سحــر الغـــرام
طَيْفٌ وحَرْفٌ والْتَقَتْ روحاهُما
وتعـارفا فتـَآلـفَ الْقَـلْبـانِ
هَمْـسٌ ولَمْسٌ بَعْدَ شَـوْقٍ حَارِقٍ
فاسْتَعْـذَبَا ما ضَـاعَ بالْحِـرْمانِ
عَجَباً لِأَطْـيافٍ تُلامِـسُ بَعْضَها
بَعْضاً فَتُشْـعِلُ نَشْـوَةَ الإنْسـانِ
ما أَنْ يَمَـسَّ الْإِلْـفُ هـذا إِلْفَهُ
وكِلاهُـما يَشْـتَاقُ للتَـحْـنانِ
إلاَّ وَتُـولَدُ دُونَ خَـوْفٍ شَهْوَةٌ
تَنْمُـو وتَرْفَـعُ رايةَ الْعِصْـيانِ
مَنْ ذَا يُؤَجِّـجُ بالرِّضَـا ثَورَاتِها
فيَصِـيرُ مِنْـها سَيِّـدَ الطُّـوفَانِ
من ذا يُرَوِّضُ بالْهَـوَى عِصْيَانَها
لِيَقُـودَها لَيْسَتْ كَأَىِّ حِصَـانِ
عَجَباً لِحَرْفٍ قَدْ يَبُوحُ بِمَا اشْتَهَتْ
رُوحَاهُـمَا وبِأََلْفِ أَلْـفِ لِسَـانِ
وَعَلَى بُسَاطِ الْحُبِّ يَنْشُرُ سِحْـرَهُ
بِبَـلاغَةٍ وَفَصَــاحَةٍ وَبَيَــانِ
لا يُخْطِئُ الْقَلْبَ الرَّهِيفَ بِمَسْمَعٍ
يَسْـرِىِ إِلَيْهِ فَتَشْـتَهِى الْعَيْـنانِ
طَيْفٌ وحرفٌ لَيْسَ إِلاَّ فَاسْتَـوَى
ثَمَرُ الْغَـرَامِ عَلَى ذُرَا الْأَغْـصَانِ
أَهِىَ الْعُيُـونُ فَـمَا رَأَتْ عَيْنَاهُمَا
صُـوَراً لِيَعْشَـقَ أَيُّـهَا الْإِثْنَـانِ
أَمْ قَدْ تَقُـولُ الْأُذْنَ تَعْشَـقُ قَبْلَمَا
تَهْـوَى الْعُيُـونُ وَذَاكَ قَـلْبٌ ثَانِ
لَمْ يَسْمَـعَا مِنْ قَبْـلُ أَوْ يَتَـلاقَيَا
فَـبِأَىِّ قَـلْبٍ يَعْشَـقُ الطَّيْـفَانِ