مفاخر الاخوان المسلمين"علماء وشخصيات " - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مفاخر الاخوان المسلمين"علماء وشخصيات "

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-03-22, 23:02   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*Alexander*
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

عبد القادر عودة .. رائد الفقه الجنائي في الإسلام





يبقى عبد القادر عودة علما من أعلام الدعوة الإسلامية، ورائدا من رواد الفقه والتشريع الإسلامي في العالم العربي والإسلامي، ورمزا للثبات على الحق، متفانيا في دعوته مضحيا بروحه في سبيلها، وشهيدا وفيا لدعوته، صامدا في وجه الظلم والظالمين، وتظل ذكراه محفورة في الوجدان على الرغم من مرور أكثر من نصف قرن على استشهاده، ويظل تراثه الفكري منبعا صافيا ينهل منه طلاب العلم عبر السنين.

النشأة والتكوين
ولد القاضي الشهيد عبد القادر عودة سنة 1321هـ/1903م بقرية كفر الحاج شربيني من أعمال مركز شربين بمحافظة الدقهلية بمصر لأسرة عريقة تعود أصولها إلى الجزيرة العربية، وقد هاجرت إلى الشام وتفرقت في عدة دول مثل فلسطين وشرق الأردن وسيناء، بينما استقر الفرع الذي انحدر منه عبد القادر في محافظة الدقهلية. وقدمت عائلة عودة العديد من الأسماء اللامعة في سماء الفكر والحضارة، مثل الدكتور عبد الملك عودة أستاذ العلوم السياسية وعبد الغفار عودة نقيب الممثلين الأسبق، وهما أخوان غير شقيقين للشهيد، والدكتور خالد عبد القادر عودة أستاذ الجيولوجيا بجامعة أسيوط.
أكمل عبد القادر عودة دراسته الابتدائية بمدرسة المنصورة سنة 1330هـ/1911م، ثم اشتغل بالزراعة زمنا ثم عاد فواصل الدراسة وحصل على البكالوريا سنة 1348هـ/1929م وعلى إجازة الحقوق من جامعة القاهرة بدرجة الشرف سنة 1352هـ/1933م وكان من أوائل الناجحين، وعمل بالمحاماة فترة من الزمن، ثم انتظم في سلك النيابة العمومية، ثم عُين قاضيا وتدرج في سلك القضاء حتى صار رئيسا لمحكمة جنايات المنصورة.
تعرف على الأستاذ حسن البنا المرشد الأول لجماعة "الإخوان المسلمين" وكان عبد القادر من أحب الإخوان إلى البنا، وكثيرا ما كان يذكره بالفخر والاعتزاز. وظل عودة يشغل منصبه في القضاء، فلما تولى الأستاذ "حسن الهضيبي" منصب المرشد العام للإخوان المسلمين، كان عبد القادر أقرب الإخوان إلى قلبه، وفي عام 1370هـ/1951م أصبح وكيلا عاما للجماعة، وتبنى قيادة الإخوان المسلمين للعمل الجهادي ضد الإنجليز في قناة السويس، ثم ألح عليه الإخوان بضرورة التفرغ لمشاطرة المرشد أعباء الدعوة، فاستقال من منصبه الكبير في القضاء، وانقطع للعمل في الدعوة، مستعيضا عن راتبه الحكومي بفتح مكتب للمحاماة، لم يلبث أن بلغ أرفع مكانة بين أقرانه المحامين.


للمزيد>>>








 


رد مع اقتباس
قديم 2012-03-22, 23:06   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*Alexander*
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

أيام من حياة زينب الغزالي
https://t3.gstatic.com/images?q=tbn:A...gc5-1I0FNRFicB

محنة تحوّلت إلى منحة، عندما أراد الله لزينب الغزالي - رحمها الله- أن تغيّر مسيرة حياتها، وتتوجه إلى الله بكليّتها؛ وتدعو إليه على بصيرة لمدة ثلاثة وخمسين عاماً، فقد تعرضت لحادث حريق في منزلها، كادت تفقد حياتها بسببه، ونذرت -إن عافاها الله من الحروق- أن تعمل لدينه، وتسعى لما فيه خير المرأة المسلمة، وتترك الاتحاد النسائي، وتتوجه إلى الدعوة الإسلامية، وأكرمها الله بالشفاء، وبدأت مرحلة جديدة في مسيرتها الدعويّة.


إن من يتعمق بدراسة مراحل حياة الداعية زينب الغزالي، يدرك أنه أمام امرأة عظيمة، عمَر الإيمانُ قلبها، فقرّرت أن تسير في طريق الحق، دون الالتفات لزينة الحياة الدنيا، وبهرجها الخادع، رائدها الإخلاص، وأمنيتها أن تفوز برضا الله تعالى، وتطمع أن تحظى في الآخرة بجنّته.


كما أنه لايمكن لهذه الشخصية العظيمة أن تتشكل لولا عوامل تضافرت مجتمعة، فجعلتها نسيج وحدها؛ فهي بنت أسرة كريمة، اجتمع لها أصل عريق يمتد إلى الخليفة عمربن الخطاب رضي الله عنه، من جهة أبيها، وإلى الحسن بن علي - رضي الله عنهما- من جهة أمها.


وكان أبوها من علماء الأزهر، وأولاها من العناية وحسن التربية والتشجيع ما أسهم في تكوّن شخصيتها، فقد كانت تتمتع بشخصية متميزة، تتطلع دائماً لمعالي الأمور.


بعد قراءتي لكتابها (أيام من حياتي) كانت تتملكني الحيرة، ويأخذني العجب العجاب، وعشت صراعاً عنيفاً مع نفسي أقارن بين نظرتي لقصص أغرب من الخيال، عن سجون رئيس كانت جماهير الأمة العربية تتوهم أنه سيكون رائد الوحدة العربية، التي ستكون نواة الوحدة الإسلامية، وبين نبرة الصدق التي ألمسها في كل كلمة من كلمات الداعية الممتحنة زينب الغزالي في كتابها.


كانت أمنيتي أن أجتمع بمن يعرفها عن قرب لأستوثق من كثير مما جاء في الكتاب، ويشاء الله أن ألتلقي زينب ذاتها، خلال عملي في مكتب رابطة العالم الإسلامي في باكستان في الثمانينيات من القرن الماضي، وكنت لا أزال أحسّ أنني بحاجة إلى التعرّف أكثر على هذه المرأة العظيمة، التي صبرت على محنة السجن، وذاقت ويلاتها، وحاول السجّانون المساس بشرفها.


كانت زينب الغزالي قد جاءت للاطلاع على أحوال المهاجرين الأفغان، ومساعدتهم بما تستطيع، و طلب مني الشيخ عبد الله عزام -رحمه الله- مرافقته للقائها. كان لقاء مباركاً، ضم ثلاثة من قادة الجهاد الأفغاني ضدّ الاتحاد السوفييتي آنذاك، وتكلّمت زينب الغزالي بموضوعات مهمة ومختصرة، وأوصتهم بالاتحاد، ووحدة الصف، ونقلت إليهم أخبار تعاطف جماهير المسلمين معهم، ومع قضيتهم العادلة، ثم سلمت كل واحد منهم ظرفاً فيه تبرعات من الأخوات المسلمات في الدول العربية.


وفي تلك الزيارة لباكستان، قابلتْ زينب الغزالي الرئيس الباكستاني – آنذاك- ضياء الحق، وكان مقرراً للمقابلة حوالي عشرين دقيقة، ولدى الرئيس مواعيد مسبقة وبرنامج محدد، ولعله لأول مرة ينسف كل المواعيد، ويؤجلها، ليسمع حديثاً عجباً من زينب الغزالي عن معاناة المسلمين في بعض الدول العربية، وما تتعرض له المرأة المسلمة من السجن والتعذيب، مما يندى له الجبين، وضياء الحق يصغي إليها ويبكي، ويستمر اللقاء ساعتين ونصف.


تذكرت هذه الحادثة لما أصرّت أمريكا على التخلّص من ضياء الحق، مع التضحية بسفيرها؛ لأن المرحلة تطلّبت من هو أسوأ منه؛ فطواغيت الأرض الكبار، لا يرحبّون بمن يخدمهم على مضض، وكأنه يأكل الميتة، ولم يعد للمتأولين سوق لديهم، ولا يقبلون مَن يأكل الخنزير مضطراً، بل يريدون من يأكله متلذّذاً، ومعبّراً بكل حواسه عن ذلك السرور!!


مما يؤسف له أنني علمت أن ما نُشر في كتاب (أيام من حياتي) كان جزءًا من الحقيقة، ولم يكن الحقيقيةَ كاملةً؛ لأن الحقيقة كانت أسوأ وأعنف، وأدمى لقلب المؤمن، مما ذُكر في الكتاب.


كُرِّمت زينب الغزالي من الاتحاد الإسلامي الأوروبي، وكُرِّمت من نقابة أطباء الإسكندرية، وهي تكرم لأنها رائدة في هذا المجال، وصاحبة تاريخ طويل، وعريض في الدفاع عن الإسلام، وزارت كثيراً من الدول العربية والأجنبية.


كم نحن مقصرون بحق دعاتنا، وعظمائنا!! أليس من المحزن أن تعيش هذا العمر الطويل الحافل، في الدعوة، وخدمة الإسلام ثم لا تأخذ حقها من التكريم؟! نعم هي تطمع بما عند الله من الثواب، لكن هذا لا يعفينا من أداء واجبنا نحوها.


وأتمنى أن نرى قريباً دوراً لتحفيظ القرآن الكريم تحمل اسمها، وكذلك مؤسسات ثقافية، ومراكز دعوية نسائية.


كثير من الدروس والعبر نتعلمها من مسيرة حافلة بالعطاء لداعية عاشت (88) عاماً، أمضت أكثرها في الدعوة إلى الله سبحانه، وصبرت على المحن التي تعرّضت لها، ولعل من أشدها بعد حادثة السجن، أن يجبروا زوجها على طلاقها، ويحضروا لها وثيقة الطلاق إلى السجن!


رحم الله الداعية المجاهدة زينب الغزالي، وغفر لها، وأسكنها الفردوس الأعلى، إنه ولي ذلك والقادر عليه سبحانه، والحمد لله رب العالمين.

https://www.baddawi.com/forum/showthread.php?t=23108









رد مع اقتباس
قديم 2012-03-22, 23:07   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*Alexander*
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بنان الطناوي ابنة الشيخ علي الطنطاوي

اغتالها النظام السوري البعثي في المانيا

لازالت تتراءى أمام عيني صورة الشيخ علي الطنطاوي في ظهر جمعه ما. حين ظهر لأول مرة بعد مقتل ابنته "بنان " في ألمانيا أقول ظهر الشيخ وكان يخفي خلف صوته جرحا غائرا
ويحاول أن يخفي الحزن الشديد لفقدها ومالبث أن إنهار الشيخ باكيا وحاول جاهدا حبس دموعه لكنه لم يستطع لأن قلبه مكلوما وحزنه اليما وما ألمّ حزن المشاهدين هو تصرف مخرج البرنامج حين قرب عينيّ الشيخ على الشاشة الصغيرة فلمحنا دموع الشيخ الكبير ومعه بكينا لأليم مصابه رحم الله الشيخ ورحم الله ابنته 0


من قوقل لقطه لآخن الألمانية ..

استشهدت في مدينة آخن بألمانيا )


بعد أكثر من سبعة عشر عاماً من التشرد والغربة مع زوجها." عصام العطار" أم أيمن بنان بنت الشيخ علي الطنطاوي

قتلت بخمس رصاصات : اثنتان في الرأس ، واثنتان في الصدر ، وواحدة تحت

الإبط..وكانت وحدها في البيت عندما اقتحمه المجرمون وقتلوها فيه، وكان

زوجها هدفا للاغتيال كذلك.

وقد صلي عليها بمدينة آخن، وشارك في تشيع الجنازة وفود من جميع الاتحادات

الاسلامية في أوروبا...




وقد انتقلت الى ألمانيا مع زوجها " عصام العطار" هربا من البطش في سوريا حيث كان هدفا

ينتظره الموت من قبل القوات الحكومية السورية 00 وهناك في ألمانيا كانا الزوجين يلاقيا

عذابين أو محنتين الأولى : الغربه والبعد عن الوطن والأهل

والثانية الخوف والرعب من المصير المحتوم 00

وقد تم إغتيا ل الشهيدة " بنان " بعد أن خرج زوجها من المنزل حين بلغه من أخبره بأن المجرمين يتربصون به فخرج الى مكان مجهول تاركا زوجته وأبنائه في المنزل ظنا منه أن لا خطر عليهما وعلى حين غرة اقتحم المجرمون شقة جارتها وأجبروها على أن تحدثها في الهاتف أنها قادمه لزيارتها حينها فتحت "بنان" الباب فهجم المتوحشون المنزل وأروها قتيلة رحمها الله رحمة واسعه وأسكنها فسيح جنانه 0




حكاية والدها عن الحادث وعن اليم ما عاناه وما يعانيه :

وكان الشيخ الجليل على الطنطاوي يحبها حباً جماً ، وبكاها الشيخ بكاء مراً اليما

عليها في التلفزيون بعد اغتيالها أمام ملايين المشاهدين الذين كانوا يتابعون

برنامجه الشهير المشوق(نور وهداية).

من كلماته الشهيره....ما سمعت بشاب من شبابنا استشهد في سبيل الله إلا

تصورت اني أمه وأنه ولدي ، واحسست لفقده بمثل احساس الأم الرؤوم لفقد ولدها

البار.



قال الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله:

ابنتي بنان رحمها الله, و هذه اول مرة اذكر فيها اسمها,اذكره و الدّمع يملأ

عيني,و الخفقان بعصف بقلبي, اذكره
اول مرة بلساني و ما غاب عن ذهني لحظة و لا صورتها عن جناني.


افتنكرون عليّ أن اجد في كل مأتم مأتمها و في كل خبر وفاة وفاتها؟
واذا كان كل شجى يثير شجاه لأخيه افلا يثير شجاي لبنتي؟
ان كل اب يحب اولاده و لكن ما رأيت لا والله ما رأيت من يحبّ بناته مثل حبي

بناتي.

ما صدقت الى الآن و قد مرّ على استشهادها اربع سنوات و نصف السنة و انا لا

اصدق بعقلي الباطن انها
ماتت,انني اغفل احيانا فاظنّ ان رنّ جرس الهاتف انّها ستعلمني على عادتها

بانّها بخير لأطمئنّ عليها.

تكلمني مستعجلة,ترصف الفاظها رصفا",مستعجلة دائما" كأنها تحسّ ان

الردى لن يبطئ عنها,و انّ هذا المجرم, هذا النذل..هذا..يا اسفي, فاللغة العربية على سعتها


تضيق باللفظ الذي يطلق على مثله.

ذلك لأنها لغة قوم لا يفقدون الشرف حتى عند الاجرام, ان في العربية كلمات

النّذالة و الخسّة و الدناءة,
وامثالها, و لكن هذه كلها لا تصل في الهبوط الى حيث نزل هذا الذي هدد الجارة

بالمسدس حتى طرقت عليها الباب لتطمئنّ فتفتح لها, ثم اقتحم عليها,على

امرأة وحيدة في دارها, فضربها ضرب الجبان,و الجبان اذا

ضرب اوجع, اطلق عليها خمس رصاصات تلقتها في صدرها و في وجهها .

ما هربت حتى تقع في ظهرها, كأنّ فيها بقية من اعراق اجدادها الذين كانوا

يقولون :

و لسنا على الاعقاب تدمى كلومنا0000000-و لكن على اقدامنا تقطر الدّما

ثم داس ال...لا ادري والله بم اصفه؟
ان قلت المجرم فمن المجرمين من فيه بقية من مروءة تمنعه من ان يدوس بقدميه

النجستين على
التي قتلها ظلما" ليتوثّق من موتها.
ربما كان في المجرم ذرة من انسانية تحجزه عن ان يخوض في هذه الدّماء

الطاهرة التي اراقها.

و لكنه فعل ذلك كما اوصاه من بعث به لاغتيالها, دعس عليها برجليه ليتأكد من

نجاح مهمته,قطع الله يديه و رجليه,لا,بل ادعه و ادع من بعث به لله,لعذابه,لانتقامه,و لعذاب

الاخرة اشدّ من كل عذاب يخطر على قلوب البشر.



لقد كلمتها قبل الحادث بساعة واحدة,قلت:
اين عصام؟
قالت:
خبروه بأنّ المجرمين يردون اغتياله و ابعدوه عن البيت,
قلت:
فكيق تبقين وحدك؟
قالت:
بابا لا تشغل بالك بي, انا بخير.
ثق والله يا بابا انني بخير.
ان الباب لا يفتح الاّ ان فتحته انا.
و لا افتح الاّ ان عرفت من الطّارق و سمعت صوته.
انّ هنا تجهيزات كهربائية تضمن لي السّلامة,
و المسلّم هو الله.

ما خطر على بالها انّ هذا الوحش, هذا الشيطان سيهدد جارتها بمسدسه حتى
تكلمها هي, فتطمئنّ,
فتفتح لها الباب.
و مرت الساعة فقرع جرس الهاتف, و سمعت من يقول لي:
كلّم وزارة الخارجية.
قلت:
نعم.
فكلمني رجل احسست انه يتلعثم و يتردد, كأنه كلّف بما تعجز عن الادلاء به

بلغاء الرجال, بان يخبرني..كيف يخبرني؟
و تردد و رأيته بعين خيالي كأنه يتلفت يطلب منجى من هذا الموقف الذي وقّفوه فيه

ثم قال:
ما عندك احد اكلمه؟
و كان عندي اخي, فقلت لأخي:
خذ اسمع ما يقول, و سمع ما يقول, و رأيت قد ارتاع مما سمع,و حار ماذا

يقول لي, و كأني
احسست انّ المخابرة من المانيا,و انّه سيلقي عليّ خبرا" لا يسرني,و كنت

اتوقع ان ينال عصاما" مكروه
فسألته:
هل اصاب عصاما شيء؟
قال:
لا, و لكن..قلت:
و لكن ماذا؟ عجّل يا عبدة فانك بهذا التردد كما يبتر اليد التي تقرر بترها

بالتدريج, قطعة بعد قطعة, فيكون
الالم مضاعفا" اضعافا" فقل و خلّصني مهما كان سوء الخبر.
قال:
بنان.
قلت:
ما لها؟
قال, و بسط يديه بسط اليائس الذي لم يبق في يده شيء.
و فهمت و احسست كأنّ سكّينا" قد غرس في قلبي, و لكني تجلدتّ , و

قلت هادئا" هدوءا" ظاهريا", والنار
تتضرم في صدري:
حدّثني بالتفصيل بكل ما سمعت.
فحدثني.
و ثقوا انني لا استطيع مهما اوتيت من طلاقة اللسان, و من نفاذ البيان,ان

اصف لكم ماذا فعل بي هذا الذي
سمعت.
و انتشر في الناس الخبر و لمست فيهم العطف و الحب و المواساة...
و وصلتني برقيات تواسيني و انها لمنة ممن بعث بها و ممن كتب يعجز لسان

الشكر عن وفاء حقها و لكني
سكت فلم اشكرها و لم اذكرها, لأن المصيبة عقلت لساني, و هدت اركاني.

و اضاعت عليّ سبيل الفكر,
فعذرا" و شكرا" لاصحاب البرقيات و الرسائل.....

كنت احسبني جلدا" صبورا", اثبت للأحداث , و اواجه المصائب ,

فرأيت اني لست في شيء من الجلادة و لا من الصبر و لا من الثبات...

صحيح انه:

و لا بدّ من شكوى الى ذي مروءة-----------يواسيك او يسليك او يتوجع


و لكن لا مواساة في الموت, و السلو مخدر اثره سريع الزوال. و التّوجع

يشكر و لكن لا ينفع شيئا".

و اغلقت عليّ بابي و كلما سألوا عني ابتغى اهلي المعاذير,يصرفونهم عن

المجيء, و مجيئهم فضل
منهم, و لكني لم اكن استطيع ان اتكلم في الموضوع.
لم ارد ان تكون مصيبتي مضغة الاهواء, و لا مجالا" لاظهار البيان, انها

مصيبتي وحدي فدعوني
اتجرعها وحدي على مهل.

ثم فتحت بابي, و جعلت اكلم من جاءني, جاءني كثير ممن اعرفه و يعرفني

و ممن يعرفني و لا
اعرفه.
و جعلت اتكلم في كل موضوع الا الموضوع الذي جاؤوا من اجله,استبقيت

احزاني لي, و حدثتهم
كل حديث حتى لقد اوردت نكتا و نوادر.

اتحسبون ذلك من شذوذ الادباء؟ ام من المخالفات التي يريد اصحابها ان يعرفوا بها؟


لا والله و لكن الامر ما قلت لكم.

كنت اضحك و اضحك القوم و قلبي و كل خلية في جسدي تبكي.

فما كل ضاحك مسرور:

لا تحسبوا ان رقصي بينكم طربا"---------------فالطير يرقص مذبوحا" من الالم

اني لأتصوّر الآن حياتها كلها مرحلة مرحلة, و يوما" يوما" تمر امامي

متعاقبة كأنها شريط اراه بعيني.

لقد ذكرت مولدها و كانت ثانية بناتي, و لقد كنت اتمنّى ان يكون يكري ذكرا"

و قد اعددت له احلى الاسماء
ما خطر على بالي ان يكون انثى.
و سميتها عنان و ولدت بعدها بسنتين بنان اللهم ارحمها و هذه اول مرة او الثانية

التي اقول فيها اللهم ارحمها
و اني لأرجوا الرحمة لها و لكني لا استطيع ان اتصور موتها.
و لما صار عمرها اربع سنوات و نصف السنة اصرت على ان تذهب الى

المدرسة مع اختها, فسعيت ان تقبل من غير تسجل رسميا".
فلما كان يوم الامتحان و وزعت علماتها المدرسية و قد كتب لها ظاهريا" لتسر

بها و لم تسجل عليها.
قلت هيه؟
ماذا حدث؟
فقفزت مبتهجة مسرورة و قالت بلهجتها السريعة الكلمات, المتلاحقة الالفاظ:
بابا كلها اصفار اصفار اصفار.
تحسب الاصفار هي خير ما ينال.
و ماذا يهم الان بعدما فارقت الدنيا أكانت اصفارا" ام كانت عشرات, و ماذا

ينفع المسافر الذي ودع بيته
الى غير عودة, و خلف متاعه و اثاثه, ماذا ينفع طراز فرش البيت و لونه وشكله



زوجها عصام العطار يرثيها في ديوان صغير باسم " رحيل " منها :


"بنان" ياجبهةَ الإسلام دامية××مازال جرحك في قلبي نزيفَ دمٍ
"بنان" ياصورة الإخلاص رائعةً ×× ويامنال الفِدى والنبل والكرم
عشنا شريدين عن أهلٍ وعن وطنٍ ×× ملاحماً من صراع النور والقيم
الكيد يرصدنا في كل منعطفٍ ×× والموت يرقبنا في كل مقتحم
والجرح في الصدر من أعدائنا نفذُ×× والجرح في الظهر من صدقاننا العدم

كتب خالد التوم في مجلة المجتمع عن الشهيدة :

0000لقد عانت الأخت المجاهدة بنان كثيراً من زوار الفجر الذين طالما طرقوا دارها وانتزعوا زوجها ليلقوه في غياهب السجون، ظانين أنهم بذلك سيطفئون في قلبه شعلة الإيمان، ويخفون في أعماقه حبه للدعوة والجهاد.
وما أحوج الزوج المؤمن في هذه اللحظات الحرجة إلى زوجة قوية الإرادة تمده بالصبر والثبات، وكانت له "بنان" بحق خير معين في محنته.. فاستمعي إليها أختي وهي تكتب له في سجنه عام 1966م00000000)طالع :
https://www.khayma.com/alattar/selection/ummayman2.htm

وخطب الشيخ / عبدالحميد كشك خطبة في مقتل " بنان علي الطنطاوي "

استمع هنا:

طريق الإسلام


كتب د.أحمد البراء بن عمر الأميري مقالة بعنوان "امرأة تُبكي الرجال ! " يقول فيها:

(000موقف عايشته شخصياً مع الأخت بنان بنت علي الطنطاوي -رحمها الله- بعد ما اعتقل زوجها ، موقف جعلني أفهم معنى المقولة الشهيرة: وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة !
في عام 1964م 0000)
تابع ذلك على الرابط

https://204.187.100.80/articles/show_...d=151&artid=51

ماذا تقول ابنتها هادية عصام العطار عنها :


كانت أمي رحمها الله تعالى تُكْثِر من قراءة القرآن ، وتكثر من الدعاء

وكانت تقرأ عندما تقرأ ، وتدعو عندما تدعو ، بفهمٍ وتدبّر ، وخشوعٍ وتأثّر ؛ وكنّا نراها أحياناً وهي مستغرقة في تلاوة القرآن ، فنرى الدموع تفيض من عينيها على خَدّيها وصدرها…

وكانت - رحمها الله - تعلّمني وأخي ومن لعلّه يكون معنا الدعاء ونحن صغار

كانت تُشعِرنا دوماً 0000000000000)تابع على الرابط:
https://www.iid-alraid.de/Arabisch/Bo...b3/AQIndex.htm




مراجع :
ذكريات علي الطنطاوي الجزء السادس صفحة 122



--------------------------------------

كتب الشيخ علي عبدالخالق القرني :

هاهي [بنان الطنطاوي]؛ ابنة الشيخ الوقور [على الطنطاوي] غفر الله لنا وله، وتجاوز عنا وعنه؛ زوجة [عصام العطار] علمت مسؤولية الزوجة في البيت، وآمنت بربها، ودعت بما تستطيع، وهيأت لذلك الداعية أن يدعو إلى الله –عز وجل-. انطلق يرد الناس من الضلالة إلى الهدى، ومن الغواية إلى الهدى والهداية، فأغاظ ذلك المنافقين، والذين يَشْرَقُونَ بالنور، والذين ما يعيشون إلا في الظلام، فما كان منهم إلا أن سجنوه في سجن من السجون، فأرسلت إليه رسالة، فما فحوى هذه الرسالة 000

يا أيتها الداعية، يا أيتها المعلِّمة، يا أيتها المتعلِّمة؟ اسمعي إلى هذه الرسالة ماذا تقول لزوجها وهو في سجنه؟ تقول له: لا تحزن ولا تفكِّر فيَّ، ولا في أهلك، ولا في مالك، ولا في ولدك، ولكن فكِّر في دينك وواجبك ودعوتك؛ فإننا –والله- لا نطلب منك شيئًا يخصُّنا، وإنما نطلبك في الموقف السليم الكريم الذي يبيِّض وجهك، ويرضي ربك الكريم، يوم تقف بين يديْه حيثما كنت، وأينما كنت، أما نحن فالله معنا، ويكتب لنا الخير، وهو أعلم وأدرى سبحانه وأحكم.
انظر إلى هذه الكلمات، كيف وقفت معه وهو بعيد عنها، وقفت معه لأنها تعلم أنها على ثغرة وأنَّ ثغرةً ذهبت فسدَّت تلك الثغرة، ثم يشاء الله أن يخرج من ذلك السجن ليُشرَّد في ديار الغرب، وما أُخرج وما نُقِم منه إلا أن قال: ربي الله، واعتز بدينه ومبادئه، شُرِّد في بلاد الغرب ، ويبتليه الله –عز وجل- هناك أيضًا ليرفع درجته بإذن الله –عز وجل- ، ويوم ابتلاه الله –عز وجل- هناك بكونه يعيش بين الكفار، وكونه مشردًا عن أهله وغيرهم، يُبتلى بالشلل، يُشلُّ في ديار الغرب، لا أهل، ولا صاحب، ولا صديق، لكن له الله الذي أُخْرِج من أجله، وله الله الذي سُجِنَ من أجله، وله الله الذي دعا من أجله. فماذا فعلت هذه الزوجة؟ بعيدة عنه، بعيدة بجسمها لكن قلبها معه، وروحها معه، هدفها وهدفه واحد؛ وهو نشر دين الله، ولقاء الله، والتعامل مع الله –عز وجل-.
كتبت إليه رسالة هناك وقالت: لا تحزن يا [عصام]، ولا تأس، يرفع الله من يبتليه، إن عجزت عن السير سرت بأقدامنا، وإن عجزت عن الكتابة كتبت بأيدينا، والله معك، الله الله معك ولن يَتِرَك، ولن يضيع لك ما أنت فيه. ثم تنطلق بعد ذلك لتلحق به في ديار الغرب إلى هناك، لا لتجلس بجانبه تندب حظَّها، ولا لتجلس بجانبه وتقول: جَنَت الدعوة عليه، لا ، وإنما لتجلس بجانبه هناك، لتأخذ أفكاره، وتأخذ علمه، فيكتب هو بيدها، ويسير بقدمها، فتنشئ مركزًا إسلاميًا في ديار الكفر، فلا إله إلا الله . كم من تائبة تابت على يديها هناك، وكم من ضالة كافرةٍ لا تعرف شيئًا إلا الحياة البهيمية ردها الله على يد [بنان الطنطاوي]، هناك مع زوجها تستشيره ليعطيها المعلومات، فتنطلق ويأبى أولئك الذين يَشْرَقُون بهذا الدين أن يروا للخير قولة أو جولة، ويأتي ثلاثة رجال يبحثون عن ذلك المشلول في تلك البلاد، وما وجدوه إلا أن دلُّوا على شقته، فجاءوا فاقتحموها، وتقدموا على هذه الداعية المسكينة -امرأة في بيت غربة، وبعيدة، لكن معها الله الذي قدمت نفسها له- فإذا بها يُطلق عليها خمس رصاصات؛ في العنق، وفي الكتف، وفي الإبط، لتسقط مُدْرَجة بدمائها. أسأل الله أن يجعلها من أهل الفردوس الأعلى. أسأل الله أن يكتب لها ولمن بعدها من أهلها النعيم المقيم السرمدي الأبدي الذي لا يزول. وأسأل الله أن يوقظ في بنات المسلمين ومعلمات ومتعلمات المسلمين نماذج مثل تلك النماذج، وأَعْظَمَ من تلك النماذج.
مكانة المرأة في الإسلام

https://vb.arabseyes.com/t30726.html










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مفاخر, المسلمين, الاخوان


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:43

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc