لمن حزن على نهاية القذافي ولام الثوار على ما فعلوه فيه ، نقول له اقرأ ما قاله المجاهد يوسف بن تاشفين في المعتمد بن عباد عندما أذله واعتقله وتركه ذليلاً في خربة منزل لا يدخل عليه أحد ، وللعلم يوسف بن تاشفين يعتبر من أعدل خلفاء الدولة الإسلامية وهو قائد معركة الزلاقة التي حفظت الأندلس من الضياع لأكثر من 400 سنة ، كلامه في عبرة جميلة وعظيمة :
" يقولون لنرحم الرجل فقد كبر سنه وذهبت دولته ولم يعد يملك من الأمر شيئا ،
وما سلّم حتى قَتل منا نفرا كثيرا ، وقد لقينا منه ما لم نلق من الروميّ وجيشه ، فما بالكم تذكرون آخر الأمر ولا تذكرون أوّله، وتذكرون العاقبة وتنسون الأسباب !!!
يتشفّعون لي فيه ويقولون ، ارحموا عزيز قوم ذُل ، وما ذُل حتى أذل ، وإنما إذلاله إذلال رجل واحد ، وكان ذله ذل أمّة بأكملها ... "
مناسبة ما قاله يوسف كان عندما لامه بعض قواده على معاملته للمعتمد بن عباد رغم أن المعتمد أصلح حاله في الفترة الأخيرة ولم يكن مثل القذافي وكان رجلا فصيحا بليغا فيه بعض من نخوة الاسلام ، وقد رفض أن تلد زوجة الفونسو في مسجد للمسلمين فثارت ثائرة الأسبان فأرسل يستنجد بيوسف بن تاشفين وبعد انتصار المسلمين في الزلاقة اعتقله يوسف واودعه في منزل مهترئ ومنع أحدا من زيارته ، ورغم الفارق بين المعتمد و القذافي إلا أن يوسف فعل ما فعل بالمعتمد ، فمال بنا لو كان حياً في عصر القذافي ماذا كان سيفعل به ؟