وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ليس لي كلام لأهل العلم لأن المراد قد كتبتموه لكن كنصيحة كما طلبت وستكون صريحة :
أقول :
1- لقد أطلت الطريق على نفسك هنا ؟
2- لقد قلت بأنك تعلمين الحكم وحتى مسألة استخدام المباح في أمر محرم فالوسائل لها حكم المقاصد . فما بقي عليك إلا الإمتثال وتفادي الحرج الذي في غير محله وإني لأعجب من إخواننا وأخواتنا - وإن كنت منهم مقصرا ولا بد - كيف يمررون مثل هذه المسائل ويقعون في المحرم تفاديا للإحراج مع الغير وهذا الغير لم يتحرج في أن يوقعك فيما حرّم الله فأي الفريقين أحق بالتحرج
وهناك معادلة يسيرة : فلنفرض أنك قلت لها لن أعطيك : فإن قالت ولم ؟ قلت لكذا وكذا ؟
أولا : فتكونين اعطيتها الحكم وبرأت ذمتك
ثانيا : فإما أن تستجيب أو لا
فإن استجابت فبها ونعمة
وإن لم تستجب فأكثر ما يمكن فعله هي أنها ستهجرك وتذكرك بالشر كما يفعل غيرها ولا أظن ذلك بضارك شيئا وكثير هم المستهزئون
هناك لطيفة في قوله عليه الصلاة والسلام :" لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق " هي : إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون من موقف قوة وليس من موقف ضعف وحرج مثل ما نشاهده ممن ينتمون إلى الطائفة المذكورة أو يحاولون
- يجب أن تبين الحق وأنت تعلم انك في موقع قوة وليس العكس ؟
- يجب أن تدافع عن الحق أكثر مما يدافع معاندك عن الباطل ؟
- كيف تقبل أن ترى أهل الباطل يدافعون عنه ثم يستهزؤون بالحق وأهله ثم أنت من أهل الحق وتعلم أنك على الحق تقول :" أتحرج"
- لماذا نقبل الدنية في ديننا أولسنا على الحق والمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف
إنك أيها المسلم إن استسلمت في المرة الأولى فسيجعلك أهل الباطل ترضخ لباطلهم في المرة القادمة ولا بد لأنك خذلت نفسك وقد علموا وخبروا ضعفك وسيتولى عنك الولي
فكن صلبا لا تتراجع عن الحق فإن علم الله صدقك وثباتك ثبتك ونصرك بل حتى اهل الباكل لن يقدموا على أي فعل في المرة القادمة لأنهم يعلمون أنك لن تداهن ؟
فأنت إن داهنت تقدموا وإن صمدت جبنوا والأمور مجربة
"ولنبلونكم حتى نعلم الصادقين منكم ونبلوَ أخباركم "
أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وعم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين "
" هذا الكلام موجه لمثل هذه المسائل بصفة عامة وإلا فإن رأى صاحب الموقف مصلحة في السكوت أو غيره فلينصرف إليه "
على كلٍ هي نصيحة وهي موجهة إلى نفسي أولا ولست أدّعي أني بمنأى عنها وهي الحقيقة المرّة التي يصعب تجرعها فقد أصبحنا عالة على الدعوة السلفية في وقت نحتاج فيه إلة من يحمل الدعوة لا إلى من تحمله الدعوة وأرجو أن لا أكون شددت وأن أكون أفدت
وأسأل الله لك الثبات والتوفيق