![]() |
|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
كلمات في الوسطية للدكتور القرضاوي..
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() مفهوم الوسطية من قديم تعرضت لبيان مفهوم " الوسطية" وخصائصها ومظاهر تجليها , وذلك في كتابي " الخصائص العامة للإسلام" باعتبار " الوسطية " من ابرز خصائص الإسلام , ويعبَّر عنها أيضا بـ "التوازن" أو"الاعتدال" , ونعني بها : التوسط أو التعادل بين طرفين متقابلين أو متضادين , بحيث لا ينفرد أحدهما بالتأثير , ويطرد الطرف المقابل , وبحيث لا يأخذ أحد الطرفين أكثر من حقه , ويطغى على مقابله ويحيف عليه . مثال الأطراف المتقابلة أو المتضادة : الربانية والإنسانية , الروحية والمادية , الأخروية والدنيوية , الوحي والعقل , الماضوية والمستقبلية , الفردية والجماعية الواقعية والمثالية , الثبات والتغير , وما شابهها . ومعنى التوازن بينها : أن يفسح لكل طرف منها مجاله , ويُعطي حقه "بالقسط" أو "بالقسطاس المستقيم" , بلا وكس ولا شطط , وبلا غلو ولا تقصير , ولا طغيان ولا إخسار . كما أشار إلى ذلك كتاب الله بقوله " وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ" (الرحمن7ـ9). فالوسطية هي التي تقيم الوزن بالقسط , وبلا طغيان ولا إخسار . عجز الإنسان عن إنشاء نظام متوازن وهذا التوازن العادل في الحقيقة أكبر من أن يقدر عليه الإنسان ؛ بعقله المحدود , وعلمه القاصر , فضلا عن تأثير ميوله , ونزعاته الشخصية , والأسرية والحزبية , والإقليمية والعنصرية , وغلبتها عليه من حيث يشعر أو لا يشعر . ولهذا يخلو منهج أو نظام يضعه بشر ـ فرد أو جماعة ـ من الإفراط أو التفريط , كما يدل على ذلك استقراء الواقع وقراءة التاريخ . إن القادر على إعطاء كل شيء في الوجود ـ ماديا كان أو معنوياـ حقه بحساب وميزان هو الله ؛ الذي خلق كل شيء فقدرَّه تقديرا , وأحاط بكل شيء خُبْرا, وأحصى كل شيء عَدَدا , ووسع كل شيء رحمة وعلما . ولا عجب أن نرى هذا التوازن الدقيق في خلق الله , وفي أمر الله جميعا , فهو صاحب الخلق والمر , فظاهرة التوازن , تبدو فيما أمر الله به وشرعه من الهُدى ودين الحق , أي : في نظام الإسلام ومنهجه للحياة , كما تبدو في هذا الكون الذي أبدعته يد الله فأتقنت فيه كل شيء . ظاهرة التوازن في الكون كله ننظر في العالم من حولنا فنجد الليل والنهار , والظلام والنور , والحرارة والبرودة , والماء واليابس , والغازات المختلفة , كلها بقَدَر وميزان وحساب , لا يطغى شيء منها على مقابله , ولا يخرج عن حدَّه المُقدَّر له . وكذلك الشمس القمر والنجوم و المجموعات الكونية في فضاء الله الفسيح , إن كلاّ منها يسبح في مداره , ويدور في فلكه , دون أن يصدم غيره , أو يخرج عن دائرته . وصدق الله العظيم إذ يقول :" إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ" (القمر49) , "..مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ .." (الملك3) , "لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" (40يس). والإسلام يريد من الأمة المسلمة : أن تعكس ظاهرة التوازن الكونية في حياتها وفكرها وسلوكها , فتتميز بذلك عن سائر الأمم. وإلى هذه الخصيصة البارزة يشير قوله تعالى مخاطبا أمة الإسلام :"وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا .." (البقرة143) . ووسطية الأمة الإسلامية إنما هي مستمدَّة من وسطية منهجها ونظامها , فهو وسط لأمة وسط . منهج الاعتدال والتوازن الذي سَلِم من الإفراط والتفريط أو من الغلو والتقصير . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يتبع بإذن الله.. |
|||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
للدكتور, الوسطية, القرضاوي.., كلمات |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc