السلام عليكم.
هذه أول مشاركة لي، فأرجو ألا أكون ضيفًا ثقيلاً عليكم.
قال تعالى: "فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا".
منذ متى والإسلام يعرف الثورات أو الخروج على الحكام؟!
فالصبر على جور الحكام أصلٌ من أصول أهل السنة والجماعة، والنصوص الشرعية كلها تؤيد ذلك.
قال صلى الله عليه وسلم: "مَن رأى من أميره شيئًا فليصبر".
وغيره من النصوص الحاثة على الصبر على ظلمهم.
أما عن كيفية التعامل مع الحكام الظلمة فقد بيّن ذلك الأمر الأخ جمال، ويمكن إيجازه في:
1- الصبر، لقوله عليه الصلاة والسلام: "مَن كره من أميره شيئًا فليصبر".
2- النصح، لقوله عليه الصلاة والسلام: "الدين النصيحة، قلنا لمَن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله وللأئمة المسلمين وعامتهم".
ويدخل تحت النصيحة، حديث: "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر".
فديننا ليس سلبيًا -حاشا لله- فها أنتم ترون أن أفضل الجهاد هو رجل قام لذي سلطان فنهاه فقتله!!
لكن انتبه؛ فهناك ضوابط منها: أن تكون كلمة حق، وأن تكون عند السلطان.
3- الدعاء، لقوله عليه الصلاة والسلام: "سترون بعدي أثرة وأمورًا تنكرونها، قال: قلنا: وما تأمرنا؟ قال: أدوا إليهم حقهم، وسلوا الله حقكم".
4- "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
ثم إني أقول:
الإسلام ما أجاز الخروج على الحاكم إلا في حالة واحدة، وهي "الكفر الصريح".
قال صلى الله عليه وسلم: "إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم فيه من الله برهان".
فعلى كل مَن يتباهي بالخروج في هذه الثورات، أن يثبت مشروعية ما يفعله من كتاب الله ومن سنة رسول الله، ونحن نسلِّم له، وإلا " فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ".
وعليه فالعلماء لم يجوِّزوا الخروج على الحاكم -حتى لو كفر- إلا بشروط خمسة:
1. وقوعه في الكفر البواح الذي عندنا من الله فيه برهان.
2. إقامة الحُجة عليه.
3. القدرة على إزالته.
4. القدرة على تنصيب مسلم مكانه.
5. ألا يترتب على هذا الخروج مفسدة أعظم من مفسدة بقاء الكافر.
وعليه: نحن نتساءل: هل التزمتَ هذه الشروط؛ لتبرر مشروعية خروجك؟!!