عمار يا مصر ... المصريون حرقوا تاريخهم
أتت النيران على محتويات المجمع العلمي المصري أحد أقدم الجهات العلمية في القاهرة والذي أنشأته الحملة الفرنسية عام 1798 بقرار من قائدها نابليون بونابرت.واشتعلت النيران مساء الجمعة في المبنى الاثري واتت على كل محتوايته من الكتب والرسوم والمخطوطات التي تعتبر ذاكرة مصر التاريخية ... المبنى يقع في نهاية قصر العيني ويطل على ميدان التحرير الذي شهد اشتباكات بين ألوف المحتجين وقوات الجيش بعد قيام قوات الشرطة العسكرية بفض اعتصام مئات النشطاء في شارع مجلس الشعب الذي يوجد فيه مقرا مجلس الوزراء ومجلس الشعب وأسفرت الاشتباكات عن سقوط تسعة قتلى واصابة أكثر من 300 اخرين
ويضم المجمع العلمي عشرات الالوف من الكتب والمخطوطات والوثائق التي وضعها عشرات العلماء الذين رافقوا نابليون وكانت هذه الوثائق تعتبر من اهم كنوز مصر التاريخية ونقلت بوابة الاهرام الالكترونية عن محمد الشرنوبي الامين العام للمجمع قوله ان الحريق "أتلف كل محتوياته تماما التي تمثل تراث مصر القديم... كل المؤلفات والمقتنيات منذ عام 1798 حتى اليوم أتلفت تماما جراء الحريق...احتراق هذا المبنى العريق بهذا الشكل يعني أن جزءا كبيرا من تاريخ مصر انتهى."وأعمال العنف التي اندلعت يوم الجمعة بحسب مراقبين تعد الموجة الثالثة من "ثورة 25 يناير" التي أدت الى خلع الرئيس السابق حسني مبارك
ويرفض المحتجون استمرار الحكم العسكري للبلاد منذ خلع مبارك في فبراير شباط الماضي.ووقع أكثر من 170 مثقفا وسياسيا بيانا يرفضون فيه حكومة كمال الجنزوري قائلين انها لا تمثل القوى الثورية بل "تحاصرها .. من جانبه أكد المجلس العسكري في مصر أن أحداث مجلس الوزراء وشارع القصر العيني أثبتت أن هناك خططا ممنهجة لهدم الدولة.وقال اللواء عادل عمارة عضو المجلس العسكري، في مؤتمر صحفي حول ملابسات أحداث مجلس الوزراء وشارع القصر العيني، إن هناك قوى منزعجة للحالة الديمقراطية التي تنتهجها البلاد من خلال الانتخابات التي تجري حاليا
وأضاف أن الأحداث التي شهدتها مصر منذ بداية ثورة 25 كانون أول /يناير حتى الآن أثبتت منهجية التخطيط لهدم الدولة من خلال التشكيك في نزاهة الانتخابات وهدم قوات الشرطة والآن الاحتكاك بالقوات المسلحة.وأشار إلى أن نجاح تنظيم المرحلة الأولى والثانية من انتخابات مجلس الشعب بشكل فاق كل التوقعات خيب ظن بعض القوى في عدم قدرة قوات الجيش والشرطة في تنظيم هذه الانتخابات.واكد عمارة أن عناصر تأمين مجلس الوزراء من القوات المسلحة لم تتعرض بأي شكل من الأشكال للمتظاهرين، وقال: رغم محاولات الاستفزاز الذي تتعرض له قوات التأمين يوميا من قبل المعتصمين لم تتعرض للمتظاهرين قولا أو فعلا وشدد على أن القوات المسلحة مصممة على تسليم السلطة إلى سلطة مدنية منتخبة من قبل الشعب ، محذرا من أن الوطن في خطر وعلى البعض مراجعة مفهومه الوطني