شارك معنا في نصرة اللغة العربية !

[ياسين88]

لغتي هي هويتي
-------------------------------
وقد اعجبني هذا المقال لاحد الاشخاص والذي كان بعنوان( لغتي هي هويتي) ... وقد احتوى على كثير مما في داخلي..

------------------------------

عندمـا أشـاهد شخصـا - عربيــا - يحادث شخصـا آخر - عربيــا مثله - باللغة الإنجليزية ، فإن الإنطباع الأول الذي يتكون لدي هو ” ثقافة ضحلة ، إنعدام الثقة بالنفس” ..
فمالذي يدفع شخصـا كهذا إلى محادثة آخر بغير لغته الأصلية ، إلا كونه يعتبر اللغة العربية لغة غير جديرة بالتحدث بها ، أو أن اللغة الإنجليزية أفضل منها أو كما يدعونها - لغـة الشـاب المُتحضـر - ..
وهذا بالطبع ناجم عن عدم ثقة بالنفس ، ولذلك يحاول الشخص التحدث بغير لغته ليعوض هذا النقص الذي يشعـر به ، ليبدو أفضل - حسب وجهة نظره الخاطئة - ، وليبدو شابـاً متحضـراً !!
يقول آني راوهيجي - مدرس لغة نيوزلندي :
إذا كبرت ولم تكن تتكلم لغتك ، فلن تعرف من أنـت .

وهو صادق جداً فيما يقول ، فللأسف الشديد من واقع ما نـراه ، نجـد جهــلاً كبيـراً باللغة العربية الفصحـى في جيل شبـابنا المُعـاصر ، واستصعاباً شديدا لمفرداتها ومعاني كلماتها ، فكيــف بالله يمكن لهؤلاء - إن أستمر حالهم في الإنحدار - قراءة القـرآن الكريم بالطريقة الصحـيحة ، وفهم الأحاديــث الشـريفة ، وقراءة الكُتب المهمة كـ كتب الأئمة على سبيل المثال ، وهم ضعفــاء لغــويــا !!
وفي المقـابل ، تجدهـم يتحدثون اللغة الإنجليزية - أو أي لغة أخرى - ويتحمسـون بشدة لإتقانها ، والحديث بها فيما بينهم والكتابة بها !!
هذا بالنســبة لجانب إنعدام الثقة بالنفــس ..
أما من جانب ضحـالة الثقافة ، فعندما تسأل أحدهم عن مبرراته ، يجيبك بأن الإنجليزية هي لغة العصـــر !! وما إن تبـدأ بسؤاله عن ما يقصده بذلك وتتعمق معه في الحديــث ، حتى تجد قطـرات العرق تنزلق على جبيــنه ويتخلل صوتــه الإرتبــاك ، لأنه - ببســاطة - لا يعلم !
أنا مع الجميع في أن اللغة الإنجليزية قد تكون الطاغية في - بعــض - المجالات لا أكثــر ..
ولكن بسبب الثقافة - الهوليودية - ثقافة الأفلام والمسلسلات الأجنبية لهؤلاء ، ظنــوا أنه لا منازع للإنجليزية وأنها اللغة الأولى ..
ولكن إن جئــنا للواقع ، فإن أوروبــا بأكملها - بإستثنـاء بريطانيــا - لو حاولت فيها أن تتحدث معهم باللغة الإنجليزية فلن يعيروك أي اهتمام يُذكر ، قد يسـتجيب لك أحدهم - بعدما توشك على الموت - وهو يحدث نفســه قائــلا : هاهو مسكيـن جاهل آخر يتحدث الإنجليزية ! ..
قابلت أحد الباحثين الألمـان منذ فترة بسيـطة ، وكان يتحدث معي بالعربيــة - المكســرة - بصعوبة ، فأخبرته أن يشعر بالحرية ويتحدث معي بالإنجليزية كوني أجيدها وسيجعل ذلك الحوار بيننا أسهل ، ابتسم وعبـر لي بأنه يحتـرم اللغة العربيــة أولا ، ثم أنه يود أن يتحدث العربيــة كونه داخل السعـودية ، وأنه يمكنني محادثته بالإنجليزية إن كنا في بريطانيا مثــلا ! وشتــان بين هذا البـاحث و - شبابنا اللطيف - !!
ولو أخذنـا اليابانيين على سبيل المثال - شعب أسجل له أحترامي لتمسكه بعاداته وتقاليده - فإنهم لا يتحدثون أبدا فيما بينهم بغير لغتهم الأصلية خارج بلادهم ، سواء في الشـركات أو في غير ذلك ، هذا ولغتهم غير مُشَـرَفـَـة كـ لغتنا ، فهي لغة القرآن ..
وكذلك الحال أيضــا فيمن يكتبون على الإنترنت ، ولنأخذ المدونــات العربيــة مثــالا !!
فـ أكثر ما يثير شفقتي هو أولئــك - المســاكين ! - الذين يتحدثون فيما بينهم باللغة الإنجليزية ، وفي مواضيـــع هي تافهة أكثر من التفاهة نفسـها !!
وهذا يعود أيضــا إلى ضحالة الفكر وانعدام الثقة بالنفس كما أشرت سـابقا ، وإلا إلى ماذا تعزون ذلك ؟
هم يحاولون إثبـات أنفسهم ، يحاولون أن - يخالفوا ليعرفوا - ، ويثبتون للناس أنهم يستطيعون رصف أربع كلمات إنجليزية بدون أخطاء إملائية أو نحوية - في الغالب ! - ، حســـناً ، ياللروعــة !! أنتم أقويــاء للغاية !

وعلى الصعيــد الآخـر ، فإنني أفتخر جدا بأولئـك الذين يستعملون إجادتهم للغة الإنجليزية في نشـر الدين الإسـلامي ، وتحسين صورته لدى الغرب ، وتحسين صورة مجتمعنا لديهم أيضـا ..
فأنا لســت معارضــا لتعلم اللغة نفسها ، فقد قال صلى الله عليه وسلم ” من أمن لغة قوم أمن شرهم ” ..
كما أن تعلمها أصبح ضروريــا إلى حد ما في عملية التواصل مع الآخرين ، ولكن ذلك لا يعني - طمس - لغتنا الأولى والإستعاضة عنها بالإنجليزية !! ، بل الأحــرى إجادة الأولى ..

تحياااااااااتي