![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
الينابيع في الثناء على الشيخ ربيع والرد على من رماه بالكلام الشنيع
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() جاء في شريط لقاء أبي الحسن المأربي مع الألباني مــا يلي : وجه سؤال إلى الشيخ الألباني ما مفاده ، أنه بالرغم من موقف فضيلة الشيخين ربيع بن هادي المدخلي ومقبل بن هادي الوادعي في مجاهدة البدع والأقوال المنحرفة يشكك بعض الشباب في الشيخين أنهما على الخط السلفي ؟ فأجاب رحمه الله : " نحن بلا شك نحمد الله عز وجل أن سخر لهذه الدعوة الصالحة القائمة على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ، دعاة عديدين في مختلف البلاد الإسلامية يقومون بالغرض الكافي الذي قل من يقوم به في العالم الإسلامي اليوم ، فالحط من هذين الشيخين الشيخ ربيع والشيخ مقبل الداعيين إلى الكتاب والسنة ، وما كان عليه السلف الصالح ومحاربة الذين يخالفون هذا المنهج الصحيح ، هو كما لا يخفى على الجميع إنما يصدر من أحد رجلين إما من جاهل أو صاحب هوى . إما جاهل فيعلم ، وإما صاحب هوى فيستعاذ بالله من شره ، ونطلب من الله عز وجل إما أن يهديه وإما أن يقصم ظهره ." ثم قال الشيخ رحمه الله : " فأريد أن أقول إن الذي رأيته في كتابات الشيخ الدكتور ربيع إنها مفيدة ، ولا أذكر أني رأيت له خطأً ، وخروجاً عن المنهج الذي نحن نلتقي معه ويلتقي معنا فيه ."
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 2 | ||||
|
![]() اقتباس:
شكرا على المتابعة ولكن لا تُشكر على هذه المشاركة وإن كانت هي في حد ذاتها حق، لأنها وضعت في غير محلها وأعيد لك ما قلته للأخ أسامة فلعلك لم تقرأه وقد سبقت الاشارة اليه (المفاليس دائما يفتشون في الدفاتر القديمة صح نومك يا أسامة ونوم من يبركون لك على هامش ما أكل عليه الدهر وشرب أما كلام الالباني رحمه الله فهو حق بالنسبة للحزبيين والقطبيين ومن جرى مجراهم أما أن تحمله على الطعنات الشديدة العدوانية التي يمارسها الشيخ ربيع في اخوانه السلفيين ، فهذا من الكذب على الشيخ الألباني وأمثاله من العلماء السابقين رحمهم الله ولا ينفعك نقل التزكيات ثم دحرجتها من موضع لآخر بعد ما مات أكثر قائليها وقد جاءت من بعدها الأفاعيل من الشخص المزكى.....) وهناك ملاحظتان واحدة تخص كلامك والثانية تتعلق بشخصك 1- من الذي سأل الشيخ الالباني ؟ أليس هو أبو الحسن المأربي الذي يثني عليه الشيخ الالباني ويزكيه وفي الوجه المقابل ماذا قال الشيخ ربيع في الذي يثني عليه الشيخ الالباني ويزكيه قال عنه : أحط أهل البدع - لو جاء الدجال لتبعه هو وأتباعه - يؤصل أصولا لم تدر في خلد الشيطان...الى أخر الاحكام الجائرة في ميزان النقد 2- اسم نقاء يحمل في طياته تزكية ومع ذلك يوهم أنه اسم للجنس اللطيف ، واعد أدراجك فستجد من خاطبك بتاء التأنيث وهي دعوة الى تغيير هذا الاسم فانه يحمل النعومة بدل الخشونة التي تواحهني بها ومعذرة إن كنت جرحت شعورك إنما هي النصيحة لا التعيير |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 3 | ||||
|
![]() اقتباس:
فهذه تزكية من أسد السنة الامام الالباني رحمه الله في حق فضيلة الشيخ أبي الحسن السليماني نزيل مأرب حفظه الله. تجده في سلسلة الهدى والنور،رقم الشريط 850 ابتداءا من الدقيقة 18:00 [rams]https://download.media.islamway.com/lessons/nasser/143-al-hodaa_wa_al-noor/850.mp3[/rams] للتحميل مباشرة من هنـــا وهذا الصنيع في ادراج هذه التزكية إنما هو مجارات لصنيع القوم الذين ما يفتؤون يدحرجون التزكيه من مكان لأخر وإلا فهي لا تنفع في تغطية المخالفة الشرعية اذا وقع فيها المُزكى |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 4 | ||||
|
![]() اقتباس:
فالتزكية لا تغطي المخالفة وهذا مالم نجده اتجاه المأربي ولا غيره ممن يزكيهم الحلبي وشلته وأقول كما قلت : إن تلك التزكية أكلتها أوراق الدفاتر لأننا علمنا جرحا مفسرا سيقدم عليها بتغير حال الرجل أما الشيخ الربيع فحاله لم يتغير ولم نعلم جرحا مفسرا رد تلك التزكيات ( العديد من التزكيات من الأكابر وليسي واحدة فقط ) فبأي عقل تقيسون الأمور |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 5 | ||||
|
![]() اقتباس:
إلى فضيلةِ الشيخِ ربيع بنِ هادِي -سدَّدَهُ اللهُ- ... الحمدُ لله حقَّ حمدِه، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّهِ وعبدِه، وعلى آلهِ وصحبِه ووَفْدِه. السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه... أمَّا بعدُ: فأشكُرُ فضيلتَكُم -بادئَ بَدْءٍ- على تِلكُمُ الهديَّةِ (الثمينةِ!) .... .... وهذا يُشبِهُ -تماماً- ما قالَهُ شَيْخُنا الأَلْبَانِيُّ -رَحِمَهُ الله- فِي بَعْضِ «أَجْوِبَتِهِ»- مُحذِّراً-: «فَهَذا المُنْتَمِي إِلَى السَّلَفِ الصَّالِحِ -عَلَى نِسْبَةِ قُرْبِهِ وَبُعْدِهِ فِي تَحْقِيقِ انْتِسَابِه إِلَى السَّلَفِ الصَّالِح-يُقَالُ فِيه: إِنَّهُ مَعَ السَّلَفِ -عَلَى الأَقَلّ -مَا لَمْ يَنْقُضْ بِفِعْلِهِ مَا يَقُولُهُ بِلِسانِهِ- لا يَصِحُّ أَنْ نَقُول: إِنَّهُ لَيْسَ سَلَفِيًّا -مَا دَامَ يَدْعُو إِلَى مَنْهَجِ السَّلَفِ الصَّالِح، مَا دَام يَدْعُو إِلَى اتِّبَاعِ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَعَدَمِ التَّعَصُّبِ لإِمَامٍ مِنَ الأَئِمَّة، فَضْلاًعَنْ أَنْ يَتَعَصَّبَ لِطَرِيقٍ مِنَ الطُّرُق، فَضْلاً عَنْ أَنْ يَتَعَصَّبَ لِحِزْبٍ مِنَ الأَحْزَاب-؛ لَكِنْ لَهُ آرَاءٌ يَشِذُّ فِيهَا -فِي بَعْضِ المَسائِلِ الاجْتِهادِيَّة-! وَهذَا لاَ بُدَّ مِنْهُ، لَكِن؛ يُنْظَر إِلَى القَاعِدَة: هَلْ هُوَ مُؤْمِنٌ بِهَا؟ هَلْ هُوَ دَاعٍ إِلَيْهَا؟». ومثلُهُ -أيضاً- قولُهُ -رحمهُ اللهُ-: «أَمَّا مَا أَسْمَعُهُ -الآن- مِنْ أَنْ يُفْصَلَ المُسْلِمُ عَن الجَمَاعَةِ السَّلَفِيَّة!! لِمُجَرَّدِ أَنَّه أَخَطأَ فِي مَسْأَلَةٍ، أَوْ فِي أُخْرَى: فَمَا أَرَاهُ إِلاَّ مِنْ عَدْوَى الأَحْزَابِ الأُخْرَى! هَذَا الفَصْلُ هُوَ نِظَامُ بَعْضِ الأَحْزَابِ الإِسْلاَمِيَّة الَّتِي لاَ تَتَبَنَّى المَنْهَجَ السَّلَفِيَّ مَنْهَجاً فِي الفِقْهِ وَالفَهْمِ لِلإِسْلاَم؛ وَإِنَّمَا هُوَ حِزْبٌ يَغْلِبُ عَلَيْهِ مَا يَغْلِبُ عَلَى الأَحْزَابِ الأُخْرَى مِنَ التَّكَتُّلِ وَالتَّجَمُّعِ عَلَى أَسَاسِ الدَّوْلَةِ المُصَغَّرَة؛ مَنْ خَرَجَ عَنْ طَاعَةِ رَئِيسِها أُنْذِر-أَوَّلاً! وَثَانِياً! وَثَالِثاً-رُبَّما-، ثُمَّ حُكِمَ بِفَصْلِهِ! مِثْلُ هَذا لاَ يَجُوزُ أَنْ يَتَبَنَّاهُ جَمَاعَةٌ يَنْتَمُونَ -بِحَقّ- إِلَى كِتَابِ الله، وَإِلَى سُنَّةِ رَسُولِ الله -صلَّى اللهُ عليه وسلم-، وَعَلَى مَنْهَجِ السَّلَفِ الصَّالِح... هَذَا ابْتِدَاعٌ ([1]) فِي الدِّين مَا أَنْزَلَ الله بِهِ مِنْ سُلْطَان». قلتُ: هذا -وحدَهُ- كافٍ في إدراكِ قَدْرِ الخلَلِ العظيمِ الذي أصابَ مِن الدَّعوةِ السلفيَّةِ مَقتَلاً بعدَ موتِ عُلمائِنا الثلاثةِ الأكابرِ -رضيَ اللهُ عنهُم-... والحقُّ أنِّي لمْ أكُن مُستَبْعِداً -مُنذُ سنواتٍ عِدَّةٍ!- صدورَ هذا الموقفِ (!) مِن فضيلةِ الشيخِ ربيعٍ -سدَّدَهُ اللهُ- والذي تكرَّمَ بإهدائيهِ إيَّاهُ- أخيراً-؛ وذلك منذُ قالَ لي -في منزلِهِ -قبلَ نحوِ ثمانِِي سنَوات-: (إنْ لمْ تُسقِطْ [فُلاناً....] أسْقَطْناكَ) !!! فهذه طريقةُ الشيخِ ربيعٍ المعلومةُ -منهُ وعنهُ- منذُ سنواتٍ وسنواتٍ -مع غيرِ واحدٍ ممّن خالفه -سدَّدَهُ اللهُ، وزادَهُ توفيقاً-، ولكنْ؛ قد يُعَجِّلُ في استعمالِها مع مُخالِفِهِ -أو يُؤخِّرُ-؛ بحَسْبِ ما يَراهُ في نَفْسِهِ -ونَفَسِهِ- مِن قِصَرِ فترةِ (الصَّبْرِ!) -التي يُكرِّرُ ذِكرَها- وفَّقَهُ اللهُ- ، أو طُولِها! ولقد أُتيحَ لي -على قِلَّةِ ما يَقعُ ذلك!- سماعُ تسجيلِ مجلسِ فضيلتِهِ -الأخيرِ- مع الإخوةِ العِراقيِّين، والذي تكرَّمَ -سدَّدَهُ اللهُ- فيه- بإعلانِ هديَّتِهِ (!)، وتقديمِها لي -فيه-جزاهُ اللهُ خيراً، وكثَّرَ حسناتِهِ-،ثم فَرَحِ بعض المتعصّبة به،وإشاعتِهم له!! و {لن يضرّوكم إلا أذى} ..... فلَمْ أرَ في المجلس المذكور -واللهِ- مِن جديدٍ يُناقَشُ أو يُبحَثُ -أكثرَ مِن الذي بيَّنْتُهُ -تماماً- في سلسلةِ مَقالاتِي «القولِ العدلِ الأمين..» -بحلْقاتِهِ السِّتِّ-، والتي ناقشْتُ فيها فضيلتَهُ في بعضِ أقوالِهِ فيَّ-فهي هي-! والتي لمْ أحْظَ لها بجوابٍ إلى هذه الساعةِ!! فلقد بيَّنْتُ -ثَمَّةَ- أنَّ (كُلَّ) -نَعَم (كُلّ!)- ما انْتُقِدْتُ فيه (!) -وهُوِّلَ أَمْرُهُ- معدودٌ في المسائلِ الاجتهاديَّةِ السائغِ الخلافُ فيها بينَ عُلماءِ أهلِ السُّنَّةِ ودُعاتِها؛ وأنْ ليسَ منها شيءٌ يُعَدُّ مِن خِلافِ أهلِ البِدَعِ (الكُبرَى) القديمةِ -مِن قَدَرٍ، وإيمانٍ، وصِفاتٍ، وصحابة، و.. و..- فضلاً عن خلافِ أهلِ البدعِ (الفِكريَّةِ) الحديثةِ- مِن إخوانيَّةٍ، وتكفيريَّةٍ، وسُروريَّةٍ، وقُطبيَّةٍ، و.. و..-! فهل مِن المُؤاخَذاتِ (المُعتبَرَةِ) -علَيَّ-على سبيل المثال!-: ضَبطُ ما يتعلَّقُ بما يُسَمَّى(منهجَ المُوازَنَات) بكلامِ الشيخِ ابنِ باز والشيخِ ابنِ عُثَيْمِين -ممّا لا يَتناقَضُ مع أقوالِ مشايخِنا الآخرِين- وبخاصَّةٍ شيخَنا الألبانيَّ-؟! وهل مِنها:اختيارُ التفريقِ بَيْنَ(المنهجِ والعقيدةِ) -أو عَدَمِهِ!- وقد قالَ بكُلٍّ -على غيرِ المعنَى الحِزبيِّ المُظلِمِ!- عُلماءُ سَلَفِيُّونَ مُعْتَبَرُونَ -كما شَرَحْتُهُ وكرَّرْتُهُ -مُطَوَّلاً- قديماً وحديثاً- بعكسِ ما توهَّمَهُ منهُ بعضُ الجَهَلَةِ الطَّغامِ!-. وهَل مِنها:ضَبْطُ التفريقِ بَيْنَ(أدِلَّةِ) مشروعيَّةِ(الجَرحِ والتعديلِ) -كِتاباً وسُنَّةً- مِن جِهَةٍ-، وبينَ(الاجتهادِ) في مسائلِهِ التفصيليَّةِ، وقَضاياهُ التطبيقيَّةِ -مِن جِهَةٍ أُخرَى-؟! أم: النَّظَرُ فيما فُسِّرَ به(الجرحُ)؛ لِيُعْرَفَ أهُوَ مَقبولٌ أمْ لا؟! ممَّا يكونُ ضَبْطاً لِقاعدةٍ تُرَدَّدُ -اليومَ- بِلا معرفةٍ، ومِن غيرِ فَهْمٍ: (وُجوب قَبُول الجَرح المُفَسَّر) ! وهل يُخالِفُ أحدٌ في قَبولِ ذلك(الجرح)إذا كان (تفسيرُهُ) صحيحاً، و (مُقنِعاً) ؟! ولا أزالُ أعْجَبُ -جِدًّا- كيفَ تكونُ هذه المسألةُ -عندَهُم (!)- موضعَ نَظَرٍ؛ فضلاً عن أنْ يجعَلُوها (!) مِنَ المُسلَّمات-عكساً بعكسٍ-؟! نَعَمْ؛ هي مِن المُسلَّماتِ على مابيَّنْتُ؛لا على ما جَمَحُوا وجَنَحُوا !!! ... إلى غيرِما هُنالِكَ ممَّا تُوُهِّمَ أنَّهُ مُؤاخذات (!)،وهي لا تعدُو -بجميع مُفرداتِها- أنْ تكونَ آراءً (اجتهاديّةً) قابِلةً للخطأِ أو الصوابِ ؛ليس إلاّ! أمَّا دَعوَى (مُناصرةِ أهل الباطلِ!)، و(الدِّفاع عن أهلِ البِدَع!)-التي يُكثرون(!)من تَردادها-؛ فأقولُ: قل لي-بربِّك-:مَن هُم؟! آلمَغراويُّ؟! أمِ المَأْرِبِيُّ؟! أمِ العرعورُ؟! أمِ ابنُ جِبرِين؟! أمْ..؟! أمْ..؟! .. فلئِنْ كان اختيارُ فضيلتِكُم القولَ بتبدِيعِ هؤلاء، وتضليلِهِم، وتمزيقِهِم، وإسقاطِهِم؛ فقد وافَقْنا اختيارَغيرِك -فضيلةَ الشيخِ- مِن عُلماءِ أهلِ السُّنَّةِ والسَّلَفِيَّةِ- ممّن لا يَقِلُّون عنكَ شَأناً -إنْ لمْ يَفُوقوكَ!-كسماحةِ المُفتِي، والشيخ الفَوزان، والشيخ العبَّاد، والشيخ السَّدْلان -وغيرِهِم-: في اعتِبارِهِم مِن أهلِ السُّنَّةِ النبويَّةِ، ومِن عُلماءِ أو دعاةِ الدَّعْوَةِ السلفيَّةِ -مع استمرارِ مُناصحتِهِم فيما قد يَظهرُ لنا مِن أخطائِهِم-... ... ... وعليهِ؛ فإنَّ مخالفتي- أو عدَمَ مُوافقتِي لفضيلة الشيخ- عَفَا اللهُ عنهُ- في طَعْنِهِ بِفُلانٍ أو فُلان -ممَّن هُم على أُصولِ نَهْجِ السَّلَفِ والسُّنَّةِ-لا أُؤاخَذُ بها -ألبتّة-؛ ذلكم أنّي-في الوقتِ نفسِهِ- مُوافِقٌ مَن لا يقلُّ عنهُ مكانةً مِن أهلِ السُّنَّةِ- مِن فُضلاءِ العصرِ وعُلمائهِ-... ناهِيكَ عن أصلٍ علميٍّ راسخِ مُقَرَّرٍ، وهو: أنَّ الاختلافَ في مسائلِ الجَرحِ والتعديلِ -مِن جهةِ الضَّبْطِ، أو العدالةِ، أو البِدعةِ - خلافٌ سُنِّيٌّ مُعْتَبَرٌ في القديمِ والحديثِ- ضِمنَ الضوابطِ العلميَّةِ المعروفةِ. ودلائلُ ذلك وشواهدُه أكبرُ -وأكثرُ- مِن أنْ تُحصَرَ...فلا يُجادَلُ بها! وإني لعلى علمٍ تامٍّ بأنّ هذه المسائلَ المشارَ إليها -هنا- قد بحثتُها وبيّنتُها في أكثرَ من مقالٍ أو كتابٍ؛ مُكتفياً-ها هنا- بما يقتضيه المقامُ-حسبُ- مُختصَراً-... منبّهاً-بعدُ-على أنّي حريصٌ الحرصَ -كلَّه-على أن لا أتفرّد بقولٍ دون أئمّة السنّة وعلمائها-قبلاً وبعداً-.. ومَن كان عنده -عنّي-خلافُ هذا الزعم فإنّي راجعٌ لحُكمِه راضٍ بقولِه... أمَّا الزيادةُ (الوحيدةُ!) في مجلسِ العِراقيِّين -الأخير!-عمّا سبقه-؛ فهي دعوى فضيلتِهِ -غَفَرَ اللهُ له- عليَّ- بأنِّي أقولُ بوَحدَةِ الأديانِ!! والتي تَنازَلَ -أو تنزَّلَ- (!) في الحُكْمِ عليَّ فيها مِن التكفيرِ إلى التبدِيعِ -سلَّمَهُ اللهُ منهُما-! ولستُ أدرِي -حقيقةً- سببَ هذا التَّنازُلِ -أو التنزُّل!- منهُ -وفَّقَهُ اللهُ- ،ومدَى شرعيَّتِهِ!: أهو مُراعاةٌ لشُعوري، وتلطُّفٌ بمشاعِرِي؟! أمْ هُو مُراعاةٌ لِصِلَةِ ثلاثينَ عاماً -معهُ- أنْ تذهبَ هَباءً منثوراً؟! أمْ مُراعاةٌ لِـمَا قد يَعتبرُهُ منِّي جَهلاً بحُكْمِ عقيدةِ وحدةِ الأديانِ الكُفريَّةِ؛ يعذُرُنِي فيه بجهلي!؟! أمْ مُراعاةٌ لمجتمعِ الدعوةِ السلفيَّةِ أنْ تَرِدَ إليهِ أحكامُ التكفيرِ في وقتٍ هُم أشدُّ ما يُحارِبُونَ فيه هذا التكفيرَ؟! أم ماذا...؟! حقيقةً؛ لا أدرِي! و(لا أدرِي: نِصف العِلمِ) -كما قيلَ قديماً-! وبِغَضِّ النَّظَرِ عن هذا وذاكَ وذيَّاك؛ فإن هذا الزعمَ- بالادّعاء عليّ- مِن أشدِّ الباطلِ وأفدحهِ ؛ وقد بيَّنْتُ رَأْيِيَ الواضحَ الصريحَ -مِن قبلُ ومِن بعدُ-أكثرَ وأكثرَ- في موضوعِ (وَحدَةِ الأديانِ) -هذا -وتكفيرِ القائلِ به- جليًّا- في مَقالي الأخير: (الإعلان ببراءةِ أهلِ السُّنَّةِ والإيمانِ مِن القولِ بوَحدَةِ الأديان)، والذي هو متضمّنٌ -أيضاً-بحمدِ الله- تبرئةَ خادِمِ الحرمَيْنِ الشريفَيْنِ الملكِ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ العزيزِ، وكذا فضيلةِ الشيخ عبد الله بن مَنيع -حفظَهُمَا اللهُ- سواءً بسواءٍ- مِن أنْ يُقدِمَ مُتجرِّؤٌ موتورٌ على تبديعِهِما -فَضلاً عن تكفيرِهِما!-، وذلك على نحوِ ما عُومِلْتُ به أنا -رُغمَ التَّنازُلِ المذكُورِ آنِفاً- ! ولستُ أظنُّ (!) أنَّ أحكامَ التكفيرِ -أو التبديعِ- المُنضبِطَةَ(!!!) لها صِلَةٌ مِن قريبٍ أو بعيدٍ بالحُدودِ الجُغرافيَّةِ، أو الإقليميَّة! فضلاً عن الرُّتَبِ الشخصيَّةِ، أو السياسيَّة!! إلاّ ................! هذا (كُلُّهُ) فيما يتعلَّقُ بي، أو يتَّصِلُ بقضيَّتِي! فما بالُ تِلْكُمُ الهديَّةِ (الثَّمينةِ!) -نفسِها- قد أُرسِلَت -أيضاً- إلى الأخِ الشيخِ أبي مَنارٍ العراقيِّ -حفظهُ اللهُ-؟! ألأنَّهُ قائلٌ بوَحدَةِ الأديانِ-أيضاً-؟! أمْ أنَّهُ مُتلبِّسٌ ببعضِ البِدَعِ الكُبرَى -أو الصُّغرَى!-؟! أمْ لكونِهِ حِزبيًّا، أو قُطبيًّا، أو تكفيريًّا؟! أمْ؟! أمْ؟! أمْ لأنَّهُ -فقط- وهذا هُو الوَاقعُ!- لمْ يُوافِق فضيلةَ الشيخ ربيعٍ على إسقاطِ، وهجرِ، وتبديعِ (عليٍّ الحلبيِّ) -أو [و] بعضِ مَن بُدِّعَ قَبْلَهُ!-؟! والحقُّ الحقيقُ بالقَبول-دون مثنويّة-:أنَّ الحُكْمَ الجائرَ الصادَر عليه -في حقيقتِهِ وثَمَرَتِهِ-ما هو إلا تطبيقاً لتلكُمُ القاعدةِ الحداديَّةِ- والتي طالَمَا حذَّرَ منها فضيلةُ الشيخ ربيع!-نفسِه-: (مَن لمْ يُبَدِّعِ المُبتدِعَ فهُو مُبتدِعٌ)! وكذا قولُهُم: (كُلُّ مَن وَقَعَ في بدعةٍ صارَ مُبتدِعاً!)!!؟! ولمّا سُئلَ شيخُنا الإمامُ الألبانيُّ -رحمهُ اللهُ- عن أمثالِ هذه العباراتِ: (مَنْ لَمْ يُكَفِّر الكَافِرَ فَهُو كَافِر)، وَ(مَنْ لَمْ يُبَدِّع المُبْتَدِعَ فَهُو مُبْتَدِع)، وَ(مَنْ لَمْ يَكُن مَعَنا فَهو ضِدّنا)» ([2])؟! أَجابَ -مَا مُلَخَّصُهُ-: «مِنْ أَيْنَ جَاءَتْ هَذِهِ القَواعِد؟! وَمَنْ قَعَّدَها؟!! لَيْسَ شَرْطاً -أَبَداً- أَنَّ مَنْ كَفَّرَ شَخْصاً وَأَقَامَ عَلَيْهِ الحُجَّة؛ أَنْ يَكُونَ كُلُّ النَّاسِ مَعَهُ فِي التَّكْفِير؛ لأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ هُوَ مَتَأَوِّلاً([3])، وَيَرَى العَالِمُ الآخَرُ أَنَّهُ لاَ يَجُوز التَّكْفِيرُ. كَذَلِكَ التَّفْسِيقُ، والتَّبْدِيعُ. فَهَذِهِ مِنْ فِتَنِ العَصْرِ الحَاضِر، وَمِنْ تَسَرُّع بَعْضِ الشَّبَاب فِي ادِّعَاءِ العِلْم. هَذَا بابٌ واسِعٌ ؛ قَدْ يَرَى عالِمٌ أَمْراً وَاجِباً، وَيَراهُ الآخَرُ لَيْسَ كَذَلِك! -كَمَا اخْتَلَفَ العُلَمَاءُ -مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْد-. لأَنَّ بَاب الاجْتِهَاد لاَ يُلْزِمُ الآخَرِين بِأَنْ يَأْخُذُوا بِرَأْيِه. الَّذِي يجبُ عليه الأَخْذُ بِرَأْيِ الآخَرِ إِنَّما هُوَ المُقَلِّدُ الَّذِي لاَ عِلْمَ عِنْدَه، فَهُو يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يُقَلِّد([4]). أَمَّا مَنْ كَانَ عَالِماً -كَالَّذِي كَفَّرَ، أَوْ فَسَّقَ، أَو بَدَّع([5]) -وَلاَ يَرَى مِثْلَ رأْيِهِ-؛ فَلاَ يَلْزَمُهُ أَبَداً أَنْ يُتابِـعَ ذَلِكَ العَالِم». وأختُمُ مقالي -هذا- بكلمةٍ ذهبيَّةٍ مِن دُرَرِ كلماتِ فضيلةِ الشيخِ ربيعِ بنِ هادِي -حفظهُ اللهُ، وسدَّدَ إلى الحقِّ خُطاهُ-، قالَ فيها: «لا بُدَّ مِن تَفْسِيرِ الجَرْحِ المُجْمَلِ -كَمَا هُوَ الرَّاجِحُ عِنْدَ أَئِمَّة النَّقْد، وَالجَرْح والتَّعْدِيل-، وَلا سِيَّمَا في هَذَا الوَقْت الَّذِي كَثُرَتْ فِيهِ الفِتَنُ، والإِشَاعَاتُ، والقِيلُ والقَالُ، وَكَثُرَتْ فِيهِ التَّعَصُّبَاتُ!-وَلا سِيَّمَا إِذَا كَانَ الجَرْحُ فِيمَن اشْتَهَرَ بِالسَّلَفِيَّةِ-. وَمِنْ بَابِ «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُم حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ»؛ فَإِنِّي أُوصِي كُلَّ أَخٍ فِي الله-تَعَالَى- بِالرُّجُوعِ إِلَى الصَّوَابِ -في هَذِهِ المَسَائِلِ- إِلَى طَرِيقَةِ السَّلَفِ في التَّفْصِيلِ والبَيَانِ -في نَقْدِ أَهْلِ البِدَعِ وَأَهْلِ الأَخْطَاء-؛ حَتَّى يَتَبَيَّنَ خَطَأُ المُجْتَهِدِينَ([7])، وتَسْتَبِينَ سَبِيلُ المُبْتَدِعِين والمُجْرِمِين. ثُمَّ إِنِّي أَقُولُ: إنَّ إِصْدَارَ الأَحْكَامِ عَلَى أَشْخَاصٍ يَنْتَمُونَ إِلَى المَنْهَجِ السَّلَفِيِّ -وأَصْوَاتُهُمْ تُدَوِّي بِأَنَّهُمْ هُمُ السَّلَفِيُّونَ- بِدُونِ بَيَانِ أَسْبَابٍ، وَبدُونِ حُجَجٍ وَبَرَاهِينَ-: قَدْ سَبَّبَ أَضْرَاراً عَظِيمَةً، وَفُرْقَةً كَبِيرَةً في (كُلِّ) البُلْدَانِ. فيَجِبُ إِطْفَاءُ هَذِهِ الفِتَنِ؛ بإِبْرازِ الحُجَجِ والبَرَاهِين الَّتِي تُبَيِّنُ للنَّاس، وَ(تُقْنِعُهُم) بِأَحَقِّيَّةِ تِلْكَ الأَحْكَام وَصَوَابِهَا، أَو الاعْتِذَارِ عَن هَذِهِ الأَحْكَامِ ([8]) ! أَلا تَرَى -أَيُّها الجَارِحُ- أَنَّ عُلَمَاءَ السَّلَفِ قَد أَقَامُوا الحُجَجَ والبَرَاهِينَ عَلَى ضَلالِ الفِرَقِ -مِنرَوَافِضَ وَجَهْمِيَّةٍ، وَمُعْتَزِلَةٍ وَخَوَارِجَ، وَقَدَرِيَّةٍ وَمُرْجِئَةٍ -وَغَيْرِهم-. ولَمْ يَكْتَفُوا -رَحِمَهُم الله- بِإِصْدَارِ الأَحْكَامِ عَلَى الطَّوَائِفِ وَالأَفْرَادِ بِدُونِ إِقَامَةِ الحُجج والبَرَاهِين الكَافِيَة و (المُقْنِعَة) . بَلْ أَلَّفُوا المُؤَلَّفَاتِ الكَثِيرَةَ الوَاسِعَةَ في بَيَان الحَقّ الَّذِي عَلَيْهِ أَهْلُ السُّنَّة والجَمَاعَةِ، وبَيَانِ الضَّلالِ الَّذِي عَلَيْهِ تِلْكَ الفِرَقُ وَالأَفْرَادُ». قلتُ: هكذا فَلْيَكُن التَّحقيق... والمَرْجُوُّ أنْ يكونَ كذلك... ا ل ت ط ب ي ق ! وبعدُ -يا فضيلةَ الشيخِ-: ما أسهلَ -وأيْسَرَ- أنْ يُدَّعَى أو يُقالَ: فُلانٌ كذَّابٌ!! فُلانٌ مُعانِدٌ!! فُلانٌ ضالٌّ!! فُلانٌ غارقٌ في الضَّلالِ!! فُلانٌ مُبتدِعٌ!! فُلانٌ مُراوِغٌ!! فضلاً عن أنْ يُقالَ: إذا لمْ يَكُنْ (فُلانٌ!) مُبتدِعاً؛ فلا يُوجدُ على وجهِ الأرضِ مُبتدِعٌ !!!!! وما أسهلَ -وأيسَرَ-أيضاً- أنْ يُقْلَبَ هذا الزَّعْمُ -بكافَّةِ ألفاظِهِ وتصاريفِهِ!- على قائلِهِ ومُدَّعِيهِ! ولكنْ؛ ما أعسرَ وأشدَّ أنْ تُقامَ الحُجَّةُ والبيِّنَةُ (المُقْنِعَةُ) على أيٍّ مِن ذلك -عند أهلِ الإنصاف- دُونَ المُقلِّدَةِ والمُتعصِّبَةِ مِن ذوِي الاعتِساف!-!! ونبيُّنا -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يقولُ: «مَن قالَ في مُؤمنٍ ما ليسَ فيهِ أسكنَهُ اللهُ رَدْغَةَ الخَبالِ حتَّى يَخرُجَ ممَّا قال»... وكما لا أَرْضَى لنفسِي هذا الوَبال؛ فلستُ بِراضِيهِ لفضيلتِكُم -في الحال أو المَآل-... {وسيعلمُ الذين ظَلموا أيَّ منقَلَبٍ ينقلبون} .... وأخيراً: أخشَى -فضيلةَ الشيخِ- أنْ يكونَ زمانُنا الذي نحنُ فيه -هذا- ذاك الزَّمانَ الذي «يَعودُ [فيه] المعروفُ مُنكَراً، والمُنكَرُ مَعروفاً! والبدعةُ سُنَّةً، والسُّنَّةُ بِدعةً! ويُكَفَّرُ الرَّجُلُ بمَحْضِ الإيمانِ وتجريدِ التَّوحيدِ! ويُبَدَّعُ بتجريدِ مُتابعةِ الرَّسُولِ ومُفارقةِ الأهواءِ والبِدَعِ! ومَن له بَصيرةُ قَلبٍ حيٍّ يَرَى ذلك عَياناً. واللهُ المُستعانُ» -كما في «مدارجِ السَّالكِين» (1/343) لابنِ القيِّمِ-. .. وما أجملَ ما قيلَ -قديماً-: «أسرعُ الجُرْمِ عُقوبةً: البَغْيُ، وشرُّ النُّصرةِ: التعدِّي، وألأَمُ الأخلاقِ: الضِّيقُ..». ... ولا مُفَرِّجَ إلاّ اللهُ، و {ليسَ لها من دون الله كاشفةٌ} .. فـ <اللهم أرني ثأري فيمن ظلمني> إن استمرّ على باطله وافتراءاتِه، واستمرأ دعاويَه وادّعاءاتِه... اللهم إني مظلومٌ فانتصر .... ....وإلى فضيلتِكم بالغُ الاحترام. والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه ....... __________________________________________________ __ الحواشي: ([1]) لا يَخْفَى عَلَى (الفَطِين!) أنَّ «اتِّخاذَ أقوالِ رجلٍ بعَيْنِهِ بمنزلةِ نُصوصِ الشَّرْعِ -لا يُلْتَفَتُ إلى قولِ مَن سِواه، بل ولا إلى نصوص الشرع إلا إذا وافقتْ نصوصَ قولِه-: أجمعت الأمَّةُ على أنَّهُ مُحَرَّمٌ في دينِ الله. ولمْ يظهرْ في الأُمَّة إلا بعد انْقِراضِ القُرونِ الفاضِلةِ». كما قال ابنُ القيِّمِ في «إعلام المُوَقِّعين» (2/236). ([2]) في «كتاب العِلم» (ص73) -للشيخِ ابنِ عُثيمين- رحمهُ اللهُ- وَصْفُ مثلِ هذه (القاعدة!) بأنَّها: «مبدأٌ خبيثٌ»... ([3]) فَقَدْ تَخْتَلِفُ الأَنْظَارُ فِي (دِلالات) بعض النُّصوص -قَطْعِيِّهَا، وَظَنِيِّها-. وَلَوْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ كَذَلِكَ لَمَا اخْتَلَفَ عَالِمَان! وَهَذا لاَ يَقُولُهُ أَحَدٌ -مِنْ قَبْلُ، وَلاَ الآن-!! نَعَم؛ الكَلاَمُ فِي (ثُبُوتِ) الأَدِلَّةِ -قَطْعاً وَظَنًّا- مِن حيثُ هُو -شَأْنٌ آخَرٌ -فيه نَفَسٌ بِدْعِيٌّ-؛ فَلاَ تَخْلِط!! وانظُر «مجموع الفتاوى» (19/288)، و(20/257). ([4]) لاَ يَفْهَمَنَّ أَحَدٌ مِنْ هَذا الكَلاَمِ أَنَّهُ إِقْرارٌ لِلتَّقْلِيدِ وَالمُقَلِّدَة، وَمُوافَقَةٌ لِأَحْكَامِهِما... وَإِنَّمَا هَذا مِنْ بَابِ حِكَايَةِ الوَاقِعِ -حَسْبُ-. فَقَدْ فَهِمَ البَعْضُ (!) مِنْ شَيْءٍ مِنْ كِلاَمٍ لِي -يُشْبِهُ هَذا- إِقْرارَ التَّقْلِيد!! وَكِلاَهُما بِاطِلٌ. ([5]) هذا توكيدٌ لِـمَا كرَّرْتُهُ -مِراراً- مِن أنَّ الاختلافَ في التبديعِ -في إطارِ (أهل السُّنَّة)- اختلافٌ سائغٌ؛ لا يُوجِبُ هجراً، ولا إسقاطاً، ولا تبديعاً. وَقَدْ قَالَ الشَّيْخُ ربيع بن هادي -وفَّقَهُ اللهُ- في بعضِ «مقالاتِه»- مُبَيِّناً بعضَ صِفَات (الحَدَّادِيَّة) -ومُحَذِّراً منها-: «تَبْدِيعُ مَنْ لاَ يُبَدِّعُ مَنْ وَقَعَ فِي بِدْعَة، وَعَداوَتُهُ، وَحَرْبُهُ..»... ([6]) رَوَاهُ البُخَارِي (13)، وَمُسْلِم (45) عَنْ أَنَس. ([7]) وَهَذا تَفْرِيقٌ مُهِمٌّ -غايةً-؛ فَهَلْ يُسَوَّى بَيْنَ (السُّنِّيِّ المُجْتَهِد) -إِذَا أَخْطأ-، وَبَيْنَ (المُبْتَدِع المُخالِف) -إِذَا غَلِط-؟! وَهَلْ -ابْتِداءً- أُصُولُ هَذا كَأُصُولِ ذَاك؟! {هَلْ يَستوِيانِ مَثَلاً}؟! وَلَكِنْ؛ أَيْنَ وَاقِعُ (الحَالِ) -في كثيرٍ مِن الأَفْعَالِ وَالأحوال- مِنْ لِسَان (المَقَال)؟! وما أجملَ كلامَ فضيلةِ الشيخ مُقبل بن هادي الوادعي -رحمهُ اللهُ- في مُحاضرةٍ له -بعُنوان-: «اللِّين والشِّدَّة، في الرَّدِّ على المبتدعة»؛ قال: «إذا كان الرجل سُنِّيًّا وأخطأ: يحكُمون على فعلِه بأنَّهُ خطأ -إنْ لَزِمَ-. نعم؛ إذا كان بدعةً: حكموا على فعلِه بأنَّه بدعة، ولا يحكمون عليه بأنَّه مبتدع. وإذا كان الرجلُ فاضلاً وأخطأ -أو ابتدع بدعةً-؛ فينبغي أن تُغْمَرَ فيما له مِن فضائلَ. لكن؛ إذا كان الرجلُ فاسقاً -أو كان الرجلُ مبتدعاً-، يدعو إلى البدع، ويؤيِّدُها، ويُنفقُ عليها: فهذا يُحَذِّرون منه». وقال الإمامُ ابنُ القَيِّم في «المدارج» (2/39): «فلو كان كُلُّ مَن أخطأ -أو غَلِطَ- تُرِك جُملةً، وأُهْدِرَتْ مَحاسِنُهُ: لَفَسَدَت العلومُ والصِّناعاتُ، وتعطَّلَتْ معالمُهُما». قُلْتُ: أخشى أنْ يأتيَ شقِيٌّ، أو غَبِيٌّ؛ فيتَّهِمَ هذا الإمامَ الربَّانيّ بمنهج (الموازناتِ) المُبتَدَعِ الشَّيْطانِيّ!! وليس ذا بعيداً عن سفاهة بعض هؤلاء المُتَشَدِّدِين و(الغُلاة) -هَداهُمُ اللهُ-... ([8]) سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ... نَحْنُ الآنَ -وَلِلأَسَف!- لَسْنا فِي وَارِدِ تَقْدِيم (الاعْتِذَار)!! إِذْ يَكَادُ يَكُونُ هَذا أَعَزَّ مِنْ عَنْقاءِ مُغْرِبٍ -كَمَا يُقَال-! وَلَكِنَّ الَّذِي نَطْلُبُهُ -وَنُطَالِبُ بِه: أنَّه إِذَا (وُجِدَ!) مِن (أحَدٍ) اعْتِذَارٌ: أَنْ يُواجَهَ اعتِذارُهُ بِالقَبُول، وَالرِّضَا، وَالتَّيْسِير، أو -على الأقلِّ- بعدمِ الرَّفْض! وَالتَّشْكِيك!! حَتَّى نَكُونَ أَعواناً لأُولاءِ عَلَى الشَّيْطَان؛ لاَ أَنْ نَكُونَ «أَعْواناً لِلشَّيْطَانِ» عَلَيْهِم!! وَرَحِمَ اللهُ مَنْ قَال: اِقْبَلْ مَعَاذِيرَ مَـنْ يَأْتِيكَ مُعْتَذِراً*****إِنْ بَـرَّ عِنْدَكَ فِيما قَالَ أَوْ فَـجَـرا فَقَدْ أَطَاعَكَ مَنْ أَرْضَاكَ ظَاهِرُهُ*****وَقَدْ أَجَلَّكَ مَـنْ يَـعْصِيكَ مُسْتَتِـرا وفي صحيفة «المسلمون» (عدد530): كلامٌ لشيخِنا ابنِ باز في: «أن يَحترمَ المؤمنُ أخاهُ إذا اعتذَرَ له، ويقبلَ عُذْرَه -إذا أمكنَ ذلك-، ويُحسِنَ به الظَّنَّ -حيثُ أمكنَ ذلك-؛ حِرصاً على سلامةِ القلوبِ مِن البغضاء، ورغبةً في جَمْعِ الكلمة على الخير». وَأَهْلُ السُّنَّة: «أَعْلَمُ بِالحَقّ، وَأَرْحَمُ بِالخَلْق» -كَمَا فِي «مِنْهَاج السُّنَّة النَّبَوِيَّة» (5/158)-. |
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
البناء, الينابيع |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc