شكرا لكي على الرد
والصبح لم يستنطق العصفورا *** على غديرلم يكن دعـثـورا
لم تر عيني مثـلـه غـديرا *** يجري حباب مائه مسجـورا
على حصى تخسبه كافـورا *** تسمع للمـاء بـه خـريرا
ينسج أعلى متنـه سـطـورا **** نسيم ريح قد ونت فـتـورا
حتى تخال متنـه حـصـيرا **** والشرب قد حفوا به حضورا
وأمروا الـسـاقـي أن يديرا **** كأسهم الأصغر والكـبـيرا
وأعملوا البم معـا والـزيرا **** وجاوبت عيدانـهـم زمـيرا
وقربوا المغني الـنـحـريرا ***** مقدما في حذقه مشـهـورا
فهم يطـيرون بـه سـرورا ***** ولا ترى في شربهم تقصيرا
ولا لصفو عيشهـم تـكـديرا ***** ولا لخلق منـهـم نـظـيرا
إلأ رجيلا منـهـم سـكـيرا ***** معربدا موضـحـا شـريرا
مدعيا للعلـم مـسـتـعـيرا ***** يروم سعيا كاذبا مـغـرورا
وأن يكون عالمـا بـصـيرا ****** مفضلا بعلمـه مـذكـورا
غمزته ولم يكـن صـبـورا ****** فعاذ مئي هاربا مـذعـورا
بمعسر تحسبـهـم حـمـيرا ****** أشد منهم حمـقـا كـثـيرا
لا ينطقون الدهـر إلا زورا ****** حتى إذا كسرته تـكـسـيرا
كالليث لما ضغم الخـنـزيرا ****** ولي انهزاما خاسئا مدحـورا
معترفا بـذلـه مـقـهـورا ****** وكنت قدما ضيغما هصورا
معتليا لـقـزنـه عـقـورا ******* وما أخاف الزمن العـثـورا
إذ كنت بالواثق مسـتـجـيرا ******* قد عز من كان له نصـيرا
إمـام عـدل دبـر الأمـورا ******* برأيه ولـم يرد مـشــيرا
ترى من الحق علـيه نـورا ******* تقبل المهدي والمنـصـورا
وجده الأدنى تـقـى وخـيرا ******* ورثه المعتصم الـتـدبـيرا
فأصبح الملـك بـه مـنـيرا ******* وأصبح العدل به منـشـورا
قد أمن الناس به المحظـورا ******* إذا علا المنبر والـسـريرا
رأيت بدرا طالعـا مـنـيرا ******* بحرا ترى الغني والفـقـيرا
يرجون منـه نـائلا غـزيرا ******* والله لا زلت لـه شـكـورا
لا جاحد النعمى ولا كفـورا ******* وكنت بالشكـر لـه جـديرا
ح.عبد الحميد