أنا زوجةٌ
وسأتحدث من هذا المنظور بكل صراحة وجرأة وشفافية
زوجي يحبُ والدته بشكل مجنونٍ , ولربما يود لو يلثم التراب الذي تسير عليه من فرط حبه لها
سألته مرة " من أكثر انسان تتمنى له خير الدنيا كله "
فأجاب دون تفكير وعلى عجل " أمي "
وأحيانا أدخل الى غرفة ما فأجده نائما الى جانبها , آخذاً والدته في حضنه
يمرر أصابعه على شعيرات رأسها الذي هرم من التفكير في راحته وراحة اخوانه
ثم ينقل يده الى يدها فيمسك بها ويقبلها .. وهي تبتسم وتضحك وتدعو له ..
أحيانا تراودني غيرة ( لا مبرر لها )
تحدثني نفسي " هل يحبك كما يحب أمه "
فأقول مؤكدٌ لا ..
ثم ينطق العقل فتخرص الأصوات جميعا
هل انا مثل أمه ؟
أمه التي حملته 9 أشهر وهنا على وهن
أمه التي تحملت حماقاته جميعاً
وتقبلت أخطائه وصبرت على طيشه كما لم يصبر مخلوق اخر عليه
هل انا مثل تلك الأم التي تجوع ليشبع ابنها ؟
وتعرى ليلبس ابنها ويدفأ ؟
مهما بلغ حبي لزوجي ومهما تعاظم تفكيري وخوفي عليه
لن أبلغ تلك المرتبة التي بلغتها والدته
فأنا حين يُغضبني زوجي أغضبْ
وربما أقاطعه
ولا أجد حرجاً في الدفاع عن نفسي امامه ولو كان في دفاعي عن نفسي مغضبة له
لا يهمني في لحظة غضبٍ طائشة ان كنت سأجرح مشاعره أو لا
لستُ كأمه التي تحافظ على مشاعره كما يُحافظ قليل النظر على نظاراته ..
ان كنت متعبة قد لا أطبخ وأنام كي أرتاح , ولكن راحة والدته في شبع ابنها
تقف على قدم واحدة وتطبخ بيد واحدة ولا يجوع ابنها ..
تخاف حتى من الشكوى امامه , كي لا يشغل تفكيره بها
الزوجة ليست كالأم ..
ولا يمكن أن تبلغ مقام الأم
ولا يمكن ان تكون يوما كالأم
ولذلك حب الزوج لزوجته يختلف عن حبه لأمه
لأن المعيار مختلف أصلاَ ..
الأم تُلبي كل رغبات ابنها , والزوجة تلبي حاجياته فقط ..
لذلك من الطبيعي أن يختلف حب الزوج لزوجته عن حبه لأمه
والمقارنة في موقف كهذا غير صالحةٍ اطلاقا
اننا كمن يقارن بين مقدارين الأول بوحدة الكيلوغرام والثاني بوحدة النيوتن
ونسأل من أكبر من من ؟؟؟