صح عن محمد بن سيرين أنه قال: إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم.
و صح عنه انه قال: كانوا لا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم، فينظر غلى اهل السنة فيؤخذ منهم و ينظر غلى أهل البدع فيتركون.
و التحذير من المخالف الذي خالف الحق و اهله ((ظلما و عتوا و عنادا و تكبرا)) واجب شرعي و هو كما لا يخف من فروض الكفاية و قد يتعين على البعض.
و سلفنا الصالح و على رأسم الصحابة رضي الله عنهم أعلم منا بالغيبة المحرمة و أحوالها و لكنهم لم يعدوا ((الرد على المخالف و بيان ضلاله)) من الغيبة بل حسبوه قربة و دينا بل جهاد في سبيل الله قد يكون أبلغ من الجهاد بالسيف و السنان.
و آثارهم في هذا الباب أكثر بكثير من ان تحصر، و أرفع من أن تحصر، و هي مشهورة في تكبهم و مقالاتهم قديما و حديثا و لا أظنك تجهل كتب السير و الأخبار و أحوال الرجال و الناس فقد ملئت بهذا بل هناك من صنف كتبا مستقلة ((ككتب الضعفاء و المجروحين و المتهمين))
و قد فصل الإمام النووي - يرحمه الله - في باب الغيبة من كتابة المعطار (رياض الصالحين)) في الغيبة المحرمة و ما قد يظن انه غيبة و هو ليس بذاك و منه الرد على المخالف. فراجعه إن شئت و كنت باحثا عن الحق منصفا.