على كل حال، هناك من الأئمة من يضعف أحاديث الافتراق - غالبَها - منهم الإمام حافظ الأندلس أبو محمد ابن حزم الظاهري .
و الذي يظهر أنه أصح أحاديث الباب إسنادا - نسبة و حقيقة - هو حديث عوف بن مالك الأشجعي الذي رواه قاسم بن أصبغ القرطبي عن محمد بن إسماعيل الترمذي و عبيد بن عبد الواحد البزار كلاهما عن نعيم بن حماد الخزاعي عن عيسى بن يونس و عن نعيم عن ابن المبارك عن عيسى عن الرحَبيِّ عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي عن النبي عليه السلام قال (( ستفترق أمتي على بضع و سبعين فرقة أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم فيحرمون الحلال و يحلون الحرام )) ، و هذا إسناد رجاله ثقات متفق عليهم إلا نعيما الإمام البصري المصري الحافظ و هو من شيوخ البخاري في الصحيح وثقه ابن معين و ابن حنبل و ليس لمن جرحه حجة إلا الظنَّ و العصبية المذهبية من بعض الحنفية ، و الرَحَبيِّ ثقة طعن عليه بقول الخوارج غير أنه تاب و يتوب الله على من تاب ، و سائر السند حفاظ أجلاء و لله الحمد ، و تابع نعيما على روايته الحكم البلخي و سويد الحدثاني - و هذا روى له مسلم في صحيحه - فهو ثابت عن عيسى السبيعي كما قال الحافظ الذهبي و قال الذهبي ( فإن كان خطأ فمن عيسى )) اهـ،
و الله الموفق للخير