رجال الدين بسورية يدعون للمحبة والتسامح والتآزر: أفعال التكفيريين لا تقوم بها الوحوش الضارية
2012/05/11
جهينة نيوز:
أكد العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي أن التكفيريين هم أعداء الله ورسوله والسلف الصالح لخروجهم عن حقيقة الدين مبينا أن ما يرتكبونه من جرائم لا تقوم به الوحوش الضارية.
وقال العلامة البوطي خلال خطبة الجمعة... "إن التكفير الكيفي الذي لا عهد للإسلام به والذي تم الحكم به في أقبية الظلام إنما أريد منه تحويل الإسلام إلى منجل لحصد الرقاب الآمنة البريئة وأداة لتحويله إلى متعة تزدهي بها الأعين وتنتشي بها الأبصار إذ ترى أنهار الدماء تتدفق متعرجة بلونها الأحمر القاني بين عشرات الأشلاء ذات اليمين وذات الشمال".
وتساءل العلامة البوطي.. من أي مصدر حاقد على الله وعلى إسلامه ورسوله ابتدع الناس الذين مسخوا مسخ القردة والخنازير إسلامهم.. ومن أي مصدر من المصادر الحاقدة قضوا قضاءهم المبرم بأن تدور رحى الموت على الناس الذين شرفهم الله عز وجل بالمقام فوق هذه الأرض المباركة أولئك الذين شهد لهم رسول الله بالخيرية.
وأوضح العلامة البوطي أن الناس الذين مسخوا وأنبأنا عنهم بيان الله عز وجل جعلوا إسلامهم أعتى سلاح لتدمير الإنسان لا لشيء إلا لإشباع غريزة العتو التي يتمتع بها الإنسان دون أن يكون له فيها شبيه في عالم الحيوانات المفترسة.
وأشار العلامة البوطي إلى حديث رسول الله في الصحيح حين سأله عبد الله بن حوالة... إلى أي جهة تنصحني أن أذهب إذا ادلهمت الفتن فقال له.. عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده.
وأضاف العلامة البوطي.. "من أي مصدر حاقد على الله وإسلامه بررتم لأنفسكم قتل هؤلاء الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم خيرة الله من عباده لا لشيء إلا لأن الله شرفهم بالسكنة في بلاد الشام وهم مؤمنون ومسلمون وقانتون والواحد منهم يظل يلفظ كلمة التوحيد حتى فاضت روحه مع هذه الكلمة".
ولفت العلامة البوطي إلى أن هناك من يخاصم في إسلامه رسول الله حين يخالف قوله الذي يقول .. من خرج من أمتي على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى مؤمنها ولا يفي بذي عهدها فليس مني... كما يسفه قراره صلى الله عليه وسلم القاضي بألا يعامل الناس في الدنيا إلا على ما يظهر منهم وأن تحال بواطنهم إلى محكمة الله التي ستنعقد غدا إذا قام الناس لرب العالمين.
وذكر العلامة البوطي أنه ليس مسلما ذلك الذي يسفه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أحضر له عبد الله بن أبي بن سلول وهو أول من كان يتهم بالنفاق ثم أقبل رسول الله فصلى عليه دون أن يكفره.. مؤكدا أنه لو كان هناك من يستأهل التكفير منذ عهد رسول الله إلى اليوم ممن يعيشون في العالم الإسلامي لكان أول من ينبغي أن يكفر هو بن سلول ذاك الذي آذى رسول الله ص في أهله وشخصه.
وبين العلامة البوطي أن المسلم لا يكون إسلامه عبر مخاصمة السلف الصالح المتمثل في التابعين وتابعيهم وبقايا الصحابة الذين كانوا باقين معهم مشددا على أننا نعتز باتباع سلفنا وعلى خطاهم نسير.
وقال العلامة البوطي.. "لقد ظهرت الفرق الإسلامية الجانحة الشاذة في بعض من معتقداتها كالجهامية والمرجئة والحشوية والقدرية والمعتزلة والخوارج" متسائلا هل في السلف الصالح من كفر فيهم واحدا أو حرك لسانه بتكفير خارجي أو جهمي أو مرجئي.. وفي هذا السياق أدرج العلامة البوطي قول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه حين سئل عن هؤلاء الخوارج الذين يقاتلونه وحكمهم فقال عنهم...إخواننا بغوا علينا.. مؤكدا أن تحليل القصة يتمثل بأنه ليس على وجه الأرض حيوان أشرس في أصل خلقته ونشأته من الإنسان وإنما يروضه شيء واحد هو الدينونة لله سبحانه وتعالى مبينا.. ان غابت حقيقة الدينونة فإن التجمل بها لا يفيد واصطناع المظاهر لها لا يغني وبناء المآذن الباسقة لا يرضي الله سبحانه وتعالى.
وطالب العلامة البوطي أن يجيب كل إنسان عن سؤال أساسي بينه وبين نفسه وهو .. هل يمكن أن نرى حيوانا من السباع الضارية مهما طالت أنيابه ومهما اخضلت بالدماء مخالبه يقتل الفريسة الأولى ثم الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة إلى أن يصبح عدد الفرائس 55 فريسة ثم يقبل ذات اليمين وذات الشمال فيجرح هذه ويلطم تلك حتى يبلغ الجرحى الذين ينتشرون عنه يمينا وشمالا المئات.. متسائلا أيمكن لحيوان ضار مهما بلغت به الضراوة أن يفعل هذا.
من جهتهم استنكر بطاركة سورية العمل الإجرامي الجبان الذي تعرضت له منطقة القزاز على المتحلق الجنوبي بدمشق صباح أمس وكل الأعمال الإرهابية التي استهدفت مناطق مختلفة من سورية وراح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى من مدنيين وعسكريين من أبناء هذا الوطن.
وفي بيان أصدره إغناطيوس الرابع هزيم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك وإغناطيوس زكا الأول عيواص بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس وغريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك قال البطاركة "نصلي إلى الله تعالى ليضمد جراح السوريين فيعود أبناء الوطن الواحد إلى بعضهم البعض بالمحبة والمصارحة والمصالحة والمسامحة والتآزر والحكمة".
ودعا البطاركة السوريين إلى تفضيل مصلحة الوطن على أي مصلحة أخرى بعيدا عن العنف بكل أشكاله واضعين نصب أعينهم كل ما هو خير لوطنهم وبنائه مجددا على أسس حضارية وإنسانية قوامها العدل والمواطنة الصالحة والسلمية في حرية التعبير وكل ما من شأنه خدمة الوطن والمواطن.
وطلب البطاركة في بيانهم الرحمة لكل الشهداء وتعزية قلوب المفجوعين وحفظ مجد سورية لتصل إلى بر الأمان والسلام والازدهار طالبين من أبناء الوطن مشاركتهم الصلاة من أجل حماية السوريين من كل خطر وضرر.
من جهته أدان السينودس الانجيلي الوطني في سورية ولبنان بشدة التفجيرين الإرهابيين بدمشق محملا الجهات الإقليمية التي أعلنت دعمها للإرهاب في سورية مسؤولية ارتكاب مثل هذه الأعمال.
وقال القس فادي داغر الامين العام للسينودس الانجيلي الوطني في سورية ولبنان في بيان نشره مكتبه في بيروت اليوم إن السينودس قد هاله ما يقوم به الارهابيون من تفجيرات في سورية يذهب ضحيتها الابرياء من مدنيين وعسكريين ويستنكر اشد الاستنكار هذه الاعمال الاجرامية اللاانسانية ويدين كل الجهات التي تقوم بها او تدعمها او تشجعها خاصة الجهات الاقليمية العربية التي اعلنت دعمها العلني والمبطن للارهاب بقصد ترويع وقتل الشعب السوري البطل متسائلا هل هكذا تكون المعارضة وهل بهكذا أمر يتحقق الاصلاح وفيما اذا كان تهريب السلاح والمخربين والارهابيين ودعمهم يمكننا من بناء وطننا العظيم سورية.
وأهاب داغر بدول العالم كافة إدانة هذه الاعمال الوحشية ومرتكبيها وداعميها وبان يسارعوا الى دعم جهود الدولة السورية في تحقيق الحوار والاصلاح وتأييد مهمة المبعوث الاممي /كوفي عنان/ تأييدا حقيقيا صادقا. وقدم القس /داغر /أخلص التعازي إلى القيادة السورية واهالي وذوي الضحايا وائمة سورية وكهنتها والشعب السوري كافة راجيا الله ان يحمي سورية الحبيبة من كل شر ونية خبيثة ويقودها في دروب الوئام والازدهار والامان