== شدن الإيثاق وأستعن بالرفاق = مناظرة الاقلام = بين نجمتين = عبرن الآفاق ==

[عطر الملكة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدو الصغير

عفوا أرجو أن لا تنسوا أن القضاء والقدر ركن من أركان الإيمان
فالإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره
وأظن أن جميع الأسباب التي ذكرها الإخوة تصب في خانة القضاء والقدر
وتذكروا قوله تعالى في الحديث القدسي" عبدي أنت تريد وأنا أريد ولا يكون إلا ما أريد........"
تقبلوا تحياتي ومروري المتأخر، سلام.

اخي الكريم رغم ان الستار قد اسدل على المناظرة
لكن لم استطع منع نفسي من الرد
مراتب الإيمان بالقضاء والقدر أربع: العلم، والكتابة، والمشيئة، والإيجاد
ففي باب القضاء و القدر نقاش يطول بنا و في الحقيقة هي من الامور المنهي عن الخوض فيها لانها امور عقائدية خطيرة يجب على من يخوض فيها ان يكون على قدر كبير من العلم في امور العقيدة
و لكن لا بأس ان شرحت الامر حسب فهمي و الله اعلم
من المعروف ان مراتب القضاء و القدر و انواعه تختلف
- هناك قدر لا يمكن دفعه فهو يدخل في اختصاص علم الله الازلي من امور كونية و قوانين تتعلق بالوجود و ما يتصل بالعبد و ما يجري عليه من حياة و موت و شكل ...... هذه امور لا دخل لي فيها لست انا من يحدد تاريخ ولادتي و لست انا من يحدد تاريخ موتي و لست انا من اختار ابي و امي و لست انا من اختار شكلي ...هذا القدر لا نحاسب عليه و لسنا معنيين به و لا يوجد فيه التكليف الشرعي من اوامر و نواهي

نأتي لنوع الثاني من القدر و هذا قدر لا يمكن الغائه و لكن يمكن توجيهه
فالغريزة موجودة عند المرأة و الرجل لا يمكننا باي حال من الاحوال الغائها و لكن يمكننا ان نوجهها الى الحلال او الحرام
البيئة التي نتواجد فيها تدخل في باب القضاء و القدر و لكن نملك حق الانتقال من بيئة فساد الى بيئة نقية طاهرة
الرفقة و الصحبة الانسان اجتماعي بطبعه ولا يمكن له ان يعيش لوحده و لكننا نملك الاختيار في من نختلط من رفقاء سوء او رفقاء طيبين
و حتى الصفات الوراثية في الاسرة يمكنني توجيهها او التغيير فيها بعض الشيء بالزواج من اسر او بيئة مختلفة عني
و هذا النوع من الاقدار لا احاسب على وجوده بل احاسب على كيفية توجيهه و تصريفه

و هناك نوع للعبد القدرة على دفعها وردها، فهي أقدار متصلة بالأعمال الاختيارية والتكاليف الشرعية فهذه يتعلق بها ثواب وعقاب و الاستطاعة ويدخل في قدرتك الفعل وعدم الفعل معا، وتجد أنك مخير ابتداء وانتهاء ا
كالصلاة و الصيام و غيرها من الطاعات
و يدخل في هذ النطاق رد الاقدار بالاقدار
مثلا الجوع قدر يمكن رده بقدر الطعام
و طبعا هذ القدر نحن محاسبين عليه بالعقاب او بالثواب حسب طاعاتنا و لا يمكن باي حال من الاحوال ان نحتج على الامر بانه قضاء و قدر من عند الله
اما عن موضوعنا فتلك الاسباب نعم تدخل في باب القضاء و القدر الذي نملك القدرة على توجيهه و التصرف فيه بمعنى انا او انت من حقنا اختيار الزوج المناسب و لنا الحق في تحري امره
فلا يعد من باب القضاء و القدر ان اختار عريس سكير و نصاب لمجرد انه شخص غني و يتعرض الزواج لعدم النجاح ثم اتي واقول هذا قضاء و قدر
نفس الامر ينطبق عليك ان اخترت امرأة لمجرد انها على قدر من الجمال و اهملت الجوانب الباقية من اخلاق و دين و اصل و فصل ثم يفشل الزواج لتأتي فيما بعد و تقول ان الزواج فشل و هذا قضاء و قدر
اتدري متى نقول قضاء وقدر
حينما نتحرى اكبر قدر من الامور التي من شانها ان يكون الزواج ناجح و لكن هنا ان تعرض للفشل يمكننا ان نقول هذا قضاء و قدر لانك عملت كل ما في وسعك ليكون زواج ناجح لكنه فشل
فهو قضاء و قدر من عند الله و يدخل في باب الابتلاء ليختبر الله عبده على قدرة تحمله و صبره
اعتذر على الاطالة و ان اخطأت في التحليل فأرجوا التصويب