مع بالغ التحفظ على الأرقام الخيالية التي تنشرها الصحف الجزائرية , أعتقد ان للمشكلة سببان رئيسيان . الاول إقتصادي هو تراجع معدل سن الزواج بسبب الدراسة وتأخر دخول سوق العمل بالإضافة لأزمة السكن و هذا امر تعاني منه كل المجتمعات . و الثاني ثقافي و هو متعلق بنظرة المجتمع للمرأة و للزواج . ففي مجتمعات اخرى تتزوج المرأة في العشرين و في الثلاثين و في الأربعين و في الخمسين , و إذا وجد الزوجان عدم امكانية استمرار الحياة مع بعضهما يقع الإنفصال و تكون للمرأة فرصة لأن تتزوج مرة اخرى . اما في مجتمعنا فهو يتعامل مع المرأة بوصفها أله إنجاب و متعة , كلما تأخر سن زواجها تراجعت إنتاجيتها , لذا فنحن لا نتواني عن توظيف مصطلحات جارحة و مهينة و قاسية بحقها إذا لم تتزوج مبكرا ... مجتمعنا يضع ضغطا هائلا على الفتيات و يشعرهن أنهم كبرن و هن في عز شبابهن . فلا يوجد شيء إسمه عنوسة , ما يوجد هو تصورات بالية . فالرجل قد يتأخر في الزواج بسبب ظروف مجتمعه الإقتصادية لكنه إذا عزم على الزواج كان اول ما يفكر به هو الزواج من صغيرة السن , و إذا تنازل عن ذلك فمن اجل الزواج بإمرأة عاملة . و الحل لا يكمن لا في التعدد و لا في المهور , بل في تغير العقليات القديمة و توفر مصادر دخل للشباب .