تعليق + ترشيح = فائز ( اعلان الفائز اليوم )

[البلبل الاسمر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح القسنطيني

((( قد أعدل في النص))

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد:

الروح، ذلك الجوهر المكنون، و المعدن النفيس المَصون. أحيطت بالسرّ و الكتمان، فقلَّ مِن علمها ما ظهر و بَان. (يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا). خلقها الله فشرّفها، ( و نفخت فيه من روحي)، و أسكنها الجسد فأكرمها. فتعلقت بالجسد تعلقا عجيبا، فهي تابعة له في الدنيا إلى الشيب، و هو تابع لها في القبر بلا ريب، ليكتمل تعلقهما فلا ينفصل، في دار السعادة و الأفراح، دار كل من طرق باب الفلاح. فالإنسان روح و جسد، قد أحكما إحكاما موصدا.

ثم كل إنسان إلا و تجده باحثا عن السعادة طالبا لها، منبعثا لتحقيقها صارفا همه لها. طارقا كل باب، ممتطيا كل ركاب. لعله يظفر بها، فيهدأ بها باله، و ينشرح صدره، و تطمئن نفسه، و يسكن لها فؤاده، و تنشط جوارحه، و يستنير دربه.

فاختلف (خطاب السعادة) في الجملة إلى قسمين: أصحاب همم عالية علو السحاب، و أصحاب همم قاصرة دنيئة دنو التراب. أما القسم الثاني قد ظنوا أن سعادتهم تكمن في تحقيق ملذاتهم و الانسياق وراء شهواتهم، و إتباع رغباتهم. فشابهوا البهائم و السباع، و تنكروا لكل داع. باعوا أرواحهم بأرخس الأثمان، و نعقوا وراء كل فتان. حسِبوا أن السعادة هي اللذة العابرة، و النشوة الغامرة، للقلب المريض. فتنافسوا لجمع المال، فلم يفرقوا بين العذب و الزلال، و تحاسدوا في النعم، فكثرت بينهم النقم، و تناحروا من أجل الدنيا الفانية، و تخلفوا عن ركب الدار الباقية. فبئس الطريق طريقهم، و بئس الدرب دربهم، أرادوا خطب السعادة فطلقتهم، و قصدوا وصالها فرفضتهم، و ناشدوا وُدها فمقتتهم، و تزلفوا لها فهجرتهم، و قالت قسما لن أسكن صدوركم، و لن ألاطف قلوبكم، لأن أرواحكم أرواح شياطين، و أجسامكم أجسام المنافقين.

و أما القسم الأول، فهم أصحاب الصف الأول. علموا أن سعادة أرواحهم، تكمن في تطهيرها و السمو بها، و الرفع من قدرها بالعلم و العمل. فتصفوا بكل فضيلة، و اجتنبوا كل رذيلة. أيقنوا أن أصل سعادتهم و أساسها و قطب رحاها في ( معرفة ربهم و خالقهم بأسمائه و صفاته و أفعاله، و معرفة دينه، و حلاله و حرامه، و أمره و نهيه، ثم الانقياد و الإذعان و الاستسلام لذلك ظاهرا و باطنا، مع كمال الإخلاص و الرغبة و الرهبة و الخوف و الرجاء. و كذلك في معرفة نبيهم و إمامهم، و إتباعه ظاهرا و باطنا، و محبة دين الله و الرضا به). ثم بعد أن علموا عملوا، و بما كنزوه في صدورهم اتصفوا، فسمت أرواحهم، و زكت نفوسهم، و علا قدرهم، فهم في الأرض بأجسادهم، و تراهم بيننا بأجسامهم، و هم في السماء بأرواحهم، و تحت عرش الرحمن بنفوسهم. فنعم الطريق طريقهم، و نعم السبيل سبيلهم. أرادوا السعادة فأرادتهم، و خطبوها فتزوجتهم. و ضربت خباء لها في صدورهم، و أبت إلا أن تضاف إلى أرواحهم فسعدوا و نعموا و استكانوا و اطمأنوا.

مبدع اخي صالح الزين تحية مني إليك وإلى بنات أفكارك اللواتي لايسع أي موضوع ..ولايتمنى صاحبه إلا خطب وُدٍهنًً

[صالح القسنطيني]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البلبل الاسمر

مبدع اخي صالح الزين تحية مني إليك وإلى بنات أفكارك اللواتي لايسع أي موضوع ..ولايتمنى صاحبه إلا خطب وُدٍهنًً

بارك الله فيك و جزاك الله خيرا اخي البلبل و مشاركتة قد حوت و انطوت على معان كثيرة، بأوجز عبارة.