....كتائهة ، كضائعة أو حتى كمشردة.....جالسة في الطابق الأخير من البناية...أحاول الاستمتاع بمناظر لطالما أذهلتني لكن ها أنا أجد نفسي أعتبرها مجرد مناظر لا أكثر...يتسلل البرد الى جسمي...تلفح نسمات الهواء القاسية وجنتاي...كزهرة حديقة عصفت بها الرياح الهوجاء لتغدو في ساعات معدودة زهرة برية...هكذا دون ذنب سوى لأني امتلكت أحلاما ،امالا و طموحات يجب أن أضحي لأجلها...سوى كوني رسمت هدفا أسعى لجعله بدل الحلم واقعا...
....أضواء متلئلئة من الأعمدة الكهربائية ، تشكل خطا مستقيما...لحظتها كنت أسيرة يأسي ، شوقي و حزني لذا كنت أراه حبلا صلبا يحاول خنقي...يطوق رقبتي...يخنق اهات الوحدة و الألم....
...أضواء خافتة كانت تنبعث من نوافذ البيوت المجاورة..و غصت حينها داخل أحد البيوت....ابتسمت مطولا و دون أن أحس اغرورقت عيناي بالدموع ....تساءلت حينها : هل يعي أصحابه قيمته ؟ هل يحسون بدفء جدرانه ؟ هل يدركون أنه يحتضنهم كأب حنون ؟....ضحكت و رددت :....مجنونة.....، و كأنني أتحدث كأدباء لطالما رأيت الملتفين حولي يهزئون بهم لوصفهم لحنان جدران البيت و دفء زواياه؟؟..و تأكدت حينها أن أولئك لا يفقهون شيأ...و أن ذلك ليس ابداعا بغرض الابداع ، انما احساس صادق يراود كل من قد يغترب فيتملكه الشوق و الحنين...
...و مللت من الكتابة التي لأول مرة أحس أنها تخونني ، تخدعني و تفشل في ايصال الأحاسيس التي تعتريني ، لكن هي مأواي الوحيد بين أربع جدران قاسية و باردة...و أمام نافذة تشبه لحد كبير نافذة سجن....و فتاة غارقة في النوم ، تحاول تضييع الوقت عسى أن تمر الأيام و الشهور و نعود حيث الدفء ، الأمان و الحنان...انها3:03 صباحا...بذلت جهدا كبيرا لأغادر هذا المكان القاسي و العالم البشع بمخلوقاته الشبيهة كلها بالصخور...لكن...حاولت مطولا أن أغمض عيناي لأرى و لو حلما يأخذني لمنزلي ، لعالمي ، للقاء نجومي...و لو حلما قصيرا يرسم ابتسامة أمل على شفتي و يجعل من قلبي البائس...اليائس قلبا مفعما بالنشاط ، أو يكفيني أن أحس أنه عاد للنبض من جديد، و لكن أعتقد أن حتى الحلم قد ودعته هناك ....أو هو الاخر اكتفى بايصالي و العودة للديار أو ربما أحس بالخوف أمام جبل من الكوابيس التي لم تفارقني مذ وصلت الى هنا ...
....و بقيت وحيدة مع قلم هو الاخر أحس بجماده...و جماد حبره ، وخفت أت يتوقف عن خط كلماتي لكن مازال يتصف بالوفاء و الاخلاص رغم كل الظروف...و أحسست بالفرح للحظة حين أدركت أن رفيقي الوحيد لم يخني بعد ، و أنه لا يزال مؤنسي، توءمي في الليالي الباردة و القاسية...هو ومجموعة أوراق تتحمل أحاسيس ، أحزان ، ألام و مخاوف أقوى من أن أعيشها هناك وحدي و لكن....
2011-10-12 ، 03:15 صباحا
صرخة صمت