صحيفة روسية: معسكر كبير في شمال الأردن لتدريب 11 ألف مسلح ليبي على قتال الشوارع

في معرض متابعتها لتطورات الأزمة السورية ترى صحيفة "كراسنايا زفيزدا" (النجم الأحمر) الروسية أن الهزائم المتوالية التي منيت بها المجموعات الإرهابية المسلحة في مواجهاتها مع الجيش السوري، جعلت تلك المجموعات تغير تكتيكَها، وتتخذ من العمليات الإرهابية وسيلة، للضغط على النظام، بشكل عام، وعلى قواه الأمنية بصورة خاصة. وتبرز الصحيفة ما يراه المراقبون من أن المعارضة المسلحة، تعتمد خيار الاستنزاف المتدرج لقوى النظام على المدى الطويل. ولهذا بدأت تكثف من الاغتيالات، والتفجيرات، وعمليات الكر والفر. وهي تهدف من وراء ذلك إلى إشاعة جو من الرعب في البلاد، وإلى تعطيل انتخابات مجلس الشعب المقررة في شهر مايو/أيار القادم، وإلى إفشال مهمة الوساطة، التي يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة والجامعةِ العربية كوفي عنان، بالإضافة إلى عرقلة جهود خبراء الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، الراميةِ إلى إيصال المساعدات الإنسانية لبعض المناطق السورية.
وبحسب الصحيفة فإنه وفي نهاية الأسبوع الماضي، ظهرت تقارير، تفيد بأن السلطات التركية، تدرس إمكانية إنشاء منطقة عازلة في المناطق الحدودية، التابعة لمحافظة إدلب السورية. لكن تبيّن في ما بعد أن الأمر ليس كذلك تماماً، وأن هذه الأخبار ليست إلا تفسيراً فضفاضاً لكلمات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي قال بالتحديد: إن أنقرة تنظر في جميع الخيارات، بما في ذلك، مسألة إنشاء مخيم للاجئين يتسع لـ 20 ألف نسمة، وكذلك منطقة عازلة ومناطق آمنة على الحدود مع سورية. لكن أردوغان لم يقل أبداً أن تلك الـ"منطقة عازلة" سوف تقام على الأراضي السورية، بل من المستبعد أن يكون المقصود في تصريح أردوغان الأراضي السورية.
من هنا فإن ما يروّج له الكثيرون من أن تركيا تهدّد بالقيام بعملية عسكرية في محافظة إدلب بحجة حماية اللاجئين السوريين، لا أساس له من الصحة. ومن الواضح أن الهدف من نشر هذه الإشاعات هو زيادة الضغط على الرئيس بشار الأسد، وزيادة التوتر في العلاقات السورية التركية. خاصة وأنه لم يعد سرّاً، أن الأراضي التركية تحتضن معسكراً لتدريب المقاتلين، ومقر قيادة أولئك المقاتلين.
وفي ما يتعلق بمعسكرات تدريب المسلحين للقتال ضد النظام في سورية، تؤكد الصحيفة أن هناك معسكراً كبيراً في المناطق الشمالية من الأردن، يتلقى فيه 11 ألف مقاتل تدريباتهم على قتال الشوارع، غالبيتهم ليبيون.
تجدر الإشارة هنا إلى أن السلطات الليبية الحالية، تحاول جاهدة التخلص من المشاركين السابقين في القتال ضد نظام معمر القذافي، وترحيلهم خارج البلاد. لأن من مصلحة ليبيا، إبعاد الأشخاص الذين يجدون صعوبة في التكيف مع الحياة في بيئة سلمية. وتشير التقديرات إلى أن البلدان التي عاشت "الربيع العربي"، يتواجد فيها ما لا يقل عن 100 ألف شخص، على استعداد للقتال مقابل المال، أو انطلاقاً من معتقدات متطرفة.