اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زيد العربي
يكفيهم تألما ولابد من الخروج الى الجهاد
والله الموت في ساحة المعركة احسن من ابقى سجين وانا اشتكي
|
الحمد لله أما بعد:
إنه لمن الخزي والعار أن يتكلم أمثالك عن الجهاد فالجهاد الشرعي أشرف من فسادكم وجهادكم البهلواني !
فمنذ أن ظهر تنظيمكم أو بالأحرى حزبكم و أنتم تقولون جهاد, جهاد , الدولة الإسلامية , الخلافة الإسلامية , و المسلمون في انحطاط على أيديكم و في تقهقر إلى الوراء و الوراء على أيديكم , مع الأسف الشّديد و تزعمون أنّكم دعاة الإسلام و المجاهدون باسم الإسلام ومع الأسف الشّديد لا تزيدون الأمّة إلاّ هلاكا , و تقدمون شباب الأمّة هدايا على أطباق من الذهب كما يقال للأمريكان و للرّوس يذبحونهم كما يذبحون الفراريج و الدّجاج , تقدّمونهم هكذا لا عدّة من عقيدة و لا عدّة من مادّة و سلاح .
الله تبارك و تعالى شرع الجهاد في هذه الأمّة إذا كانت أمّة حقّا مؤهلة للجهاد بعقيدتها و برجالها و بأخلاقها و بعدّتها المادية و العسكرية فهؤلاء لا عقيدة صحيحة و لا منهج صحيح و لا عدّة مادية , الجهاد , الجهاد , أهلكتم الأمّة و مشايخكم و الله يتمتّعون و يتلذذون بالمناصب و بالأموال و المآكل و المشارب و يذهب ضحيّة هذه الشعارات الفاسدة و هذا الصراخ المفتعل , يذهب ضحايا كثيرة من أبناء المسلمين بهذه الشعارات و النّداءات الفارغة , فعلى الأمّة أن ترجع إلى كتاب ربّها و سنّة نبيّها لتكون أمّة وسطا كما أخبر الله و كما وصف الله تبارك و تعالى , و لتكون خير أمّة أخرجت للنّاس و بهذه العودة و باستعادة هذه المكانة عند الله عزّ و جلّ تعود العزّة و الكرامة للأمّة ووالله لن تنفع هذه الشعارات هذه الأمّة أبدا بل ما تزيدها إلاّ انحطاطا و دمارا و ذلاً و هوانا .
ألا فليدرك المسلمون مصدر عزّهم و مصدر هلاكهم فيجتنبوا مصادر الهلاك و منها هذا الغلوّ و كثير من هذا الغلوّ مفتعل و الله أعلم و مصطنع , و تعرف مصدر عزّها فتهرع إليه و تعظّ عليه بالنّواجذ و تربّي أنفسها و أجيالها عليه ليحقق الله لهم ما حقّقه لأسلافهم الكرام .
أسأل الله أن يهيئ لهذه الأمّة دعاة صادقين مخلصين يعودون بهم إلى مصدر عزّتهم وكرامتهم وسعادتهم ,كتاب الله و سنّة رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي فيه كلّ الكمال و منه التّوسط والاعتدال .
هناك فرق شاسع بين العلماء الناصحين الملتزمين بالكتاب والسنة وبين الهمج الرعاع الذي تتغنى بهم وهم وإن نعقوا بخطبة أو خطبتين فما ذلكم إلا لأغراض حزبية أو كما يقال :ذر الرماد في العيون ليتسنى لكم ابتزاز الأموال من الناس باسم التبرع للمجاهدين تارة وتارة بإسم فقراء الحارة وهكذا وهذا الكلام وإن كان مرا ولكن كما قيل : (الحق قد يكون مرا) فما أكثر ما شوهتم جمال الإسلام بباطل القول هذا حتى أصبح ذلك سمة بارزة على دعاتكهم خصوصا في شهر رمضان وعند النكبات والله المستعان.
وقد جاءت الأحاديث الذامة لعادة التسول فمن تلكم الأحاديث :
ما ثبت عند البخاري ومسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنه قال :قال النبي صلى الله عليه وسلم (( ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم
وفي مسلم من حديث أبو هريرة بلفظ » من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمرا فليستقل أوليستكثر »
قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله » ولم أر أحدًا أبصر في التلصص لاستخراج المال، من الإخوان المفلسين، فهم يصورون للناس أن القضية التي يدعون إليها هي الإسلام، وإذا لم يبذل المال في هذه القضية، انتصر الكفر على الإسلام، وهكذا القضية تلو القضية، وكلما انتهت تلك القضية ولم ير الناس لها أثرًا في نصرة الدين، بل ربما تكون عارًا على الإسلام، شغلوا الناس بقضية أخرى، فأين ثمرة تلكم المظاهرات التي يقلّدون فيها أعداء الإسلام، وأين ثمرات مؤتمر الوحدة والسلام؟ وأين ثمرات الانتخابات الطاغوتية؟ نحن نقول هذا حزنًا على الدين، وتألّمًا من قلب الحقائق، لا أننا نغبطهم على جمع الأموال، فهم سيسألون عنها يوم القيامة. » ذم المسألة ص216/217
قلت : صدق والله الشيخ رعاه الله فكلما انتهت قضية في العالم بادروا بفتح أفواههم للقضية الأخرى من الجهاد الأفغاني إلى البوسنة والهرسك إلى كوسوفو إلى الشيشان إلى المجاعة في إفريقيا إلى فلسطين إلى أفغنستان مؤخرا وإلى العراق وهكذا وكل هذا باسم الإهتمام بأحوال المسلمين زعموا ولكن صدق أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب رضي الله عنه إذ يقول « كلمة حق أريد بها باطل » إبتزازا لأموال الناس بإسم الاهتمام بأحوال المسلمين وباسم العاملين عليها ثم تبني مقرات حزبية وأندية رياضية ومسابقات ثقافية.
وغيرها من التراهات البدعية ولا يصل إلا الشيء اليسير للفقراء والمحتاجين فإلى الله المشتكى.
أفهذا هو الإهتمام بأحوال المسلمين عندكم؟ !
والله لو فتحت أبواب الجهاد -بحقّ-؛ فإننا نتحدّى جميع النَّاس أن يكونوا في فلسطين أو غيرها من البلدان المحتلة مثلَ السَّلفيين!! نقول هذا ديانة، فقضية فلسطين
-عندنا- قضية متعلقة بحكم شرعي وهو الجهاد في سبيل الله؛ فإننا لا نطمع بمكاسب دنيوية، ولا نريد قضية فلسطين بمثابة الضرع الذي نمصّه ونحلبه.
ولا نريد أن نجمع الأموال لأجلها، ولا ندري -والله أعلم- ما مآل هذه الأموال! بل لا نريد أن تكون هذه القضية سبباً لتأجيج العواطف، ولا الوصول إلى قبة النواب!!
وإلا؛ فبالله عليكم، ماذا فعلتم أيها المثوّرون المؤجّجون عواطف الناس؟!
هل علَّمتموهم الدين والعلم؟!
أم هل ربيتموَّهم على صغير المسائل وكبيرها؟!
قولوا -بالله- ماذا فعلتم؟!
هل فتحتم السند والهند؟! -كما يُقال-، أم أنكم في سُوح الجهاد والسلفيون بعيداً نائمون؟!
وإننا لنقول -كما أسلفنا-: لتروُنّ يوم أن تفتح سُوح الجهاد، أيّ الفريقين أشد وأطوع لأمر الله -سبحانه-! وعندها يعرف الناس من هم السلفيون، وأن أرواحهم رخيصة في سبيل الله -عزَّ وجل-.
أيها الإخوة في الله؛ لماذا نطلب العلم؟
ولماذا نُنادي بالكتاب والسنّة على نهج السلف الصالح؟!
كل هذا لأننا نُريد الجنّة، ولكن الموفق من يعرف واجب الوقت، ويَشغل نفسه فيه، ويشغل الأمَّة بصدق وإخلاص وأمانة بهذا الواجب، فواجب وقتنا العلم؛ فهو المقدم عندنا.