الرد على هذه المسائل ... - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الرد على هذه المسائل ...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-05-03, 13:21   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










Post الرد على هذه المسائل ...

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه وبعد
مسائل دائما السلفيين يهاجمونهم بها
هي مسائل كثيرة وتهم كبيرة سنحاول ان نتطرق لها
مسألة مسألة وأرجوا من أخواني أخواتي
أن يشاركونني في البعض منها ......
مثل مسألة التكفير والتفسيق والتبديع
مسألة النقل واللصق والنسخ
مسألة الاستعانة بالكفار كما حذث بالخليج
مسألة علماء السلاطين ولم يبتلو ويسجنوا من الحكام ..لكن المصيبة يأخذون منهم ما يوافق تطلعاتهم ويتركون البعض ..
مسألة لا توجد فرق ضالة ولا حتى الفرقة ناجية
مسألة كلنا مسلمين الاسلام.........هو الثابت و مبادؤه السمحاء هي التي لا تتغير !!
..................................
:
ارجوا من الاخ المشرف المعني ان لا يطمس موضوعي








 


رد مع اقتباس
قديم 2012-05-03, 13:25   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

التكفير والتفسيق

قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى :
فإنك إذا عرفت أن الإنسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه وقد يقولها وهو جاهل فلا يعذر بالجهل . ا.ه
تعليقنا على هذه الجملة من كلام الؤلف رحمه الله :
أولاً : لا أظن الشيخ رحمه الله لا يرى العذر بالجهل اللهم إلا أن يكون منه تفريط بترك التعلم مثل أن يسمع بالحق فلا يلتفت إليه ولا يتعلم ، فهذا لايعذر بالجهل وإنما لا أظن ذلك من الشيخ لأن له كلاماً آخر يدل على العذر بالجهل فقد سئل –رحمه الله – عما يقاتل عليه ؟ وعما يكفر الرجل به ؟ فأجاب :
أركان الإسلام الخمسة ، أولها الشهادتان ، ثم الأركان الأربعة ؛ فالأربعة إذا أقر بها ، وتركها تهاوناً ، فنحن وإن قاتلناه على فعله ، فلا نكفره بتركها ؛ والعلماء اختلفوا في كفر التارك لها كسلاً من غير جحود ؛ ولا نكفر إلا ما أجمع عليه العلماء كلهم ، وهو : الشهادتان ...
إلى أن قال :
والحاصل أن الجاهل معذور بما يقوله أو يفعله مما يكون كفراً ، كما يكون معذوراً بما يقوله أو يفعله مما يكون فسقاً ، وذلك بالأدلة من الكتاب والسنة ، والاعتبار ، وأقوال أهل العلم .) ا.ه
ما أوضح كلام أهل العلم ولكن أهل الزيغ لهم أساليب خطيرة للوصول إلى أغراضهم السيئة ، فنصيحتي لجميع الإخوة لزوم غرز العلماء الربانيين وعدم الأكتفى والتفرد العملي في هذه المسائل الخطيرة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية عافانا الله وإياكم من الفتن ..



إن مسائل التكفير من المسائل العظيمة والكبيرة لما فيها من خروج المسلم من اسلامه إلى الكفر وما يترتب عليها من أحكام الكافرين على مرتكبه لذلك كان مرده إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم ، وأعرف الناس بالكتاب والسنة هم العلماء الراسخين وليست لكل من هب ودرج ، قال فقيه العصر العلامة العثيمين في كتاب القواعد المثلى مانصه :
فإن قال قائل: هل تكفرون أهل التأويل أو تفسقونهم؟
قلنا: الحكم بالتكفير والتفسيق ليس إلينا بل هو إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فهو من الأحكام الشرعية التي مردها إلى الكتاب والسنة، فيجب التثبت فيه غاية التثبت، فلا يكفر ولا يفسق إلا من دل الكتاب والسنة على كفره أو فسقه.
والأصل في المسلم الظاهر العدالة بقاء إسلامه وبقاء عدالته حتى يتحقق زوال ذلك عنه بمقتضى الدليل الشرعي. ولا يجوز التساهل في تكفيره أو تفسيقه؛ لأن في ذلك محذورين عظيمين:
أحدهما: افتراء الكذب على الله تعالى في الحكم، وعلى المحكوم عليه في الوصف الذي نبزه به.

الثاني: الوقوع فيما نبز به أخاه إن كان سالماً منه. ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما". وفي رواية: "إن كان كما قال وإلا رجعت عليه". وفيه عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ومن دعا رجلاً بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه"(217).
وعلى هذا فيجب قبل الحكم على المسلم بكفر أو فسق أن ينظر في أمرين:
أحدهما: دلالة الكتاب أو السنة على أن هذا القول أو الفعل موجب للكفر أو الفسق. الثاني: انطباق هذا الحكم على القائل المعين أو الفاعل المعين بحيث تتم شروط التكفير أو التفسيق في حقه وتنتفي الموانع.
ومن أهم الشروط أن يكون عالماً بمخالفته التي أوجبت أن يكون كافراً أو فاسقاً؛ لقوله تعالى: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً)(218). وقوله: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ* إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ)(219).
ولهذا قال أهل العلم: لا يكفر جاحد الفرائض إذا كان حديث عهد بإسلام حتى يبين له.
ومن الموانع أن يقع ما يوجب الكفر أو الفسق بغير إرادة منه ولذلك صور:
منها: أن يكره على ذلك فيفعله لداعي الإكراه لا اطمئناناً به، فلا يكفر حينئذ؛ لقوله تعالى: (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)(220).
ومنها: أن يغلق عليه فكره، فلا يدري ما يقول لشدة فرح أو حزن أو خوف أو نحو ذلك.
ودليله ما ثبت في صحيح مسلم عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك! أخطأ من شدة الفرح"(221).
قال شيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله - ص180 جـ12 مجموع الفتاوى لابن قاسم: "وأما التكفير فالصواب أن من اجتهد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وقصد الحق فأخطأ لم يكفر بل يغفر له خطؤه، ومن تبين له ما جاء به الرسول فشاق الرسول من بعد ما تبين له الهدى واتبع غير سبيل المؤمنين فهو كافر، ومن اتبع هواه وقصر في طلب الحق وتكلم بلا علم فهو عاص مذنب ثم قد يكون فاسقاً. وقد يكون له حسنات ترجح على سيئاته".أهـ.
وقال في ص229 جـ3 من المجموع المذكور في كلام له: "هذا مع أني دائماً ومن جالسني يعلم ذلك مني أني من أعظم الناس نهياً عن أن ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية، إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة وفاسقاً أخرى وعاصياً أخرى، وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العملية. وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر ولا بفسق ولا بمعصية. وذكر أمثلة ثم قال:
"وكنت أبين أن ما نقل عن السلف والأئمة من إطلاق القول بتكفير من يقول كذا وكذا فهو أيضاً حق لكن يجب التفريق بين الإطلاق والتعيين، إلى أن قال:
والتكفير هو من الوعيد؛ فإنه وإن كان القول تكذيباً لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن قد يكون الرجل حديث عهد بإسلام أو نشأ ببادية بعيدة، ومثل هذا لا يكفر بجحد ما يجحده حتى تقوم عليه الحجة، وقد يكون الرجل لم يسمع تلك النصوص، أو سمعها ولم تثبت عنده أو عارضها عنده معارض آخر، أوجب تأويلها وإن كان مخطئاً.
وكنت دائماً أذكر الحديث الذي في الصحيحين في الرجل الذي قال: "إذا أنا مت فأحرقوني، ثم اسحقوني، ثم ذروني في اليم، فوالله لئن قدر الله عليَّ ليعذبني عذاباً ما عذبه أحداً من العالمين. ففعلوا به ذلك فقال الله: ما حملك على ما فعلت؟ قال: خشيتك. فغفر له"(222).
فهذا رجل شك في قدرة الله وفي إعادته إذا ذرى بل اعتقد أنه لا يعاد، وهذا كفر باتفاق المسلمين، لكن كان جاهلاً لا يعلم ذلك، وكان مؤمناً يخاف الله أن يعاقبه فغفر له بذلك.
والمتأول من أهل الاجتهاد الحريص على متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم أولى بالمغفرة من مثل هذا".أهـ.
وبهذا علم الفرق بين القول والقائل، وبين الفعل والفاعل، فليس كل قول أو فعل يكون فسقاً أو كفراً يحكم على قائله أو فاعله بذلك.
قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله ص165 جـ35 من مجموع الفتاوى: "وأصل ذلك أن المقالة التي هي كفر بالكتاب والسنة والإجماع، يقال هي كفر قولاً يطلق كما دلت على ذلك الدلائل الشرعية، فإن الإيمان من الأحكام المتلقاة عن الله ورسوله، ليس ذلك مما يحكم فيه الناس بظنونهم وأهوائهم، ولا يجب أن يحكم في كل شخص قال ذلك بأنه كافر حتى يثبت في حقه شروط التكفير وتنتفي موانعه، مثل من قال: إن الخمر أو الربا حلال لقرب عهده بالإسلام أو لنشوئه في بادية بعيدة، أو سمع كلاماً أنكره ولم يعتقد أنه من القرآن الكريم ولا أنه من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان بعض السلف ينكر أشياء حتى يثبت عنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قالها. إلى أن قال: فإن هؤلاء لا يكفرون حتى تقوم عليهم الحجة بالرسالة كما قال الله تعالى: (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ )(223). وقد عفا الله لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان.أهـ.

وبهذا علم أن المقالة أو الفعلة قد تكون كفراً أو فسقاً، ولا يلزم من ذلك أن يكون القائم بها كافراً أو فاسقاً إما لانتفاء شرط التكفير أو التفسيق أو وجود مانع شرعي يمنع منه. لكن من انتسب إلى غير الإسلام أعطي أحكام الكفار في الدنيا، ومن تبين له الحق فأصر على مخالفته تبعاً لاعتقاد كان يعتقده أو متبوع كان يعظمه أو دنيا كان يؤثرها فإنه يستحق ما تقتضيه تلك المخالفة من كفر أو فسوق. فعلى المؤمن أن يبني معتقده وعمله على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فيجعلهما إماماً له يستضيء بنورهما، ويسير على منهاجهما؛ فإن ذلك هو الصراط المستقيم الذي أمر الله تعالى به في قوله: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)(224).
وليحذر ما يسلكه بعض الناس من كونه يبني معتقده أو عمله على مذهب معين، فإذا رأى نصوص الكتاب والسنة على خلافه حاول صرف هذه النصوص إلى ما يوافق ذلك المذهب على وجوه متعسفة، فيجعل الكتاب والسنة تابعين لا متبوعين، وما سواهما إماماً لا تابعاً! وهذه طريق من طرق أصحاب الهوى؛ لا أتباع الهدى، وقد ذم الله هذه الطريق في قوله: (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ)(225).
والناظر في مسالك الناس في هذا الباب يرى العجب العجاب، ويعرف شدة افتقاره إلى ربه فهو حري أن يستجيب الله تعالى له سؤله، يقول الله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)(226).
فنسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن رأى الحق حقاً واتبعه، ورأى الباطل باطلاً واجتنبه. وأن يجعلنا هداة مهتدين، وصلحاء مصلحين وألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، ويهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب. والحمد لله رب العالمين الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على نبي الرحمة وهادي الأمة إلى صراط العزيز الحميد بإذن ربهم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
تم في اليوم الخامس عشر من شهر شوال سنة 1404هـ
بقلم مؤلفه الفقير إلى الله
محمد الصالح العثيمين رحمه الله











رد مع اقتباس
قديم 2012-05-03, 13:30   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الحمد لله أما بعد:
الاسلام.........هو الثابت و مبادؤه السمحاء هي التي لا تتغير !!

لكن عن أي إسلام نتحدث؟ هل تقصد إسلام الجهمية أو إسلام بني علمان أو إسلام الإخوان أو إسلام محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟.
إن كنت تقصد الجهمية وعيرهم ومن نحا نحوهم من أهل الهوى والتحزب فإسلامهم ليس ثابت بل يتغير حسب المصالح الدنيوية فبالأمس القريب كانوا يكفرون الحكام الذين لا يحكمون بالشرع واليوم وصلوا إلى الحكم ولم يحكموا بالشرع..
أما إذا كنت تقصد إسلام محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم فقد صدقت وهذا هو ما نسيمه بالسلفية شئت ذلك أم أبيت.


اما منهجكم انتم فمتلوندع عنك الألفاظ الحزبية فقولك(منهجكم)) (أنتم)) (تمثلون)) كل هذا لا علاقة له بموضوعنا بارك الله فيك فلا يهمك منهجي أو منهج غيري بل المهم منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أما أنا أم نحن أم هم أم أنتم أم هما أم هي إلى آخر الضمائر فكل هذه اضربها عرض الحائط ودعنا نتكلم عن منهج محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه .

وبما أننا نتكلم عن مسألة التعامل مع الحكام الظلمة والفسقة فإليك المنهج النبوي في التعامل مع هؤلاء الحكام بإختصار شديد:



أخرج الشيخان في «صحيحيهما» من حديث عبادة بن الصامت قال:
دَعَانَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؛ فَبَايَعْنَاهُ؛ فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: أَنْ بَايَعَنَا ... أَنْ لا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ إِلا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ))


أخرج الآجري بإسناد صحيح عن سويد بن غفلة قال: قال لي عمر بن الخطاب: لعلك أن تخلف بعدي فأطع الإمام وإن كان عبداً حبشياً، وإن ضربك فاصبر، وإن حرمك فاصبر، وإن دعاك إلى أمر منقصة في دنياك فقل: سمعاً وطاعة دمي دون ديني . وفي رواية أخرى: وإن ظلمك فاصبر .
فهذا إمام ظالم يأخذ الأموال ويضرب ويدعو لما فيه منقصة الدين، ومع ذلك أمرنا بالصبر والسمع والطاعة له في غير ما حرم الله . كما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(( على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية الله فلا سمع ولا طاعة )).


أ – ما روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(( إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به، فإن أمر بتقوى الله عز وجل وعدل كان له بذلك أجر، وإن يأمر بغيره كان عليه منه))
فهذا خبر بمعنى الأمر وهو نص في المسألة .
قال ابن حجر فتح الباري (6/ 136): لأنه يمنع العدو من أذى المسلمين، ويكف أذى بعضهم عن بعض، والمراد بالإمام كل قائم بأمور الناس ا.هـ.
ب- ما روى الشيخان أن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – قال: قلت: يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك؟ قال(( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم )) فقلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام ، قال ( فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يأتيك الموت وأنت على ذلك))
وجه الدلالة: أنه مأمور بالتزام جماعة المسلمين وإمامهم وألا يفارقهم.

أ – كل دليل دال على السمع والطاعة لهم وذلك لأنهم يأمرون بجمع الناس عليهم وعدم سبهم.
ب- كل دليل دال على حرمة الخروج ؛ لأن سبهم يؤدي إلى الخروج عليهم فإن كل خروج فعلي مسبوق بخروج قولي.

ج- أخرج الترمذي عن زياد بن كسيب العدوي قال: كنت مع أبي بكرة تحت منبر ابن عامر – وهو يخطب وعليه ثياب رقاق- فقال أبو بلال: انظروا إلى أميرنا يلبس ثياب الفساق، فقال أبو بكرة: اسكت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(( من أهان السلطان في الأرض أهانه الله)) ا.هـ حسنه الإمام الألباني.

وإليك بعض أقوال السلف في هذه المسألة التي نحن بصددها:
أخرج ابن أبي شيبة وغيره عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: آمر إمامي بالمعروف ؟ قال ابن عباس: إن خشيت أن يقتلك فلا، فإن كنت فاعلاً ففيما بينك وبينه ، ولا تغتب إمامك . وهذا الأثر الثابت عن ابن عباس صريح في كيفية نصح الولاة وعدم غيبتهم .
وأخرج ابن عبدالبر في التمهيد عن أبي إسحاق السبيعي أنه قال: ما سب قوم أميرهم إلا حرموا خيره.
وثبت فيما أخرج ابن زنجويه عن أبي مجلز أنه قال: سب الإمام الحالقة، لا أقول: حالقة الشعر ولكن حالقة الدين.
وأخرج ابن أبي عاصم في (( السنة )) (281)، عن أبي اليمان الهوزني، عن أبي الدرداء – رضي الله عنه -، قال :
(( إياكم ولعن الولاة، فإن لعنهم الحالقة، وبغضهم العاقرة ))
قيل : يا أبا الدرداء ! فكيف نصنع إذا رأينا منهم ما لا نحب ؟
قال : (( اصبروا ،فإن الله إذا رأي ذلك منهم حبسهم عنكم بالموت ))


عن عياض ابن غنم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال((( من أراد أن ينصح لسلطان بأمر فلا يبد له علانية، ولكن ليأخذ بيده، فيخلو به، فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدي الذي عليه له )).
قال ابن النحاس في كتابه (( تنبيه الغافلين عن أعمال الجاهلين، وتحذير السالكين من أفعال الهالكين )) (157)
(( ويختار الكلام مع السلطان في الخلوة على الكلام معه على رأس الأشهاد بل يود لو كلمة سراً ونصه خفية من غير ثالث لها )) ا هـ.
وإليك كلاماً مفيداً لمجموعة من أئمة الدعوة منهم الشيخ محمد بن إبراهيم وسعد بن عتيق – رحمهم الله رحمة واسعة – قالوا في الدرر السنية ط5 (9/119) : وأما ما قد يقع من ولاة الأمور من المعاصي والمخالفات التي لا توجب الكفر، والخروج من الإسلام، فالواجب فيها: مناصحتهم على الوجه الشرعي برفق، واتباع ما كان عليه السلف الصالح من عدم التشنيع عليهم في المجالس ومجامع الناس، واعتقاد أن ذلك من إنكار المنكر الواجب إنكاره على العباد، وهذا غلط فاحش، وجهل ظاهر، لا يعلم صاحبه ما يترتب عليه من المفاسد العظام في الدين والدنيا، كما يعرف ذلك من نور الله قلبه، وعرف طريقة السلف الصالح وأئمة الدين ا.هـ


وقد بين علماء السنة أن من معتقدهم ومنهجهم الدعاء للسلطان، فمن أراد النجاة فليسلك سبيلهم فلا طريق موصل إلى الله إلا سبيلهم، قال أبو عثمان الصابوني: ويرون الدعاء لهم بالإصلاح والتوفيق والصلاح، وبسط العدل في الرعية .
وقال الإمام البربهاري في شرح السنة: فأمرنا أن ندعو لهم بالصلاح، ولم نؤمر أن ندعو عليهم، وإن ظلموا وجاروا؛ لأن ظلمهم وجورهم على أنفسهم، وصلاحهم لأنفسهم وللمسلمين ا.هـ
وقال أبو بكر الإسماعيلي في كتابه اعتقاد أهل السنة: ويرون الدعاء لهم بالصلاح والعطف إلى العدل ا.هـ

هذا مختصر منهج أهل السنة في التعامل مع الحكام فلا يسعك إلا ما وسعهم.










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-03, 13:34   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ضوابط في التكفير و التبديع للشيخ صالح ال الشيخ -حفظه الله -





حمل من هنا بارك الله فيك

تنزيل الملف الآن

[/indent]










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-03, 13:40   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

مسألة علماء السلاطين ولم يبتلو ويسجنوا من الحكام ..لكن المصيبة يأخذون منهم ما يوافق تطلعاتهم ويتركون البعض


الوجه الأول: إن هذه التهمة مخالفة للواقع مخالفة صارخة ففي الكثير من البلدان نجد أن أغلب محاضرات السلفيين ممنوعة بل ونجد بعض كتبهم تمنع من البيع ككتب شيخ الإسلام ابن تيمية بل ونجد الجرائد الرسمية التابعة للحكومة تسب السلفيين وتتهمهم بل وتحرض الرأي العام ضدهم فهل بعد هذا يقال عن علمائنا أنهم علماء سلطان؟.
من الذي سجن الإمام أحمد أليس حاكم زمانه رغم أن الإمام أحمد كان يقول بطاعته وعدم الخروج عليه.
من الذي سجن الإمام ابن سيرين أليس حاكم زمانه ومع هذا لما قال له السجان: إذا كان الليل فاذهب إلى أهلك ، فإذا أصبحت فتعال . فقال ابن سيرين: لا والله ، لا أعينك على خيانة السلطان . ( تاريخ بغداد ( 5/334) ) .
من الذي سجن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أليس حاكم زمانه ومع هذا لا تجد في كتبه إلا إيجاب السمع والطاعة-في المعروف- لهؤلاء الحكام؟
ومن الذي سجن الإمام الألباني رحمه الله أليس حاكم سوريا؟.
ومن الذي يمنع دروس السلفيين وكتبهم في المعارض عندنا في الجزائر أليس حاكم الجزائر هداه الله ؟
أفبعد كل هذا يأتي من يأتي ويزعم أن الحكام يرضون بالسلفية وأن علمائنا علماء سلطان.
الوجه الثاني: أن هذا المنهج الإسلامي في التعامل مع الحكام ظهر يوم البعثة قبل ظهور الحكام أصلا
قال عليه الصلاة والسلام(((( إنه ستكون بعدي أثرة وأمور تكرهونها )).
قالوا : يا رسول الله ! فما تأمرنا ؟
قال : تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم )) .

معنى قوله : (( أثرة )) هي : الإنفراد بالشيء عمن له فيه حق.
وقوله أمور تنكرونها : يعني : من أمور الدين.
وقد أرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الحالة – وهي استئثار الأمراء بالأموال وإظهارهم للمخالفات الشرعية ... – إلي المسلك السليم والمعاملة الحسنة التي يبرا صاحبها من الوقوع في الإثم، وهي إعطاء الأمراء الحق الذي كتب لهم علينا ،من الانقياد لهم وعدم الخروج عليهم.
وسؤال الله الحق الذي لنا في بيت المال بتسخير قلوبهم لأدائه أو بتعويضنا عنه.
قال النووي (227) – رحمه الله تعالي – على هذا الحديث :
(( فيه الحث على السمع والطاعة وإن كان المتولي ظالماً عسوفاً، فيعطي حقه من الطاعة، ولا يخرج عليه، ولا يخلع، بل يتضرع إلي الله – تعالي – في كشف أذاه، ودفع شره، وإصلاحه )) انتهى.
وقال ابن علان : (( فيه الصبر على المقدور والرضي بالقضاء حلوه ومره والتسليم لمراد الرب العليم الحكيم )) (228) ا هـ.

الوجه الثالث:
قد أبانت الأيام والأحداث المتتالية من هو الذي يفتي للأنظمة مخالفا للكتاب والسنة بما يريده ويهواه
أليس هو:
◄من أفتى بالديمقراطية للأنظمة وأنها من الدين وأنها شورى !!
◄من أفتى للأنظمة بالحزبية والتعددية وأنها جائزة في شرعنا!!
◄من أفتى للأنظمة بجواز الانتخابات والبرلمانات !!
◄من أفتى للأنظمة بجواز خروج المرأة للعمل والاختلاط في المدارس والجامعات وتجنيد المرأة!!
◄من أفتى للأنظمة بجواز المظاهرات والاعتصامات والإضرابات!!
◄من أفتى للأنظمة بالبنوك الربوية!!
◄من أفتى للأنظمة بجواز الوقوف للنشيد الوطني !!
من أفتى للأنظمة بكثير من المحرمات!!هل هم السلفيون اي علماء السلطان .......
أما أهل السنة فهم ممن يحاربون ذلك ويحرمون ذلك وينصحون السلطان بترك ذلك ويطيعون السلطان في طاعة الله ورسوله ن امتثالًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
«لاَ طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي المَعْرُوفِ» رواه البخاري(2757)ومسلم(1840)
وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ ن، قَالَ: «السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ حَقٌّ مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِالْمَعْصِيَةِ، فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ» رواه البخاري(2955) وهذا لفظ البخاري ومسلم(1939)
واسمع إلى إمام الدعوة السلفية في زمنه مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله وهو يحذر من زمن طويل مما تعملونه لتعرف منهم علماء السلطان:
قال رحمه الله(((الواقع أن التمثيليات و المظاهرات وكثير من الأشياء العصرية جاءتنا من أعداء الإسلام))اهـ[ قمع المعاند394]
وقال رحمه الله جوابا على سؤال : (ما حكم هذه المظاهرات في الإسلام هل لها أصل شرعي أم أنها بدعة اقتبسها المسلمون من أعداء الإسلام؟))
لا، هي بدعة ،وقد تكلمنا على هذا في مقدمة الإلحاد الخميني في أرض الحرمين وذكرنا أن الآيات القرآنية تدل على أن التظاهر يكون على الشر. وهناك آية وهي قوله تعالى(( وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ [التحريم: ٤].هي نعرة جاهلية اقتدى المسلمون بأعداء الإسلام وصدق رسول الله ن إذ يقول لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلت جحر ضب لدخلتموه وإنني أحمد الله ـ فما تجد من سنيا يحمل لواء هذه المظاهرات ولا يدعوا إلى هذه المظاهرات إلا الهمج الرعاء وماذا يستفيد المجتمع... اهـ[غارة الأشرطة2/451].
وقال رحمه الله: ((أولئك العميان لو قالوا : مظاهرات لقال المقلد :مظاهرة ، قالوا له :انتخابات يقول انتخابات ،إذا لم تحصل انتخابات سيذوب الإسلام، وإذا لم تخرج مظاهرة فالإسلام لا تبقى له بقية ، فيصورون القضية التي تكون مخالفة للكتاب والسنة على أنها هي الإسلام. وخرج صاحبنا المسكين بلحيته في المظاهرات إلى أين ؟إلى مجلس النواب تقوم الفتاة تخطب على رءوسهم وهو (يدقدق)بالسبحة سبحان الله سبحان الله يهز رأسهاهـ[فضائح ونصائح117].
وقال رحمه الله: ((على أننا ندعو إلى المفاهمة في حدود كتاب الله وسنة رسول الله ن ولسنا نتشوق ،ولسنا نفرح بالحرب ؛لأن الرسول ن يقول «أَيُّهَا النَّاسُ، لاَ تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، وَسَلُوا الله العَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا [ رواه البخاري(1600)ومسلم(742) عن عبد الله بن أبي.

الوجه الرابع:
كون الحكام يرضون بشيء من السلفية لما فيها من تطبيق الشرع في مسألة طاعة الحكام وعدم الخروج عليهم فهل هذا منقصة للسلفية؟ لا والله فالسلفيون لم يقولوا بطاعة الحكام _في غير المعصية_ تزلفا لهم بل طاعة لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فلا يلامون إن استغل بعض الحكام فتاويهم لأن إرضاء الحاكم بل حتى الكافر-في الظاهر- لمصلحة تعود للمسلمين إنما هي سنة نبوية شريفة فنبينا عليه الصلاة والسلام قد رضي بشروط الكفار يوم صلح الحديبية رغم ما في ظاهرها من ظلم حتى قال عمر بن الخطاب يا رسول الله ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى قال: فلم نعطى الدنية فى ديننا فظن أن هذا خذلان ولكن الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ما فى شك أنه أفقه من عمر وأن الله تعالى أذن له فى ذلك وقال: «إنى رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري» رواه البخاري. فأين أنتم من هذا السيرة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم هل ستقولون أن هذا العهد الذي كان بين محمد صلى الله عليه وسلم وبين الكافر إنبطاحا وخذلانا و أن الكفار يرضون به؟!!!!.


و ترك مصير هاته الشعوب المغلوبة على امرها بعيدة عن النفوذ و تحت رحمة من يحكمونها و تحت مزاجهم ان اعطوها ففضلا منهم و ان سحقوها فلا احد يحاسبهم !!هذا كذب وافتراء منك يدل إما على حقدك الدفين ضد دعوة محمد صلى الله عليه وسلم أو جهلك بها لأن أهل السنة السلفيون يرون أن إصلاح حال الشعوب هو الأساس الذي تنبني عليه دعوتهم لهذا تجدهم:
يسخرون طاقتهم في تعليم الناس كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم على فهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين واتباعهم ممن ترسم خطاهم.
يعلمونهم العقيدة الصحيحة السالمة من لوثات الشرك بنوعيه والبدع بأنواعها.
يعلمونهم ما يجب إعتقاده في أسماء الله وصفاته على الوجه اللائق به تعالى
يعلمونهم السنة الصحيحة في العبادات والمعاملات والسلوكيات والأخلاق.
يحذرونهم من البدع سواء أكانت قولية إعتقادية أم فعلية عملية.
ويحذرونهم من المعاصي كبيرها وصغيرها.

أفليس هذا هو عين الإهتمام بأحوال الشعوب؟ !!وهذا إن تحقق فيستتب الأمن والأمان في أرجاء المعمورة مصداقا لقوله تعالى « وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ » الأعراف96
قال النبي صلى الله عليه وسلم (( إذا تبايعتم بالعينة، ورضيتهم بالزرع، واتبعتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم)) رواه أحمد وأبو داود وهو حسنٌ.


لهذا إذا أردنا أن يغير الله عز وجل أحوال الشعوب من الذل والمهانة إلى العز والكرامة ومن التعاسة والشقاوة إلى الراحة والسعادة ومن الفقر والجوع إلى الغنى والشبع ومن الأسوأ إلى الأحسن، فعلينا بالتوبة إلى الله تعالى من سائر الذنوب والمعاصي، فالذنوب والمعاصي لها أثر كبير في تغير الأحوال من حال إلى حال ،فالذلة والمهانة تكون بسبب الذنوب والمعاصي ٠
كما قال الله تعالى ( وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
)يونس ( ٢٧ ) وقال سبحانه وتعالى (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ )والآيات في ذلك كثيرة ٠
وكما قال عليه الصلاة والسلام (وجعل الذل والصغار على من خالف أمري) رواه أحمد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ٠

والفقر والجوع والمعيشة الضنكا تكون كذلك أيضاً بسبب الذنوب والمعاصي والإعراض عن ذكرالله وعن دينه وشرعه والكفر بنعمه كما قال تعالى ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (طه( ١٢٤
فالمصائب التي تحل بنا من فقر وجوع وتشرد وضياع وجور السلطان علينا ونحو ذلك قد بين اللهمن هو السبب في ذلك فقال تعالى({وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ } الشورى( ٣٠
وقال تعالى({{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } الروم ( ٤١
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (ولا نقص قوم المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين، وشدة المؤنة، وجور السلطان عليهم )) رواه ابن ماجة بسند ضعيف لكنه قد ثبت عند البزار والحاكم
( والطبراني والبيهقي بإسناد حسن عن عبد الله بن عمر رض الله عنهما
---------------

الاحزاب و الجماعات و التقسيمات المختلفة ....كلها تؤدي الى توعية حتمية للشعوب ..و الى تدافع و تجاذب ...تخدم البلد و تتجه بالامة و الوطن بل و تعطي حتى للدين حجمه الحقيقي ..ان كان صحيحا او كان خاطئا بل الأحزاب والتقسيمات لا تزيد الأمة إلا ذنا وهوانا لأنها تفرق المسلمين ولأنه مخالفة للإسلام فلا حزبية في الإسلام










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-03, 13:54   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

مسألة الاستعانة بالكفار كما حدث بالخليج

بعض المتفيقهين والمتشبعين بما لم يعطوا هجومهم على سماحة الوالد عبد العزيز ابن باز رحمه الله بسبب إحدى فتاويه حول هذه المسألة فقد أجلبوا بخليهم ورجلهم للطعن في هذا الشيخ ولمزه ورميه له بالفواقر العظام دون علم ولا حياء ولكن بالهوى والجهل مع التعصب والحقد فقد كشر هؤلاء عن أنيابهم في تلك الفترة ,ولما خرج من أهل العلم من يدافع عن الشيخ بالأدلة والبراهين أرادوا أن يشوهوا سمعتهم فأخترعوا لهم إسم(الجامية) نسبة للعلامة الدكتور أمان جامي رحمه الله
قال أبو حاتم الرازي: ومن علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر.
وبما أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول( من ذب عن عرض أخيه بالغيب كان حقا على الله أن يعتقه من النار }
أحببت أن أنال هذا الشرف العظيم والجزاء الحسن من رب العالمين بالدفاع عن عرض شيخنا عبد العزيز ابن باز رحمه الله رحمة الواسعة
قال أبو عثمان الصابوني :

(إحدى علامات أهل السنة حبهم لأئمة السنة وعلمائها وأنصارها وأوليائها، وبغضهم لأئمة البدع )
وقال وقد زيَّن الله قلوب أهل السنة ونوّرها بحب علماء السنة فضلاً منه جلّ جلاله )

وقد جزأت هذا البحث إلى خسمة فصول:

الفصل الأول: الفتوى التي يدندن حولها الحركيين
الفصل الثاني: إثبات الخلاف الوارد في المسألة
الفصل الثالث: الأدلة على جواز الإستعانة بالكفارعند الحاجة
الفصل الرابع: أقوال اهل العلم القائلين بالجواز
الفصل الخامس: كشف الشبهات وردُّ الاعتراضات.


الفصل الأول: الفتوى التي يدنن حولها الحركيين

من العجب العجاب أن أغلب هؤلاء المتفيقهون لا يعرفون الفتوى ولا مصدرها إنما يرددون كالببغوات ما يشاع ويذاع (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا).
وإليك الفتوى:
قال الشيخ ابن باز رحمه الله
( فتاواه 6/172 ) :
« وأما ما اضطرت إليه الحكومة السعودية من الأخذ بالأسباب الواقية من الشرّ والاستعانةبقوات متعددة الأجناس من المسلمين وغيرهم للدفاع عن البلاد وحرمات المسلمين وصدّ ماقد يقع من العدوان من رئيس دولة العراق ,فهوإجراءٌ : مسدّد , وموفّق , وجائز شرعاً .وقد صدر من مجلس هيئة كبار العلماء - وأناواحد منهم - بيان بتأييد ما اتخذته الحكومة السعودية في ذلك ، وأنها قد أصابت فيمافعلته . . . » انتهى.


ومن هذه الفتوى يمكن أن نستخلص ما يلي:
1- الشيخ أفتى بالإستعانة بالكفار لغلبة الظن عنده وعند العلماء آنذاك ان صدام سيدخل السعودية لأنه كان على الحدود وقد شن حملة إعلامية على البلد كما سنبينه إن شاء الله في الفصل الخامس.
2- من هذه الفتوى يتبين أنه لا علاقة للشيخ بما حدث في العراق وما يسميه البعض الثلاثيني الذي كان بأمر من مجلس الأمن وليس الفتوى كما سيتبين في الفصل الخامس.


الفصل الثاني: إثبات الخلاف الوارد في المسألة
ليس المقصد في هذا البحث الاستيعاب في النقل ؛ولا ترجيح القول بالجواز على القول بالمنع ؛ولا النظر في أدلة الفريقين ؛ولكن المقصد بيان أن هذا القول قد قيل قديماً , وأن لمن قال به حديثاً ( كالإمامين : ابن باز ، وابن عثيمين وغيرهما - رحم الله الجميع ) سلفٌ فيما ذهب إليه .
لذا أقول:
اختلف العلماء رحمهم الله في حكم الاستعانة بالكفار على قولين:
قال الحازمي في كتاب الناسخ والمنسوخ : وقد اختلف أهل العلم في هذه المسألة فذهب جماعة إلى منع الاستعانة بالمشركين ، ومنهم أحمد مطلقا ، وتمسكوا بحديث عائشة المتقدم وقالوا : إن ما يعارضه لا يوازيه في الصحة ، فتعذر ادعاء النسخ . وذهبت طائفة إلى أن للإمام أن يأذن للمشركين أن يغزوا معه ويستعين بهم بشرطين :
أحدهما : أن يكون بالمسلمين قلة بحيث تدعو الحاجة إلى ذلك .
والثاني : أن يكونوا ممن يوثق بهم في أمر المسلمين ، ثم أسند إلى الشافعي أن قال الذي روى مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم رد مشركا أو مشركين وأبى أن يستعين بمشرك كان في غزوة بدر . ثم إنه عليه السلام ( استعان في غزوة خيبر بعد بدر بسنتين بيهود من بني قينقاع واستعان في غزوة حنين سنة ثمان بصفوان بن أمية وهو مشرك ) فالرد الذي في حديث مالك إن كان لأجل أنه مخير في ذلك بين أن يستعين به وبين أن يرده كما له رد المسلم لمعنى يخافه فليس واحد من الحديثين مخالفا للآخر ، وإن كان لأجل أنه مشرك فقد نسخه ما بعده من استعانته بالمشركين .
ولا بأس أن يستعان بالمشركين على قتال المشركين إذا خرجوا طوعا ويرضخ لهم ولا يسهم لهم ، ولا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أسهم لهم ، قال الشافعي : ولعله عليه السلام إنما رد المشرك الذي رده في غزوة بدر رجاء إسلامه قال : وذلك واسع للإمام أن يرد المشرك ويأذن له انتهى ، وكلام الشافعي كله نقله البيهقي عنه
. . ا . هـ .


الفصل الثالث: الأدلة على جواز الإستعانة بالكفار عند الحاجة.

استدل جمهور العلماء القائلين بجواز الاستعانة بالكفار في القتال عند الحاجة بما يأتي:
1-حديث ذي مخبر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ستصالحون الروم صلحاً آمنا ، وتغزون وانتم وهم عدوا من ورائكم "(1) .

2-ما روي الشافعي في مسنده عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم استعان بناس من اليهود في حربه فأسهم لهم (2).

3-حديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم استعار من صفوان ابن أمية يوم حنين أدرعاً، فقال : أغصباً يا محمد؟ قال " لا بل عارية مؤداة " وقد جاء في بعض الروايات أن الادرع ما بين الثلاثين إلى الأربعين ، وفي بعضها أنها كانت مائة درع(3).

4-ما روى أبو داود في مراسيله أن صفوان بن أمية شهد حنيناً مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان إذ ذاك مشركاً حتى قالت له قريش : تقاتل مع محمد ولست على دينه فقال : رب من قريش خير من رب من هوزان . فأسهم له النبي و أعطاه من سهم المؤلفة (4) .

-5ما جاء في كتب السير أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب كتاباً بين المسلمين وبين اليهود وادع فيه اليهود، وعاهدهم، واقرهم على دينهم و أموالهم، واشترط عليهم وشرط لهم، ومما جاء في الكتاب ( ... وأن بينهم النصر على من حارب أهل هـذه الصـحيفة ) . وجاء فيها ( ... وان بيـنهم النصر على من دهم يـثرب )(5).

6-ما جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان بذي الحليفة في عام الحديبية بعث بين يديه عينا له من خزاعة يأتيه بخبر قريش وكان الرجل إذ ذاك مشركاً (6) .

7-ما جاء أن خزاعة خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح مسلمهم وكافرهم(7).

8- ما روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد الهجرة إلى المدينة استأجر عبد الله بن أريقط الديلي ليدله على الطريق وكان خريتاً ماهراً بالطريق . وكان على دين كفار قريش (8) .

9-عموم قوله صلى الله عليه وسلم " إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر" رواه البخاري في صحيحه (9) .

10-ما روى ابن حزم في المحلى بسنده أن سعد بن أبى وقاص غزا بقوم من اليهود فرضخ لهم (10) .

11-ما ثبت في الصحيحين والسنن وغيرها من استعانته صلى الله عليه وسلم بالمنافقين وخروجهم معه للجهاد في غزوات عديدة، وقد حكى الصنعاني والشوكاني عن صاحب البحر الإجماع على جواز الاستعــانة بالمنافقــين في القــتال (11) .

12-أن الاستعانة بالكفار عند الضرورة هو مقتضى القاعدة الفقهية المشهورة ( الضرورات تبيح المحظورات )ومقتضى القاعدة الفقهية ( ارتكاب أخف المفسدتين لدفع أشدهما ضرراً ) .
الفصل الرابع: أقوال اهل العلم القائلين بالجواز عند الحاجة

أولا : من أقوال المحدثين في جواز الاستعانة بالكفار في القتال عند الحاجة:

قال الإمام النووي في شرح مسلم عند شرحه لحديث مسلم " فلن استعين بمشرك " : ( وقد جاء في الحديث الآخر أن النبي صلى الله عليه وسلم استعان بصفوان بن أمية قبل إسلامه، فاخذ طائفة من العلماء بالحديث الأول على إطلاقه، وقال الشافعي و آخرون: إن كان الكافر حسن الرأي في المسلمين ودعت الحاجة إلى الاستعانة به استعين به و إلا فيكره، وحمل الحديثين على هذين الحالين )(12) . وقال الإمام ابن حجر في فتح الباري عند شرحه لحديث " إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر " ( قال المهلب وغيره : لا يعارض هذا قوله صـلى الله عليه وسلم " لن استعين بمشرك" لأنه إما خاص بذلك الوقت و إما أن يكون المراد به الفاجر غير المشرك.. و أجاب عنه الشافعي بالأول وحجة النسخ شهود صفوان بن أمية حنيناً مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو مشرك )(13) . كما ذكر الإمام العيني في عمدة القاري في شرح صحيح البخاري وما ذكر ابن حجر، وزاد عليه بقوله ( وقد استعان صلى الله عليه وسلم بصفوان بن أمية في هوزان، واستعار منه مائة درع بأداتها )(14) . وقال الإمام الزيلعي في نصب الراية ( قال الحازمي في الناسخ والمنسوخ : وقد اختلف أهل العلم في هذه المسألة، فذهب جماعة إلى منع الاستعانة ... وذهب طائفة إلى أن للإمام أن يأذن للمشركين أن يغزو معه، ويستعين بهم بشرطين ، أحدهما: أن يكون في المسلمين قلة بحيث تدعو الحاجة إلى ذلك، والثاني: أن يكونوا ممن يوثق بهم في أمر المسلمين. ثم اسند إلى الشافعي انه قال : الذي روى مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم رد مشركاً أو مشركين، و أبى أن يستعين بمشرك كان في غزوة بدر، ثم إنه عليه السلام استعان في غزوة خيبر بعد بدر بسنين بيهود بني قينقاع، واستعان في غزوة حنين سنة ثمان بصفوان بن أمية وهو مشرك، فالرد الذي في حديث مالك إن كان لأجل أنه مخير في ذلك بين أن يستعين به، وبين أن يرده، كما له رد المسلم لمعنى يخافه، فليس واحد من الحديثمخالفاً للآخر، وان كان لأجل انه مشرك فقد نسخه ما بعده من استعانته بالمشركين )(15) . وقال العلامة الشوكاني في نيل الأوطار ( وحكى في البحر عن العترة و أبي حنيفة و أصحابه ؛ أنه تجوز الاستعانة بالكفار و الفساق حيث يستقيمون على أوامره و نواهيه، واستدلوا باستعانته صلى الله عليه وسلم بناس من اليهود كما تقدم، وباستعانته صلى الله عليه وسلم بصفوان ابن أمية يوم حنين، و بإخباره صلى الله عليه وسلم بأنها ستقع من المسلمين مصالحة الروم ويغزون جميعا عدوا من وراء المسلمين. قال في البحر : وتجوز الاستعانة بالمنافق إجماعاً لاستعانته صلى الله عليه وسلم بابن أبي وأصحابه )(16) . وقال في شرح السير ( ولا بأس بأن يستعين المسلمون بأهل الشرك على أهل الشرك إذا كان حكم الإسلام هو الظاهر عليهم، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعان بيهود بني قينقاع على بني قريظة، وخرج صفوان مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى شهد حنيناً والطائف وهو مشرك، فعرفنا أنه لا بأس بالاستعانة بهم، وما ذلك إلا نظير الاستعانة بالكلاب على المشركين )(17) .

ثانياً : من أقوال الفقهاء في جواز الاستعانة بالكفار في القتال عند الحاجة
1- مذهب الحنفية : قال الكاساني في بدائع الصنائع ( ولا ينبغي للمسلمين أن يستعينوا بالكفار على قتال الكفار , لأنه لا يؤمن غدرهم , إذ العداوة الدينية تحملهم عليه إلا إذا اضطروا إليهم )(18) . وقال كمال الدين ابن الهمام في فتح القدير ( وهل يستعان بالكافر ؟ عندنا إذا دعت الحاجة جاز , وهو قول الشافعي رحمه الله وابن المنذر )(19) .

2- مذهب المالكية : قال في التاج والإكليل على مختصر خليل ( قال ابن القاسم : لا يستعان بالمشركين في القتال لقوله صلى الله عليه وسلم " لن أستعين بمشرك " ولا بأس أن يكونوا نواتية وخدمة .. وقال عياض : قال بعض علماؤنا : إنما كان النهي في وقت خاص , وقال الشافعي والثوري وأبو حنيفة وأصحابه و الأوزاعي : لا بأس بالاستعانة بأهل الشرك , وأجاز ابن حبيب أن يقوم الإمام بمن سالمه من الحربيين على من لم يسالمه , وروى أبو الفرج عن مالك : لا بأس أن يستعين بالمشركين في قتال المشركين إذا احتاج إلى ذلك )(20) . وقال الزرقاني في شرحه على خليل ( وحرم علينا استعانة بمشرك في الصف والزحف والسير للطلب , فإن خرج من تلقاء نفسه لم يمنع على المعتمد خلافاً لأصبغ , ويدل على المعتمد غزو صفوان ابن أمية مع النبي صلى الله عليه وسلم حنيناً والطائف قبل إسلامه .. وإلا لخدمة منه لنا كحفر أو هدم أو رمي بمنجنيق أو صنعته فلا تحرم الاستعانة به فيها )(21) .
3- مذهب الشافعية : قال الإمام النووي في روضة الطالبين (تجوز الاستعانة بأهل الذمة والمشركين في الغزو ويشترط أن يعرف الإمام حسن رأيهم في المسلمين ويأمن خيانتهم)(22). وقال في فتح الوهاب شرح منهج الطلاب ( وله لا لغيره اكتراء كفار .. واستعانة بهم على كفار عند الحاجة إليها إن أمناهم بأن يخالفوا معتقد العدو ويحسن رأيهم فينا , وقاومنا الفريقين ويفعل بالمستعان بهم ما يراه مصلحة من إفرادهم بجانب الجيش أو اختلاطهم به بأن يفرقهم بيننا ) (23) .


4- مذهب الحنابلة : قال الإمام ابن قدامة في المغني ( وعن أحمد ما يدل على جواز الاستعانة بالمشرك وكلام الخرقي يدل عليه أيضاً عند الحاجة )(24) . وقال الحجاوي في الإقناع ( ويحرم أن يستعين بكفار إلا لضرورة )(25) . ومثله في المنتهى (26) .
5- مذهب الهادوية : قال في شرح الأزهار ( الأمر الثاني مما يجوز للإمام فعله هو الاستعانة بالكفار والفساق على جهاد البغاة من المسلمين قال مولانا عليلم: ولا خلاف بين أصحابنا أنه إنما يجوز له الاستعانة بالكفار والفساق حيث معه جماعة مسلمون )(27) .
6- مذهب الإباضية : قال في المصنف ( مسألة : ولا بأس على المسلمين أن يستعينوا بمن أجابهم على عدوهم ولو كانوا من أهل الحرب أو أهل العهد إذا كان لهم القوة والعهد والحكم عليهم )(28) .
7- من أقوال بعض العلماء : قال ابن جزم في المحلى ( ومن طريق وكيع حدثنا سفيان عن جابر قال : سألت الشعبي عن المسلمين يغزون بأهل الكتاب ؟ فقال الشعبي : أدركت الأئمة الفقيه منهم وغير الفقيه يغزون بأهل الذمة , فيقسمون لهم , ويضعون عنهم من جزيتهم , فذلك لهم نفل حسن . والشعبي ولد في أول أيام علي وأدرك من بعده الصحابة رضي الله عنهم )(29) . وقال ابن القيم في زاد المعاد : عند كلامه على ما في قصة الحديبية من الفوائد الفقهية ( ومنها : أن الاستعانة بالمشرك المأمون في الجهاد جائزة عند الحاجة , لأن عَيْنًه الخزاعي كان كافراً إذ ذاك – يشير المصنف إلى ما سبق أن ذكره , ص228 أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان بذي الحليفة أرسل عيناً له مشركاً من خزاعة يأتيه بخبر قريش – وفيه من المصلحة أنه أقرب إلى اختلاطه بالعدو وأخذه أخبارهم )(30) . وقال العلامة صديق خان في الروضة الندية شرح الدرر البهية ( ولا يستعان فيه أي في الجهاد بالمشركين إلا لضرورة .. ) ثم ساق رحمه الله الأدلة الدالة على تحريم الاستعانة والدالة على جوازها ثم ذكر الجمع بينهما بقوله ( فيجمع بين الأحاديث بأن الاستعانة بالمشركين لا تـجوز إلا لضرورة لا إذا لم تكن ثمَّ ضرورة )(31) . وقال صاحب كتاب الفقه الإسلامي وأدلته ( وقد أجاز الأكثرون من أتباع المذاهب الأربعة الاستعانة بالكافر على الكفار إذا كان الكافر حسن الرأي بالمسلمين )(32)


ثالثا ً: بعض الفتاوى الصادرة في جواز الاستعانة بالكفار في القتال عند الحاجة :

ورد في الفتاوى الإسلامية الصادرة عن دار الإفتاء المصرية (33) فتوى عن عدد من علماء الأزهر من فقهاء المذاهب الأربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية , ومؤيدة من مفتي مصر في وقته الشيخ محمد عبده بجواز الاستعانة بغير المسلمين عند الحاجة , وقد صدرت في 9 محرم عام 1322هـ وهي فتوى طويلة ومما جاء فيها : ( وأما الاستعانة بالكفار وبأهل البدع والأهواء على نصرة الملة الإسلامية مملا لا شك في جوازه وعدم خطره , يرشد إلى ذلك الحديث الصحيح المار ذكره " إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر " . ومما جاء فيها أيضاً ( واستعانة المسلمين بالكفار جائزة في الجهاد للضرورة كضعف المسلمين ولو كان العدو من بغاة المسلمين ) . وبمثل هذا أفتى مفتي مصر في وقته الشيخ حسن مأمون في6 جمادى الأولى عام1386 هـ كما في الفتاوى الإسلامية(34) . وقال العلامة الشيخ محمد رشيد رضا في فتاويه (35) إجابة على سؤال عن حكم الاستعانة بغير المسلمين في الحرب بعد ذكره لخلاف العلماء في المسألة وإيراده بعض الأدلة لكلا القولين ( أما الجمع بين الروايات المختلفة فقد قال الحافظ في التلخيص : إن أقرب ما قيل فيه إن الاستعانة كانت ممنوعة ثم رخص فيها . قال : وعليه نص الشافعي . وأنت ترى أن جميع ما نقلناه من روايات الاستعانة كان بعد غزوة بدر التي قال فيها صلى الله عليه وسلم " لن أستعين بمشرك " والعمدة في مثل هذه المسألة اتباع ما فيه مصلحة , وهي تختلف باختلاف الأحوال ) . هذا ومن المعلوم ما صدر في هذه الأيام (36) عن هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية , وما صدر أيضاً من فتاوى فردية لبعض علماء المملكة وعلاء مصر وغيرهم من جواز الاستعانة بالكفار عند الضرورة .
الفصل الخامس:كشف الشبهات ورد الإعتراضات



الشبهة الأولى: إستدلالهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم(إنا لا نستعين بمشرك)
الجواب من وجهين:
الوجه الأول:
ذهب جمهور أهل العلم عند تفسير هذا الحديث إلى قولان:
القول الأول: قالوا أنه منسوخ و في مقدمتهم الإمام الشافعي ، ما الذي نسخه؟؟ نَسَخَهُ استعانة الرسول عليه الصلاة والسلام بعد فترة من الزمن من هذا الحديث بالخزاعي. ثم استعانة النبي عليه الصلاة والسلام بدروع صفوان بن أمية وما في معنى ذلك من الإستعانات التي حصلت من رسول الله عليه الصلاة والسلام بعد وقعة بدر تنسخ ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام في وقعة بدر هذه هي الطريقة العلمية للتوفيق بين النصوص
قال الإمام ابن حجر في فتح الباري عند شرحه لحديث " إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر " ( قال المهلب وغيره : لا يعارض هذا قوله صـلى الله عليه وسلم " لن استعين بمشرك" لأنه إما خاص بذلك الوقت و إما أن يكون المراد به الفاجر غير المشرك.. و أجاب عنه الشافعي بالأول وحجة النسخ شهود صفوان بن أمية حنيناً مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو مشرك ).

القول الثاني: قالو إنما تجوز الإستعانة عند الحاجة أما عند عدم الحاجة فلا وبهذا جمعوا بين الأدلة
يقول الإمام الشافعي:"تكره الاستعانة بالكفار إلا عند الحاجة"

الوجه الثاني:من أصول الإستدلال أنه يجب الجمع بين كل الأدلة أما أن يضرب بالنصوص كلها عُرْضَ الحائط دون أن تُنَاقَش ويُتَعَلَّق بحديث واحد لكونه وافق رأيي ليس هذا من الإنصاف في شيء، بل أول ما يُنْظر في التاريخ إذا كان هنالك تعارضا بين النصوص، النص المتأخر ينسخ النص المتقدم وإن لم يتيسر ذلك بُحِثَ في الجمع والتوفيق وإن لم يتيسر الجمع والتوفيق بحث في الترجيح، الترجيح آخر مرحلة.
الوجه الثالث: الأخذ ببعض االنصوص دون النظر إلى غيرها يعتبر من سمات اليهود
قال الله تعالى(أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ)
وقد بينت في الفصل الثالث الأدلة على جواز الإستعانة عند الحاجة.
مع العلم أننا نفرق بين الحاجة والضرورة.

الشبهة الثانية: قولهم أن صدام وجيشه مسلمون ولا يجوز الإستعانة بالكفار على المسلمين

الجواب:
هؤلاء المسلمون إما أنهم بعثيون متلبسون بعقيدة كفرية وإما أنهم بغاة(في أقل تقدير),
أما المتلبسون بالكفر فإن الإستعانة بالكفار لطردهم ليس محرما أصلا لأن هؤلاء لا يقاتلون مقاتلة بغاة للكفر الذي تلبس به قال تعالى(قاتلوا أئئمة الكفر) يعني للكفر الذي يحملونه ولا يلزم من ذلك ان البعثيون كفار فليس كل من وقع في الكفر يصبح كافرا.
ومن الأدلة الدالة على كفر البعث :
1-تقديم القومية على الدين
يقول هذا الحزب ما نصهوالعرب اليوم لا يريدون أن تكون قوميتهم دينية، لأن الدين له مجال آخر، وليس هو الرابط للأمة، بل هو على العكس قد يفرق بين القوم الواحد، وقد يورث حتى ولو لم يكن هناك فروق أساسية بين الأديان نظرة متعصبة وغير واقعية)-
المنهاج الثقافي المركزي: الكتاب الأول، القومية العربية والنظرية القومية ص 22.
إنّ النص هنا لا يشتم الدين بصورة علنية فحسب لكنه يرسمه بصورة كاريكاتورية وكأنه يمارس هواية التشفّي وينفس عن الحقد الذي يحمله ضد الدين.
فالدين في هذا النص مرفوض عربياً وهو اتهام يوجهه كاتبه إلى العرب، وإذا كانت دلالة الفقرة (قوميتهم دينية) تدعو إلى التوقف، حيث يبرز السؤال هل يمكن أن تكون القومية دينية، ومتى كان الدين انتماءً عرقياً حتى تكون قومية العرب دينية؟
وتقديم أي شريعة أو قانون على الإسلام مع تفضيه عليه يعتبر كفرا بالإجماع
قال الإمام ابن كثير في البداية والنهاية (13/119): (من ترك الشرع المحكّم المنـّزل على محمد خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسق وقدمها عليه، ومن فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين).


2-المساواة بين الدين والإلحاد والأنظمة مع الطعن فيهم بالجملة
يقول صاحب الحزب فنفسية التجزئة هي التي تفسر إلى حد بعيد، ليس فوضى الاتجاهات المتنافرة فحسب، بل أيضاً سلبية هذه الاتجاهات وعجزها عن كل بناء، هي نفسية الفرار والعجز، فرار الى التوسع الوهمي كالأممية والشيوعية والدينية)المنهاج الثقافي المركزي لحزب البعث العربي الاشتراكي، الكتاب الأول ص 135.

3-إتهام الدين بالتخلف
ورد في التقرير المركزي للمؤتمر القطري التاسع والمنعقد في بغداد في شهر يونيو من عام 1982م ما يلي : (وأما الظاهرة الدينية في العصر الراهن فإنها ظاهرة سلفية ومتخلفة في النظرة والممارسة)ومن هذا النص يتبين سبب حقد البعثيين على السلفيين بصفة خاصة

4-التوصيات الكفرية
تقول التوصية الرابعة : يعتبر المؤتمر القومي الرابع الرجعية الدينية إحدى المضار الأساسية التي تهدد الانطلاقة التقدمية في المرحلة الحاضرة ولذلك يوصي القيادة القومية بالتركيز في النشاط الثقافي والعمل على علمانية الحزب خاصة في الأقطار التي تشوه فيها الطائفية العمل السياسي .
- التوصية التاسعة تقول : إن أفضل سبيل لتوضيح فكرتنا القومية هو شرح وإبراز مفهومها التقدمي العلماني وتجنب الأسلوب التقليدي الرومنطيقي في عرض الفكرة القومية وعلى ذلك سيكون نضالنا في هذه المرحلة مركزا حول علمانية حركتنا ومضمونها الاشتراكي لاستقطاب قاعدة شعبية لا طائفية من كل فئات الشعب .

-أما لو إفترضنا أنهم من البغاة المسلمين فالمسألة خلافية فإما أن يكون الشيخ مصيب له اجران وإما مخطأ له أجر واحد وفي كلا الحالتين لا يشنع عليه مثلما فعل المتفيقهين والدليل على أن المسألة خلافية ما ورد في كتاب العواقل والقسامة وقتل أهل البغي فقد جاء فيه((هل يستعان على أهل البغي بأهل الحرب ؟ أو بأهل الذمة ؟ أو بأهل بغي آخرين ؟ .
قال أبو محمد رحمه الله : اختلف الناس في هذا , فقالت طائفة : لا يجوز أن يستعان عليهم بحربي , ولا بذمي , ولا بمن يستحل قتالهم , مدبرين - وهذا قول الشافعي رضي الله عنه وقال أصحاب أبي حنيفة : لا بأس بأن يستعان عليهم بأهل الحرب , وبأهل الذمة , وبأمثالهم من أهل البغي , وقد ذكرنا هذا في " كتاب الجهاد " من قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم { إننا لا نستعين بمشرك } وهذا عموم مانع من أن يستعان به في ولاية , أو قتال , أو شيء من الأشياء , إلا ما صح الإجماع على جواز الاستعانة به فيه : كخدمة الدابة , أو الاستئجار , أو قضاء الحاجة , ونحو ذلك مما لا يخرجون فيه عن الصغار .
والمشرك : اسم يقع على الذمي والحربي .
قال أبو محمد رحمه الله : هذا عندنا - ما دام في أهل العدل منعة - فإن أشرفوا على الهلكة واضطروا ولم تكن لهم حيلة , فلا بأس بأن يلجئوا إلى أهل الحرب , وأن يمتنعوا بأهل الذمة , ما أيقنو أنهم في استنصارهم : لا يؤذون مسلما ولا ذميا - في دم أو مال أو حرمة مما لا يحل .
برهان ذلك : قول الله تعالى { وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه } وهذا عموم لكل من اضطر إليه , إلا ما منع منه نص , أو إجماع))اه
وقد جاء في فتوى لعلماء الأزهر ما نصه:
( واستعانة المسلمين بالكفار جائزة في الجهاد للضرورة كضعف المسلمين ولو كان العدو من بغاة المسلمين ) . وبمثل هذا أفتى مفتي مصر في وقته الشيخ حسن مأمون في6 جمادى الأولى عام1386 هـ كما في الفتاوى الإسلامية(34)


قلت(جمال البليدي):وهذا كلام قاطع على أن المسألة خلافية في حكم الإستعانة بالكفار لقتال البغاة فكيف بالبعثيين الذين لا يصح أن نسميهم بغاة مع عدم تكفيرهم إنما نكفر سياستهم التي يسيرون عليها؟!
وقد جاءت أدلة عامة من السنة على جواز الإستعانة بالكفار على كل محتل للأرض والبلد ومن هذه الأدلة ما جاء في كتب السير أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب كتاباً بين المسلمين وبين اليهود وادع فيه اليهود، وعاهدهم، واقرهم على دينهم و أموالهم، واشترط عليهم وشرط لهم، ومما جاء في الكتاب ( ... وأن بينهم النصر على من حارب أهل هـذه الصـحيفة ) . وجاء فيها ( ... وان بيـنهم النصر على من دهم يـثرب (سير ابن هشام 2/119 وما بعدها .
فشرط النبي صلى الله عليه وسلم هو التعاون مع اليهود في قتال من أراد إحتلال يثرب ولم يشترط كون هذا المحتل كافرا أم من أهل البغي .

الشبهة الثالثة: إستدلاله بفتوى للشيخ العلامة ناصر الدين الألباني وإليك الرابط الصوتي للفتوى:




الشبهة الرابعة: قولهم أن صدام لم يحتل السعودية ولم يدخل فلماذا هذه الإستعانة إذن؟



والجواب: عجباً!! يعني عبثاً هكذا اُسْتِقْدِمَتْ هذه القوات كلها، هنا نسأل المعترضين سؤالاً فقهياً إذا كان الإنسان جائعاً وخائفاً على نفسه من الهلاك ومن الجوع وليس لديه إلا الميتة ولحم الخنزير نسأل هؤلاء متى يجوز له شرعا أن يأكل من الخنزير ومن لحم الميتة؟؟ هل عندما يغلب على ظنه الهلاك أو نقول له اصبر حتى يهجم عليك الموت وتكون في وقت الغرغرة عند ذلك تأكل ؟؟وهل ينفع الأكل في وقت الغرغرة؟ وهل ينقذ حياته؟ أو إنما أبيح له الأكل من الميتة لينقذ حياته بإذن الله.
إذا خافت جهة من الجهات من عدوها وغلب على ظنها أن العدو عازم على الهجوم ولدى العدو أسلحة لا توجد مثلها في دول المنطقة، أليس من الواجب ومن الحكمة ومن الكياسة أن تُطْلَبَ أسلحة مماثلة أو أقوى سواء كانت من كافر أو من مسلم واجب؟؟ الجهاد آنذاك كان فرض عين على السعوديين وعلى المقيمين في السعودية وعلى جميع المسلمين فرض كفاية هذا رأي، عملاً بقوله عليه الصلاة والسلام من قتل دون نفسه فهو شهيد ومن قُتل دون ماله فهو شهيد ومن قُتل دون عرضه فهو شهيد) المسلمون عندما يقاتلون افي تلك الحالة إن قُتِلُوا يقتلون دون لنفسهم وأموالهم وأعراضهم وقبلتهم ومسجديهم، حماية للمسجدين وحماية للقبلة الإسلامية، الاستماتة في هذا السبيل جهادٌ في سبيل الله بصرف النظر هل العدو الذي نجاهده مسلم أو كافر، إن كان كافرا فالأمر واضح وإلا فهو ظالم بالإجماع.
رَدُّ الظالم والباغي ورد الصائل واجب عن النفس والمال والأهل.


الشبهة الخامسة:قولهم بأن هذه الفتوى أدت إلى قتل الكثير من العراقيين الأبرياء

والجواب: هذا من الكذب الصريح الذي يدل على جهل هؤلاء بالواقع إ إذ أن الفتوى لم تتعرض لحرب الخليج وبيان ذلك من أوجه:
1-الشيخ ابن باز لم يتطرق في فتواه إلى حرب الخليج ولا إلى حكم الإستعانة بالكفار لطرد المحتل من الكويت بل أفتى بجواز الإستعانة بالكفار حماية لأرض الحرمين من أي هجوم محتمل خاصة بعد تواجد جيوش صدام على الحدود السعودية وشنه للحملة الإعلامية ضد تلك البلاد وهذا نص الفتوى لا بأس في إعادته(« وأماما اضطرت إليه الحكومة السعودية من الأخذ بالأسباب الواقية من الشرّ والاستعانةبقوات متعددة الأجناس من المسلمين وغيرهم للدفاع عن البلاد وحرمات المسلمين وصدّ ماقد يقع من العدوان من رئيس دولة العراق ,فهوإجراءٌ : مسدّد , وموفّق , وجائز شرعاً .وقد صدر من مجلس هيئة كبار العلماء - وأناواحد منهم - بيان بتأييد ما اتخذته الحكومة السعودية في ذلك ، وأنها قد أصابت فيمافعلته . . . » انتهى.
2- القوات التي إستعانت بها السعودية للدفاع عن الحرمين غير القوات التي هجمت على العراق ردا على صدام (وإن كانا كليهما أمريكيان) فالاولى كانت بالفتوى والثانية كانت بأمر من مجلس الأمن فقد جاء في موسوعة ويكيبيديا ما نصه( في خضم هذه التحشدات العسكرية صدرت سلسلة من قرارات لمجلس الأمن والجامعة العربية وكانت أهمها القرار رقم 678 من مجلس الأمن والذي أصدره في 29 نوفمبر 1990 والذي أعطى فيه 15 يناير 1991 موعدا نهائيا للعراق لسحب قواتها من الكويت وإلا فإن قوات الإئتلاف سوف "تستعمل كل الوسائل الضرورية لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 660.)
وجاء أيضا(في مطلع فجر 16 يناير 1991 أي بعد يوم واحد من انتهاء المهلة النهائية التي منحها مجلس الأمن للعراق لسحب قواته من الكويت شنت طائرات قوات الإئتلاف حملة جوية مكثفة وواسعة النطاق شملت العراق كله من الشمال إلى الجنوب وبمعدل 1000 غارة جوية في اليوم. في 17 يناير 1991 قام الرئيس صدام حسين بإصدار بيان من على شبكة الإذاعة العراقية معلنا فيها أن "أم المعارك قد بدأت".).

قلت: من هذين الوجهين يتبين أن العلامة ابن باز براء مما حدث(هذا إن صح الخبر) في العراق ولكن القوم أشربوا في قلوبهم الحقد على علماء أهل الحديث والأثر (ومن علامات أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر).

الشبهة السادسة:قولهم بأن الأمريكان دخلوا الأراضي السعودية فقط من أجل النفط

والجواب: لا يشك أحد أن الكفار من أعداء الإسلام ولا يحبون لهم الخير ومنه لا يمكن أن ننكر أن أمريكا دخلت من أجل مصالحها الدنيوية ولكن هذا لا يمنع من تبادل المصالح بين المسلمين والكفار إذا كانت مصلحة المسلمين راجحة فحماية الأرض والأنفس والحرمين الشريفين مقدم على حطام الددنيا فكوننا نتنازل عن شيء من حطام الدنيا بسبب الدفاع عن الأنفس والأموال والحرمين الشريفين لهو عين المصلحة ولا يضر ذلك في شيء فقد تنازل نبينا عليه الصلاة والسلام الدخول إلى مكة لقريش وقبل شروطهم التي ترضيهم فإرضاء الكفار في مصلحة تعود للمسلمين ليس عيبا.

الشبهة السابعة: قولهم بأن العلامة ابن باز تناقض فقد حرم الإستعانة بالروس على جمال عبد الناصر حتى للضرورة ولم يحرمها على السعودية.

والجواب:
1-هذا من الكذب الصريح فلا يوجد فتوى بخصوص تحريم الإستعانة بالروس لا في كتبه ولا في أشرطته ولا حتى في منامه وكل تلامذة الشيخ يعلمون هذا ولكن القوم لا يستحيون من الكذب فقد إعتمدوا على قول أحد المجاهيل الحاقدين على أهل السنة وعلمائهم في هذا ولم يأتونا لا بمقطع صوتي ولا بفتوى خطية ولكن كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية(وأما أهل الأهواء ونحوهم فيتعمدون على نقل ما لا يعرف له قائلا أصلا ولا ثقة ولا معتمدا واهون شيء عندهم الكذب المختلق وأعلم من فيهم لا يرجع فيما نقله إلى عمدة بل إلى سماعات الجاهلين والكذابين وروايات أهل الإفك المبين").
2-سلمنا لكم جدلا أن هذا صحيح إلا أن ذلك لا حجة لكم فيه لعدة أسباب:
أولا: الروس كانوا في ذاك الزمن محتلين للمسلمين في عدة دول بخلاف الأمريكان ومنه الوضع يختلف فالروس محتلين محاربين بخلاف الأمريكان فإنهم كانوا معاهدين
ثانيا: الروس ليسو من أهل الذمة بل هم ملاحدة يجب قتلهم دون إعطاء الجزية فإما الإسلام وإما القتل وأهل العلم قديما لم يتطرقوا إلى الإستعانة بالملاحدة إنما تطرقوا فقط لأهل الذمة كما تقدم بيانه أعلاه .
ثالثا: هناك فرق بين الضرورتين فالضرورة الأولى هي هلاك الحرمين والأنفس بخلاف الثانية فهي عبارة عن ترميم قناة سويس ومنه فالقياس فاسد وأكذوبتهم هذه لم تنجح لكثرة الجهل المتسلط عليهم .

3-حتى لو إفترضا جدلا أن هناك تناقض فإن هذا التناقض ليس مذموم مادام ان المسألة خلافية فالشيخ لم يخرج عن أراء أهل العلم في هذا.

الشبهة الثامنة:قولهم بأن السعودية نفسها دعمت صدام ضد إيران ومنه فإن الفتوى باطلة.

الجواب: هذا الكلام يدل على جهل وسذاجة عقل قائله لأن كون السعودية أو غيرها أعانت صدام سواء ألف سنة أو أكثر فإن هذا لا يلزم منه عدم جواز الإستعانة ضده إذا أصبح يهدد خطرا على الحرمين فالصديق قد يتحول إلى عدو ومعاملته عندما كان صديقا يختلف عن معاملته إذا أصبح عدوا فمابال القوم لا يعقلون ثم مادخلنا نحن في هذا وما دخل الفتوى أصلا؟!
ألا قاتل الله الجهل والهوى

الشبهة التاسعة:قولهم بأن الفتوى كان بسبب ضغط الحكام.

الجواب : هذا الكلام باطل من وجهين:
الوجه الأول: إن الفتوى موافقة تماما للأدلة الشرعية وللشيخ رحمه الله سلف فيها ومادام أن الفتوى موافقة للشرع فلا يمكن أن يقال أنها بسبب ضغط لأن موافقة الشرع تسقط هذا الإتهام
الوجه الثاني: كون الفتوى قد ترضي الحكام فإن هذا لا يلزم منه أنها باطلة إذا كانت موافقة للدليل فإرضاء الكفار فضلا عن الحكام المسلمين في مصلحة تعود للمسلمين سنة نبوية ثابتة كما في صلح الحديبية.

الشبهة العاشرة: إستدلالهم بكلام التكفيري بن لادن الذي فيه ان العثيمين صرح له بأن الفتوى كانت بسبب طلب الحكومة.


الجواب:
1-ابن لادن ليس مرجع علمي لأن الكذب يكثر عند أهل الأهواء وبن لادن منهم كما هو معلوم إلا عند من أعمى الله بصيرتهم.
2--وهل كون السلطة طلبت منهم الفتاوى ييلزم منه أن العلماء أفتوا مخالفين للدليل مع أننا قد قدمنا الكثير من الأدلة؟!
2-وما يدل على كذب ابن لادن هو أن الشيخ العثيمين قد أفتى بجواز الإستعانة بالكفار قبل حرب الخليج وبعيدا عن الحكومة أصلا
قال الإمام ابن عثيمين - رحمه الله - عن الكفار ( الباب المفتوح 3/20 ، لقاء 46 ، سؤال 1140 ) :
« . . . وأما الاستعانة بهم فهذا يرجع إلى المصلحة ؛ إن كان في ذلك مصلحة : فلا بأس ؛ بشرط أن نخافمن شرّهم وغائلتهم وألاّ يخدعونا . وإن لم يكن في ذلك مصلحة فلا يجوز الاستعانة بهم ؛ لأنهم لا خير فيهم » انتهى .
ومنه فإن رأي الشيخ الذي هو الجواز قديم وقد يكون بن لادن أنذاك لم يبلغ الحلم أصلا.


فتدبر أيها المنصف كلام الطائفتين، واحكم بالحق بين الفريقين يظهر لك أن ما يتمسك بها الحزبيون من شبهات شنيعة كسراب بقيعة.

بارك الله للاخ جمال












رد مع اقتباس
قديم 2012-05-03, 13:57   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
التوحيد الخالص
عضو محترف
 
الصورة الرمزية التوحيد الخالص
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-03, 15:04   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ينابيع الصفاء
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمانة السلفية مشاهدة المشاركة
مسألة علماء السلاطين ولم يبتلو ويسجنوا من الحكام ..لكن المصيبة يأخذون منهم ما يوافق تطلعاتهم ويتركون البعض


الوجه الأول: إن هذه التهمة مخالفة للواقع مخالفة صارخة ففي الكثير من البلدان نجد أن أغلب محاضرات السلفيين ممنوعة بل ونجد بعض كتبهم تمنع من البيع ككتب شيخ الإسلام ابن تيمية بل ونجد الجرائد الرسمية التابعة للحكومة تسب السلفيين وتتهمهم بل وتحرض الرأي العام ضدهم فهل بعد هذا يقال عن علمائنا أنهم علماء سلطان؟.
من الذي سجن الإمام أحمد أليس حاكم زمانه رغم أن الإمام أحمد كان يقول بطاعته وعدم الخروج عليه.
من الذي سجن الإمام ابن سيرين أليس حاكم زمانه ومع هذا لما قال له السجان: إذا كان الليل فاذهب إلى أهلك ، فإذا أصبحت فتعال . فقال ابن سيرين: لا والله ، لا أعينك على خيانة السلطان . ( تاريخ بغداد ( 5/334) ) .
من الذي سجن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أليس حاكم زمانه ومع هذا لا تجد في كتبه إلا إيجاب السمع والطاعة-في المعروف- لهؤلاء الحكام؟
ومن الذي سجن الإمام الألباني رحمه الله أليس حاكم سوريا؟.
ومن الذي يمنع دروس السلفيين وكتبهم في المعارض عندنا في الجزائر أليس حاكم الجزائر هداه الله ؟
أفبعد كل هذا يأتي من يأتي ويزعم أن الحكام يرضون بالسلفية وأن علمائنا علماء سلطان.
الوجه الثاني: أن هذا المنهج الإسلامي في التعامل مع الحكام ظهر يوم البعثة قبل ظهور الحكام أصلا
قال عليه الصلاة والسلام(((( إنه ستكون بعدي أثرة وأمور تكرهونها )).
قالوا : يا رسول الله ! فما تأمرنا ؟
قال : تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم )) .

معنى قوله : (( أثرة )) هي : الإنفراد بالشيء عمن له فيه حق.
وقوله أمور تنكرونها : يعني : من أمور الدين.
وقد أرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الحالة – وهي استئثار الأمراء بالأموال وإظهارهم للمخالفات الشرعية ... – إلي المسلك السليم والمعاملة الحسنة التي يبرا صاحبها من الوقوع في الإثم، وهي إعطاء الأمراء الحق الذي كتب لهم علينا ،من الانقياد لهم وعدم الخروج عليهم.
وسؤال الله الحق الذي لنا في بيت المال بتسخير قلوبهم لأدائه أو بتعويضنا عنه.
قال النووي (227) – رحمه الله تعالي – على هذا الحديث :
(( فيه الحث على السمع والطاعة وإن كان المتولي ظالماً عسوفاً، فيعطي حقه من الطاعة، ولا يخرج عليه، ولا يخلع، بل يتضرع إلي الله – تعالي – في كشف أذاه، ودفع شره، وإصلاحه )) انتهى.
وقال ابن علان : (( فيه الصبر على المقدور والرضي بالقضاء حلوه ومره والتسليم لمراد الرب العليم الحكيم )) (228) ا هـ.

الوجه الثالث:
قد أبانت الأيام والأحداث المتتالية من هو الذي يفتي للأنظمة مخالفا للكتاب والسنة بما يريده ويهواه
أليس هو:
◄من أفتى بالديمقراطية للأنظمة وأنها من الدين وأنها شورى !!
◄من أفتى للأنظمة بالحزبية والتعددية وأنها جائزة في شرعنا!!
◄من أفتى للأنظمة بجواز الانتخابات والبرلمانات !!
◄من أفتى للأنظمة بجواز خروج المرأة للعمل والاختلاط في المدارس والجامعات وتجنيد المرأة!!
◄من أفتى للأنظمة بجواز المظاهرات والاعتصامات والإضرابات!!
◄من أفتى للأنظمة بالبنوك الربوية!!
◄من أفتى للأنظمة بجواز الوقوف للنشيد الوطني !!
من أفتى للأنظمة بكثير من المحرمات!!هل هم السلفيون اي علماء السلطان .......
أما أهل السنة فهم ممن يحاربون ذلك ويحرمون ذلك وينصحون السلطان بترك ذلك ويطيعون السلطان في طاعة الله ورسوله ن امتثالًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
«لاَ طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي المَعْرُوفِ» رواه البخاري(2757)ومسلم(1840)
وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ ن، قَالَ: «السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ حَقٌّ مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِالْمَعْصِيَةِ، فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ» رواه البخاري(2955) وهذا لفظ البخاري ومسلم(1939)
واسمع إلى إمام الدعوة السلفية في زمنه مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله وهو يحذر من زمن طويل مما تعملونه لتعرف منهم علماء السلطان:
قال رحمه الله(((الواقع أن التمثيليات و المظاهرات وكثير من الأشياء العصرية جاءتنا من أعداء الإسلام))اهـ[ قمع المعاند394]
وقال رحمه الله جوابا على سؤال : (ما حكم هذه المظاهرات في الإسلام هل لها أصل شرعي أم أنها بدعة اقتبسها المسلمون من أعداء الإسلام؟))
لا، هي بدعة ،وقد تكلمنا على هذا في مقدمة الإلحاد الخميني في أرض الحرمين وذكرنا أن الآيات القرآنية تدل على أن التظاهر يكون على الشر. وهناك آية وهي قوله تعالى(( وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ [التحريم: ٤].هي نعرة جاهلية اقتدى المسلمون بأعداء الإسلام وصدق رسول الله ن إذ يقول لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلت جحر ضب لدخلتموه وإنني أحمد الله ـ فما تجد من سنيا يحمل لواء هذه المظاهرات ولا يدعوا إلى هذه المظاهرات إلا الهمج الرعاء وماذا يستفيد المجتمع... اهـ[غارة الأشرطة2/451].
وقال رحمه الله: ((أولئك العميان لو قالوا : مظاهرات لقال المقلد :مظاهرة ، قالوا له :انتخابات يقول انتخابات ،إذا لم تحصل انتخابات سيذوب الإسلام، وإذا لم تخرج مظاهرة فالإسلام لا تبقى له بقية ، فيصورون القضية التي تكون مخالفة للكتاب والسنة على أنها هي الإسلام. وخرج صاحبنا المسكين بلحيته في المظاهرات إلى أين ؟إلى مجلس النواب تقوم الفتاة تخطب على رءوسهم وهو (يدقدق)بالسبحة سبحان الله سبحان الله يهز رأسهاهـ[فضائح ونصائح117].
وقال رحمه الله: ((على أننا ندعو إلى المفاهمة في حدود كتاب الله وسنة رسول الله ن ولسنا نتشوق ،ولسنا نفرح بالحرب ؛لأن الرسول ن يقول «أَيُّهَا النَّاسُ، لاَ تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، وَسَلُوا الله العَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا [ رواه البخاري(1600)ومسلم(742) عن عبد الله بن أبي.

الوجه الرابع:
كون الحكام يرضون بشيء من السلفية لما فيها من تطبيق الشرع في مسألة طاعة الحكام وعدم الخروج عليهم فهل هذا منقصة للسلفية؟ لا والله فالسلفيون لم يقولوا بطاعة الحكام _في غير المعصية_ تزلفا لهم بل طاعة لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فلا يلامون إن استغل بعض الحكام فتاويهم لأن إرضاء الحاكم بل حتى الكافر-في الظاهر- لمصلحة تعود للمسلمين إنما هي سنة نبوية شريفة فنبينا عليه الصلاة والسلام قد رضي بشروط الكفار يوم صلح الحديبية رغم ما في ظاهرها من ظلم حتى قال عمر بن الخطاب يا رسول الله ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى قال: فلم نعطى الدنية فى ديننا فظن أن هذا خذلان ولكن الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ما فى شك أنه أفقه من عمر وأن الله تعالى أذن له فى ذلك وقال: «إنى رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري» رواه البخاري. فأين أنتم من هذا السيرة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم هل ستقولون أن هذا العهد الذي كان بين محمد صلى الله عليه وسلم وبين الكافر إنبطاحا وخذلانا و أن الكفار يرضون به؟!!!!.


و ترك مصير هاته الشعوب المغلوبة على امرها بعيدة عن النفوذ و تحت رحمة من يحكمونها و تحت مزاجهم ان اعطوها ففضلا منهم و ان سحقوها فلا احد يحاسبهم !!هذا كذب وافتراء منك يدل إما على حقدك الدفين ضد دعوة محمد صلى الله عليه وسلم أو جهلك بها لأن أهل السنة السلفيون يرون أن إصلاح حال الشعوب هو الأساس الذي تنبني عليه دعوتهم لهذا تجدهم:
يسخرون طاقتهم في تعليم الناس كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم على فهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين واتباعهم ممن ترسم خطاهم.
يعلمونهم العقيدة الصحيحة السالمة من لوثات الشرك بنوعيه والبدع بأنواعها.
يعلمونهم ما يجب إعتقاده في أسماء الله وصفاته على الوجه اللائق به تعالى
يعلمونهم السنة الصحيحة في العبادات والمعاملات والسلوكيات والأخلاق.
يحذرونهم من البدع سواء أكانت قولية إعتقادية أم فعلية عملية.
ويحذرونهم من المعاصي كبيرها وصغيرها.

أفليس هذا هو عين الإهتمام بأحوال الشعوب؟ !!وهذا إن تحقق فيستتب الأمن والأمان في أرجاء المعمورة مصداقا لقوله تعالى « وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ » الأعراف96
قال النبي صلى الله عليه وسلم (( إذا تبايعتم بالعينة، ورضيتهم بالزرع، واتبعتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم)) رواه أحمد وأبو داود وهو حسنٌ.


لهذا إذا أردنا أن يغير الله عز وجل أحوال الشعوب من الذل والمهانة إلى العز والكرامة ومن التعاسة والشقاوة إلى الراحة والسعادة ومن الفقر والجوع إلى الغنى والشبع ومن الأسوأ إلى الأحسن، فعلينا بالتوبة إلى الله تعالى من سائر الذنوب والمعاصي، فالذنوب والمعاصي لها أثر كبير في تغير الأحوال من حال إلى حال ،فالذلة والمهانة تكون بسبب الذنوب والمعاصي ٠
كما قال الله تعالى ( وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
)يونس ( ٢٧ ) وقال سبحانه وتعالى (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ )والآيات في ذلك كثيرة ٠
وكما قال عليه الصلاة والسلام (وجعل الذل والصغار على من خالف أمري) رواه أحمد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ٠

والفقر والجوع والمعيشة الضنكا تكون كذلك أيضاً بسبب الذنوب والمعاصي والإعراض عن ذكرالله وعن دينه وشرعه والكفر بنعمه كما قال تعالى ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (طه( ١٢٤
فالمصائب التي تحل بنا من فقر وجوع وتشرد وضياع وجور السلطان علينا ونحو ذلك قد بين اللهمن هو السبب في ذلك فقال تعالى({وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ } الشورى( ٣٠
وقال تعالى({{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } الروم ( ٤١
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (ولا نقص قوم المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين، وشدة المؤنة، وجور السلطان عليهم )) رواه ابن ماجة بسند ضعيف لكنه قد ثبت عند البزار والحاكم
( والطبراني والبيهقي بإسناد حسن عن عبد الله بن عمر رض الله عنهما
---------------

الاحزاب و الجماعات و التقسيمات المختلفة ....كلها تؤدي الى توعية حتمية للشعوب ..و الى تدافع و تجاذب ...تخدم البلد و تتجه بالامة و الوطن بل و تعطي حتى للدين حجمه الحقيقي ..ان كان صحيحا او كان خاطئا بل الأحزاب والتقسيمات لا تزيد الأمة إلا ذنا وهوانا لأنها تفرق المسلمين ولأنه مخالفة للإسلام فلا حزبية في الإسلام

جزاك الله خيرا على جمع معلومات متفرقة في موضوع واحد.
أحيانا يجب التفريق بين السياسة و الدين فالملوك و الحكام غالبا ما يرون مصلحتهم فقط و يأخذون من الدين ما يحفظ ملكهم خشية زواله فكل تعاليم سلفية أو غيرها إن لم توافق تطلعاته فهو لن يطبقها حتى لو كانت من تعاليم الدين الإسلامي..و لكن لم هناك إزدواجية للمعايير عند بعض العلماء حيث يقولون القول ثم ينقضونه أنفسهم في موضع آخر و أحيانا ممن يسمون كبار علماء و مفتيين ممالك...و لكن الملك الكذاب سيكون مصيره عند الله و نترك الله يتكفل به.









رد مع اقتباس
قديم 2012-05-03, 15:49   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

النسخ واللصق

هناك نقل للفائدة ولكن مع ذكر اسم المصدر او على الاقل الكتابة في اسفل الموضوع انه منقول وذلك للأمانة.

اقوال العلماء ننقلها كما هيا لا نتقول عليهم بل ناتي كذلك بالدليل والحجة من مصادر موثوقة هناك مسائل فقهية او غيرها تغيب عن الكثير
هل من الخطأ أن تقوم العضوة أو عضو التي ترى او يرى رأيا يخالف الشرع وتريد أن تنكره او ينكره كما أمرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بالاستدلال بأقوال العلماء الفطاحل أمثال أحمد بن حنبل وابن تيمية مرورا بشيخينا الفاضلين ابن عثيمين وابن بازوغيرهم رحمهم الله أمواتهم وحفظ أحياءهم أم تفتي هي وكأنها وكانه منهم ؟!!
أردت أن أسئلكن بعد أن رأيت استهزاء بعض العضوات ممن تفعل ذلك وكأننا نسخنا كلمة من أي شخص عادي لا كلاما منزل من لدن عزيز حكيم ولا كلاما من رسولنا عليه أفضل الصلاة والتسليم وهو الذي يقول فيه تعالى(وما ينطق عن الهوى .إن هو إلا وحي يوحى)) ولا كلام علماء أفتوا الا بعد علم ودراسة وحكمة وبحث وتقصي ونحن نعلم أننا لن نبلغ مبلغ علمهم وهم الذين يقول فيهم الحق سبحانه (إنما يخشى الله من عباده العلماء)) وكذلك لا يكون النقل إلا للفائدة والامانة العلمية من أفواه العلماء بالسند والدليل والحجة والمصدر واسم الشريط وعنوانه كما اسم الكتاب وعنوانه كما اسم العالم ومكانته وكذلك إن كان لاخ أو لاخت من منتدى آخر أنت مسجل فيه وللفائدة بشرط ان تقول انه منقول
لكن نسخ ولصق هوى الانسان آرائه لا يسمى علما ولا نقلا بل كلاما من نفسه جزافا لا يستدل عليه .............

قال تعالى ........(إنما يخشى الله من عباده العلماء) أي أن العلماء الذين عرفوا الحق وأمنوا به وعملوا به هم من يخشى الله تعالى ويخافون عقابه ويرجون ثوابه ............. أما عامة الناس فليسوا مأمورين أن يجتهدوا لأنفسهم بين نصوص الكتاب والسنة بل هم مأمورون بسؤال أهل الذكر من العلماء الذين بدورهم يردوا سؤالهم إلى الله - عز وجل - وإلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبالتالى يكون رد عامة الناس إلى العلماء الثقات هو رد إلى الله - عز وجل - وإلى رسوله- صلى الله عليه وسلم - والله أعلم
اعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم.
جمعته من اجل الفائدة عل الله ينفعنا واياك به وكل من اثرى الموضوع من قريب او بعيد وان يجعل مثوانا الجنة










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-03, 15:56   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الرد على المخالف

هل تشترط النصيحة قبل الرد على المخالف

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه المُذكرة ليست في وجوب الرد على المخالف ! ، أو متى تباح الغيبة الجائزة ! ، أو الفرق بين النصيحة والغيبة !! ، إنما في قضية معينة واحدة فقط وهي ( النصيحة للمخالف ) .. فهل تشترط قبل الرد ؟! ، وهل تكون سراً أم علناً ؟! ، لهذا جمعت ما تيسر من أقوال أهل العلم حول هذا الأمر في أمل التعمق فيها أكثر مستقبلاً ، والذي ستدركه لاحقا أخي القارئ أن النصيحة قبل الرد على المخالف لا تشترط خاصَّة إذا أعلن المخالف بمخالفته مع مراعاة ما يلي : التفريق بين السنّي وغير السنّي ، بين الداعية وغير الداعية ، بين الذي تَعلَم منه قبول النصح والذي لا يقبل النصح ، هذا ستة حالات استخلصتها مما سيأتي نقله لاحقا ، فيجب أن يُتنبّـه إليها ، وإن كان هناك استدراكات فلا تبخلوا بها علينا ، والله من وراء القصد .


** الإمام المجدد العلامة عبد العزيز بن باز

سُئِلَ -رحمه الله- ما يلي :
سؤال : متى -حفظكم الله- تكون النصيحة سراً ومتى تكون علناً ؟ .
الجواب : يعمل الناصح بما هو الأصلح ، إذا رأى أنها سراً أنفع نَصَحَ سراً ، إذا رأى أنها في العلن أنفع فعل لكن إذا كان الذنب سراً لا تكون النصيحة إلا سراً ، إذا كان يعلم من أخيه ذنباً سراً ينصحه سراً لا يفضحه ، ينصحه بينه وبينه ، أما إذا كان الذنب معلناً يراه الناس مثلاً في المجلس قام واحد بشرب الخمر ينكر عليه أو قام واحد يدعوا إلى شرب الخمر وهو حاضر أو إلى الربا يقول يا أخي لا يجوز هذا ، أما ذنب تعلمه من أخيك تعلم أن أخاك يشرب الخمر أو تعلم أنه يتعاطى الربا تنصحه بينك وبينه سراً تقول يا أخي بلغني كذا .. تنصحه ، أما إذا فعل المنكر علانية في المجلس وأنت تشاهد المنكر أو شاهده الناس تنكر عليه ، إذا سَكتَّ معناه أنك أقرَّيت الباطل ، فإذا كُنَّا في مجلس ظهر فيه شرب الخمر تنكره إن استطعت ، وكذلك ظهر فيه منكر آخر من الغيبة تقول يا إخواني ترى ما تجوز الغيبة أو ما أشبهه من المعاصي الظاهرة ، إذا كان عندك علم تنكرها لأن هذا منكر ظاهر لا تسكت عليه من باب إظهار الحق والدعوة إلية .(1) اهـ


** الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني

سُئِل -رحمه الله- ما نصّه :
ِسؤال : يتفرَّع عن هذا(2) قول بعضهم أو اشتراط بعضهم بمعنى أصّح أنه في حالة الردود لابد قبل أن يُطبع الرّد إيصال نسخة إلى المردود عليه حتى ينظر فيها ، ويقول إن هذا من منهج السلف ؟.
الجواب : هذا ليس شرطـاً ، لكن إن تيسّر وكان يُرجى من هذا الأسلوب التقارب بدون تشهير القضية بين الناس فهذا لا شك أنه أمر جيّد ، أما أولاً أن نجعله شرطاً ، وثانياً أن نجعله شرطاً عاماً فهذا ليس من الحكمة في شيء إطلاقاً ، والناس كما تعلمون جميعاً معادن كمعادن الذهب والفضَّة ، فمن عرفت منه أنه معنا على الخط وعلى المنهج وأنه يتقبّل النصيحة فكتبت إليه دون أن تُشهّر بخطئه على الأقل في وجهة نظرك أنت فهذا جيّد ، لكن هذا ليس شرطاً ، وحتى ولو كان شرطاً ليس أمراً مستطاعاً ، من أين تحصل على عنوانه ؟! ، وعلى مراسلته ؟! ، ثم هل يأتيك الجواب منه أو لا يأتيك ؟! ، هذه أمور ظنية تماماً ..... هذا الشرط تحقيقه صعب جداً ولذلك المسألة لا تُأخذ شرطاً .(3) اهـ


** الإمام المجتهد محمد بن صالح العثيمين


قال -رحمه الله- مجتهداً في هذا الأمر ما نصّه :
الواجب التثبت أولا ، ثم يتم مناقشة من نُقِلَ عنه الخبر أو الفكر ، فإن أصَّر على الباطل فإنه يُكشَف ويُـبيّن حتى لا يغتّر الناس به ، فالواجب التثبت أولا ثم المناقشة الثانية بين الإنسان وبين من نُقِلَ عنه هذا الخبر ثم بعدها بيان الحق إن أصّر على ما هو عليه من باطل وبيان الحق من الباطل .(4) اهـ


** الشيخ العلامة أحمد بن يحي النجمي


سُئِلَ -حفظه الله تعالى- ما نصّه :
سؤال : ما دورنا نحن طلبة العلم ؛ تجاه إخواننا من الشباب ؛ الذين ابتدءوا السير مع الأحزاب ؛ التي أشرت إليها في بعض كتبك , ودروسك المكتوبة منها , والمسموعة , وهل لكم من توجيه سديد ؛ حول هذا الموضوع , الذي هو جدير بالعناية والاهتمام , وجزاكم الله خير ؟ .
الجواب : أقول : دور طلاب العلم أصحاب المنهج السلفي ؛ دورهم في هذا الباب ؛ ينبغي أن يكون عظيماً . وينبغي أن يكون جهدهم كبيراً ؛ تارةً بالدعوة إلى الله , وإلى سبيله , وإلى المنهج الحق الذي هو منهج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تارةً يكون بيان الأخطاء ؛ التي ارتكبت من أصحاب المناهج الجديدة وإما أن يكون ذلك ؛ بالتأليف , وإما أن يكون بالكلمات الطيّبة , والمناصحة السرّية أو العلنية ، كل ذلك ينبغي أن يُفعل لعلّ الله عز وجل أن ينقذ منهم من ينقذ وأن يُوَّفِق للرجوع منهم من يُوَّفق , ثم نحن إذا عَمَلنَا الأسباب نكون قد أبرأنا ذمتنا من هؤلاء الهالكين ....... فيجب على طلاب العلم أصحاب المعرفة الذين عرفوا المنهج السلفي وعرفوا المناهج الأخرى ؛ يجب عليهم أن يـبيّنُوا لغيرهم وأن يقولوا , وأن يتكلّموا وأن يُلقوا الخطب , وأن يُوَّضِحُوا في كل مقام , وفي كل مناسبة الحق ؛ الذي يجب أن يتبع والباطل الذي يجب أن يترك ويجتنب ؛ أما الذين سكتوا عن بيان الحق للناس فإنهم لا يُعذرون بسكوتهم , ولو قالوا : نحن لسنا معهم , فإنهم لا يُعذرون ؛ حتى ولو قالوا : نحن لسنا مع أهل هذه الأحزاب الضَّالة عن طريق الحق ؛ إلا أن ينكروا ما هم عليه من الضلال .(5) اهـ


** الشيخ العلامة عبيد بن عبد الله الجابري


سُئِلَ -حفظه الله- ما يلي :
سؤال : متى تكون النصيحة سراً ، ومتى تكون علانية ؟
الجواب : أولاً : المسلم مأمور أن يأمر بالمعروف وأن ينهى عن المنكر ، بالحكمة والموعظة الحسنة وباللين والرفق ما دام الرفق ينفع ؛ ويؤدي الغرض ، ويوصل الحق إلى طالب الحق .
ثانيا : صاحب المخالفة ؛ قد تكون مخالفته في نفسه ، وقد تكون مخالفته عامة ، يعني أنه يدعو إلى ما يراه من المخالفة .
فالأول : يُنصح في نفسه ويُـبيَّن له خطأه سرّاً .
والثاني : يرد خطأه بالدليل ، فإن ظهر منه بعد ذلك الإصرار والعناد ؛ فإنه يُعامَل بِما يستحقه ، وقد قدّمت آنفاً أن أهل السنَّة ينظرون إلى المخالفة والمخالف ، فليرجع إلى ذلك .(6) اهـ

والكلام الذي أشار إليه الشيخ -حفظه الله- كالتالي :
سؤال : كيف السبيل إلى اتحاد كلمة السلفيين ، ورأب الصدع بينهم ؟ .
الـجواب : ....... والواجب على السنّي أن يَحفظ كرامة السنّي ، الواجب على السلفي أن يصون السلفي ، وأن يرعى كرامته ، كما أنه لا يتابعه على زلته إذا زلت به القدم ، فأهل السنَّة ينظرون إلى المخالفة كما ينظرون إلى المخالف .
فالمخالفة يردونها ولا يقبلونها ، لأنه قد يُخالف السلفي ما عند السلفي الآخر ؛ قد يُخطئ ؛ فالسلفي بَشر كغيره من سائر البشر .
ثم ينظر أهل السنَّة كذلك إلى المخالف ، فإن كان المخالف على السنَّة مُؤصلٌ عليها مَعرُوفٌ بالسير عليها ، فإنه لا يُتابع على زلّته وتُحفظ كرامته ، وإن كان من أهل البدع ، فلا كرامة له عندهم .
ومن هنا نقول : على السلفيين ؛ على أهل السنَّة أن يوّسعوا صدورهم لبعضهم ، وأن يتناقشوا فيما حدث بينهم من خلافات ، وأن يعرضوا ما عندهم مما هو مُختلفٌ فيه بينهم على من هو أقدر منهم من أهل العلم من الذين هم على السنَّة ، بهذا تزول الخلافات وتجتمع الكلمة ، ويتحد الصف ويتماسكون -إن شاء الله تعالى- .(7) اهـ

وقال -حفظه الله- ما نصّه :
فنحن لا نقبل الخطأ ، ونبرّر لـه بأن هذا سَلَفي ، الخطأ يُرَّد رداً علماً .
إن أمكن مناصحة أخينا هذا السلفي بأن قوله في المسألة الفلانية خطأ هذا جميل ، وإذا لم يُمكن بُيِّن بالدليل بأنه خالف في كذا لكن لا يُتعَامل مع السلفي مثل ما يتعامل مع أهل البدع ، يُشنع عليه ! ، السلفي لا يُشنَّع عليه ، ولا يُحذَّر منه ، ولا يُشَّد عليه شّدة تُضيّع كل جهوده وآثاره السلفية المباركة ، فهذا في الحقيقة إفراط ، وحيف -يعني ظلم- غير مقبول .(8) اهـ


** الشيخ العلامة زيد بن هادي المدخلي

قال -حفظه الله تعالى- ما نصّه :
أهل العلم لا يحابون أبداً ، هم أهل النصيحة لأهل الخطأ .(9) اهـ

وقال أيضاً ما يُـبيّن أن النصيحة مُحدَّدة بالشرع فلا تَقبل التغيير إلا لمن اجتهد وهو أهل لذلك فمعفو عنه :
... فـإنه سيتبيَّن لكم -إن شاء الله- أن الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكيفية إسداء النصيحة كلها قد حددت معالمها النصوص القرآنية والنصوص النبوية ، فمن خالف مدلولات نصوصها فقد أصيب بداء الانحراف عن سنن الحق في هذه الأبواب وخير له الرجوع عن الاستمرار في هذا الداء وأزكى وأفضل .(10) اهـ

وقال أيضاً ما يُوجب النصيحة لعامة للمسلمين :
من قواعد الدعوة السلفية الراسخة ، ومزاياها الرفيعة الثابتة ..... وجوب بذل النصح ممن يحسنه للمسلمين والمسلمات إذ أن ذلك من أعظم الفرائض وأزكى القُربات بشرط أن يكون الناصح متحليا بالعلم والحلم والصدق والإخلاص ، وكيف لا تكون هذه المنزلة الرفيعة للنصيحة ، وقد قال النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- : (( الدين النصيحة )) الحديث .(11) اهـ


** الإمام المحدث ربيع بن هادي المدخلي


سئل -حفظه الله- ما نصّه :
سؤال : هل النصيحة واجبة لمن انتشر خطئه قبل الكلام عليه والرد على أخطائه وأنه لا يُرَّد على خطئه حتى يُنصح ؟ .
الجواب : إذا انتشر خطئه فلا علاج له إلا أن يُعالج علانية ، إذا أعلن خطئه فأنت لابد أن تبيّن للناس الحق ، لأن الناس سيقعون في حبائل الشيطان وسيركضون وراء هذا الخطر لا سيما إذا كان من العالم ، فبيّن بالحجّة البرهان خطئه ، بشرط أن يكون قصدك وجه الله وقصدك النصيحة لا التشهير وأطلب منه التراجع ، ومع ذلك نحن نُجبَر على المناصحة حتى لا يتخذ من وقع في الخطأ من ذلك سبيلا أو يدفعه الشيطان إلى العناد والمكابرة ، فلا نحاربه بل نسايسه ونُقدّم له النصيحة ، ولقد سايست عبد الرحمن عبد الخالق سنين طويلة وكان الناصحون يطلبون مني أن أرد عليه فأرفض سنوات طويلة وكنت أناصحه سرا وهو ما شاء الله ينقد بأدب ولكنه ماضٍ في سبيله لأنه رسم لنفسه الرايـة لابد أن يُحقّقها وبعد أن كَثُرَ الفساد واستفحل وضَّل بفكره كثير من الناس و....( ) به منكر كبير اضطررنا بعد ذلك إلى البيان ، وعدنان سكتنا عنه طويلا ، والمغراوي سكتنا عنه طويلا ، وأبو الحسن سكتنا عنه طويلا ، والآن تعاني اليمن من هذا السكوت تعاني منه الأمرّين ، فنحن ....( ) الشباب السلفي وقد وجهّوا إلينا نداء لندلي لهم بالحق فكان هذا مما أحزنني ، فرقوا بين إنسان لا يُميّز بين الحق والباطل وبين إنسان يغالط نفسه ويُغالط الناس .( ) اهـ


** الشيخ العلامة فالح بن نافع الحربي

سُئِلَ -حفظه الله تعالى- ما يلي :
سؤال : ما رأيكم في من يقول : لا يجوز التحذير من الداعية الذي اشتهر بالسلفية وإن وَقع في أخطاء تُخرِجُه من المنهج السلفي حتى يُنصح ، أما أخطاءه فتبُـيّن ولا تُشتَرطُ النصيـحة ، وأعطى مثالاً على ذلك بالمغراوي ، قال : لو أن المغراوي تُوفِيَّ قبل أن تظهر أخطائه للعلماء فلا يَجُوز لهم أن يصنِّفُوه مع أهل البدع ؟! .
الجواب : ليس بصحيح هذا الكلام ، إِنَّمَا يُنظر إلى كَونِ الشخص الذي وُجِدَت منه الانحرافات في المنهج وفي العقيدة ، يُنظر هل هذا الشخص يَحتاج إلى إقامة الحجّة أو لا يحتاج إلى إقامة الحجّة ، فإن كان يحتاج إلى إقامة الحجّة فمثل قالوا ، وإن كان لا يَحتاج إلى إقامة الحجّة فإنه يُحكم عليه سواءً كان حيًّا أم ميّتًا ، والُمهِّم هو بـيَان الانحراف والضلال والتحذير من الشخص إذا كان حيًّا .(12) اهـ

وسُئِلَ أيضاً ما نصّه :
سؤال : هل الشيخ فالح نصح عائض القرني من قبل ؟ .
الجواب : الحمد لله أشكر الأخ على السؤال وأقول له :

وهل يصـح الشيء إذا يـحتاج النهار إلى دلـيل

أنا ذكرت أني نصحته مباشرة في بعض أو في مسألة وأنني كتبت ما كتبته لأجل أن يتطلع عليه فيتراجع ، ثم بعد ذلك نصحته اللجنة الخماسية من هيئة كبار العلماء ، ونصحه أيضاً من نصحه من المشايخ بأن يأتي إلىَّ ويأخذ الأخطاء الأخرى ليصحّحها ، ووجهوه أن يتوب التوبة بشروطها ، ولكن صار ما صار ، وهو ما أشرنا إليه في المحاضرة من مراوغاته ومغالطاته إلى الآن ، فكونه نصح هذا تم وجرى وكونه اطلع على الملاحظات التي كُنّا سميّناها أخطاء غير ملاحظات علمية قد سمعت ما قرأناه منها ، وإن كان في منهجنا لا يلزم أنه يُنصح إذا انتشر خطأه وألف ، فقد استهدف وإن انتشر سواء في أشرطة أو في المجتمعات بأي وسيلة ، ومن ذلك التأليف فإنه لا يلزم أن ينصح له بل ويلزمه إذا رد عليه أن يقبل الحق ويتراجع ، ولا يلجأ إلى قاعدته وإلى قاعدة -أيضاً- من يأخذ بهذه القاعدة وهي أنه يقول : تعهدني بنصحك بانفراد ، هذا باطل هذا كلام غير صحيح هذا الكلام إذا كان بانفرادٍ إذا كان الشخص يخالف أو أذنب ذنباً خاصاً به في خاصة نفسه ولم ينشر هذا بين الناس ، ولم يكن معلناً ومجاهراً فإنه نعم ينصح بينه وبين نفسه أما إذا أخطأ خطأً نشره بين الناس ، وقدّمه للناس على أنه حق ، وتصدّر أمام الناس على أنه هو العالم ، وهو الذي يُسأل ، وأن ما يقوله هو الإسلام ، وهو يُمثّل الدعوة ، وهو يُمثّل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإلى آخره فإنه لا يلزم فحينئذٍ يرد على ما يصدر منه من باطل ، ولا يلزم أن -أيضاً كذلك- نتكلّم بالموازنات على أنه أخطأ بكذا وأصاب بكذا ، ما من مسلم إلا وعنده صواب وعنده .. وعنده من الحق ، وعنده .. ، ولكن المقصود هو التحذير من الخطأ ، والتحذير وضع الخطأ في إطاره إن كان شركاً فشرك ، وإن كان بدعةً فبدعة ، وإن كان وسيلة للشرك فهو وسيلة للشرك ، وإن كان وسيلة للبدعة وسيلة للبدعة ، وإن كان خرافة ، وإن كان خطأً علمياً فخطأ علمي وهكذا يعني يوضع الخطأ في إطاره ويُبـيّن للناس من أجل ألا يُحسَب على الإسلام ، وأنه حق ويتدين الناس وبه وهو من ضلال البشر ومن أخطاء فكرهم وضعفهم وجهلهم يَنسب إلى الإسلام ويُرفع إلى التشريع ، لأجل هذا يجب البيان ويجب الإيضاح للأمّة وسلك سلوك الوسائل ، واتخاذ الوسائل التي يحصل بها البيان ، ويحصل بها النصح .(13) اهـ

وقال أيضـاً -حفظه الله- في الرد على الدجَّال أبي الحسن المصري :
ما علمنا الشيخ حفظه الله إلا متثبتاً متريثاً حريصاً على ذلك ، ويشهد لـه به كل من يعرفه من أهل العدل والإنصاف لا الميل والإجحاف ، وقد تريث في أمرك كثيراً عبر مدة طويلة، يصدق فيه :

حليماً إذا ما الحلم كان مروءة *** وأجهل أحياناً إذا التمسوا جهلي
أظـن الحلـم دلّ علي قومي *** وقــد يستجهل الرجل الحليم

ووصل الحال إلى :

ووضع الندى في موضع السيف بالعلا * مضر كوضع السيف في موضع الندا

وكم هي المدة التي حددها الشرع ؟ ؛ كم أمهل عمر صبيغاً ؟ ؛ وكم أمهل ابن عمر معبداً الجهني ؟ ؛ وكم أمهل علي الخوارج ؟ ؛ وكم أمهل الإمام أحمد وغيره من الأئمة من وقعوا في مخالفات أو بدع .
إنَّ الشيخ ربيعاً قد أمهلك طويلاً إلى درجة الإهمال فماذا تريد ؟ ، وهل نصرة المظلوم والذّب عن سنّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الزج بالنفوس في الصراع الظالم ؟ .(14) اهـ

وقد يتذرّع الكثير من الشباب السلفي بأن الإمام ربيع -حفظه الله- من أسلوبه بذل النصيحة في الرد على المخالف وقد تطول مدّتها !! ، لكن هذا من اجتهاده وهو أهل للاجتهاد ، وأنقل إليك قولاً قاله -حفظه الله- في إحدى تنبيهاته في معرض التحذير والرد على أبي الحسن المصري ، ما نصّه :
ألفت نظر العقلاء إلى مدى اللطف والاحترام اللذين بذلتهما لهذا الرجل في هذه الملاحظات عند كتابتها الأولى وصبري عليه من التاريخ المشار إليه بل من قبله من عام 1416هـ في سيّد قطب والإخوان المسلمين وعبد الرحمن عبد الخالق ثم عدنان عرعور والمغراوي من سنوات وهو سادر في المخالفات والمواجهات السرّية والعلنية ، وإني لأظن أنه لا أحد يصبر على بلاء يعرفه ويستيقنه مثل صبري على هذا الرجل وأمثاله وأعوانه ، فاللهم عفواً ومعذرة إليك .(15) اهـ

لذلك فليُعلَم أن اجتهادات العلماء والأئمة ليس منهجاً ، وإليك نص كلام الشيخ فالح الحربي والحجّة في ذلك :
... نجد من يُخصِّص عالـمًا أو علماء فيقول : أنا منهجي منهج فلان ، وكأنه يدعي له بذلك العصمة لأنه يريد أن يقلَّد هذا الشخص ، هذا تقليد مذموم وتقليد يضّل أصحابه وهو ما يسمَّى التعصب على خلاف التقليد الذي هو اتباع العلماء في حق غيرهم ، وهو الائتمار بأمر الله سبحانه وتعالى الذي يقول : + فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ _(16) ، وإنما هو معرفة الحق بالرجال ، والذي مقته سلفنا وأهل السنَّة وأسَّسوا قاعدة عظيمة وهي قولهم : ( الرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال ) ، " ممـن يقول منهجي منهج الشيخ فلان أو علاّن " .......... كم من الضياع الذي فيه هؤلاء الناس حينما يأتي ويقول أنا منهجي منهج فلان وكأن فلاناً معصوم ! ، كأنه معصوم !! ، وهذا هو مُقتضى حاله أنه إذا قال أنا منهجي منهج فلان جعل فلاناً معصوما لا يُخطئ ، ولكن الأفراد والأشخاص مهما بلغوا من العلم والفقه في الدين والمكانة والمنـزلة فإنه يجوز عليهم الخطأ ، أما المنهج فإنه لا يُتطرّق إليه الخطأ ، لأن المنهج هو إتباع الإسلام الذي جاء به رسولنا -صلى الله عليه وسلم- هذا هو معنى المنهج ، المنهج معصوم ، منهج أهل السنَّة والجماعة معصوم ، وقامت النصوص على كونه معصوماً ، ومن ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- : (( لا تجتمع أمتي على ضلالة )) ، لأنها إذا اجتمعت فهي على المنهج وإذا لم تجتمع فإن أفرادها غير معصومين ، لأنه لا يلزم أن يكونوا على المنهج ! ، قد يخالفون المنهج فيجتهد المجتهد فيصيب ويُخطئ وعلى حسب اجتهاده إذا كان أهلاً للاجتهاد ونحن نعني العلماء ، العلماء أهل للاجتهاد ولا يَقفُونَ بما ليس لهم به علم + وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً _(17) ، لأن العلماء يعرفون الطريق الذي يسلكونه ولا يخرجون عليه ولا عنه ، فإذا علموا وقفوا عند علمهم ، وإذا ما وجدوا دليلاً واحتاج الأمر إلى اجتهاد فإنهم يجتهدون ، وحينئذٍ هُم أفراد غير معصومين ، المعصومة إنما هي الأمة كلّها فهي لا تجتمع على ضلالة ، فلا وجه إذاً ولا اعتبار إطلاقا لقول من يقول أن منهجي منهج فلان ، أو يتحكَّم ويقول أنا لا أقبل من العلماء ، لكن بدون تَحكُّم ودون تحجيم وتضييق لما وسَّعه الله سبحانه وتعالى هذا وذاك فإن كُلاًّ منه يُعامل مجتمعه ، يعامل من يتعامل معهم باجتهاد .
ولا يُمكن أن يكون في كل قضية يجتهد فيها لديه دليل ، وقد يرى باجتهاده أن الخير في هذا الأدب أو في هذا السلوك أو في هذا التعامل ولكنه يكون مخطئاً ، بل قد يكون أثرَّت عليه المؤثرات كما يُقرِّر العلماء في الترجيح .(18) اهـ

وإليك هذه الشذرات الثلاثة :
قال أبو داود في مسائله للإمام أحمد(19) : ورأيت أحمد سلّم عليه رجل من أهل بغداد -قال أبو داود : بلغني أنّه أبو بكر المغازلي- ممن وقف فيما بلغني ، فقال له : أُغرب لا أرينّك تجيء إلى بابي -في كلامٍ غليظ- ولم يرد عليه السلام ، وقال له : ما أحوجك أن يصنع بك ما صنع عمر بصَبيغ -أفهمني ( عمر بصَبيغ ) بعض أصحابنا- فدخل بيته وردّ الباب . اهـ
فـأين هي النصيحة فيما سبق ؟ .

وعن سليمان بن يسار أنّ رجلاً من بني غنيم يقال له : صَبيغ بن عِسْل قدم المدينة ، وكانت عنده كتب ، فجعل يسأل عن متشابه القرآن فبلغ ذلك عمر فبعث إليه وقد أعدّ له عراجين النخيل .
فلما دخل عليه جلس ، قال : من أنت ؟ .
قال : أنا عبد الله صَبيغ .
قال عمر : وأنا عبد الله عمر وأومأ عليه فجعل يضربه بتلك العراجين ، فما زال يضربه حتى شجّه وجعل الدم يسيل على وجهه .
فقال : حسبك يا أمير المؤمنين فقد والله ذهب الذي أجد في رأسـي .(20) اهـ
فهل ناصحه -رضي الله عنه- ؟؟! .

وعن يحيى بن يعمر ، قال : كان أول من قال بالقدر بالبصرة معبد الجهني ، فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين ، فقلنا : لو لقينا أحداً من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر ، فوُفّق لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب داخلاً المسجد ، فاكتنفته أنا وصاحبي ، أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله ، فظننت أنّ صاحبي سَيَكِلُ الكلام إليّ ، فقلت : أبا عبد الرحمن ، إنّه قد ظهر قبلنا ناسٌ يقرءون القرآن ويتقفّرون العلم ، وذكر من شأنهم ، وأنّهم يزعمون أن لا قدر ، وأن الأمر أُنُف ، قـال : فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أنّي بريءٌ منهم ، وأنّهم برآء منّي ، والذي يحلف به عبد الله بن عمر ! لو أنّ لأحدهم مثل أُحُدٍ ذهباً فأنفقه ، ما قَبل الله منه حتى يؤمن بالقدر .(21) اهـ
فهل ناصحهم -رضي الله عنهم- ؟؟! .

ووالله إن كتب السنَّة طافحة مكتظة بهذه الآثار السلفية ، فرحم الله سلفنا الصالح وثبت أتباعهم من وراءهم إلى يوم الدين .
أكتفي بما نقلته ، لأنه يصعب أن نجمع جميع الأقوال في هذا الأمر المهم وهذا الأصل العظيم ، والمهم أولاً وأخراً أن الرد على المخالف في أصله نصيحة للمسلمين قبل أن يكون نصيحة للمخالف ورحمة به ، سواء نصحته قبل الرد أم لم تنصحه ، سراً كان أو علانية .

وفق الله الجميع لإتباع مرضاته إنه ولي لك والقادر عليه .
وصلى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .


الحـواشي :

(1) مجلة ( الإصلاح ، العدد : 241-17 ، بتاريخ 23/6/1993 ميلادي ) ، نقلاً عن شبكة سحاب السلفية بتاريخ 16/10/2002 ميلادي .
(2) السؤال الذي سبق هذا كان حول مسألة ذكر الحسنات في أثناء الرد على المخالف !.
(3) شريـط ( الموازنة في النقد ! / الوجه الأول ) ، من سلسلة ( الهدى والنور ، رقم 638 ) .
(4) شريط ( لقاء الشيخ ربيع بالشيخ بن عثيمين ) .
(5) ( الفتاوى الجلية عن أسئلة المناهج الدعوية ، ص48-50 ) [ الطبعة الأولى - دار الآثار - اليمن ] .
(6) من أجوبة الشيخ -حفظه الله- على أسئلة شبكة سحاب السلفية / المجموعة الأولى ، السؤال الخامس ، نقلا من كتاب ( تحذير الخلان من أخطاء الشيخ صالح السدلان ) للأخ مانع بن محمد العجمي السلفي .
(7) من أجوبة الشيخ -حفظه الله- على أسئلة شبكة سحاب السلفية / المجموعة الأولى ، السؤال الأول ، نقلا من كتاب ( تحذير الخلان من أخطاء الشيخ صالح السدلان ) للأخ مانع بن محمد العجمي السلفي .
(8) شريط ( تزكيات العلماء والمشايخ لفضيلة الشيخ فوزي الأثري ) ، بتسجيلات أهل الحديث - مملكة البحرين - المحرق ، نقلاً عن مذكرة ( تزكيات العلماء والمشايخ ، ص23 ) .
(9) المصدر السابق ، نقلاً عن مذكرة ( تزكيات العلماء والمشايخ ، ص21 ) .
(10) مذكرة ( الأجوبة السديدة على الأسئلة الرشيدة ، ص73 ) جمع وتعليق : أبو إبراهيم محمد بن محمد بن مانع الآنسي الأثري ، نسخة مكتبة سحاب السلفية .
(11) ( المصدر السابق ، ص75 ) .
(12) شريط ( المجروحون ) العدد : 1 ، تسجيلات أهل الحديث - الجزائر .
(13) ضمن الأسئلة التي كانت في محاضرة ( عائض القرني وبنيَّات الطريق ) ، وهي مفرَّغة في مكتبة سحاب السلفية .
(14) مذكرة ( صد العدوان الشنيع على فضيلة العلامة الشيخ ربيع ، ص5 / الحاشية ) ، نسخة مكتبة سحاب السلفية .
(15) ( انتقاد عقدي ومنهجي لكتاب السراج الوهاج لأبي الحسن ، ص33 ) ، نسخة الموقع الرسمي للشيخ على الإنترنت .
(16) سورة الأنبياء ، الآية : 7 .
(17) سورة الإسراء ، الآية : 36 .
(18) شريط ( تنبيه ذوي الحجا إلى أن اجتهادات العلماء غير معصومة وليست منهجا ) ، نُشِر مفرَّغا في شبكة سحاب السلفية بتاريخ 24/5/2003 ميلادي ، وأنصح بقراءتها كاملة لأنها محاضرة بحق فيها تأصيل سلفي منهجي قوي جداً .
(19) ( ص355 ، برقم 1707 ) ، نقلاً عن ( إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء ، ص36 ) ، نسخة مكتبة سحاب السلفية .
(20) ( شرح السنّة للالكائي ، 3/635-636 ) ، نقلا عن ( المصدر السـابق ، ص49 ) .
(21) ( رواه مسلم ، 8 ) ، نقلا عن ( المصدر السابق ، ص49 ) .

منقول

https://www.sahab.net/sahab/attachmen...&postid=355886

الخطوط :

https://www.sahab.net/sahab/attachmen...&postid=340387










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المسائل, الرد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:07

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc