الوسائل الخفية لضرب الدعوة السلفية - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الوسائل الخفية لضرب الدعوة السلفية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-12-18, 19:40   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

واجبنـــا تجـاه السلفيـة


واجبنا تجاه السلفية

من خطبة مفرغة للشيخ سلطان العيد

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق؛ ليظهره على الدين كلِّه وكفى بالله شهيداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيداً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّما تسليماً مزيداً، أما بعد :
* فيقول الله عز وجل في محكم التنزيل: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ). قال العلامة السِّعدي:"وهذا يشمل النِّعم الدينية والدنيوية، (فَحَدِّثْ) أي: أثنِ على الله بها، وخصصها بالذكر إن كان هناك مصلحة، وإلا فحدِّث بنعم الله على الإطلاق، فإن التحدُّث بنعم الله داعٍ لشكرها، وموجبٌ لتحبيب القلوب إلى من أنعم بها؛ فإن القلوب مجبولة على محبة المحسن". ا.هـ
ومن هذه النِّعمِ الجليلة والمِنَحِ العظيمةفي أيامنا : ظهورُ السُّنَّة، واندحارُ البدعة، وإقبالُ الناس شرقاً وغرباً على التمسك بالمنهج المبارك: المنهج السلفي. وعلى الانضواء تحت راية أهل السنة السلفيين؛ الذين يهدون بالحق وبه يعدلون؛ من الصحابة الأخيار، والتابعين لهم بإحسان، والأئمة المهديين؛ كالأئمة الأربعة ومن سار على نهجهم من العلماء الأبرار، كشيخ الإسلام ابن تيمية، والإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب، وغيرهم من العلماء الناصحين الأخيار.
* ومن عجيب صُنع ربنا تعالى: أنَّ أهل الباطل قد أجلبوا بخَيْلهم ورَجْلِهم للصدِّ عن سبيل أهل السنة السلفيين، فروَّجوا الأباطيل، وافتروا الأكاذيب، واختلقوا الشُّبه، ومكروا مكراً كُبـَّاراً . ولكن أبى الله إلا أن يُظهر نوره، وينصر سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فشرحَ الصُّدورَ لهذه العقيدة الصافية، وساقَ القلوبَ إلى منهج السلف الصالح، وخذلَ أهلَ الباطلِ، وردَّ كيدهم، فالحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً.
* وهذه النعمة المباركة التي نعيشها اليوم،للمؤمن الموحِّد معها آداب شرعية، وضوابط مرعية، منها :
أولاً: حمدُ الله وشُكره على هذه النِّعمة؛ فإن النِّعمَ تدومُ بالشُّكْرِ، وتَـزُولُ بِضِدِّه. وهذه النِّعمةُ الدينية أعظمُ عند الموحِّد من النِّعم الدنيوية.
ثانياً: الثباتُ على هذه العقيدة الصافية، والسعي لنصرتها والذب عنها ونشرها أكثر مما هي عليه الآن؛ لأن أهلَ السُّنة إذا أهملوا الدعوة إلى عقيدتهم والرد على ما يضادها : تسلَّط عليهم أهل الأهواء والبدع؛ فأفسدوا عليهم شبابهم وعوامهم.
ثالثاً: الحرصُ على التعلُّمِ والتَّعليم؛ فإن هذه العقيدة إنما تُنصر بالعلم والحجة والبرهان، وأهل الباطل عندهم شبهٌ وأباطيلُ لا يمكن للسلفي ردُّها إلا إذا كان ذا علمٍ وبيان.
* والدعوات السلفية التي اعتنى أهلها بالعلموالتعليم بقيت وانتشرت وأثمرت؛ كدعوة شيخ الإسلام ابن تيمية - قدَّس الله روحه- وتلامذته من بعده كالإمام ابن القيم والحافظ ابن كثير، ودعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب – غفر الله له وأجزل له الأجر والثواب- فإنه لم يَمُتْ حتى خلَّف عدداً كبيراً من تلامذته، قاموا بالدعوة والبيان، حتى أصبحوا فيما بعدُ علماءَ البلدان، وأنصارَ السُّنة بالحجة والبرهان.
* وكذلك الدعوات السلفية التي هي من ثمراتتلك الدعوة الإصلاحية، في عموم البلدان الإسلامية: كدعوة أهل الحديث في الهند وما حولها، ودعوة أنصار السنة في مصر، ودعوة العلامة الألباني في الشام، والعلامة تقي الدين الهلالي في المغرب ، ودعوة العلامة مقبل الوادعي في الديار اليمنية، وغيرها من الدعوات الإصلاحية التي قامت على العلم والتعليم، والدعوة إلى الله على بصيرة وهدى، بقيت ثابتة راسخة.
* ومما يُضعفُ الدعوة السلفية : انصرافُ بعض أتباعها عن العلم والتعليم، وحفظ المتون وتدارس السُّنن، إلى القيل والقال؛ الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فيكتفي بعضهم بالانتساب إلى السلفية دون تعلُّمٍ وتفقهٍ في منهج السلف وعلومهم. ويزدادُ الأمرُ سوءًا إذا تصدَّر هؤلاء العوام في أمر دعوي سلفي؛ فيفسدون من حيث يريدون الإصلاح. وأهل السنة - بحمد الله- الرياسة عندهم في الدين: لأهل العلم الناصحين؛ كما ورد في الحديث: «..حتى إذا لم يبقَ عالمٌ ؛ اتـَّخذَ النَّاسُ رؤوساً جُهَّالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علمٍ فضلُّوا وأضلُّوا».
* ونصيحتي لمن رزقه الله علماً من إخوانناالسلفيين : أن يبذُلَ علمه في المساجد ودور التعليم وغيرها، وأن يجلس لتعليم الناس أمر دينهم، وتبصيرهم في المنهج السلفي.
رابعاً: الحرصُ على الدعوة إلى المنهج السلفي، فإن السلفيَّ الناصح مفتاحُ خيرٍ لإخوانه، يدعوهم بالعلم والحكمة والوضوح في الدعوة، ويحذرَ كتمان الحقِّ مُراعاةً للخلق بدعوى الحكمة! فإن هذا خلاف البلاغ المبين الذي أمر الله به الأنبياء والمرسلين.
خامساً: التَّجرُّدُ للحقِّ والبُعد عن التحزُّب للأشخاص، فإذا كان أهل السنة السلفيين ينهون عن التعصب للأئمة الكبار المُـتَّبعين كأحمد بن حنبل ومالك والشافعي وغيرهم، فكيف بمن هو دونهم ؟! وإذا كان أهل السنة مع توقيرهم وإجلالهم وتدارسهم لكتب فقهاء الملة؛ إلا أنهم ينهون عن التعصب المذهبي؛ ذلك أن العبرة بالدليل الشرعي.
أقول: إذا كان الأمر كذلك : فهم ينهون عما يسميه العلامة الألباني – غفر الله له- "التعصُّب للمشايخ"، فإنه قد جنى على الدعوة السلفية وأنبت : حزبية خفيَّـة ! فتراهم يُحذِّرون من الحزبية البغيضة وهم واقعون في نوعٍ منها، شعروا أم لم يشعروا ! وترى هذا واضحاً عند الخصومات والاختلاف ؟! فاللهم اكفنا شرَّ الفتن، ما ظهر منها وما بطن .. والواجبُ على السلفي : أن يبحث عن الحق، وأن يكون متبعاً للدليل، مع توقير الأئمة والعلماء.
سادساً : التراحمُ فيما بينهم؛ فقد كان السلف يقولون :"إذا سمعتَ برجل من أهل السنة في المشرق أو المغرب، فابعث إليه بالسلام، ما أقلَّ أهل السنة". والله عز وجل وصفَ سلفنا الصالح بأنهم (رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)، فليكن هذا من سيما أهل السنة، ومن أخلاقهم المرعية عند التعلم والتعليم لإخوانهم ومناصحتهم، وعند التعامل بينهم. وإذا نُزع التراحم من بين أهل السنة؛ تفرَّقوا، واختلفوا، وسَرقَ أهلُ الأهواءِ مَنْ كان ضعيفاً منهم، فاللهم ثبتـنا يا عزيزُ يا غفَّار .
سابعاً: الحذرُ من القولِ على الله بلا علم، والحذرُ من دخولِ المرءِ فيما لا يعينه، فأهلُ السُّنة اليومَ - بحمد الله- لا تخلوا منهم بلاد، وهم أقسام: فمنهم العامي: وكثير من شبابنا من هذا الصنف، ومنهم طلبة العلم وهم درجات، ومنهم العالم. فعلى العامي أن يعرف قدر نفسه، وأن لا يخوض فيما لا يحسنه من مسائل الدين، بدعوى نصرة السنة !؛ لأن السنة لا تنصر بالتكلم في دين الله بلا علم.
وعلى العاميِّ السلفي: أن لا يتصدَّر في مجادلةِ أهلِ الأهواء والبدع، فقد يُلبِّسون عليه دينه بما عندهم من شُبه، وليس عنده من العلم ما يردُّ به ضلالهم شبههم.
فعلى العوام والشباب السلفي : الإقبالُ بقلبٍ صادقٍ على طلب العلم، وسؤال العلماء عمَّا يشكل عليهم.
ثامناً: الصَّبرُ وحسنُ الظَّنِ بالله، فإذا ما تكالبَ الأعداءُ عليكم فاحسِنُوا الظنَّ بربكم، وأيقنوا أن الله ناصرٌ دينه، ومعزٌّ أوليائه، وانظروا إلى من سبقكم من أهل السنة؛ كالإمام المبجَّل أحمد بن حنبل، بقي وحيداً في الفتنة يصدع بالحق ويصبر على الأذى، حتى أظهر الله أمره، وأعزَّ شأنه، وجعل محبته في قلوب الموحدين. فاصبروا – بارك الله فيكم- ولا تهنوا ولا تحزنوا، واعلموا : أن كيد الشيطان وحزبه ضعيف، وأن العاقبة للمتقين.
تاسعاً: الحذرُ من مداخل الشيطان وحزبه، فإنهم يسعون في الإفساد بين أهل السنة السلفيين، وإثارة الفتن بينهم، وإيغار صدورهم، والتحريش بينهم، بالنميمة وإشاعة الأكاذيب، وتشكيك السلفي في أخيه، وإلقاء الظنون الكاذبة؛ حتى تتفرق الكلمة، ويتعادى الإخوة، قال تعالى: (لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ).
* والواجبُ على السلفي الذبُّ عن أعراض أهلالإيمان،فإذا نُسبَ لأخيه المعروف بالسنة شيءٌ من الباطل؛ عليه أن يعمل بهذه الآية الكريمة التي أدَّبنا الله بها؛ فقال عز وجل: (لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ)، وبالآية الأخرى: (لوَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ).
عاشراً : التواضعُ ولينُ الجانب لأهل السنة السلفيين؛ ومن البلايا المُردية، والرزايا المُخزية أن يغترَّ المرءُ بعمله؛ فإذا ما صدر منه شيءٌ من النُّصرة لهذه الدعوة السلفية ترفَّع على إخوانه بهذه السابقة، ورأى أنه أحقُّ من غيره – وإن كان غيره أعلم منه وأتقى وأنفع- ، وهذا مما يقدح في تلك السابقة، والله أعلم بمن يكلمُ في سبيله، والحيُّ لا تؤمن عليه الفتنة، فنسأل الله الإخلاص والثبات على السنة.
والواجب على السلفي إذا كان له شيءٌ من النصرة للسنة : أن يحمد الله على هذه النعمة والسَّبْق، ويسأل ربه الإخلاص والقبول، وأن يكون هيِّناً ليناً مع إخوانه، باذلاً لهم النصح، راجياً لهم الخير.
بارك الله في الجهود وسدد الخطا، ووفق إخواننا إلى سواء السبيل، وثبتنا وإياهم على السنة حتى نلقاه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.








 


رد مع اقتباس
قديم 2011-12-21, 17:01   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
علي عيش
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك، وضعت الأصبع على الجرح










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-21, 17:41   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
L'optimisme
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية L'optimisme
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

<اللهم ارن الحق حقا و ارزقنا اتباعه وارن الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه>
اخي جمال البليدي
جزاك المولى عن المسلمين جميعا جنات النعيم
و جعل قلمك ناصرا للدين وثبت قلبك على الصراط القويم
لا حُرمت الامة امثالك










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-30, 03:40   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا ولكم بمثل مادعوتم لي وزيادة إن شاء الله..









رد مع اقتباس
قديم 2011-12-30, 04:28   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
chicou
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية chicou
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

باارك الله فيك على المجهود الرااائع

جعله الله في ميزان حسناتك










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-30, 07:06   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
مشكاة الهدى
رحمها الله
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم


بارك الله فيك على الافادة والتوضيح
احيي فيك متابعتك للمواضيع
دمت بخير










رد مع اقتباس
قديم 2011-12-31, 04:51   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:

أحسن الله إليكم ونفعني وإياكم بالعلم النافع والعمل الصالح.



نصيحة ودية إلى أبناء الأمة الإسلامية وحملة الدعوة السلفية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فإنا معشر أمة الإسلام قد ميزنا الله على سائر الأمم بأننا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، قال الله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ )(آل عمران: من الآية110)؛ وقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : (( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)).
وكلفنا ربنا أن نكون قوامين بالقسط، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالـِدَيْنِ وَاْلأقْرَبِينَ)(النساء: من الآية135)الآية.
وأمرنا بالتعاون على البر والتقوى ونهانا عن التعاون على الإثم والعدوان قال الله تعالى: ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)(المائدة: من الآية2).
وأمر بالجهاد نشراً للدين وذباً عنه؛ الجهاد بالسيف والسنان ، وأمرنا بالجهاد بالبيان والحجة والبرهان وهو جهاد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
وأمر بالصدق وتحريه ونهانا عن الكذب وتحريه قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: ((عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً)) .
وحذرنا من الظن الكاذب فقال عليه الصلاة والسلام: (( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث)).
وأمرنا بالأخوة والحرص على التآخي قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (( المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يخذله، كل المسلم على المسلم حرام عرضه وماله ودمه، التقوى هاهنا بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم)) رواه الترمذي وقال حديث حسن. وقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (( لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله : التقوى هاهنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه)) رواه مسلم.
وأمرنا بالنصيحة قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (( الدين النصيحة فقلنا لمن يا رسول الله ؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )).
وأمرنا بنصر المظلوم والظالم ، فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال رجل: يا رسول الله ، أنصره إذا كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره ؟ قال تحجـزه، أو تمنعـه، من الظلم فإن ذلك نصره )) رواه البخاري.
وأخبرنا أن الظلم ظلمات يوم القيامة قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً)(النساء:40)؛ وقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في الحديث القدسي : ((يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا )) .
وحرم الغلو في الدين قال الله تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ )(النساء: من الآية171)؛ وقال النبي –صلى الله عليه وسلم- : ((إياكم والغلو فإنه أهلك من كان قبلكم غلوهم في دينهم)) وقال الرسول –صلى الله عليه وسلم- : ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم .. )) الحديث.
وحرم التعصب فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ((.. ومن قتل تحت راية عمية يدعوا لعصبية أو ينصر عصبية، فقتلته جاهلية )) الحديث رواه مسلم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى (المجموع 28/16):
"وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس ويفعلوا مايلقي بينهم العداوة والبغضاء بل يكونون مثل الإخوة المتعاونين على البر والتقوى كما قال تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)(المائدة: من الآية2). وليس لأحد منهم أن يأخذ على أحد عهداً بموافقته على كل ما يريده، وموالاة من يواليه، ومعاداة من يعاديه، بل من فعل هذا كان من جنس جنكيزخان وأمثاله الذين يجعلون من وافقهم صديقا موالياً ومن خالفهم عدواً باغياً . بل عليهم وعلى أتباعهم عهد الله ورسوله بأن يطيعوا الله ورسوله، ويفعلوا ما أمر الله به ورسوله، ويحرموا ما حرم الله ورسوله ويرعوا حقوق المعلمين كما أمر الله ورسوله ، فإن كان أستاذ أحد مظلوماً نصره، وإن كان ظالماً لم يعاونه على الظلم بل يمنعه منه ، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (انصر أخاك ظالما أو مظلوما) ، قيل: يا رسول الله! أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالماً؟ قال: (تمنعه من الظلم فذلك نصرك إياه)".
هذه الأمور والمزايا العظيمة والمبادئ القويمة يجب أن تقوم بها هذه الأمة وأن ترعاها حق رعايتها أفراداً ومجتمعات وشعوباً وحكاماً، وخاصة العلماء وطلاب العلم، وبالأخص المنتسبون إلى السنة والجماعة.
وإن في تجاوزها أو تجاوز شيء منها فساد عظيم في الدنيا والدين يؤدي إلى طمس هذه المعالم العظيمة وفي ذلك شر خطير وفساد عظيم.
ومما لا يشك فيه عاقل أنه قد حصلت تجاوزات عظيمة وظلم وخيم شديد لمن يقول كلمة الحق، فيرد ما معه من الحق مع تحقيره وإهانته، وهذا شيء بغيض منكر لو صدر من كافر فكيف من مسلم.
فعلى الأمة وخاصة شبابها الذين هم عمادها أن يحترموا الحق ويعظموه، وأن يحتقروا الباطل ويقمعوا أهله كائنين من كانوا، وبذلك يعزهم الله ويكرمهم ويعلي شأنهم ، وفي العكس بلاء وضلال وفتن وسخط من الله وعقوبات في الدنيا والآخرة، ومن هذه العقوبات تسليط الأعداء عليهم حتى يرجعوا إلى دينهم الحق، ويلتزموا به حق الالتزام وفق الله الجميع لما يرضيه.
كتبه الفقير إلى عفو الله ومغفرته
ربيع بن هادي عمير المدخلي
في 16صفر 1422هـ











رد مع اقتباس
قديم 2011-12-31, 13:35   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
رنوش 2011
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية رنوش 2011
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوع قيم اخي الفاضل










رد مع اقتباس
قديم 2012-02-03, 03:21   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

نصيحة وذكرى لكل من يتكلم باسم السلفية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.

أما بعد:
فهذه نصيحة وذكرى لكل من يتكلم باسم السلفية، ولكنه عند الامتحان وعندما توجه إلى كبدها الرماح والسهام من أهل المكر وأهل الفتن والشغب، لا نجده من جنودها، ولا من المناضلين عنها، ونجد منه العجائب والغرائب.

لقد ظهر من أدعياء السلفية المتربصين بها وبأهلها من المواقف والأعمال المضادة للسلفية ومنهجها وأصولها ما تشيب له النواصي.

من تلك المواقف:

1- الدفاع عن أهل البدع الكبرى من الحلول ووحدة الوجود ووحدة الأديان ( 1) وأخوة الأديان ومساواة الأديان، وخرافات وشركيات، والشهادة لهم بأنهم من أهل السنة، بل وصل الأمر ببعض رؤوسهم إلى أن يزكي عتاة الروافض وعتاة الصوفية، ويصفهم بأنهم علماء ثقات، ويزكي مذاهبهم، ويؤيده على كل ذلك أتباعه الجهلاء.

2- والحرب الفاجرة الظالمة لأهل السنة وتشويههم وتشويه منهجهم وأصولهم.

3- اختراع أصول مضادة لأصول أهل السنة ومنهجهم لمحاربة أهل السنة وللدفاع عن أهل تلك البدع الكبرى، مثل:
أ- "نصحح ولا نجرح".
ب- ومثل "المنهج الواسع الأفيح الذي يسع أهل السنة -على اصطلاحهم هم-، ويسع الأمة كلها"، ولكنه يضيق بأهل السنة وبمنهجهم وأصولهم.
جـ- ومنهج الموازنات.
د- وحمل مجملات أهل الضلال على مفصلاتهم، مع أن مفصلاتهم الواضحة تدينهم قبل مجملاتهم.
وغير ذلك من الأصول التي أدانها أهل السنة وبيّنوا بطلانها وزيفها.

4- وللتملص من الحق والثبات على الباطل أنشؤوا:
أ- قاعدة:"لا يلزمني".
ب-وقاعدة "لايقنعني".
ج-والحرب على أصل الجرح المفسر.
د- ورد أخبار الثقات.
هـ- واشتراط الإجماع لتبديع أي مبتدع، مهما قامت الأدلة والبراهين، التي تستوجب تبديعهم، ومهما كانت منـزلة من حكم بهذا التبديع، ومهما بلغوا من الكثرة، فإذا خالفهم واحد من أهل الأهواء سقط هذا التبديع.
و- ووضعوا قاعدة لسب أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-، بأقبح أنواع السب، ألا وهو وصفهم بالغثائية، لما طولبوا بالاعتذار منها، قالوا: ليست سباً، ليست سباً، وقالوا: إن صدر هذا اللفظ من سني فليس سباً، وإن صدر من رافضي صار سباً، وثبتوا على هذا منذ عام (1424هـ)، إلى يومنا هذا.

وهذه الأصول صارت منابع لفتن كقطع الليل المظلم.

يرافق كل هذه البلايا استكبار وعناد ومكابرات تجاه من ينصحهم ويبين انحرافاتهم وخطلهم.
ومع هذه الرزايا والبلايا وغيرها نجد من يزكيهم ويحكم لهم بأنهم من أهل السنة.
وهاك جملة من الأحاديث النبوية أُذكر بها هؤلاء القوم لعلهم يتذكرون، وعن ما هم فيه يزدجرون.

1- عن قيس بن أبي حازم قال:
قام أبو بكر -رضي الله عنه -، فحمد الله عز وجل وأثنى عليه فقال: "أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية ( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ) وإنكم تضعونها في غير موضعها، وإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:" إذا رأى الناس المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب".
وهو حديث صحيح.
أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (1/5)، وأبو داود في "سننه" حديث (4338) وابن ماجه في "سننه" في الفتن حديث(4005)، وأخرجه غيرهم من الأئمة.

2-وعن حُذَيْفَة بن الْيَمَانِ -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " وَالَّذِي نَفْسِي بيده لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عن الْمُنْكَرِ أو لَيُوشِكَنَّ الله أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا منه ثُمَّ تَدْعُونَهُ فلا يُسْتَجَابُ لَكُمْ".
أخرجه الترمذي في "الفتن" حديث (2169)، وقال: هذا حديث حسن، لكن في إسناده ضعف.
والإمام أحمد في "مسنده" (5/388).
وتحسين الترمذي إنما هو من أجل أن له شاهدين.
أحدهما - من حديث عائشة -رضي الله عنها-، أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" ( 6/159) نحو معناه وفي إسناده ضعف.
وثانيهما - من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، أخرجه البزار في "مسنده" حديث ( 8508)، والخطيب في "تأريخه" (13/92)، وبمجموع هذه الطرق يرتقي هذا الحديث إلى درجة الحسن لغيره، وقد حسنه العلامة الألباني في "صحيح الجامع" (6947).

3- وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "ما من نَبِيٍّ بَعَثَهُ الله في أُمَّةٍ قَبْلِي إلا كان له من أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ، يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ، ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ من بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مالا يَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ مالا يُؤْمَرُونَ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بيده فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَيْسَ وَرَاءَ ذلك من الْإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ".
أخرجه مسلم في "الإيمان" حديث (50)، وأبو عوانة (1/35، 36)، وابن منده في "الإيمان" (ص183، 184).

وفي هذه الأحاديث بيان من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لخطورة المنكرات من بدع ومعاصٍ.
وخطورتها وسوء عواقبها لا تقتصر على مرتكبيها، وإنما تتناول من يداهن أهلها ويجاملهم، وتتناول من يدافع عنها وعن أهلها من باب أولى وأولى، ويشتد الأمر عليه جداً إذا حارب من ينكرها من أهل الحق القائمين على حدود الله، والمجاهدين لأهل الضلال والفتن.

4- وعن النُّعْمَان بن بَشِيرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قال: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "مَثَلُ الْمُدْهِنِ فِي حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا مَثَلُ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا سَفِينَةً فَصَارَ بَعْضُهُمْ فِي أَسْفَلِهَا وَصَارَ بَعْضُهُمْ فِي أَعْلَاهَا فَكَانَ الَّذِي فِي أَسْفَلِهَا يَمُرُّونَ بِالْمَاءِ عَلَى الَّذِينَ فِي أَعْلَاهَا فَتَأَذَّوْا بِهِ فَأَخَذَ فَأْسًا فَجَعَلَ يَنْقُرُ أَسْفَلَ السَّفِينَةِ فَأَتَوْهُ فَقَالُوا مَا لَكَ قَالَ تَأَذَّيْتُمْ بِي وَلَا بُدَّ لِي مِنْ الْمَاءِ فَإِنْ أَخَذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَنْجَوْهُ وَنَجَّوْا أَنْفُسَهُمْ وَإِنْ تَرَكُوهُ أَهْلَكُوهُ وَأَهْلَكُوا أَنْفُسَهُمْ".
أخرجه البخاري في "صحيحه"، في الشهادات حديث (2686)، والإمام أحمد في "مسنده" ( 4/ 268، 269)، والترمذي في "الفتن" حديث (2173)، وابن حبان كما في "الإحسان" (297، 298).
ولفظ هذا الحديث عند الإمام أحمد والترمذي:
" مَثَلُ الْقَائِمِ على حُدُودِ اللَّهِ وَالْمُدْهِنِ فيها كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا على سَفِينَةٍ في الْبَحْرِ فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا وَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا فَكَانَ الَّذِينَ في أَسْفَلِهَا يَصْعَدُونَ فَيَسْتَقُونَ الْمَاءَ فَيَصُبُّونَ على الَّذِينَ في أَعْلَاهَا فقال الَّذِينَ في أَعْلَاهَا لَا نَدَعُكُمْ تَصْعَدُونَ فَتُؤْذُونَنَا فقال الَّذِينَ في أَسْفَلِهَا فَإِنَّا نَنْقُبُهَا من أَسْفَلِهَا فَنَسْتَقِي فَإِنْ أَخَذُوا على أَيْدِيهِمْ فَمَنَعُوهُمْ نَجَوْا جميعا وَإِنْ تَرَكُوهُمْ غَرِقُوا جميعا".

المدهن: هو المداهن الذي يرى ويسمع المنكرات من بدع وغيرها فلا ينكرها، بل يداهن الواقعين فيها ومرتكبيها والمدافعين عنها، فكيف إذا تجاوز ذلك إلى الدفاع عنهم، وتحسين صورهم، والشهادة لهم بأنهم من أهل السنة.
فكيف به إذا تجاوز كل ذلك إلى خذلان من ينكرونها، وإيهام الناس أنهم ليسوا على حق، ومخالفون للمنهج الصحيح.
تلك المواقف التي تشجع مرتكبي هذه المنكرات على التمادي في ضلالهم،وتدفع ضعفاء النفوس إلى حسن الظن بهم، وإلى الارتماء في أحضانهم ومناصرتهم والذب عنهم؛ الأمور التي صرفت كثيراً من الناس عن منهج السلف الصالح في كثير من البلدان.

فعلى هذا الصنف أن يتقوا الله، وأن يعيدوا النظر في مواقفهم بجد وإخلاص، وأن يدركوا ما يترتب على مواقفهم من آثار خطيرة سوف يسألون عنها أمام الله -عزّ وجل-يوم لا تغني نفس عن نفس شيئا.

وعليهم أن يعيدوا النظر في بطانتهم بجد فإن الأمر خطير.

وأذكرهم بقول الله تعالى: (الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) [سورة الزخرف : 67]

وأذكرهم بقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ ...)،[سورة النساء : 135].

وبقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم - : "الدِّينُ النَّصِيحَةُ الدِّينُ النَّصِيحَةُ ثلاثا، قالوا: لِمَنْ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قال: لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ ولأئمة الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ".

وأذكرهم بحديث الصحابي الجليل جرير بن عبد الله البجلي – رضي الله عنه - فعن زِيَاد بن عِلاَقَة قال: سمعت جَرِيرَ بن عبد اللَّهِ قام يَخْطُبُ يوم تُوُفِّىَ الْمُغِيرَةُ بن شُعْبَةَ فقال: " عَلَيْكُمْ بِاتِّقَاءِ اللَّهِ عز وجل وَالْوَقَارِ وَالسَّكِينَةِ حتى يَأْتِيَكُمْ أَمِيرٌ فَإِنَّمَا يَأْتِيكُمُ الآنَ، ثُمَّ قال: اشفعوا لأَمِيرِكُمْ فإنه كان يُحِبُّ الْعَفْوَ.
وقال: أَمَّا بَعْدُ فإني أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- فقلت: أُبَايِعُكَ على الإِسْلاَمِ: " فاشْتَرَطَ عَلَيّ النُّصْحَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ" فَبَايَعْتُهُ على هذا، وَرَبِّ هذا الْمَسْجِدِ إني لَكُمْ لَنَاصِحٌ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وَنَزَلَ".
أخرجه البخاري في "صحيحه" في "الإيمان"، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم- : "الدِّينُ النَّصِيحَةُ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ"، وَقَوْلِهِ تَعَالَى (إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ)" حديث (58). والإمام أحمد (4/357).
وأخرجه البخاري في "الإيمان" حديث (57)، ومسلم في "الإيمان" حديث(56) كلاهما أخرجه مختصراً.

أذكرهم بما في هذه الأحاديث والآيات من وجوب القيام بالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وبما فيها من وجوب إنكار المنكرات والوعيد الشديد لمن لا يقوم بهذه الواجبات ولا ينكر المنكرات.

وأقول لهم كما قال جرير: ورب هذا المسجد إني لكم لناصح أمين، بل أقول: ورب السماء والأرض إني لهم لناصح.

وأذكرهم بقول أَنَسٍ -رضي الله عنه-: "إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالًا هِيَ أَدَقُّ في أَعْيُنِكُمْ من الشَّعَرِ إن كنا لَنَعُدُّهَا على عَهْدِ النبي صلى الله عليه وسلم من الْمُوبِقَاتِ".
أخرجه البخاري في "الرقاق" حديث (6492)، وأحمد في "مسنده" (3/157)، وأبو يعلى في "مسنده" حديث (4207)، و(4314).

ومن نصيحتي لهم أن يدرسوا منهج السلف الصالح من مصادره ويلتزموه ويطبقوه على أنفسهم وغيرهم.

أسأل الله أن يبصر هؤلاء بما جهلوه وأخطؤوا فيه أو تعمدوه.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
9/2/1432هـ









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مضرب, الدعوة, الخفية, السلفية, الوسائل


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:26

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc