أولاً : ما هي العادات والتقاليد ؟
يُعرفها بعض علماء الاجتماع بأنها : مجموعة من القيم والمبادئ التي يسير عليها مجتمع ما بدون تخطيط مسبق أو اتفاق معين .
من خلال هذا التعريف نستشف أن هذه القيم والمبادئ المكونة في مجملها للعادات و التقاليد قابلة للصواب أو الخطأ لأنها أتت نتيجة لقوانين وضعية في الأغلب الأعم ، وبناءاً عليه ليس من مبررٍ لقبول أي عادة أو تقليد منتشر في الوسط الاجتماعي دونما نقاش ، نعم قد يقول قائل هنا ولكن السنين الطويلة ذوبّت العادة أو التقليد المعين في شخصية المجتمع حتى أصبح جزءاً لا يتجزأ من ثقافتها !
هنا ينبغي لنا أن نسلك طريقاً آخر يحتاج لجهد أكبر باعتبار أن العادة أصبحت جزءاً من ثقافة المجتمع -الثقافة هنا تعني نسق من المعايير والقيم- فننطلق لتطبيق عملية ثقافية تغييرية تبدل القيم والمفاهيم غير صالحة التطبيق أو المهزوزة في أساساتها ، وذلك ليس بالصعب المستحيل ، خصوصاً إذا عرفنا أن ثقافة الفرد مكتسبة من المجتمع المحيط ، والأفراد هم المكون للمجتمع في عملية تبادلية ( فرد+ فرد +..= مجتمع) و كل فرد يمكنه التأثير على الآخر من خلال العلاقات الاجتماعية المتكونة
ثانياً : ما الذي يستحق أن يحترم من العادات والتقاليد ؟
نجد أن الدين مرنٌ في التعامل مع الأعراف و مُحترم ٌ لها في كثير من الأحيان ، ولا شك أن الدين بالضوابط والتعاليم الإلهية التي تكونه لا يقر شيئاً إلا و يكون جالباً لمصلحة أو دافعاً لمفسدة واضعاً الظروف الزمانية والمكانية بعين الاعتبار.
ومع ذلك نجد أن الدين قد ترك للمجتمعات البشرية مساحة من الحرية لتكوين الطبيعة الثقافية له بحسب ما يتلاءم معه و يخدمه ، و أتى موافقاً لها في ظل تلك الضوابط العامة، فالدين وسيلة لمساعدة الإنسان لا مقيداً له و قامع .
المقياس الصحيح في تقييم العادات و التقاليد : هو مدى صلاحيتها للزمان والمكان المُعاش و إسهامها في الرقي بالمجتمع و تطويره للأفضل بما يتناسب مع متطلبات العصر واحتياجاته في دائرة الضوابط الشرعية المرنة .