كنت دائما لا أصدق هته التراهات من أن جهاز المخابرات يدير الدولة بهته الصفة الفجة التي يصورها البعض خاصة من التيار الإسلامي المتشدد و بأن المؤسسة العسكرية هي التي تتحكم في كل صغيرة وكبيرة في البلاد ... لكن قناعتي ترسخت بعد شهادة إسلاميين أنفسهم بل ومن رموز التيار الإسلامي ... أولهما كانت شهادة السيد أبو جرة سلطاني عبر قناة الجزيرة منذ شهر تقريبا عندما سأله صحفي الجزيرة عن تحكم المؤسسة العسكرية في كل شيئ بما في ذلك مؤسسة الرئاسة فأجاب بالنفي و بأن هذا الكلام لا يتعدى كلام الصحف و أضاف ما لمسته أن المؤسسة العسكرية لم يحدث أن تدخلت في أمور السياسة و لم يشتكي أي وزير أو مسؤول من حركتنا من تدخل مسؤول عسكري في أمر سياسي ... و في مرة ثانية كانت منذ أسابيع قليلة عندما إستضافت قناة المغاربية السيد عبد المجيد مناصرة و أراد الصحفي أن يُقَوٍله و يفتك منه سبقا بأن المؤسسة العسكرية هي التي تسير الدولة وحتى رئاسة الجمهورية و أعتقد أن الجميع تابع رد السيد مناصرة الواضح بأن هذا الكلام غير صحيح وهو كلام جرائد وصحف ....
لم نقل أنه لايكون تدخل البتة لأن الجميع يعلم أن الرأي الإستشاري للمخابرات يحدث في أكثر الدول ديموقراطية و أكبرها و للسي آي آي قول في إختيار الرئيس ... كما تبقى تجربة الجزائر الديموقراطية فتية وهي الدولة التي عرفت غداة الإستقلال حكما شموليا و عرفت إنتكاسة خلال سنوات التسعينات بعد إنفراج ديموقراطي صغير جعلت الجيش يسيطر على الحياة السياسية مرة أخرى... لكنني أعتقد و كما يرى ذلك العديد من المراقبين أن الجيش إنسحب تدريجيا من اللعبة السياسية .