووقت النوم تعرج ..
قال : والليل يختلف فيكون ثلث الليل بالمشرق قبل ثلثه بالمغرب ونزوله الذي أخبر به رسوله إلى سماء هؤلاء في ثلث ليلهم وإلى سماء هؤلاء في ثلث ليلهم لا يشغله شأن .. انظر مجموع فتاوى ابن تيمية 5/132

والاستواء والنزول من الصفات الفعلية التي تتعلق بمشيئة الله . فأهل السنة والجماعة يؤمنون بذلك ، ولكنهم في هذا الإيمان يتحاشون التمثيل والتكييف ، أي أنهم لا يمكن أن يقع في نفوسهم أن نزول الله كنزول المخلوقين واستواءه على العرش كاستوائهم ، لأنهم يؤمنون بأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، ويعلمون بمقتضى العقل ما بين الخالق والمخلوق من التباين العظيم في الذات والصفات والأفعال ولا يمكن أن يقع في نفوسهم كيف ينزل ؟ وكيف استوى على العرش ؟ والمقصود أنهم لا يكيِّفون صفاته مع إيمانهم بأن لها كيفية لكنها غير معلومة لنا وحينئذ لا يمكن أبداً أن يتصور الكيفية .

ونحن نعلم علم اليقين أن ما جاء في كتاب الله تعالى أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فهو حق لا يناقض بعضه بعضاً لقول الله تعالى : ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ) ولأن التناقض في الأخبار يستلزم تكذيب بعضها بعضاً وهذا محال في خبر الله تعالى ورسوله .

ومن توَهَّم التَّناقض في كتاب الله تعالى أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أو بينهما إما لقلَّة علمه أو قصور فهمه أو تقصيره في التدبر ، فليبحث عن العلم وليجتهد في التدبر حتى يتبين له الحق . فإن لم يتبين له الحق فليَكِل الأمر إلى عالمه وليكُفَّ عن توهُّمِه وليقل كما قال الراسخون في العلم : ( آمنا به كل من عند ربنا ) وليعلم أن الكتاب والسنة لا تناقض فيهما ولا بينهما اختلاف . والله أعلم

انظر فتاوى ابن عثيمين 3/237- 238

وتوهّم تعارض النزول إلى السماء الدنيا مع الاستواء على العرش والعلو فوق السماء ناشئ عن قياس الخالق على المخلوق ،

وإذا كان الإنسان لا يتصوَّر بعقله غيبيات مخلوقه كنعيم الجنة فكيف يستطيع أن يتصور الخالق عز وجل علام الغيوب ، فنؤمن بما ورد من الاستواء والنزول والعلو لله ونثبته كما يليق بجلاله وعظمته .












قديم 2012-05-16, 06:13   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
farestlemcen
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية farestlemcen
 

 

 
إحصائية العضو










B11 المبحث الثاني ‏‎:‎‏ كلام أئمة الإسلام في شرح الحديث‏


المبحث الثاني ‏‎:‎‏ كلام أئمة الإسلام في شرح الحديث‏
قال الإمام الشافعي رحمه الله(204ه)
(القول في السُّنة التي أنا عليها ‏ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم‎ ‎وأخذت عنهم مثل ‏سفيان ومالك وغيرهما الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله , وأن‎ ‎محمداً ‏رسول الله‎ ‎وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يَقرُب من خلقه كيف ‏شاء وأن الله‎ ‎تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء‎».‎‏(2)‏

وقال الدارمي رحمه الله(280ه)

(والآثار التي جاءت عن رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم في نزول الرب تبارك وتعالى تدل على أن الله ‏عز وجل فوق السماوات على عرشه ,بائن من خلقه))(3) ‏
وقال الإمام الطبري(وأنه سبحانه وتعالى يهبط كل ليلة وينزل إلى ‏السماء الدنيا,لخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم))(4)‏
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال ‏‎:‎‏ قال رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم((إذا كان ثلث الليل الباقي يهبط الله عز وجل إلى السماء الدنيا ثم ‏تفتح أبواب السماء ,ثم يبسط يده فيقول ‏‎:‎‏ هل من سائل يعطى سؤله ‏؟فلا يزال كذلك حتى يطلع الفجر)(5)‏

وعقد الإمام ابن خزيمة رحمه الله (311ه) بابا في كتاب ((التوحيد)) ‏افتتحه بقوله ‏‎:‎باب ذكر أخبار الثابتة السند ,صحيحة القوام,رواها ‏علماء الحجاز والعراق عن النبي صلى الله عليه وسلم في نزول الرب ‏جلا وعلا إلى السماء الدنيا كل ليلة .‏
نشهد شهادة مقر بلسانه ,مصدق بقلبه,مستيقن بما في هذه الأخبار من ‏ذكر نزول الرب من غير أن يصف الكيفية لأن نبينا المصطفى صلى ‏الله عليه وسلم لم يصف لنا كيفية نزول خالقنا إلى السماء الدنيا ‏وأعلمنا أنه ينزل ,والله عز و جل لم يترك ولا نبيه عليه السلام بيان ‏ما بالمسلمين إليه الحاجة من أمر دينهم,فنحن قائلون مصدقون بما في ‏هذه الأخبار من ذكر النزول غير متكلفين القول بصفته أو بصفة ‏الكيفية ,إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصف لنا كيفية النزول.‏
وفي هذه الأخبار ما بان وثبت وصح أنَّ الله جل وعلا فوق سماء ‏الدنيا الذي أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أنه يَنْزل إليه، إذ محال ‏في لغة العرب أن يقول: نزل من أسفل إلى أعلى، ومفهوم في ‏الخطاب أنَّ النُّزول من أعلى إلى أسفل )(6)‏

وقال أبو العباس السراج رحمه الله(313ه)((من لم يقر ويؤمن بأن ‏الله تعالى يعجب ويضحك,وينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا,فيقول(من ‏يسألني فأعطيه؟) فهو زنديق كافر ,يستتاب,فإن تاب وإلا ضربت ‏عنقه ,ولا يصلى عليه ولا يدفت في مقابر المسلمين)(7)‏
قال الذهبي معقبا على هذا الأثر((قلت إنما يكفر بعد علمه بأن الرسول ‏قال ذلك ثم إنه جهد ذلك ولم يؤمن به))كتاب العلو.‏


وقال أبو بكر بن أبي داود محدث بغداد(316) ‏‎:‎

تمسك بحبل الله واتبع الهدى...ولا تك بدعيا لعلك تفلح
ودن بكتاب الله والسنن التي... أتت عـن رسـول الله تنجـو ‏وتربـح
وقل ينزل الجبار في كل ليلة *** بـلا كيـف جـل الواحـد ‏المتمـدح‎ ‎
الى طبق الدنيـا يمـن بفضلـه *** فتفـرج أبـواب السمـاء ‏وتفتـح‎ ‎
يقول ألا مستغفر يلـق غافـرا *** و مستمنـح خيـرا ورزقـا ‏فيمنـح‎ ‎
روى ذاك قوم لا يرد حديثهـم *** ألا خـاب قـوم كذبوهـم ‏وقبحـوا(8)‏


وقال أبي الحسن الأشعري رحمه الله(324 ه) ‏‎:‎‏ ""ونصدق بجميع ‏الروايات التي
يثبتها من النزول إلى السماء الدنيا وأن الرب عز وجل ‏يقول : ( هل من سائل ؟ هل من مستغفر ؟ ) وسائر ما نقلوه و أثبتوه ‏خلافاً لما قاله أهل الزيغ والتضليل . ونعوِّل فيما اختلفنا فيه على كتاب ‏ربنا عز وجل وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين وما كان ‏في معناه ولا نبتدع في دين الله بدعة لم يأذن الله بها ولا نقول على الله ‏مالا نعلم))(9)‏
وقال رحمه الله((ومما يؤكد أن الله عز وجل مستو على عرشه دون ‏الأشياء كلها ما نقله أهل الرواية عن رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم.وذكر حديث النزول بالسند عن ثلاثة من الصحابة وهم‎:‎جبير بن ‏مطعم وأبو هريرة ورفاعة الجهني رضي الله عنهم)(10).‏
وقال الإمام المشهور ابن أبي زمنين رحمه الله(399ه)تعليقا على ‏حديث النزول ‏‎: ‎‏ هذا الحديث بين أن الله عز وجل على عرشه في ‏السماء دون الأرض,وهو أيضا بين في كتاب الله,وفي غير ما حديث ‏عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .ثم ذكر آيات دالة على علو الله ‏تعالى)(11)‏
وقال الإمام أبو عمر الداني رحمه الله(444) ‏‎:‎‏ ومن قولهم ‏‎:‎‏ أن الله جلا ‏جلاله وتقدست أسماؤه ‏‎:‎‏ ينزل في كل ليلة إلى السماء الدنيا في الثلث ‏الباقي من اليل ,فيقول(هل من داعي يدعوني فاستجيب له,وهل من سائل ‏يسألني فاعطيه,وهل من مستغفر يستغفرني فاغفر له؟)حتى ينفجر ‏الصبح,على ما صحت به الأخبار ,وتواترت به الآثار عن رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم .نزوله تبارك وتعالى كيف شاء,بلا حد ولا ‏تكييف.وهذا دين الأمة وقول أهل السنة في هذه الصفات أن تمر كما ‏جاءت بغير تحديد ولا تكييف,فمن تجاوز المروي فيها وكيف شيئا منها ‏ومثلها بشيء من جوارحنا وآلتنا فقد ضل واعتدى ,وابتدع في الدين ما ‏ليس منه,وخرق إجماع المسلمين,وفارق أئئمة الدين)(12)‏
وقال ابن عبد البر رحمه الله((هذا الحديث ثابت من جهة النقل ,صحيح ‏الإسناد,لا يختلف أهل الحديث في صحته ولا فيه(13) دليل على أن الله ‏عز و جل في السماء على العرش من فوص سبع سماوات,وعلمه في كل ‏مكان كما قالت الجماعة أهل السنة أهل الفقه والأثر(14),ثم ذكر الآيات ‏الدالة على علو الله عز وجل(15)‏

وقال الإمام أبو إسماعيل الصابوني رحمه الله(449ه) : ( ويثبت ‏أصحاب الحديث نزول الرب سبحانه وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ‏من غير تشبيه له بنزول المخلوقين ولا تمثيل ولا تكييف ، بل يثبتون ما ‏أثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم وينتهون فيه إليه ، ويُمِرُّون الخبر ‏الصحيح الوارد بذكره على ظاهره ويَكِلون علمه إلى الله ) ، قلت : قوله ‏‏: ( يَكِلون علمه إلى الله ) يقصد به علم كيفية النزول ، فقد استأثر الله ‏بعلم الكيف ، أما المعنى فهو معروف من لغة العرب وهو لائق بجلال ‏الله وعظمته من غير تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ‏وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [ سورة الشورى ، الآية : 11 ] .(16)‏

و قال الإمام الإسماعيلي رحمه الله(369ه) ‏‎: ‎‏(وأنه عز وجل ينزل ‏إلى السماء الدنيا على ما صح به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم بلا اعتقاد كيفية))(17)‏

وقال أبو الخطاب الكلوذاني رحمه الله(510ه) ‏‎:‎‏ (‏
قالو ‏‎:‎النزول؟قلت ***‏‎:‎ناقله لنا قوم تمسكهم بشرع محمد
قالو ‏‎:‎فكيف نزول؟فأجبتهم***لم ينقل التكييف لي في مسند(18)‏

وقال الشيخ عبد الله بن محمد الأندلسي القحطاني المالكي ‏‎: ‎‏(‏
والله ينزل كل آخر ليلة ***لسمائه الدنيا بلا كتمان
فيقول ‏‎:‎هل من سائل فأجيبه***فأنا القريب أجيب من ناداني
حاشا الإله بأن تكيف ذاته***فالكيف والتمثيل منتفيان
والأصل أن الله ليس كمثله***شيء تعالى الرب ذو الإحسان(19)‏

وقال أبو الطيب رحمه الله ‏‎:‎‏ حضرت عند أبي جعفر الترمذي ‏‏(295ه)فسأله سائل عن حديث نزول الرب,فالنزول كيف هو يبقى ‏فوقه علو؟ فقال ‏‎: ‎‏ (النزول معقول ,والكيف مجهول,والإيمان به ‏واجب,والسؤال عنه بدعة))(20)‏


قال الإمام الذهبي معقبا-كما في كتابه العلو- ‏‎:‎‏ (صدق فقيه بغداد و ‏عالمها في زمانه إذا السؤال عن النزول ما هو عي لأنه إنما يكون ‏السؤال عن كلمة غريبة في اللغة وإلا فالنزول والكلام والسمع ‏والبصر والعلم والإستواء عبارات جلية واضحة للسامع فإذا اتصف ‏بها من ليس كمثله شيء فالصفة تابعة للموصوف وكيفية ذلك مجهولة ‏عند البشر).‏
وقال ابن القيم رحمه الله ‏‎

:‎
وكذا نزول الرب جلا جلاله***في النصف من الليل وذاك الثاني
فيقول لست بسائل غيري بأح***وال العباد أنا العظيم الشان
من ذا يسألني فيعطي سؤله***من ذا يتوب إلي من عصيان
من ذاك يسألني فاغفر ذنبه***فأنا الودود الواسع الغفران
من ذا يريد شفاءه من سقمه***فأنا القريب مجيب من نادان
ذا شأنه سبحانه وبحمده***حتى يكون الفجر فجر ثان
يا قوم ليس نزوله وعلوه***حقا لديكم بل هما عدمان
وكذلك يقول ليس شيئا عندكم***لا ذا ولا قولا سواه ثان
كل مجاز لا حقيقة تحته ***أول وزد وأنقص بلا برهان(21)‏









قديم 2012-05-16, 11:52   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
aboumoadh
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة farestlemcen مشاهدة المشاركة

الحمد لله
يجب علينا أولا معرفة عقيدة أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته . فعقيدة أهل السنة والجماعة هي إثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ، ويعتقدون ما أمرهم الله باعتقاده فقال تعالى : ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) .

وقد أخبرنا الله سبحانه عن نفسه فقال تعالى : ( إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ) الأعراف/54 وقال تعالى : ( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) طه/5 وغيرها من الآيات التي فيها ذكر استواء الله تعالى على عرشه .

واستواء الله تعالى على عرشه ، علوه عليه بذاته ، علوا خاصا يليق بجلاله وعظمته لا يعلم كيفيتها إلا هو .

وقد ثبت كذلك في السنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه وتعالى ينزل في الثلث الأخير من الليل فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ رواه البخاري( كتاب التوحيد/6940) ومسلم ( صلاة المسافرين/1262) .

والنزول عند أهل السنة معناه : أنه ينزل سبحانه بنفسه إلى السماء الدنيا نزولاً حقيقيا يليق بجلاله ولا يعلم كيفيته إلا هو .


ولكن هل يستلزم نزول الله عز وجل خلو العرش منه أو لا ؟
قال الشيخ ابن عثيمن في مثل هذا السؤال : نقول أصل هذا السؤال تنطُّعٌ وإيراده غير مشكور عليه مورده ، لأننا نسأل هل أنت أحرص من الصحابة على فهم صفات الله ؟
إن قال : نعم . فقد كذب .
وإن قال : لا . قلنا فلْيَسَعْكَ ما وسعهم ،
فهم ما سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقالوا : يارسول الله إذا نزل هل يخلو منه العرش ؟ وما لك ولهذا السؤال ، قل ينزل واسكت يخلو منه العرش أو ما يخلو ، هذا ليس إليك ، أنت مأمور بأن تصدِّق الخبر ، لا سيما ما يتعلق بذات الله وصفاته لأنه أمر فوق العقول .

مجموع فتاوى الشيخ محمد العثيمين 1/204- 205

قال شيخ الإسلام رحمه الله في هذه المسألة : والصواب أنه ينزل ولا يخلو منه العرش ، وروح العبد في بدنه لا تزال ليلاً ونهاراً إلى أن يموت ووقت النوم تعرج ..
قال : والليل يختلف فيكون ثلث الليل بالمشرق قبل ثلثه بالمغرب ونزوله الذي أخبر به رسوله إلى سماء هؤلاء في ثلث ليلهم وإلى سماء هؤلاء في ثلث ليلهم لا يشغله شأن .. انظر مجموع فتاوى ابن تيمية 5/132

والاستواء والنزول من الصفات الفعلية التي تتعلق بمشيئة الله . فأهل السنة والجماعة يؤمنون بذلك ، ولكنهم في هذا الإيمان يتحاشون التمثيل والتكييف ، أي أنهم لا يمكن أن يقع في نفوسهم أن نزول الله كنزول المخلوقين واستواءه على العرش كاستوائهم ، لأنهم يؤمنون بأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، ويعلمون بمقتضى العقل ما بين الخالق والمخلوق من التباين العظيم في الذات والصفات والأفعال ولا يمكن أن يقع في نفوسهم كيف ينزل ؟ وكيف استوى على العرش ؟ والمقصود أنهم لا يكيِّفون صفاته مع إيمانهم بأن لها كيفية لكنها غير معلومة لنا وحينئذ لا يمكن أبداً أن يتصور الكيفية .

ونحن نعلم علم اليقين أن ما جاء في كتاب الله تعالى أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فهو حق لا يناقض بعضه بعضاً لقول الله تعالى : ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ) ولأن التناقض في الأخبار يستلزم تكذيب بعضها بعضاً وهذا محال في خبر الله تعالى ورسوله .

ومن توَهَّم التَّناقض في كتاب الله تعالى أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أو بينهما إما لقلَّة علمه أو قصور فهمه أو تقصيره في التدبر ، فليبحث عن العلم وليجتهد في التدبر حتى يتبين له الحق . فإن لم يتبين له الحق فليَكِل الأمر إلى عالمه وليكُفَّ عن توهُّمِه وليقل كما قال الراسخون في العلم : ( آمنا به كل من عند ربنا ) وليعلم أن الكتاب والسنة لا تناقض فيهما ولا بينهما اختلاف . والله أعلم

انظر فتاوى ابن عثيمين 3/237- 238

وتوهّم تعارض النزول إلى السماء الدنيا مع الاستواء على العرش والعلو فوق السماء ناشئ عن قياس الخالق على المخلوق ،


وإذا كان الإنسان لا يتصوَّر بعقله غيبيات مخلوقه كنعيم الجنة فكيف يستطيع أن يتصور الخالق عز وجل علام الغيوب ، فنؤمن بما ورد من الاستواء والنزول والعلو لله ونثبته كما يليق بجلاله وعظمته .



اقتباس:
وإذا كان الإنسان لا يتصوَّر بعقله غيبيات مخلوقه كنعيم الجنة فكيف يستطيع أن يتصور الخالق عز وجل علام الغيوب ، فنؤمن بما ورد من الاستواء والنزول والعلو لله ونثبته كما يليق بجلاله وعظمته .
نعم نثبتهما و نوفض المعنى و الكيف لله









قديم 2012-05-16, 12:49   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
farestlemcen
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية farestlemcen
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aboumoadh مشاهدة المشاركة
نعم نثبتهما و نوفض المعنى و الكيف لله

بالله عليك أن تكون منصف
هل كل الطيور تنزل بنفس الهيئة
نزول إنسان كنزول الطير
نزول طائرة كنزول مكوك فضائي.

يا سائلي عن مذهبي وعقيدتي *** رزق الهدى من للهداية يسأل
اسمع كلام محقق في قوله *** لا ينثني عنه ولا يتبدل
حب الصحابة كلهم لي مذهب *** ومودة القربى بها أتوسل
ولكلهم قدر وفضل ساطع *** لكنما الصديق منهم أفضل
وأقول في القرآن ما جاءت به *** آياته فهو القديم المنزل
وجميع آيات الصفات أمرُّها *** حقاً كما نقل الطراز الأول
وأرد عهدتها إلى نقّالها *** وأصونها من كل ما يُتخيل
قبحاً لمن نبذ القرآن وراءه *** وإذا استدل يقول قال الأخطل
والمؤمنون يرون حقاً ربهم *** وإلى السماء بغير كيف ينزل

وأقر بالميزان والحوض الذي *** أرجو بأني منه رياً أنهل

وكذا الصراط يمد فوق جهنم *** فموحد ناج وآخر مهمل

والنار يصلاها الشقي بحكمة *** وكذا التقي إلى الجنان سيدخل

ولكل حي عاقل في قبره *** عمل يقارنه هناك ويسأل

هذا اعتقاد الشافعي ومالك *** وأبي حنيفة ثم أحمد ينقل

فإن اتبعت سبيلهم فموفق *** وإن ابتدعت فما عليك معول

( ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا ولا يستطيعون ( 73 ) فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون ( 74 ) )









قديم 2012-05-16, 14:09   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
aboumoadh
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة farestlemcen مشاهدة المشاركة
بالله عليك أن تكون منصف
هل كل الطيور تنزل بنفس الهيئة
نزول إنسان كنزول الطير
نزول طائرة كنزول مكوك فضائي.

يا سائلي عن مذهبي وعقيدتي *** رزق الهدى من للهداية يسأل
اسمع كلام محقق في قوله *** لا ينثني عنه ولا يتبدل
حب الصحابة كلهم لي مذهب *** ومودة القربى بها أتوسل
ولكلهم قدر وفضل ساطع *** لكنما الصديق منهم أفضل
وأقول في القرآن ما جاءت به *** آياته فهو القديم المنزل
وجميع آيات الصفات أمرُّها *** حقاً كما نقل الطراز الأول
وأرد عهدتها إلى نقّالها *** وأصونها من كل ما يُتخيل
قبحاً لمن نبذ القرآن وراءه *** وإذا استدل يقول قال الأخطل
والمؤمنون يرون حقاً ربهم *** وإلى السماء بغير كيف ينزل

وأقر بالميزان والحوض الذي *** أرجو بأني منه رياً أنهل

وكذا الصراط يمد فوق جهنم *** فموحد ناج وآخر مهمل

والنار يصلاها الشقي بحكمة *** وكذا التقي إلى الجنان سيدخل

ولكل حي عاقل في قبره *** عمل يقارنه هناك ويسأل

هذا اعتقاد الشافعي ومالك *** وأبي حنيفة ثم أحمد ينقل

فإن اتبعت سبيلهم فموفق *** وإن ابتدعت فما عليك معول

( ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا ولا يستطيعون ( 73 ) فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون ( 74 ) )
اقتباس:
بالله عليك أن تكون منصف
بل إني منصف و كلما تكلمت أن أكدت بغير ما تشعر وجوب تفويض المعنى و الكيف لله

اقتباس:
هل كل الطيور تنزل بنفس الهيئة
نزول إنسان كنزول الطير
نزول طائرة كنزول مكوك فضائي.
هذا دليل آخر على وجوب التفويض
بما أن الله ليس كمثله شيئ فنزوله سيكون مغاير لأي حركة قد يمكن وصفها بالنزول
إذا نزوله تعالى غير النزول المعروف و المختص بالمخلوقات

إذا نثبت النزولى كما أخبرنا و نفوض معناه و كيفيته لله
أو إذا أردنا أن نستمسك بالمعنى المعلوم من النزول فوجب تأويله لأن المعنى المعلوم من النزول متعلق بوصف أفعال المخلوقات و تعالى الله ليس كمثله شيئ
لا أفهم لماذا ترفض التفويض و هو أعلى درجات التنزيه و له أدلة قوية









قديم 2012-05-16, 16:25   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
farestlemcen
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية farestlemcen
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


كما قال مالك رحمه الله وقد سئل عن قوله تعالى الرحمن على العرش استوى طه : كيف استوى ؟
فأطرق مالك رأسه حتى علاه الرحضاء ثم قال :
" الاستواء معلوم ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة "
كذلك يقال في النزول: النزول غير مجهول، والكيف غير معقول، والسؤال عنه بدعة، واطّرده في جميع الصفات؛ لأنَّ هذه الصفات معروفة عند العرب، إلاّ أنَّ ما وصف به خالق السموات والأرض منها أكمل وأجلّ وأعظم من أن يشبه شيئاً من صفات المخلوقين، كما أنَّ ذات الخالق -جلّ وعلا- حق والمخلوقون لهم ذوات، وذات الخالق -جلّ وعلا- أكمل وأنزه وأجلّ من أن تشبه شيئاً من ذوات المخلوقين" ا.هـ


" جاء رجل فقال : يا أبا عبد الله ? الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى ? فكيف استوى ؟
قال : فأطرق مالك رأسه حتى علاه الرحضاء ثم قال :
" الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلاّ مبتدعاً. فأمر به أن يُخرج " ا.هـ

، ومما جاء من ألفاظ الأثر ما يوضح مراد مالك التالي :
قال الحافظ ابن عبد البر -رحمه الله-: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن ...
عن سريج بن النعمان ، قال : حدّثنا عبد الله بن نافع ، قال : قال مالك بن أنس : " الله في السماء وعلمه في كلِّ مكان، لا يخلو منه مكان، قال : وقيل لمالك : الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى ? كيف استوى؟، فقال مالك -رحمه الله-: استواؤه معقول، وكيفيته مجهولة، وسؤالك عن هذا بدعة، وأراك رجل سوء " .
قال القاضي عياض :
" قال أبو طالب المكي :
كان مالك -رحمه الله- أبعدَ الناس من مذاهب المتكلِّمين، وأشدَّهم بُغضاً للعراقيين، وألزَمَهم لسنة السالفين من الصحابة والتابعين .

قال سفيان بن عيينة : سأل رجلٌ مالكاً فقال: ? الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى ? كيف استوى يا أبا عبد الله؟، فسكت مالكٌ مليًّا حتى علاه الرحضاء، وما رأينا مالكاً وجد من شيء وجده من مقالته، وجعل الناس ينظرون ما يأمر به، ثمَّ سُريَّ عنه فقال :
" الاستواء منه معلوم، والكيف منه غير معقول، والسؤال عن هذا بدعة، والإيمان به واجب، وإني لأظنُّك ضالاًّ، أخرجوه " .

قَالَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ حَيْثُ ذَكَرَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ , فَقَالَ : { تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِك } وَقَالَ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ : { فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ } , { وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ }, وَقَالَ : { بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ } وَقَالَ : { يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ } . وَقَالَ : { خَلَقْت بِيَدَيَّ } وَقَالَ فِي آيَاتٍ كَثِيرَةٍ { وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } وَقَالَ : { وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي } وَكُلُّ مَا وَصَفَ اللَّهُ بِهِ نَفْسَهُ مِنْ الصِّفَاتِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا مِمَّا هِيَ مَوْجُودَةٌ فِي الْقُرْآنِ , وَمَا لَمْ نَذْكُرْ فَهُوَ كَمَا ذُكِرَ .

وَإِنَّمَا يَلْزَمُ الْعِبَادَ الِاسْتِسْلَامُ لِذَلِكَ وَالتَّعَبُّدُ لَا نُزِيلُ صِفَةً مِمَّا وَصَفَ اللَّهُ بِهِ نَفْسَهُ أَوْ وَصَفَ الرَّسُولُ عَنْ جِهَتِهِ لَا بِكَلَامٍ وَلَا بِإِرَادَةٍ , وَإِنَّمَا يَلْزَمُ الْمُسْلِمَ الْأَدَاءُ وَيُوقِنُ بِقَلْبِهِ أَنَّ مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي الْقُرْآنِ إنَّمَا هِيَ صِفَاتُهُ ,

وَلَا يَعْقِلُ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ تِلْكَ الصِّفَاتِ إلَّا بِالْأَسْمَاءِ الَّتِي عَرَّفَهُمْ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى , فَأَمَّا أَنْ يُدْرِكَ أَحَدٌ مِنْ بَنِي آدَمَ مَعْنَى تِلْكَ الصِّفَاتِ فَلَا يُدْرِكُهُ أَحَدٌ . وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى إنَّمَا وَصَفَ مِنْ صِفَاتِهِ قَدْرَ مَا تَحْتَمِلُهُ عُقُولُ ذَوِي الْأَلْبَابِ . لِيَكُونَ إيمَانُهُمْ بِذَلِكَ وَمَعْرِفَتُهُمْ بِأَنَّهُ الْمَوْصُوفُ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ وَلَا يَعْقِلُ أَحَدٌ مُنْتَهَاهُ وَلَا مُنْتَهَى صِفَاتِهِ ,

وَإِنَّمَا يَلْزَمُ الْمُسْلِمَ أَنْ يُثْبِتَ مَعْرِفَةَ صِفَاتِ اللَّهِ بِالْإِتْبَاعِ وَالِاسْتِسْلَامِ كَمَا جَاءَ , فَمَنْ جَهِلَ مَعْرِفَةَ ذَلِكَ حَتَّى يَقُولَ إنَّمَا أَصِفُ مَا قَالَ اللَّهُ وَلَا أَدْرِي مَا مَعَانِي ذَلِكَ حَتَّى يُفْضِيَ إلَى أَنْ يَقُولَ بِمَعْنَى قَوْلِ الْجَهْمِيَّةِ يَدٌ نِعْمَةٌ وَيَحْتَجْ بِقَوْلِهِ أَيْدِينَا أَنْعَامًا وَنَحْوَ ذَلِكَ , فَقَدْ ضَلَّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ . هَذَا مَحْضُ كَلَامِ الْجَهْمِيَّةِ حَيْثُ يُؤْمِنُونَ بِجَمِيعِ مَا وَصَفْنَا مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ , ثُمَّ يُحَرِّفُونَ مَعْنَى الصِّفَاتِ عَنْ جِهَتِهَا الَّتِي وَصَفَ اللَّهُ بِهَا نَفْسَهُ , حَتَّى يَقُولُوا مَعْنَى السَّمِيعِ هُوَ الْبَصِيرُ وَمَعْنَى الْبَصِيرِ هُوَ السَّمِيعُ , وَيَجْعَلُونَ الْيَدَ يَدَ نِعْمَةٍ وَأَشْبَاهَ ذَلِكَ يُحَرِّفُونَهَا عَنْ جِهَتِهَا لِأَنَّهُمْ هُمْ الْمُعَطِّلَةُ .

.فإسحاق بن راهويه الإمام الكبير يثبت معاني الصفات بمنطوق كلامه وينكر على من ينادي بأنه مجهولة بمنطوق كلامه وتأمل عبارته :
" ... وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى إنَّمَا وَصَفَ مِنْ صِفَاتِهِ قَدْرَ مَا تَحْتَمِلُهُ عُقُولُ ذَوِي الْأَلْبَابِ . لِيَكُونَ إيمَانُهُمْ بِذَلِكَ وَمَعْرِفَتُهُمْ بِأَنَّهُ الْمَوْصُوفُ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ وَلَا يَعْقِلُ أَحَدٌ مُنْتَهَاهُ وَلَا مُنْتَهَى صِفَاتِهِ , ... فَمَنْ جَهِلَ مَعْرِفَةَ ذَلِكَ حَتَّى يَقُولَ إنَّمَا أَصِفُ مَا قَالَ اللَّهُ وَلَا أَدْرِي مَا مَعَانِي ذَلِكَ حَتَّى يُفْضِيَ إلَى أَنْ يَقُولَ بِمَعْنَى قَوْلِ الْجَهْمِيَّةِ يَدٌ نِعْمَةٌ وَيَحْتَجْ بِقَوْلِهِ أَيْدِينَا أَنْعَامًا وَنَحْوَ ذَلِكَ , فَقَدْ ضَلَّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ . هَذَا مَحْضُ كَلَامِ الْجَهْمِيَّةِ حَيْثُ يُؤْمِنُونَ بِجَمِيعِ مَا وَصَفْنَا مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ , ثُمَّ يُحَرِّفُونَ مَعْنَى الصِّفَاتِ عَنْ جِهَتِهَا الَّتِي وَصَفَ اللَّهُ بِهَا نَفْسَهُ "

وعن إسحاق بن منصور الكوسج قال :
قلت لأحمد- يعني ابن حنبل - ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة ، حين يبقى ثلث الليل الآخر إلى السماء الدنيا أليس تقول بهذه الأحاديث ؟ ويراه أهل الجنة ، يعني ربهم عز وجل ؟ ولا تقبحوا الوجه فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته ، واشتكت النار إلى ربها عز وجل حتى وضع فيها قدمه و إن موسى لطلم ملك الموت ، قال أحمد : كل هذا صحيح ، قال إسحاق : هذا صحيح ، ولا يدعه إلا مبتدع أو ضعيف الرأي . آجري
وقال وقد سئل عن صفات الرب ؟ فقال :
" مذهب مالك والثوري والأوزاعي والشافعي وحماد ابن سلمة وحماد بن زيد وأحمد ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي وإسحاق بن راهويه أن صفات الله التي وصف بها نفسه ووصفه بها رسوله من السمع والبصر والوجه واليدين وسائر أوصافه إنما هي على ظاهرها المعروف المشهور من غير كيف يتوهم فيها ولا تشبيه ولا تأويل ، قال ابن عيينة كل شيء وصف الله به نفسه فقراءته تفسيره
ثم قال : أي هو هو على ظاهره لا يجوز صرفه إلى المجاز بنوع من التأويل " ا.هـ



ـ الحافظ الإمام أبو أحمد محمد بن علي بن محمد الكرخي القصاب ت بعد 360 هـ

قال رحمه الله :
" كل صفة وصف الله بها نفسه أو وصفه بها رسوله فليست صفة مجاز ولو كانت صفة مجاز لتحتم تأويلها ولقيل : معنى البصر كذا ومعنى السمع كذا ولفسرت بغير السابق إلى الأفهام فلما كان مذهب السلف إقرارها بلا تأويل علم أنها غير محمولة على المجاز وإنما هي حق بين "










 

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, الدنيا, السلام, وصول


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:22

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc