فى حضــرة جنـــازة

ويَجْثُو الرّبيعُ على ركبَتيْهِ
لِيَحْفُرَ قَبْراً بِكِلْتَىْ يَدَيْهِ
حَزِيناً وَحِيداً يَنُوحُ ويَبْكِى
بِدَمْعٍ تَرَقْرَقَ فى مُقْلَتَيْهِ
يقولُ زمانِى بربِّكَ قُلْ لِى
أَهَذَا أَحُطُّ رِحَالِى لَدَيْهِ
وكيفَ أُجَازَى بِهَذَا ومِثْلِى
أَنا كُنتُ يوماً أَجُورُ علَيْهِ
إذا ما رمانى شتاءٌ بقَيْظٍ
يَزِيدُ بَهاءً فى وَجْنَتَيْهِ
يقولُ أَلا إنَّ للهِ حمداً
ويَبْقَى يُقَبِّلُ كِلْتا يَدَيْهِ
وما أنْ تَدُقُّ طُبُولَ الخرِيفِ
تَرَى ..
أنْتَ قُلْهَا ، علَى شَفَتَيْهِ
يُتَمْتِمُ بَعْدَ ابْتِسَامٍ بِشُكْرٍ
وحَمْدٍ كَثِيرٍ يُسَاقُ إليْهِ
كَرِهْتُ لِقَاهُ وإنِّى بِصِدْقٍ
لَأَرْنُو بِشَوْقٍ لِأَبْقَى لَدَيْهِ
كرهتُ لِقاهُ وأَهْفُو وأصْبُو
بقلبى وروحى وعقلى إليهِ
فَدَعْنى أُقِيمُ طُقوساً لعُرْسِى
وأنعى زمانى وأبكى عليهِ