بقلم: د.عارف دليلة الكل يتساءل عن سبب إحجام العالم إلى الآن عن التنديد بنظام الأسد بشكل قوي وضاغط عليه سياسيا ودبلوماسيا، كما أن تقديم إيران له مبلغ يقارب ستة مليارات دولار ثم الكويت مبلغ 30 مليون دولار يتم إيفاءه بشكل مريح أكثر من الراحة نفسها، كل هذا يشير إلى اجتماع إيران ودول الخليج على التنافس لخطب ودّ العاهرة الأسدية. نظام الأسد ينطبق عليه وصف أحد الأحرار أنه كالعاهرة التي تنام مع جميع حكام العالم وهو برأيي تشبيه بليغ مع فارق القياس بأن الشعب السوري هو الذي يدفع فواتير الاستمتاع المحرم.
نظام الأسد هو العاهرة الأكثر قدرة على إغراء وإخضاع حكام العالم بتملقها وتدليلها لهم تارة وبفجورها معهم وتهديدها لهم تارة أخرى وكمثال على التملق اعتراف نظام الأسد الآن بدولة فلسطين بحدود 67 واعتذاره من دولة قطر على الإساءة لسفارتها وأما المثال على الفجور فهو التفجيرات والاختطافات في أي مكان في العالم تحصل وتكون بصمات المخابرات السورية وراءها كاختطاف السياح الأستونيين السبعة من بداية الثورة السورية على يد جماعة تسمي نفسها النهضة والإصلاح وهي تسمية مخابراتية سورية بامتياز وكنت كتبت وقتها أن المخابرات السورية هم وراء حادثة الاختطاف ولقد ظهرت صحة توقعاتي عندما تم الإفراج عنهم فقد صرحوا أنهم كانوا محتجرين في سوريا فترة من الزمن، وأيضا محاولة اغتيال أردوعان بعد ذكره لمجزرة حماة، ولايستبعد أن يكون تفجير الأمس بالنرويج هو من صنع أيديهم لإعطاء درس لجارتها السويد التي صرح رئيس وزرائها مؤخرا بأن النظام السوري قد سقط، وذلك على مبدأ: أكلمك ياكنة واسمعي ياجارة أي أفجرك يانرويج وشوفي ياسويد ويحق لنا التساؤل: لماذا حدث الانفجار يوم الجمعة وهو يوم المظاهرات الأكثر وطأة على نظام الأسد؟ خصوصا أن هناك دول غربية تعرضت لاعتداءات إرهابية بسبب مايسمى الحرب على الإرهاب ولكن النرويج ليس لديها أي سابقة عدائية تجاه القاعدة وأشباهها ومع ذلك فلننتظر التحقيقات.
لكن لن ننسى أن العاهرة الأسدية هي الأقدر على إعطاء دورس بالشرف والممانعة والمقاومة وإنه لمما يحز في النفس أن هناك بعض البلهاء مازالوا يستمعون ويصدقون وهم للأسف ممن دعمهم الشعب السوري في أزماتهم ومحناتهم المتكررة.