أخي جيرو
ان العلماء الربّانيين هم العلماء العاملين وليس القاعدين ، وهذا دأب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو لم يكن يجلس فقط في الحلقات ..قد يكون جيلك لم يصاحب الا الصحوة الأخيرة وهي السلفية العلمية ولكن غيرك كان لهم السبق بصحوة جهادية للأسف قضي عليها بعد هزمهم للاتحاد السوفييتي ..
لذا من أراد أن يحلفه الصواب في حكمه ، عليه أن يرجع الى طرفي النزاع ويستمع اليهما ثم يحكم بما يدل على باطنه وليس لنا حسابه في شيء انما مردّه الى الله فيحكم بين العباد ..
والقرآن يبين كيف تاب نبي الله داوود وأناب عندما سمع الى طرف نزاع واحد ثم أصدر حكمه ، وكذلك الأمر الى الذين يسارعون في الطعن والتلبيس دون الرجوع الى الطرف الآخر ..
أم عن قولك الحكم بالشرع ثم قلت حسب ما يفتي به العلماء الربّانيين من الشرع ، فاعلم هداك الله أن معاذ بن جبل رضي الله عنه الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أعلم أمتي بالحلال والحرام ، معاذ بن جبل) وقال أيضا (معاذ بن جبل امام العلماء يوم القيامة) ، حينما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبعثه الى اليمن ليفقه الناس ويعلمهم قال له
ــ بم تقضي يا معاذ؟
ــ بكتاب الله .
ــ فان لم تجد.
ــ أقضي بسنة رسوله.
ــ فان لم تجد في سنة رسوله؟
ــ أجتهد رأيي ، ولا ألوا.
فتهلل وجه رسول الله ، وقال ( الحمد لله وفق رسول رسول الله لما يرضي الله)
فما تواجهه الأمة من عظائم الأمور انما علينا الاحتكام فيها بكتاب الله وثم سنة رسوله وان لم نجد نأخذ بالاجتهاد ، ولكن ما ان تفتح كتاب ربك حتى تجد الآيات تفتي وتأمرك وتحثك ...واذا رحت الى سنة رسولك ترى من جهاده العجب العجاب ..واذا توجهت للعلماء العاملين تراهم يفتونك من الكتاب والسنة...واذا صوبت وجهك الى علماء السعودية ، رأيتهم يفتون بمحض اجتهادات لا فيه آية ولا فيه حديث ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ..
وصدق رسولنا اذ قال ( أخوف ما أخاف عليكم الأ ئمة المظلين) وقال أيضا فيما معناه (..خذوا عنهم فاذا اقتربوا أبواب السلطان فاحذروهم) .
والله الهادي الى سواء السبيل.