اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dadozanouba
اولا احيي فيك سعة البال ورحابة الصدر وهي صفة قل ما نجدها
اخي الكريم كل ما اطلبه هو شرف المحاولة ولا اقصد ذر الرماد في عيون المغلوب على امرهم الروح التصالحية التي تريد ان تشيعها لن تتم الا بعد ان يتم التحقيق ومحاولة ايجاد على الاقل مقابرهم وما اكثر المقابر الجماعية التي يتم العثور عليها
انا يا اخيى انكويت بنار الارهاب ولدينا مفقود وشهداء صدقني من الصعب جدا ان تغمض عينيك ليلا وانت تعلم انا اخاك او قريبك مجهول مصيره فما بالك بالالاف الذين يتعلقون ولو بقشة امل
|
أختي الذي حدث في الجزائر حدث في دول أخرى ولنا أن نأخذ منها العبرة ... فقد حاولت الدول التي مرت بحروب أهلية أو ظروف مشابهة كالتي مرت بها الجزائر أن تفتح ملفات القتل لكنها فضلت غلقها بعد ذلك بسبب تشعب الموضوع ولا يمكن لك ذكر دولة حاسبت كل الذين شاركوا في الحروب الأهلية و تورطو في جرائم قتل وذهبت بعيدا في الملف فبعد فتح الملفات سيتضح أن عدد المتورطين أكبر بكثير من أن يتم محاسبتهم و ذكرت لك مثال إسبانيا و سأزيدك مثال الروندا و البورندي ... ولن يختلف السيناريو الجزائري عن ما سبقه بل ربما سيكون أكثر تعقيدا ... لأن الذي حدث بالتحديد هو أن المفقودين الذين تم إغتيالهم ، في غالبهم لم تأخذهم قوات نظامية بل أخذتهم الميليشيات (les cagoulés) التي لا تنتمي لأي تنظيم هيكلي بل هم مجموعة من الأشخاص أعطيت لهم الأسلحة في كل مدينة وقرية تقريبا و قامو بإعدام الناس دون محاكمة و لمجرد الشبهة أو لإنتمائهم للحزب المنحل ... و طبعا مجموعة من الناس يملكون السلاح و يتصرفون خارج القانون يمكنهم أن يرتكبو كل الجرائم التي لا يتصورها عاقل و كذلك فعل هؤلاء فقد إرتكبوا كل الموبقات من قتل إلى إغتصاب إلى سرقة وسطو هذا على الأقل ما رأيناه منهم و ما عشناه وما ذكره بالتفصيل السيد يحي عبد النور من خلال شهادات حية في كتابه الأخير الذي لا يحضرني عنوانه الآن ... لكن في الجهة المقابلة كان الإرهابيون الذين في الجبال يقومون بنفس الأعمال الإجرامية بل و أفضع منها ... بإختصار هي أجواء الحرب الأهلية و الإنفلات الأمني ولا قانون حينها يعلو فوق قانون العنف و السلاح ... و صعوبة متابعة هؤلاء تكمن في أنهم كانو يعملون خارج القانون و الناس الذين إختطفوهم و الجرائم التي إرتكبوها تعد من الجرائم الإرهابية و التي لم تكن متابعة من طرف أي جهاز أو سلم هيكلي فقد كانت كل مجموعة مشكلة من بضعة أفراد من الميليشيات تتحرك في قرية من القرى أو في أي مدينة بدون رقابة أو توجيهات من سلطة عليا بل تقوم بإختطاف الشباب وقتلهم و دفنهم دون علم أي أحد بإجتهادهم الشخصي ... فإذا فتحت التحقيقات وجب معاقبة كل هؤلاء الميليشيا ... لكن في المقابل يجب معاقبة الإرهابيين كذلك فلا يمكن معاقبة الميليشيات وترك الإرهابيين يتمتعون تقانون المصالحة وعفى الله عما سلف .... وهذا أمر مستحيل و غير واقعي قد يؤدي بالبلاد لمزيد من الفوضى ..
أما عن فقيدكم رحمة الله عليه فنحسبه عند الله من الشهداء ونسأل الله لكم الصبر فيه ... و لكن يجب أن تتذكري أن كل الجزائر هي ضحية للإرهاب ... فالضحايا ليسوا قضية شخصية تدافع عنها أسر وعوائل دون غيرها بل هي قضية كل الجزائريين ... و عندما نتكلم عن قضايا الوطن يجب أن نضع قضايانا الشخصية جانبا ..