يقــــــــــول أحدهم:
كنت أمشي في غــــــــابـــة ...وإذ بي أرى من خلـــفي أسدا عظيما أسودا... فهرعت أجري وهو يجري من خـلفي إلى أن سقطت في بئـر
فقلت حمدا أنني نُجيت من ذاك الأسد ...وإذ بي أسمع فحيح أفعى داخل ذلك البئر المظلمـ
فهرعت أبحث عن طريق للنجاة
وإذ بي أرى حبلا فتمسكت بـه .. إذ بفأر أبيض وآخـر أسود يأكلان ذلك الحبل
فازداد خوفي وفزعي وظننت أنه لا ملجأ ولا نجاة
ثم حاولت أن أستند إلى جدار من جدران البـئر فأحسست ببعض الرطوبـة
فلعقت أصبعي وإذ بـه عسل صاف
فانشغلت بلعق العسل ونسيت الهم الذي كنت فيـه
إلى أن فقت من نومـــي
فهل لي أن أرى تأويلا لرءيـاي
قال أحدهم:
أما الأسد الأسود فهو الموت
وأمـا البئـر فهو قبركـ
وذاكـ الحبل هو عمركـ
والفأران هما الليل والنهار يأكلان أيام عمـركـ
وأما ذاك العسل الصافي فهو حلاوة الدنيا شغلتكـ بها وأنستكـ عبئا الآخـرة