السلام عليكم
شاهدت ما جاء بالفيديو،وصراحة ظننت أنني سأشاهد صحفية تروي ما جرى في حادثة مثلا شهدتها بأم عينها ،ولكن وجدت صحفية تسرد الأحداث التي جرت من وجهة نظر خاصة،وغير موضوعية،وسأقول لك لماذا؟وسأحلل مضمون ما جاء وأرد الحجة بالحجة المفحومة بإذن الله :
تقول أن لا يوجد دليل بأن بنغازي كانت ستهاجم ،ألم يقل سيف الإسلام أننا على مشارف بنغازي؟ في تصريح له،وكذلك الشهيد محمد نبوس ،قتل عندما كان يصور كتائب القذافي وهي على مشارف بنغازي والفيديو موجود،أما بخصوص الطائرات،فبربكم ،لماذا هرب طياران ليبيان إلى مالطا،ولماذا قفز طيار أرسل لبنغازي بالمظلية وهذا كله موثق؟ ضف إلى ذلك تقول أقمار روسيا لم ترصد أي شئ،ومنذ متى روسيا تدعم الإطاحة بالإستبداد حتى تقر بالحقائق؟
ثم تصف الثوار بمقاتلي الناتو،وهنا مربط الفرس ،هنا تظهر هذه الصحفية بأنها غير موضوعية على الإطلاق لأنها انحازت إلى تسميتهم وفق مسميات طرف خاص ،كان يمكن أن تقول المتمردون ،المحتجون مثلا لكن هنا يظهر بجلاء عدم الموضوعية وما أدلت به كان سردا وفق منظور معين وليس بشهادة العنوان مغلوط.
المظاهرات المؤيدة كانت تعرض ،وأنا شاهدت بأم عيني تجمع غفير في مدينة ا لزاوية يؤيد القذافي عرض بالجزيرة مباشر،ما تقوله الصحفية كلام مغلوط من ألفه ليائه.
وقولها بأن طرابلس لم تسقط بدون مقاومة،مردود عليه بالوقائع،فقد سقطت ورأينا ذلك على المباشر ،وقد حلل المشهد محللون عسكريون بأن ذلك راجع إلى تفرق كتائب القذافي وإرسالها لجبهات متفرقة ،لتبقى طرابلس بدون وجود مكثف للكتائب فيها ،ثم انها تقول أن 1300 شخص قتل بطرابلس يوم تحريرها،لو كان ذلك صحيحا لرأينا الجثت المتحللة في الشوارع والميادين.
أما مسألة سيف الإسلام وإلقاء القبض عليه،فمعلوم أن الإشاعة واردة عندما تتوالى الأحداث وخاصة في مجتمع يعيش ثورة.وقضية باب العزيزية فمرة ثانية تقدم هذه الصحفية معلومة مغلوطة باب العزيزية لم يسقط يوم 20 تحرير طرابلس بل سقط بعدها بيومين ولم يقل أحد أنه سقط يوم 20 وسيف الإسلام كان هناك وصورت لقطات له ثم خرج وظهر في الفندق
ومسألة أن باب العزيزية هوجم 63 نعلمها كلنا وسمعناها لذلك لست أدري لماذا تقول لم يقولوا لنا ذلك؟
أما الفضيحة الكبرى التي لا تستدعي لفطنة حتى ندركها،هي في الدقيقة 4:37 عندما تقول بالحرف أنهم لم يطلعوها على الجماهير التي أرادت الدفاع عن عاصمتها من العودة إلى حقبة الإستعمار بعهد الملك ادريس،بربكم كيف تقول هذا إن كان لديها ذرة موضوعية ومهنية،انها تستخدم وتستعير بالحرف ما قاله القذافي في خطب عديدة
معلومة أخرى تقول لم يقولون لنا كيف أن شارع بوسليم صمد،وأقول لها بأننا رأينا ذلك وشخصيا على الجزيرة وعلى لسان عبد الحكيم بلحاج أن شارع بوسليم لم يسيطر عنه بعد وقد اتخذ ذلك أياما بعد 20 أوت.
والإفادات التي ذكرتها حول مؤيدي القذافي فنعلمها كلها،نظام استبدادي دام 42 سنة من الطبيعي أن يكون له مؤيدين ،فعلا لست أدري لماذا تقول كل مرة لم يقولوا لنا؟؟؟؟ بالرغم من أن كل شئ قيل ومعلوم.
وقضية وضاح خنفر ،هذه كذبة سمجة ،كيف لوسيلة إعلامية القدرة في تفجير ثورة ؟؟ الثورة لا تستطيع أن تفجرها دولة بحد ذاتها لأن الثورة حالة إجتماعية ديناميكية لا يمكن التنبؤ بمآلاتها ولا التحكم فيها ،فكيف للجزيرة ذلك؟فعلا هذه المرأة تسرد سردا ووفق المنظور الستاليني لنظرية المؤامرة وبإمتياز
أما بالنسبة لإحتجازها فمن احتجزهم كانت كتائب القذافي والمنطقة كانت لم يسيطر عليها الثوار بعد.
ثم تختم بقولها "ليبيا القذافي" الله على الموضوعية عندما تختصر "صحافية" بلد بأسره في شخص واحد.
بالختام أقول لصاحب الموضوع،أن لا يتسرع في تصديق ما يقال ،فأدوات قياس الموضوعية موجودة ولا تستدعي الكثير من الفطنة.
المرأة لم تكن موضوعية ،منحازة بشكل كامل ،للرواية الروسية ولا عجب أنها موظفة لدى قناة روسيا اليوم،أختم بقول الفيلسوف مالك بن نبي: " عندما تغيب الفكرة يبزغ الصنم" وهذا تفسير من لا يستطيع أن يرى القذافي بأنه حاكم مستبد ظن أن الشعب الليبي عبيدا اشتراهم.
سلام