كان الله في عونك أختي ...
نفهم من كلامك أنك إنسانة عاقلة و واعية بما يجب عليك فعله ..
فصوت عقلك يقول لك أن على هذا الشاب التقدم لخطبتك بشكل رسمي حتى تكون علاقتك به واضحة ..
و صوت قلبك يقول لك لا تضغطي عليه فيهرب منك ...
و بما أنك تشكين في قراراتك فهذا يعني أنك متعلقة به و ربما مغرمة كذلك .. و هذا شئ سلبي في مثل هذه العلاقات .. لأن المشاعر ليست مصدر للقرارات الهامة .. و الزواج أمر هام في حياة الانسان و لا يجب اتخاذه بالمشاعر و الأهواء ..
و إذا كنتي مغرمة لدرجة أنك فقدتي القدرة على التفكير السليم فاعلمي اننا لسنا مغرمين بذلك الشاب و نراه على حقيقته .. و الحقيقة المرة هي أن هذا الشاب غير مسؤول رغم سنه .. و إذا أحسنا الظن به سنقول أن عدم مسؤوليته مصدرها الجهل بها .. و إلا فكيف لرجل قارب على الأربعين يريد التعرف على بنت بعيدا عن أهلها .. و السؤال الذي يطرح نفسه هنا ما هي المدة التي يعتبرها كافية للتعارف ؟ شهر .. شهرين .. ستة أشهر .. سنة ؟ .. و كيف سيتم هذا التعارف ؟ .. و ماذا سيحدث لو قال لك في آخر المطاف أنك لا تلائمينه ؟ .. و اذا كنتي اليوم متعلقة به و تكنين له المشاعر فكيف سيكون حالك بعد ستة اشهر .. ستكونين مغرمة و متعلقة لدرجة أن الفراق سيحطمك نفسيا و ستصبحين مجرد مغامرة في حياة رجل بتفكير مراهق ..
و اعلمي أختي أن من يتقي الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب ...
و إذا اخترتي اختصار الطريق و الخروج عن المنهج الصحيح و اتباع ذلك الرجل فاعلمي أن الله سيوكلك لنفسك و ستجنين حصائد أعمالك فقط ..
يا أختي أنت اليوم اما خيارين قد يؤثران على مجرى حياتك ...
فإما أن تختاري طريق العقل و المنطق و تجعلي كل شئ رسمي و واضح . و بمشاركة أهلك و بمساعدتهم .. و حتى لو حدث الفراق بينكم لن تحسي بتعذيب الضمير و ستجدي من يساندك ..
و إما أن تقبلي بدعوة ذلك الشخص بانشاء علاقة تعارف في الخفاء و توكلي امرك لشخص غريب على أمر أن يقبل و يسترك في المستقبل .. و لو حدث الفراق بينكم فستكونين وحدك ...
و تأكدي أختي أن الذي يريدك للحلال لا يدخلك في مستنقعات الحرام و يلطخ سمعتك و شرفك .. فشرفك من شرف زوجك .. فاي رجل يقبل أن يلطخ شرفه ؟ إلا إذا كان ديوث لا يغار على أهله ....
لذى أنصحك أن تضعيه أمام خيار خطبتك من أهلك أو تركك و شأنك .. و هذا خير قرار يمكنك اتخاذه ..
و الله أعلم
38 سنة و يريد الانتظار ... ماذا ينتظر ؟ .. منحة التقاعد ...
بالتوفيق إن شاء الله ...