"حوار بين قلم و معلم"
•    في ليلة من الليالي يا أحبابي، ليلة ليست ككل الليالي الخوالي. 
•    كنت أسامر جليسي وأستأنس به، في وحدتي من غير البشر، قلمي. 
•    قلت لقلمي أنت أنيسي و حبي الأول، في عالم مجرد و افتراضي.
•    لكن ربي في عالم الوجداني هو انشغالي، لا مكان لك مع ربي يا قلمي.
•    في صغري في مدرستي كان لي حُلمي، فكنت أنت رفيقي وحدك يا قلمي.
•    في حلمي أراك من جنس الإنس، أستفرد بك لحل مسائلي مع معلمي.
•    ما لي لآمالي ومآبي مالت إليك، و ملُت أحلامي وأفلت من ذي روح و لحم.
•    هاج و ماج الإنس ثم صال وجال ، و إلى المال استمال فجنى إلا الألم.
•    صار العالم عند الجاهل من الخدم، والعزيز ذليلا في قومه غريب المعالم.
•    من الوحشة استأنست الكتب بالعناكب، و اتخذت بعد الهجران الكُعْدُبةُ دارا.
•    ما كان بالأمس عار صار الغبار جار، تقتات الفئران من العلم بلا دينار  
•    المكتبات حولوها صارت محجا،لأهل البطون لفن الأكل كانت مدرارا يا للعار.
•    كان العلم بالأمس سيد العوالم، فصار مُطأطَأ الرأس اسْتَصْغَرَهُ الحكام.
•    و القلم من الغَابِرِ غريب بين الأصابع، قالوا للوحة المفاتيح سلامًا فقالت سلامٌ.
•    يا قلمي وهل علمت ما حال التلاميذ، قال من ملوثات صوتية و منكرات سمعية
•    وموضات مُبتدعة وفنيات الغش كان مَنْهَلهم و للعلم و الخُلق كانت هجرتهم جلية
•    فصبرا يا آل قلم فللصبر خيرا وأجرا، إن الأقوام جَاؤُا بشيء نكرا و إمرا.
•    هل أتبعك و تأخذني إلى عالمك المثالي، إنّ عالمي صار عجبا و سرابا يا قلمي.
•    فرأيته في صغري ثم في أحلامي، و رغبته في الكبر فأنت آمالي و رجائي.
•    قال هو غير ذلك مما بدا لك يا سيدي، إن اتبعتني فلا تسألني إلا ثلاث يا أخي.
•    لا بأس قلت فخذني و طُف بي في، الافتراضي أخذ بيدي و جال بفكري.  
•    فرأيت ثم رأيت ما لا عين رأت، ما هذه ؟ من هذا؟ و من هؤلاء؟ يا قلمي.
•    هذه مدن آل قلم وهي مدن من كتب، فيها بيت شيدها آبائي و أجدادي.
•    أما هذا فهو خشب مكدس كان يوما، من شجر يصاغ منه القلم أيام عزتي.
•    و هؤلاء هم الحروف متنوعة الرسم، والشكل والملة نرعاهم حق رعاية.
•    جُبلَ القلم لخدمة البشر و نشر الخير، و أيدي الشر جعلوا منا طرائق قدَدًا.
•    منا القاسطون و منا المقسطون، لم نرغب أن نكون بددا ولم نظلم أحَدًا.
•    بين أصابع القاسطين كنا شططا، و بين أنامل المقسطين كنا لهم جُندًا 
•    ثم بفخر قال كفانا عزة أن أقسم الرب، العظيم في أعز كتاب هو القرآن.
•    و أكرمنا و ما أدراك ما أعظمه كرما اسم " القلم" بين سُوَر الفرقان.
•    فقال عزمن قائل "ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ 1 مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ.
ملاحظة: أستسمح زملائي إن كانوا لم يستسيغوها أو لم ترق إلى مستوى ما  أو كانت فيها  أخطاء فاسأل النصح و التوجيه أما إذا كانت مقبولة نوعا ما ، فلي الحلقة الثانية من "الحوار بين القلم و المعلم" و تقبلوا منا أزكى و أجمل معاني التقدير و الاحترام
الكُعْدُبةُ: بيت العنكبوت