اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحارث
|
حين ننظر للصفقة بعيون أم أسير محرر بعد انتظار دام عشرين أو ثلاثين عاماً فإننا سندرك قيمة الإنجاز المتحقق..
أضف إلى ذلك أننا رأينا مثالاً رائعاً من الإيثار جسده قادة الأسرى مثل عبد الله البرغوثي وحسن سلامة الذين تشدد الاحتلال في رفض إطلاق سراحهم، حتى كادت الصفقة أن تفشل، فما كان منهم إلا أن طلبوا من المفاوضين أن ينجزوا الصفقة حتى بدونهم..
من الانتقادات الخبيثة قول البعض إن أسر شاليط قد كلفنا ألف شهيد ودماراً وحصاراً وتجويعاً، ومن يعيد هذه الأسطوانة المشروخة يلمز في قوله إلى أن مقابل كل أسير حررناه فإن هناك شهيداً فقدناه، ومثل هذا الانتقاد بالإضافة إلى كونه يتضمن لغةً انهزاميةً غريبةً عن ثقافة الشعب الفلسطيني الأصيلة التي تعلي من قيمة التضحية والصمود والفداء، إلا أنه لا يصمد أمام التدقيق العلمي أيضاً، لأن هذه الشبهة تفترض أن كل مصيبة أصابتنا منذ أسر شاليط حتى اليوم كانت بسبب أسرنا له، وكأن تاريخ معاناتنا لم يبدأ إلا في الخامس والعشرين من يونيو 2006، مع أن السنوات الست التي سبقت أسر شاليط قدمنا فيها أربعة آلاف شهيد، وحتى الحصار فإن السبب المعلن له لم يكن أسر الجندي، بل كان هو فوز حماس في الانتخابات، وبذلك فإن هذه اللغة الانهزامية لا تستند إلى قراءة موضوعية، ومن يقومون بالترويج لها فإنما يخدمون الدعاية الإسرائيلية التي تسعى إلى هزيمتنا وكسر إرادتنا..
هذه الاعتراضات مع ذكرنا لها إلا أنها والحمد لله لا تمثل الحالة العامة في الشارع الفلسطيني، فالغالبية محتفية بهذه الصفقة تنظر إليها بأنها إنجاز تاريخي للإرادة الفلسطينية..
مما زاد من جمال هذا الإنجاز هو حرص حركة حماس على تقديمه في ثوب وطني بعيد عن أي حزبية وهو ما لمسناه في خطاب خالد مشعل الوحدوي الذي لم يزده النجاح إلا تواضعاً وخفضاً للجناح، كما لمسناه في مبادرة هنية للاتصال بعباس ووضعه في صورة الصفقة.
في ظل هذه الأجواء الإيجابية فإن على الكل الفلسطيني أن يلتقط هذه اللحظة الرائعة لتعميق خيار الوحدة الوطنية الحقيقية وإعادة البوصلة إلى مسارها الصحيح..
والحمد لله رب العالمين..