سؤال الضمير هل تقبل النجاح بوساطة

[صهيب البتار]

وأخيرا نجح، ولكن ......

لم تسع الفرحة فائز، فحينما وصله اتصال يبلغه بأنه قد نج في مسابقة التوظيف للأساتذة الجامعيين، وهو يصطحب أخاه الصغير عامر من المدرسة إلى البيت، بدأ يتسائل: ياترى ماهي الطريقة الأنسب لكي أحتفل، ربما ينبغي أن أقيم وليمة، أو ربما ينبغي أن آخذ معي بعض الحلوى إلى البيت، لكنه سرعان ما تذكر أن المبلغ الذي قبضه من عقود التشغيل قد انتهى منذ أسبوع ... كان عامر الصغير يراقب أخاه وهو يحدث نفسه... أخي: ما بك تتكلم مع نفسك؟
فائز: لا شيء، كل ما في الأمر أنني أصبحت أستاذا.
عامر: أنت أستاذ؟
فائز: نعم، وفي الجامعة.
عامر: هل اساتذة الجامعة مثل أساتذتنا؟
فائز: وكيف هم أساتذتكم؟
عامر: يحبون الإضرابات كثيرا و يصرخون كثيرا و و .... واحيانا أخرى تجدهم يتحدثون مع أنفسهم.
فائز: ههه، لا... نحن أجرنا كبير وسوف أشتري لك دراجة اذا نجحت وانتقلت هذه السنة
عامر: دراجة!!!!
فائز: نعم ، دراجة vtt

لم تسع الفرحة عامر الصغير، فراح يخبر الجميع ... أخي أصبح أستاذا جامعيا... أستاذا استاذا.. استاذا جامعيا

بدأ الجميع يهنأ فائز.. الأصدقاء والجيران ....مبروك أستاذ، وحتى في البيت تعالت زغاريت الحاجة يامنة ... فلطالما وعدها ابنها فائز بأنه سوف يأخذها إلى العمرة.

بعد أيام معدودة:

استيقظ فائز باكرا فهو على موعد مع أول حصة يقدمها لطلبته، وقد كانت حصة أعمال موجهة مطالب فيها بتلخيص نص محاضرة للطلبة حول القطاعات الاقتصادية....

عند الردهة، كان الطلبة يتهامسون، لقد أحضروا لنا أستاذا جديدا.. راح أحدهم يقول: انه دكتور... وآخر يقول: لا لا.. انه تشغيل شباب...
مع اقتراب فائز من قاعة التدريس بدأت دقات قلبه تتزايد والعرق يتصبب منه... لم يستطع تمالك نفسه.. حتى أطرافه لم تكد تحمله
عند دخوله القاعة انتابه رعب شديد من شدة بحلقة العيون الكثيرة للطلبة... قال بصوت خافت: سلام عليكم.. تلعكم قليلا..... أراد أن يتمالك نفسه .. لكن عندما سمع أصوات خافتة تهمس: انه صغير في السن.. هذا هو استاذنا!!!! ..... فجأة..... فقد القدرة على الكلام ... وانهار تماما....


..../يتبع