اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *مصطفى*
السلام عليكم
لدي وقفة في موضوعك أخي طاهر القلب بعد انقطاع وغياب عن الصرح وأول موضوع أتصفحه هو موضوعك
يا طاهر القلب إن الرجل الرشيد يخرج من الجماعة الرشيدة وحين ينعدم الرشاد في القوم كليا يبعث فيهم رجل رشيد ولكن في زمننا
أصبح الرجل الرشيد المستنجد بيه لا ينتمي للأمة القوم وعلى كل حال الأيام كشفت لنا أن الحكام يتساقطون من كراسيهم حين تعصف
بهم رياح التغيير أو قل هم منته الصلاحيات عند من كان يشد أزرهم وينتفع بهم زيادة عن إصرار الشعوب في خلعهم وقد مر علينا
في بلدنا أن كرسي الحكم بقى شاغرا لا لشيء إلا أن عكس الرجل الرشيد لم يوجد ليسد دالك الفراغ فلا وربك لا يحكم المسلمين غير من
ترضى عنه اليهود والنصارى حاكما بل قل ألا يوجد شعب رشيد
|
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أهلا بك أخي مصطفى ... و الحمد لله على العودة الطيبة , فقد اشتقنا لكم و لحديثكم طوال هذه المدة ... و بعد :
أخي مصطفى , إن اختلاف المنظور من القمة إلى الأساس أو من الأساس القمة معروف و ظاهر و لا جدال فيه فذلك أساس و تلك قمة و لا قمة بدون أساس , و لكن الجزم المطلق أن المنظور من القمة غير ذلك الذي هو من الأساس (أقصد التحقيق و القدرة على الفعل) , و لعلى أحدثك أنك أصبت لب الإشكال , نعم الواجب أن يكون ذلك الرشاد في الأساس لينتج لنا , أرشد و أفضل قمة ممكنة في رشادها , و قد صدق القول بأن ما بني على باطل فهو باطل ... و لكن بالإسقاط الواقعي على حال أمتنا العربية و الإسلامية بالعموم , فمنظورك المنطلق من رشاد الأساس صعب تحقيقا و توقيعا , لأن القمة أحكمت و استحكمت الأنفس و الهواء الداخل و الخارج منها , فكيف السبيل إلى تحقيق الرشاد على الأقل نظريا , و هم يعلمون جيدا أنه إن تحقق الرشاد في الأساس , فلا مكان لهم خلاله في قمتهم , لأنهم هم نقيضه و عكسه البائن , على العموم ليس قصدي في موضوعي هو بناء الرشاد في الأساس فنحن نعلم معوقاته و مصاعبه , و إن كانت غير مبررة إطلاقا لمنظورك فيه أي الواجب أن يكون الرجل الرشيد منبعثا من الجماعة الرشيدة و هنا الجماعة الرشيدة هي الأساس أو الأرض الخصبة التي تنبت فيها الشجرة الجيدة ذات الفروع و الثمار الطيبة ... أي أن ما قصدته بالرجل الرشيد في هاته القمة هو تحقيقه كموقف عقل على الأقل أو تحكيم العقل في وضع تأزم و طفح قيحه , فهو و إن كان في حياة سلطته تجاوز كل الصعاب فإن هاته لا نجاة له منها لان المنبع الذي هو أصله يرفضه ... للحديث بقية إن شاء الله