الإخوان المسلمون يتكالبون و يتلهّثون وراء السلطة ـ أي الدنيا و لذاتها ـ ، وما حدث و يحدث في مصر و تونس و الجزائر لأحسن مثال على ذلك .
الاخوان ينتقدون الفساد في السلطة و يقفون ندا له و ضحوا و يضحون دوما كي يختفي من بلاد المسلمين و هاته ليست منقصة بل فخرا
بل المنقصة ان تصفق للفساد و ترقص له ..و انت تدعي انك على منهج صحابة رسول الله كما يدعي السلفيون
و يتباكون على ابن علي و مبارك و القذافي و غيرهم !!! و يحنون اليهم !!
بل افتضحو أكثر و انكشف حالهم للعام و الخاص بعد وصولهم للحكم في تونس و تبرؤوا من تطبيق الشريعة الإسلامية ، و الحكم بما أنزل الله كما صرّح به منظرهم الغنوشي .
من افتضح هو الفكر السلفي و الذي وجد نفسه وجها لوجه مع تناقضاته و وجد متبعوه و علماؤهم انفسهم امام ربيع عربي اطاح باكبر الحكام فسادا في عصرنا هذا دون ان تقوم الساعة او ان تخرب بلاد المسلمين او ان تسقط الدماء انهارا ووديانا ..كما كان يبشر جهابذة السلفيون ....و لقد اكتشف العالم ككل دعمهم للطواغيت ووقوفهم الى جنبهم الى اخر لحظة و تنكرهم للشعوب .... !!!
و لهم نصيب وافر من الفوضى الكبيرة التي تعيشها مصر هذه الأيام ، والتي سقط خلالها العديد من الدماء ، وهتكت الأعراض ، و انفلت الأمن ، ودخلت الدولة في انشقاق خطير قد يؤدي إلى انهيارها لا قدر الله .
من له نصيب في الفوضى و في كل ما الت اليه بلاد المسلمين اليوم ....هم الحكام و من كان بايديهم الحل و الربط و التحكم في كل شيئ في بلاد المسلمين و لعقود طويلة ..الساسة و من كان يصفق و يرقص لهم و يدعو لهم من انصار ..اصبر و لو ضرب ظهرك و انتهك عرضك !!
و ليس الاخوان ..
و الكل يعلم ذلك ..و لا داعي لتغطية الشمس بالغربال !!
فليس حسن البنا من حكم مصر اربعون سنة و لا سيد قطب من حكم تونس و حرم الحجاب على نسائها !!
و لا الغنوشي من كان يبيع الغاز لاسرائيل بالخسارة !!
فما لأتباعهم لا يزالون منغمسين في غيّهم ، و أهواءهم ، ومتشبتين بهم و كأنّهم حققو الخلافة الإسلامية المزعومة ..
الحلم بالخلافة و السعي لها ..بل و الحفاظ على الاسلام سياسة و اقتصاد و مجتمع ككل متكامل في عقول المسلمين
احسن من اعتبار الخلافة خيال شرعي ومعجزة و الاسلام ككل هو توحيد الحكم و الحاكم و عدم الشرك به او ازعاجه !!!كما في فكر السلفيين
ووصلو إلى ما كانوا يصبون إليه ، و الواقع ـ الذي يستشهدون به دائما على أفكارهم المائعة ـ يُخالف ذلك .
فالمتأمل لحال الإخوان المسلمين قبل وصولهم للحكم و بعده ، يعلم يقينا أنّهم أهل دنيا و سلطة و طمع فيما هو زائل و متلونين و ليسوا من طلاب الآخرة بدليل انصياعهم و إرضاءهم للغرب الكافر لغرض التشبت بالحكم وفقط ، بعدما كانوا ينكرون ذلك على الحكام السابقين .
المتأمل في الفكر الاخواني و مسيرته بعين موضوعية و بعيدا عن اتهامات اعدائهم التقليديين ..من انظمة و مخابرات و سلفيين و غربيين !!
يعرف جيدا قوتهم و صمودهم و التفاف المسلمين حولهم بل ووزنهم في المجتمع و خدماتهم للاسلام و الكم الهائل من الدعاة الذي انجبوه ..كل داعية يزن السلفيين مجتمعين و الذين لا يسمع بهم احد !!