حــــانَ الـرّحــيــلُ
ما يرجوا المقيمون في الأفئدة النّائيه
لا عين تبكيهم ولا قلوباً حانيه
من يسأل عنهم أو يهديهم ثانيه
جفّت حلوقهم ولا يدا لهم ساقيه
آهاتهم مرسولة
أشواقهم موصولة
لكنّهم
لم يسمعوا أخبارهم
لم يفهموا أشعارهم
لم يقرؤوا أسفارهم
إئذنوا لهم بالرّحيل
وأفسحوا لهم السّبيل
دعوهم يقطعون مناكب المعمورة
يبحثون عن آمالهم المبتورة
وأحلامهم المهجورة
أصاب آثارهم الإضمحلال
هُجرت فعمّها الزّوال
فتيقّنوا أنّ بقائهم محال
فخطّ طالبهم وقال :
حانَ الرحيلُ فما يرجوا المقيمونا ***هل في الورى عبد يدري ما يقاسونا
لــو ينطقون لقالوا أين عاقـــلكم *** أين الــهــداة لكم أين المربّــونا
اليأس أجحف بالماضي فأغرقــه *** ببحر الشوق هل تراهم ياتونــــا
نــادى الغــريق فأيـــن منقـــذه *** فالقلــب منكسر أيــن الملبّونــا
لـطف الإلــه فلولا عنـــايتـــه *** لمات غريق هل تــدرون تــدرونـــا
جليبيب طالب العفاف
صحّ فطوركم