بارك الله فيك أخي عبد الرحيم
ان الحوار الهادئ والبعيد عن التجريح يشجعني شخصيا على العطاء وابداء ما أعتقده
الحقيقة أنك ذكرت نقاطا مهمة جدا حدثت في تاريخ الحركة الاسلامية المعاصرة وذكرت أن مآل هذه الحركات كانت نتيجة طبيعية لما سلكته من طريق خاطئ يعتمد على العوام المتحمس.
الواقع الذي ذكرته كان له انعكاس على رؤيتكم للطريقة الصحيحة التي يجب أن تنتهجها الحركة .
أنصت لي أخي عبد الرحيم الآن ، كيف ننظر نحن الآن الى نفس الموضوع المذكور.
العوام هم باعتقادنا القوم التبّع ، وهم الذين خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين وقد انبهروا بجموعهم ، ونحن لم نعوّل على همّتهم يوما أبدا ، وانّما نغير ما بأنفسهم من جهل وغفلة الى نصرة للدين ( أقصد نفسيا) ، هذا ما نحتاجه فقط من العوام ، لأننا نعلم أن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم ، ثم يوم الحسم نعلم أن الخلاص يكون بمجموعة قليلة من المؤمنين عليها أن تفرّ من المعاصي كما تفرّ من النار ، وتعتقد أن النصر هو تقوى وصبر ، اضافة كما ذكرت سابقا ، توبة القوم وأوبتهم للدين الله ، لذا أرى دائما بأننا نتكامل ولا نتنازع والله تعالى لايأمرنا جميعا بالنفير انما تبقى طائفة تنذر القوم وتعلمهم .
وأمّا عن الحسابات التي حسبتها بخصوص الكيان الصهيوني وكل الدول التي ذكرتها توضّح جدّا أنّها حسابات دنيوية لو حسبها أجدادنا الثواّر في الجزائر ماكانت لتخرج فرنسا ، والأمثلة من القرآن كثيرة عن غلبة الفئة المتوكّلة على الله على الفئة الكافرة
و لأطمئنك يا أخي عن ابطاء النصر عنا منذ احتلال الخلافة العثمانية ال يومنا هذا ، انما يتمثل في وعد الله لبني اسرائيل ، اذ وعدهم الله بأن يحضرهم للأرض المقدسة لفيفا ، ويعيد لهم قوتهم ويجعلهم أكثر نفيرا فاذا جاء وعد الآخرة كتب الله لنا الدخول الى الأرض المقدسة فاتحين يقودنا المهدي المنتضر كما وعدنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أما عن الأسباب التي نتخذها لفتح المقدس أرض الخلافة الموعودة ، فأتفق معك في أنه تشترط أن يغير القوم ما بأنفسهم ليغيّر الله من حالهم ، ولنقترب الى الصورة أكثر حتى يتبين لك أين نختلف معكم .
الأمة لاهية غافلة لاتمتّ لدينها بصلة الا من بعض الطقوس في أحسن أحوالها ، والقلّة القليلة من الحاملين لرسالة الاصلاح منقسمون الى تيارات تأكل احداهما الأخرى ، هذا هو وضعنا من دون أن نبرر مواقفنا .
آتيك الآن بالحل الذي نراه
ــ أولا عدم النزاع مع أي من الحركات الاسلامية الأخرى حتى نحافظ على طاقتنا .
ــ ثانيا تفحص واستغلال الفرصة لتعبئة الأمة حول ضرورة نصرة الجهاد والمجاهدين ، طبعا بالدعاء والتضرع.
ــ الاعتماد الكلي على الله في نضالنا مع الايمان الراسخ بالنصر ، ونحرص على ذلك باتباع سنة نبينا في كل أموره وليس يقتصر الأمر عندنا في المجال الدعوي.
ــ ان تحريض الأمة على الجهاد ليس معناه انتظار شيء منها ، وانما هو طلب لشرط وضعه الله علينا للنصر ، وهو أن يغيّر القوم ما بأنفسهم من خذلان وينصروا المجاهدين في أرض الرباط .
وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين