وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم أختي الفاضلة
أسباب فشل المناقشة التي أعتذر أني دخلت فيها أصلا موجودة في ذلك الموضوع من وجهة نظري ومن وجهة نظر الأخ المناقش والله المستعان، وقد ذكرت في مشاركة منفصلة بعض ما ينقمه البعض ممن لا يعرف أصلا منهج الظاهرية إنما هي كلمات يتلقفها بحسن ظن أو بسوء ظن.
وجزاك الله خيرا أنك لم تضعي نفسك في شيء من المذاهب والفرق وأشد على يديك في هذا فإنه والله النجاة.
فالإسلام سبيل واحد وهو كما تفضلتِ الكتاب والسنة فقط.
ما أجمله من إسم ذلك الذي سمانا به رب العزة والجلالة (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ)
الدين يسر ومبيّن كما قال تعالى (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ)
فأرشد الباري عز وجلّ المسلم في أول الآية إن جهل حكما في الشرع أن يسأل أهل الذكر (والذكر هو القرآن والسنة، فأهله هم العالمون به المتبحرون فيه وليس من أطلق العنان لعقله في دين الله أو أطلق لسانه بالثلب في أعراض المسلمين) ولكن لم يطلق الله تعالى سؤالهم، لم ؟
لأن الدين دين الله وأهل العلم إنما هم مبلغون فقط لا غير ! قال تعالى (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ)
فقال تعالى (بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ) أي بالحجج والبراهين، فكلام أهل الذكر الواجب قبوله على المستفتي هو ما كان فيه نص من الكتاب أو نص من السنة فقط، أما إن قال للمستفتي : هذا رأيي وهذا قول مشايخنا وهذا الذي عليه جملة من علمائنا وهذا الذي عليه ا لفتوى في البلاد وهذا الذي عليه المذهب فكلها أقوال ليس دينا.
والمشكلة أن بعض المقلدين قد يظن أن هذا طعن في العلماء فأخذته الحمية لهم ولم تأخذه الغيرة على دين الله تعالى من أن يُزاد فيه أو يُقال فيه بغير ما هو منه، قال تعالى (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ) فكل ما لم يأذن به الله فهو شرك والله أحق أن نرضيه، قال تعالى (وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
ومن قال أن الدين عسر وطلاسم نحتااج لفك شيفرته لغير الله ورسوله فقد أعظم الله الفرية واتهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعدم البيان.
أنا لا أدعو لطائفة أو فرقة أو مذهب إلا لقول واحد أحيى وأموت عليه بإذن الله (الكتاب والسنة على ظاهرهما من اللغة بلا رأي ولا قياس ولا استحسان ولا ظنون ولا تقليد) ووظيفة العقل هي فهم خطاب الشرع لا التشريع والاقتراح.
فإن كان هذا القول ضلالا فليتفضل من ينكره بإبراز الحجج على بطلانه. وبطريقة موضوعية كما قالت الأخت ، وليس بنسخ كومة من الأقوال فيها المحترم وفيها القبيح.
وإن كان حقا (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ)
ملاحظة : إن الكثرة والقلة ليس ميزانا يوزن به الحق، وكذا الاشتهار وعدمه، فقلة القائلين بحصر الدين في الكتاب والسنة وحصر الحق فيها ورفض ما سواهما وإن كانوا قلة في هذا الزمن وغير معروفين فليس هذا مسوغا لاستهجان قولهم فلينظر المنصف لحقيقة قولهم ولا عليه منهم أصلا،
وملاحظة أخرى : أصحاب هذا القول كانت لهم دولة هنا في المغرب العربي الكبير حفظت فيها المخدرات في بيوتهن الكتاب العزيز وسنن أبي داود، ثم حصلت فتن في آخر دولتهم يطول المقام بذكرها وتفصيلها.
همسة : الكلام عام وهو تقعيد وليس اتهام حتى نخرج من تلك الاسطوانة الممجوجة (من تقصد؟)
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.