السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضِل للكتابة أسرار ولأسرارِها موانئ ترسو بها النّفس ليحدثَ التّزاوج بما يختلجُنا من أفكار..
وإليك طريقتي البسيطة في نسج أفكاري..
اللّحظة بلَغَتْ داخلي مشاعِر أُحسُّ بها كَدفءٍ يلفت انتِباهي لِحركةٍ تجتاحُني فيثبتُ عليها فكري لأتمعّن فيها وأستكشِفها وأتصيّدَ منها ما يُترجِمُها فيجعلُها مقروءة بعد أن كانت محسوسة..
مثال:
انتابني الشّعور بالوحدة
رغبة في الصّراخ
في التّحليق بعيدا عن الزّاوية المظلمة التي تقبع عليها ذاكرتي
ومنه استجمعت فكرتي على هذه الألفاظ:
وحدة، رغبة، ذاكرة، ظلام
فأُسقِطُ فكرتي الأولى على هذا الشّكل بعد الرّبط بين الألفاظ المذكورة:
لسعةُ ذاكرتي تحقنُ أوردة حياتي
فتشلُّ دفقَ أفراحي
تتملّكُني بِطرْقِها المُعْلَنِ على ملامحِي
تُباغتُ خَطوي
وتمتصُّ بقايا ابتسامةٍ
بنهَمٍ لا يرتوي
لتستويَ كظلٍّ يتشبّثُ بأطرافِ جوانحي
وِحدةٌ تهزِمُ رغبتي في انعِتاقٍ أبديٍّ
أسكنه عالما مشاهِدُ سلمه لا تمّحي
تُمارسُ طقوسَ الصّخبِ..
ولا عجب حينَ أفرُّ منه إليه بدوائر مغلقة
تقرئ العجلة انكسار مُبْلَسٍ مترنّحِ
........
.....
أريتَ أخي..كيف يُمكنُ لبضع حروفٍ أن تتنامى بينها الكلمات والمعاني
هو مثالٌ بسيطٌ كما سبق الذّكر.
حيث يُمكننا أن نكتب من خلال انسياقنا لما يملوه علينا إلهامنا كما يُمكنُنا استحضار أفكارِنا بسعيٍ منّا واعتمادا على خيالنا وهي طريقة مغرية لعشّاق الكتابة لأنّها تُداعبُ ملكتنا وتُظهِرُ مدى قدرتِنا على التّلاعب بالحروف..
طبعا لن يسهل عليك الأمر للمرّة الأولى ولكن مع تكرار المحاولات وخاصّة الرّغبة في الكتابة تستطيع أن تبني أفكاركَ كما تشاء مع مراعاة حسن انتقاء الألفاظ التي تخدمُها والتّنسيق بينها لتحصيل معنىً سليما لا كسور فيه.
أتمنّى أن تعجبك طريقتي في اعتناق ما يختلِجُني..وأن نرى لك حروفا بهذا الفضاء البهيّ.
دُمت بودّ.