بارك الله فيك اختي الكريمة
قالت الخنساء لحسّان بن ثابت في سوق عُكاظ حين أنشدها :
لنا الجفنات الغر يلمعن في الضحى*** و أسيافنا يقطرن من نجدة دما
ضعّفت افتخارك في ثمانية مواضع ، قال : كيف ؟ قالت : قلت :لنا الجٍفنات ، و
الجفنات ما دون العشر ، و لو قلت الجفان لكان أكثر ! و قلت الغر ، و الغرة
البياض في الجبهة ، و لو قلت البيض لكان أكثر إشعاعا ، و قلت يلمعن ، و اللمع
شيء يأتي بعد الشيء ، و لو قلت يشرقن لكان أكثر ، لأن الإشراق أدوم من
اللّمعان ، و قلت : الضحى ، و لو قلت بالعشيّ لكان أبلغ في المدح ، لأنّ الضيف
في اللّيل أكثر طروقا ، و قلت : أسيافنا ، و الأسياف دون العشر ، لو قلت سيوفنا
لكان أكثر ! و قلت يقطرن ، فدللت على قلّة القتل ، و لو قلت يجرين لكان أكثر
لانصباب الدم ، و قلت : دما ، و الدماء أكثر من الدم ، و فخرت بمن ولدت ، و لم
تفتخر بمن ولدوك... هذه الشاعرة التي ملأت الدنيا نحيبا على أخيها "صخر"
تفقد أولادها الأربعة في الإسلام بمعركة واحدة ، فلم تذرف دمعة ، بل تحمد الله !