شرح متن الأصول الثلاثة ... - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتب و المتون العلمية و شروحها ..

قسم الكتب و المتون العلمية و شروحها .. يعنى بجميع المتون من نظم و قصائد و نثر و كذا الكتب و شروحاتها في جميع الفنون على منهج أهل السنة و الجماعة ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

شرح متن الأصول الثلاثة ...

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-04-20, 10:13   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
ليتيم الشافعي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ليتيم الشافعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



المسألة الثانية : أن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد غيره في عبادته

هذه المسألة متعلقة بالمسألة الأولى لأن الأولى : هي بيان وجوب عبادة الله واتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو معنى الشهادتين معنى شهادة أن لا إله إلا الله ، وشهادة أن محمدًا رسول الله ، والمسألة الثانية : أن العبادة إذا خالطها شرك فإنها لا تقبل ؛ لأنه لا بد أن تكون العبادة خالصة لوجه الله - عز وجل - .

فمن عبد الله وعبد معه غيره فعبادته باطلة ، وجودها كعدمها ، لأن العبادة لا تنفع إلا مع الإخلاص والتوحيد فإذا خالطها شرك فسدت كما قال تعالى : وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ .

وقال سبحانه : وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ . فالعبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد ، كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة ، فإذا خالط الشرك العبادة أفسدها ، كما أن الطهارة إذا خالطها ناقض من نواقض الوضوء أفسدها وأبطلها ، ولهذا يجمع الله في كثير من الآيات بين الأمر بعبادته والنهي عن الشرك .

قال تعالى : وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا . وقال : وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ، وقال - عز وجل - : وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ . فقوله تعالى : لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا ، فيه أمران : فيه نفي الشرك ، وفيه إثبات العبادة لله تعالى .

وقال تعالى : وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ . وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ . قرن بين عبادة الله واجتناب الطاغوت ؛ لأن عبادة الله لا تكون عبادة إلا مع اجتناب الطاغوت وهو الشرك ، قال تعالى : فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا .

فالإيمان بالله لا يكفي إلا مع الكفر بالطاغوت ، وإلا فالمشركون يؤمنون بالله لكنهم يشركون به ، وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ . بين سبحانه أن عندهم إيمان بالله ولكن يفسدونه بالشرك والعياذ بالله .

هذا معنى قول الشيخ ، أن من عبد الله وأطاع الرسول فإنه لا يشرك بالله شيئًا ، لأن الله لا يرضى أن يُشرك معه أحد في عبادته .

قال - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه - عز وجل - قال الله تعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملًا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه هناك قوم يصلون ويشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، ويكثرون من ذلك ويصومون ويحجون لكنهم يدعون الأضرحة ، ويعبدون الحسن والحسين والبدوي وفلانًا وعلانًا ، ويستغيثون بالأموات ، هؤلاء عبادتهم باطلة ، لأنهم يشركون بالله - عز وجل - يخلطون العبادة بالشرك ، فعملهم باطل حابط حتى يوحدوا الله - عز وجل - ويخلصوا له العبادة ويتركوا عبادة ما سواه .

وإلا فإنهم ليسوا على شيء فيجب التنبيه لهذا ، أن الله لا يرضى أن يشرك معه في عبادته أحد كائنًا من كان ، لا يرضى سبحانه بمشاركة أحد مهما كان ؛ لئلا يقول أحد أنا أتخذ من الأولياء الصالحين والطيبين شفعاء ، أنا لا أعبد الأصنام والأوثان كما هو في الجاهلية ، أنا أتخذ هؤلاء شفعاء فنقول له : هذه مقالة الجاهلية اتخذوهم شفعاء عند الله لأنهم صالحون وأولياء من أولياء الله ، والله لا يرضى بهذا .
قوله : لا ملك مقرب ولا نبي مرسل : الملك المقرب هو أفضل الملائكة مثل : جبريل - عليه السلام - وحملة العرش ومن حوله ، والملائكة المقربون من الله - سبحانه وتعالى - فمع قرب المكان من الله - عز وجل - وقرب العبادة والمكانة عند الله ، لو أشركهم أحد مع الله في العبادة فإن الله لا يرضى بأن يشرك معه ملك مقرب ولا نبي مرسل كمحمد - صلى الله عليه وسلم - وعيسى ونوح وإبراهيم أولي العزم ، لا يرضى أن يشرك معه أحد ولو كان من أفضل الملائكة ، ولو كان من أفضل البشر .

فهو لا يرضى أن يشرك معه أحد من الملائكة ولا من الرسل ، فكيف بغيرهم من الأولياء والصالحين ، فغير الملائكة والرسل من باب أولى لا يرضى الله بإشراكهم معه في العبادة ، وهذا رد على أولئك الذين يزعمون أنهم يتخذون الصالحين والأولياء شفعاء عند الله ليقربوهم عند الله زلفى ، كما قال أهل الجاهلية : مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى . وإلا فهم يعتقدون أن هؤلاء لا يخلقون ولا يرزقون ولا يملكون موتًا ولا حياة ولا نشورا ؛ وإنما قصدهم التوسط عند الله - عز وجل - ؛ ولذلك صرفوا لهم شيئًا من العبادة تقربًا إليهم ، ذبحوا للقبور ، ونذروا للقبور ، واستغاثوا وهتفوا بالأموات .









آخر تعديل ليتيم الشافعي 2009-04-20 في 10:19.
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:40

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2025 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc