في البداية تأكد يا أخي الكريم أن عذاب العنوسة بالنسبة للفتاة أعظم وأشد من عذاب الفقر
فالفقر موجود بين الناس من قديم الزمان أما العنوسة كظاهرة إجتماعية فهي وليدة هذا الزمان خصوصا في العشرية الأخيرة..
الفتاة تصبر على الفقر وتتأقلم معه وقد تكون أصلا فقيرة في بيت أبيها لذلك فلن يشكل هذا فرقا إن تزوجت رجلا فقيرا
ثم إن أمر الاختيار بين يديك فيمكنك اختيار فتاة من نفس طبقتك الإجتماعية حتى لا تكثر عليك من الطلبات ويمكنك يوم تخطبها أن تخبرهم بأن أحوالك المادية ليست جيدة لذلك فأنت ستنفق بقدر استطاعتك وتشترط عليهم أن لا يحملوك فوق طاقتك.
ثم يا أخي الكريم ليست 20000 دج أو 50000 دج هي التي ستجعلك سعيدا بل القناعة هي التي تجعلك تعيش سعيدا مرتاح البال فالقناعة كنز لا ينفد.
وهناك شيء يجب أن تتأكد منه وتؤمن به إن أردت أن تعيش مطمئنا مرتاح البال لست أن من سيرزق زوجتك وأبناءك بل ولست أنت من يرزق نفسك..
ما أنت إلا سبب وفقط
قال تعالى : (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ) الأنعام/151
وأكد هذا في آية أخرى : ( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً ) الإسراء/31 .
قال العلماء الفرق بين (من إملاق ) و ( خشية إملاق ) هو أن : (من إملاق ) يعني الفقر الحاضر و ( خشية إملاق ) يعني الفقر المتوقع في المستقبل.
أي لا تقتلوا أولادكم بسبب الفقر الحاصل بكم في الحاضر ولا تقتلوهم بسبب خشيتكم للفقر في المستقبل لأن الله هو الذي يرزق الجميع الوالد وأولاده..
والآيات كثيرة معلومة في بيان أن الله هو الرزاق لذلك لا معنى لخشية العبد من الزرق لأن رزقه مقدر و مضمون من عند الله تبارك وتعالى وقد أكد هذا الرسول عليه الصلاة والسلام حين قال : (أيها الناس ، اتقوا الله وأجملوا في الطلب ، فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها ، وإن أبطأ عنها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب خذوا ما حل ودعوا ما حرم ) رواه ابن ماجه، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الترغيب " .
لكن هناك شيء يجب التأكيد عليه وهو أن الله ميز وفضل بين الناس في الرزق لذلك مفتاح السعادة أن يقنع العبد ويرضى بما قسمه الله له من رزق ولا يتلطع إلا ما عند الناس لأنه إن فعل ذلك لازمته الهموم.
{إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً }الإسراء30
يقول فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك : ( فإن الله هو الرزاق وهو خير الرازقين وما من دابة إلا على الله رزقها ، وإنّ رزق الله لا يجره حرص حريص ولا يرده كراهية كاره ، ومن حكمة الله تعالى أن فارق بين العباد في أرزاقهم كما فارق بينهم في خلقهم وأخلاقهم فهو تعالى يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر أن يوسع الرزق على قوم ويضيقه على آخرين فهو تعالى متكفل بأرزاق العباد على ما سبق به علم الله وكتابه وقد علم سبحانه وتعالى وكتب أن من العباد من يبسط له في رزقه ومنهم من يضيق عليه ولله في ذلك حكم بالغة لا تحيط به العقول ، ومن حكمته تعالى في البسط والتضييق ابتلاء العباد بالنعم والمصائب كما قال تعالى : ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة ) ، وقال تعالى : ( فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن - وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن ) الفجر ثم قال تعالى : ( كلا ) أي ليس الأمر كما يظن هذا الإنسان بل تنعيمه تعالى وتضييقه على من شاء ليس إلاّ ابتلاء لا إكراماً ولا إهانة ، ، وبهذا الإبتلاء يتبين الشاكر والصابر من ضدهما والله بكل شيء عليم . أهـ
بالنسبة لزملائك ولكثير من الناس المشكلة تكمن في القناعة .،فلو أن الإنسان كان قنوعا لعاش سعيدا لكن تجد الشخص براتب 20000 يريد أن يعيش مثل الذي راتبه 50000 أو 60000 ألف وهنا تبدأ المشاكل ويعكر على نفسه صفو حياته.
وهناك أمر آخر وهو الهدف من الزواج لو علم الناس حقا لماذا يتزوجون وما هو الهدف الحقيقي من الزواج لعلموا أنهم مأجورون من عند الله في زواجهم وفي نفقاتهم وفي تربيتهم لأولادهم ولكان هذا سببا لصبرهم ورضاهم عن الحالة التي يعيشون فيها.
بالنسبة لي العائق الأكبر على الزواج كان البيت.. فمن غير المعقول أن تتزوج وأنت لا تملك حتى غرفة واحدة في البيت أما الآن وقد حلت هذه المشكلة فلن أنتظر طويلا وسأتزوج بإذن الله خلال شهر أو شهرين وأسأل الله التوفيق لي ولكم ولسائر المسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.